طلب فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- من الضيوف والعلماء المشاركين في المؤتمر الدولي لدار الإفتاء، الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء مستشفى المعمداني بغزة، سائلًا الله تعالى أن يتقبلهم في الشهداء والصالحين، وأن يحفظ فلسطين وأهلها من كل سوء.

 

وقال مفتي الجمهورية: إن مِنْ هَذِهِ المِنَصَّةِ نُعْلِنُ تَأيِيدَنَا لِمَوْقِفِ الدَّوْلَةِ المِصْرِيَّةِ وَقَائِدِهَا الرَّئِيسِ عَبْدِ الفَتَّاحِ السِّيسِي الَّذِي أَعْلَنَ بِحَسْمٍ رَفْضَ مِصْرَ لِتَهْجِيرِ الشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ مِنْ أَرَاضِيهِ، وَنُهِيبُ بِالمُجْتَمَعِ الدَّوْلِيِّ أَنْ يَتَضَامَنَ مَعَنَا عَلَى ضَرُورَةِ إِيصالِ المُسَاعَدَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ إِلى الأَمَاكِنِ المَنْكُوبَةِ وَالمُتَضَرِّرَةِ مِنْ جَرَّاءِ العُدوانِ الغَاشِمِ، وَمِمَّا لا شَكَّ فيهِ أَنَّكُم جَمِيعًا كَعُلَمَاءَ أَفَاضِلَ تُشَارِكُونَنِي الرَّأْيَ في أنَّ مَا يَحدُثُ مِنْ عُدوانٍ على الشَّعْبِ الفِلَسْطِينيِّ الحُرِّ أَمرٌ يَتَعَارَضُ مَعَ جَميعِ الأديانِ وَالضَّمِيرِ الإنسانِيِّ وَالقانونِ الدَّوْلِيِّ وكُلِّ الأعرافِ والتقاليدِ الإنسانيةِ؛ لأنَّ ما يحدثُ بوضوحٍ هو تَطهِيرٌ عِرْقِيٌّ مُمَنْهَجٌ وَقَضَاءٌ نِهَائِيٌّ مُبْرَمٌ على الحقِّ الفِلسطينيِّ وَإِمَاتَةٌ تَامَّةٌ لِلقضيةِ الأُمِّ وَهِيَ قضيةُ الأقصَى المُبَارَكِ.

جاء ذلك خلال كلمتة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "الفتوى وتحديات الألفية الثالثة"، مضيفًا أن استضافة مصر لهذا المؤتمر في هذا الظرف الدقيق ورعاية الدولة المصرية العريقة لكافة الفاعليات التي تدعم التنسيق والتشاور بين علماء الأمة ومفتيها لدليل واضح على اضطلاعها بكافة مسؤولياتها ومهامها التي أَمْلَتها عليها تلك المكانة التاريخية تجاه الأمة الإسلامية والعالم أجمع.

وأكد أن الاجتماع في هذا المؤتمر المبارك جاء لاستكمال المسيرة المباركة للعمل والجهاد الفكري، ومواصلة ما تم التعاون فيه سلفًا في فاعليات الأعوام الماضية من عمل دؤوب في سبيل الله تعالى وفي سبيل نهضة أمتنا وأوطاننا ومن أجل العمل على مواجهة التحديات التي تدهمنا.

وتابع: نحن الآن في بدايات هذه الألفية الثالثة بما تحمله من تحولات جذرية وتحديات خطيرة تنعكس على كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتنعكس أيضًا انعكاسًا خاصًّا وخطيرًا على مجال الخطاب الديني خاصة والأخلاق بصفة عامة، لذلك كانت الرؤية المختارة لهذا المؤتمر تدور حول مناقشة التحديات التي تواجه الفتوى ومؤسساتها في هذه الألفية الثالثة؛ حيث لا زالت تمر بالعالم أزمات عدة بسبب الصراعات السياسية والحروب التي هزت اقتصاديات العديد من الدول؛ لا سيما دول العالم الثالث أو ما يعرف بالدول النامية، وفي نفس السياق فإن شبح الإرهاب لا زال ماثلًا -وإن كان كامنًا- متربصًا مهددًا للأمن والسلم والاستقرار على رغم الجهود الكبيرة المبذولة من قِبَل الدول والحكومات فكريًّا وأمنيًّا.

أما الرسالة الثالثة فقد وجهها فضيلة المفتي إلى شعب فلسطين الصامد الحر الأبي في هذه الظروف الدامية العصيبة التي تدمي القلوب وتفتت الأكباد، قائلًا: نقول للشعب الفلسطيني الحبيب إن قضية الأقصى وفلسطين كانت -ولا زالت- قضية العرب والمسلمين الأولى والأهم، فلا تزاحمها أية قضية أخرى، ولا يؤثر عليها تتالي الأحداث ولا تموت بالتقادم، وهي ليست قضية العرب والمسلمين وحدهم، بل هي قضية كل إنسان شريف يعرف معنى الإنسانية ويقدر معنى الحرية بغض النظر عن عِرقه أو دينه أو انتمائه، وإننا نعاهد الله تعالى ونعاهدكم على أن نبقى بكل ما أتانا الله من قوة على الوعد والعهد بالنصرة والتأييد لكل شعب فلسطين، ندعم صمودكم من أجل استرداد كامل حقوقكم .

