لجريدة عمان:
2025-03-17@11:03:39 GMT

الجزء المفقود من أحجية الإنترنت

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

الجزء المفقود من أحجية الإنترنت

كان بروتوكول التحكم في الإرسال أو بروتوكول الإنترنت في السبعينيات من القرن الماضي من أوائل الخطوات الرقمية المعروفة التي اعتبرت من أساسيات الإنترنت، وقبل ذلك، كان الاعتماد على تبديل الدوائر الذي يتطلب اتصالا بين طرفين ليتم الاتصال. حيث جاء البروتوكول مع حزمة تصميم تبادل أكثر انفتاحًا تعتمد على نظير إلى نظير دون الحاجة إلى إنشاء خط مسبق بين أطراف عملية الاتصال من الأساس.

وعندما أتيح الإنترنت للعالم أجمع من خلال شبكة الويب العالمية www في أوائل التسعينيات من القرن الماضي كان من المفترض أن يكون تطبيقا أكثر انفتاحا لقاعدة النظير إلى نظير peer to peer، هذا على اعتبار أن الشبكة جاءت لفتح بروتوكول التحكم في الإرسال وجعله لامركزيا في المقام الأول.

فعندما تصل أي تكنولوجيا جديدة إلى العالم فإنها إما أن تتلاشى من تلقاء نفسها أو تنشئ تأثيرا يجعل منها المعيار المقبول فيما بعد. وقد تكيف الناس مع شبكة الإنترنت واستفادوا من المزايا التي تقدمها بكل طريقة ممكنة ومن هنا بدأت شبكة الويب العالمية في التشكل بطريقة غير متوقعة.

تثبت سلسلة الثقة «البلوك تشين» أنها الجزء المفقود من أحجية الإنترنت، التي تسهل عمل نظام غير موثوق به بطريقة آمنة ومشفرة. وكأن ساتوشي ناكامونو وهو الاسم المستعار الذي يعرف العالم به مخترع العملة الرقمية – قد شعر أن الأنظمة النقدية لم تنلها الثورة التكنولوجية منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث استمرت البنوك في لعب دور المؤسسات المركزية التي تحتفظ بسجلات المعاملات وتحكم التفاعلات وتفرض الثقة والأمان بل والنظام بأكمله.

ومن هنا وجب تغيير هذا النظام البروقراطي لمواكبة التحول الرقمي المتوقع للاقتصاد فاخترع ساتوشي عملة مشفرة تدعى بتكوين وتم إتاحتها بواسطة سلسة الثقة التي تعالج الضعف الكامن في النماذج القائمة على الثقة.

ولكن ما هي سلسلة الثقة «البلوك تشين»؟

عندما نقول الكلمتين (block) و(chain) في هذا السياق فإننا نتحدث عن المعلومات الرقمية (السجل block) المخزنة بثقة في قاعدة بيانات عامة (chain سلسلة) وإن كانت بعض الترجمات تستخدم سلسة الكتل فإن الثقة هي التي تمثل الدور الأول والأخير للسلسلة وقاعدة البيانات.

وتتكون حلقات وسلسلة الثقة من ثلاثة أجزاء رقمية للمعلومات، الأول لتخزين معلومات المعاملات، والثاني لتخزين المعلومات حول من يشارك في المعاملات، والجزء الأخير لتخزين المعلومات التي تميزها عن السلاسل الأخرى.

وتعد سلسلة الثقة قائمة متزايدة من السجلات ترتبط باستخدام التشفير بحيث يحتوى كل سجل على تشفير جزئي للسجل السابق عليه والمرتبط به في إطار زمني محدد، لذلك فإن سلسلة الثقة مقاومة لتعديل البيانات فهي عبارة عن دفتر أستاذ مفتوح وموزع. يمكنه تسجيل المعاملات بين الطرفين بكفاءة وبطريقة يمكن دائما التحقق منها.

وعادة ما تتم إدارة سلسلة الثقة بواسطة شبكة نظير لنظير بصورة جماعية ومن خلال بروتوكول للاتصال يعتمد على استخدام أسلوب العقدة المتداخلة لتحقق من صحة السجل الجديد.

ولا تزال المتغيرات العامة لسلسلة الثقة مثل الايثيروم في طور النضج (الايثيروم هو حاسب اللامركزي العالمي الديمقراطي الذي يمكن اعتباره الأنموذج الجديد للخوادم) وقد يكون من الجيد إنشاء المزيد من التطبيقات المعقدة لإضافتها على سلسة الثقة. ولنضع في اعتبارنا جميعا أن سلسلة الثقة ليست مجرد تكنولوجيا بل هي مزيج من مبادئ الأعمال والاقتصاد ونظرية الألعاب والتشفير وهندسة علوم الكمبيوتر.

رئيسة نادي عُمان بلوكشين والبرمجيات مفتوحة المصدر

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مجلة "القافلة" تناقش مستقبل الإنترنت وتستطلع عوالم الربيع

أصدرت مجلة "القافلة" عددها الجديد (709) لشهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2025، الذي ناقش تأثير الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق على مستقبل الإنترنت، واحتفى بفصل الربيع برمزيته الجمالية والتجديدية، كما تضمَّن مقالات أدبية وفنية وعلمية تسلط الضوء على التطورات الراهنة ومساحات ثقافية متنوعة.

تناولت افتتاحية العدد دور التقنية الرقمية في مشهد الإعلام، انطلاقاً من المنتدى السعودي للإعلام الذي عُقد في الرياض في فبراير (شباط) الماضي، حيث انصب قسط وافر من التركيز فيه على تأثير التقنية على مستقبل "الإعلام في عالم يتشكَّل".


مخاوف التزييف العميق

في قضية العدد، تناول عدد من المختصين "مستقبل الإنترنت والقرية العالمية في ظل التزييف العميق"، لتسليط الضوء على القدرة المذهلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي على إنتاج مقاطع صوت وفيديو وصور مزيفة تحاكي الواقع بدقة مذهلة، مما يفتح آفاقاً إعلامية جديدة ويثير تساؤلات حول مصداقية المعلومات في العصر الرقمي.
وتطرّق النقاش أيضاً إلى سبل مواجهة سوء استغلال مثل هذه التقنيات، من خلال تعزيز الوعي الإعلامي لدى الجمهور وتطوير تقنيات ذكية مضادة تكشف المحتوى المزيَّف.


"هوبال".. والعربية وأقنعة الهوية

في باب "أدب وفنون"، كتب وائل فاروق عن التفاعل بين اللغة العربية و"الآخر" وأثر ذلك في تطويرها، بدءاً من إسهامات العلماء ذوي الأصول غير العربية في تأسيس علوم  اللغة، ومروراً بتأثير حركة الترجمة والاستشراق، وانتهاء بدور المراكز الثقافية خارج العالم العربي في إرفاد لغةٍ يصفها بأنها "نهر بين ضفّتين.. شرقية وغربية".
من جانبه سلَّط شعيب الحليفي الضوء على بُعد لغوي آخر يرتبط بالروح الممزَّقة التي يتّسم بها الأدب العربي المكتوب بلغة أجنبية، حيث يطفو هذا النقاش المستمر مجدَّداً على السطح عقب إعلان فوز الكاتب الجزائري الأصل، كمال داود، بجائزة "الجونكور".

واستعاد شوقي بزيع ملامح صورة من الذاكرة للشاعر اللبناني إلياس أبو شبكة، "شاعر العصف الذهني واللغة المتوترة". أما طامي السميري، فاستكشف صور الجار في الرواية العربية، مشيرًا إلى التحولات الاجتماعية التي أثرت على مفهوم الجيرة عبر الزمن.
وفي سينما سعودية، نطالع قراءة نقدية عن فيلم "هوبال" كتبها د. فهد الهندال، بينما يسلِّط زكي الصدير الضوء في فرشاة وإزميل على الأسلوب الفني للنحّات العماني أحمد الشبيبي، الذي يتميَّز بتجريد الخط العربي وتحويله إلى أعمال بصرية معاصرة.


هل تُنقذنا الحيوانات من الوحدة؟

في باب علوم وتكنولوجيا، يكتب د. عبدالرحمن الشقير عن "تاريخ التعدين في عالية نجد"، باحثًا موضوع استخراج المعادن في المنطقة وأهميته الاقتصادية. أما نضال قسوم، فيتناول "الظواهر والأجسام الغريبة" وما يُثار حولها من جدل، حيث يرصد ويقيِّم بعدسة العلم الاعتقادات المتزايدة حول الأجسام الطائرة المجهولة والظواهر غير المألوفة، التي يربطها البعض بوجود كائنات فضائية.
ويناقش رمان صليبا تأثير الحيوانات الأليفة في تحسين الصحة النفسية، خاصةً في ظل التغيرات الاجتماعية الحديثة. كما تشرع فاطمة البغدادي في رحلة البحث عن جمال الذات، التي أبرزت مفهوم "صورة الجسم" لدى البشر، منذ أن بدأت تتشكَّل مع اختراع المرايا ووصولًا إلى تأثرها اليوم بوسائل التواصل الاجتماعي.


من كوريا إلى العالم.. ومن العالم إلى تايلاند

في باب آفاق، يؤكد عصام زكريا أن المشاهدة المنفردة ليست كالمشاهدة في حشد،  فدور الجمهور لا يقتصر على التأثير في تلقي العمل الفني فحسب، بل يؤثر في الفنان نفسه.
ويتناوب علي المجنوني وعبود عطية على الإدلاء برأيهما حول دور المكتبة المنزلية في العصر الجديد. كما تبحث الكاتبة لي يي جي (لمياء) كيف أصبحت الثقافة الكورية قوة ناعمة تمتد عبر الموسيقى والدراما واللغة، لتؤثر في المجتمعات حول العالم. أما في زاوية عين وعدسة، فتأخذنا كلمة ياسر سبعاوي وعدسة عبدالله البطّاح في جولة مصورة إلى تايلاند، حيث الطبيعة الخلّابة وعناق الحداثة والتقاليد.
وفي ملف العدد، تكتب مهى قمر الدين عن رمزية فصل الربيع، وحضوره في المخيلة الإنسانية. كما ترصده في بُعده البيئي، وتتبع ما له من آثار عميقة في النفس وأصداء ما لبثت تتردَّد في مختلف الثقافات.


مقالات مشابهة

  • ظاهرة النوم القصوى رائجة على الإنترنت.. ما رأي الخبراء بها؟
  • المحتوى الرقمي بين التهليل والتحليل
  • جرائم تكشفها الصدفة.. إعلان للبيع على الإنترنت يكشف جريمة قتل
  • مجلة "القافلة" تناقش مستقبل الإنترنت وتستطلع عوالم الربيع
  • أين تنشأ عملات البيتكوين؟ السر الذي لم يُكشف بعد
  • لأول مرة.. آسر ياسين يكشف سر رفضه بطولة سلسلة "ولاد رزق"
  • الشارقة تسجل تداولات عقارية بقيمة 3.5 مليار درهم في فبراير الماضي
  • 3.5 مليار درهم تداولات عقارية بالشارقة في فبراير
  • بروتوكول تعاون بين الهيئة القومية للاستشعار من البُعد ومحافظة الفيوم
  • الشارقة تسجل تداولات عقارية بقيمة 3.5 مليار درهم فبراير الماضي