واختتم  كلمته بالترحيب مرة أخرى قائلًا: وفي نهاية كلمتي هذه أكرر ترحيبي بالضيوف الكرام وشكري لهم راجيًا لهم التوفيق والسداد في تحقيق هذه الغاية العظيمة التي اجتمعنا من أجلها، وإنني لأدعو الله تعالى أن تسفر أوراقكم البحثية ومناقشاتكم الجادة المنعقدة بورش العمل المختلفة عن رؤية جديدة تحمل نورًا ساطعًا وأملًا فسيحًا لحاضر الأمة ومستقبلها، فإن أمة الإسلام لا زالت بخير كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: شوقي علام مفتي الجمهورية دار الإفتاء غزة مستشفى المعمداني بغزة الله تعالى

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة الاسلامية في ايران: فقدان نصرالله ليس حادثة صغيرة

2 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة:

قال قائد الثورة الاسلامية في ايران علي خامنئي لدى استقباله الاربعاء، جمعا من النخب والمواهب العلمية المتفوقة ، اننا نحن في حداد ولكنني لم أؤجل اللقاء لان حدادنا من جنس حداد سيد الشهداء يضفي على الانسان الحيوية ويدفعه للتقدم.

واوضح قائد الثورة الاسلامية : نحن في حداد هذه الأيام حقا ، الحادثة التي حصلت ليست حادثة صغيرة، فقدان السيد حسن نصرالله ليس حادثة صغيرة.

وتابع سماحته : رغم أن أجواء الحداد العام تسود البلاد، إلا أنني لم أؤجل هذا اللقاء إلى وقت لاحق، لأن هذا اللقاء يحمل لنا رسالة، والرسالة هي أننا وإن كنا في حداد، إلا أن حزننا لا يعني الحداد والاكتئاب، حزننا من جنس عزاء سيد الشهداء (ع) حي و يحيي، و هذا الحداد يضفي علينا من الحركة والحماس.

ونوه قائد الثورة الاسلامية الى انه سيتحدث قريبا عن قضيتي غزة ولبنان مضيفا بالقول : أساس مشاكل المنطقة هو وجود جهات مثل امريكا وبعض الدول الأوروبية الذين يدعون كذبا وزرا انهم يرومون الى السلام والاستقرار.

واضاف: كما قلت ساتحدث عن قضيتي غزة ولبنان، لاحقا إن شاء الله، ولكني ساقول باختصار ان أساس المشكلة في منطقتنا هذه – التي اثارت الصراعات والحروب والهموم والعداوات وغيرها – سببها وجود من يدعون كذبا وسزورا انهم يريدون السلام والطمأنينة للمنطقة؛ واقصد أمريكا وبعض الدول الأوروبية. فهؤلاء لو كفوا شرهم عن هذه المنطقة، فلا شك أن هذه الصراعات والحروب والنزاعات ستختفي تماما. ويمكن لدول المنطقة أن تدير نفسها وتدير منطقتها وتعيش معا في سلام وصحة ورفاهية.

وتابع اية الله خامنئي قائلا: في يوم من الأيام يحرضون بلداً، يحرضون شخصاً مثل صدام، فتحدث مثل تلك القضايا الصعبة والمريرة. وحين يرحل ويرحل داعموه نرى بان الحب والوئام يسود بين البلدين، مثل زيارة الأربعين التي رايتموها انتم عن كثب، المسألة هكذا. إنه نفس الشيء مع الدول الأخرى. اذا وجود من يدعون زورا بانهم يتطلعون للسلام والاستقرار في المنطقة وهم كاذبون ، وجودهم هو الأساس الرئيسي لمشاكل هذه المنطقة.

واستطرد سماحته قائلا: نأمل بتوفيق الله وبجهود الشعب الإيراني العظيم وبمساعدة إلهام الثورة الإسلامية وتعاون الدول الأخرى أن نحد من شر الأعداء من هذه المنطقة إن شاء الله.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • نميرة نجم : دور الإتحاد الأفريقي في إستعادة تشاجوس علام في تاريخ القانون الدولي
  • فلسطين.. 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف الاحتلال لمخيم النصيرات ودير البلح
  • «عين على فلسطين».. بدء فعاليات مهرجان فيلم ماي ديزاين بسينما زاوية
  • مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تنظّم النسخة الثالثة من مؤتمر الصحة النفسية
  • القوى الفلسطينية تعلن الإضراب شامل حدادًا على أرواح شهداء مجزرة طولكرم
  • فلسطين.. 3 شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف الاحتلال منزلًا في دير البلح
  • خامنئي: لدي ما أقوله بشأن فقدان “نصرالله” وسأعرض ذلك قريبًا
  • المؤتمر الدولي للتوعية المعلوماتية" في نسخته الثالثة بمكتبة الإسكندرية
  • عقد "المؤتمر الدولي للتوعية المعلوماتية" في نسخته الثالثة بمكتبة الإسكندرية
  • قائد الثورة الاسلامية في ايران: فقدان نصرالله ليس حادثة صغيرة