أرسلت الولايات المتّحدة الأميركيّة حاملتيّ طائرات إلى السواحل الإسرائيليّة، في رسالة واضحة إلى إيران و"حزب الله"، من أنّ دخولهما الصراع الدائر بين تل أبيب و"حماس"، سيكون له تداعيات خطيرة عليهما. وكان لافتاً تصريح الرئيس الأميركيّ جو بايدن الذي دعا إسرائيل إلى عدم غزو غزة، على الرغم من دعمه العسكريّ المطلق لها.

توازيّاً، لا يزال لبنان يشهد حركة دبلوماسيّة نشطة، لتجنيبه التدخّل في الحرب، لأنّه غير قادر على تحمّل نتائجها، كذلك، فإنّ الدول الغربيّة تعمل على حصر المعارك في غزة، نظراً لأنّ جبهة الجنوب اللبنانيّ أخطر بكثير على إسرائيل من تلك في الساحل الجنوبيّ لفلسطين.
 
ولعلّ تحذير بايدن لإسرائيل بعدم إجتياح غزة برّياً، يُعبّر عن مخاوف أميركيّة من تمدّد الفشل الإستخباراتيّ في كشف مُخطّطات عمليّة "طوفان الأقصى"، إلى نكسة جديدة، تتمثّل في عدم قدرة تل أبيب في القضاء على كافة الأنفاق التابعة لـ"حماس". وبحسب مراقبين، فإنّ الحرب التي تعتمدها الفصائل الفلسطينيّة هي معارك شوارع، وقد تُكبّد إسرائيل هزيمة عسكريّة، تُضاف إلى خسائرها البشريّة والإقتصاديّة.
 
وأيضاً، يُعاني الإقتصاد الأميركيّ والأوروبيّ من تبعات الحرب الروسيّة – الأوكرانيّة، وهناك رغبة من الدول الغربيّة بتوجيه ضربة قويّة لـ"حماس"، للحدّ من قدراتها العسكريّة مستقبلاً. وفي هذا الصدد، لا يُمكن لهذه البلدان الداعمة لتل أبيب، أنّ تمدّها بالمساعدات على المدى الطويل، لأنّ التضخّم أنهكها، ولدى العديد منها قوّات عاملة ضمن "اليونيفيل" في جنوب لبنان، ومن شأن أيّ حربٍ بين "حزب الله" وإسرائيل، أنّ تطال القوّات الدوليّة، وسط التوتّر السائد بين البيئة الحاضنة لـ"المقاومة"، وعناصر حفظ السلام الأمميّ.
 
وفي هذا السياق، فإنّ "حماس" تُعلن أنّ الضربات الإسرائيليّة على غزة تقتل رهائن، وقد تعهّد بايدن أمام الأميركيين بالعمل على تحريرهم، وخصوصاً من يحملون الجنسيّة الأميركيّة، في الوقت الذي يخوض فيه السباق الإنتخابيّ مع سلفه دونالد ترامب، الذي يتقدّم بالأرقام على غيره من المرشّحين، وهو واثقٌ من فوزه مرّة جديدة.
 
أمّا بالعودة إلى جنوب لبنان، فإنّ "حزب الله" لا يزال يُهاجم مواقع عسكريّة إسرائيليّة على الحدود. ويتوقّع المراقبون أنّ تبقى عمليّات "المقاومة" مستمرّة، إنّ لم تتنهِ الحرب في غزة، ويقولون إنّ الإشتباكات بين "الحزب" والعدوّ لن تهدأ، لأنّ الجبهة الجنوبيّة أصبحت أساساً في معادلة توحيد الساحات، وهناك محاولات أيضاً لاستخدام الأراضي السوريّة للضغط على إسرائيل، لكنّ ردّ تل أبيب على لبنان، يختلف عن ذلك في سوريا، حيث تُقصف المطارات في دمشق، إذ بحسب المراقبين، إسرائيل ليست في حالة حرب مع لبنان بعد، وهي تكتفي بالردّ على مصادر إطلاق الصواريخ أو النار من الجنوب، بقذائف صاروخيّة أو غارات جويّة.
 
ويبقى وفق المراقبين قرار الحرب في الجنوب بيد إيران، فقد أبدى وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان إستعداد "المقاومة" للحرب إنّ لم تُوقف إسرائيل عدوانها على غزة، وقتلها الأبرياء. ويبدو أنّ إستراتيجيّة "حزب الله" و"حماس" باتت قائمة على الأنفاق، حيث يتمّ تخزين الأسلحة وتجهيز وتخبئة العناصر العسكريّة. ويصعب على العدوّ إكتشاف هذه المواقع القائمة تحت الأرض، من دون إجتياحٍ بريّ، وقذائف وصواريخ فائقة الدقّة، قد تُكلّف خزائنه مبالغ ماليّة طائلة.
 
وقد رمى بايدن كرة الدخول إلى غزة في ملعب إسرائيل، التي يُشير المراقبون إلى أنّها لا تزال تُماطل في اجتياح مناطق نفوذ "حماس"، لوجود إنقسام كبير حول الموضوع، دوليّاً وفي داخل تل أبيب، من أنّ الحرب البريّة قد لا يُكتب لها النجاح، وستتوسّع حكماً لتطال "حزب الله" في جنوب لبنان، الذي تعتبره الدول الداعمة لإسرائيل أنّه خصمٌ عسكريّ خطير على حليفتها في الشرق الأوسط، وقد يُضيّق الخناق كثيراً عليها، ما يُعرّضها لهزيمة مزدوجة في غزة وفي الجنوب، في الوقت الذي ترى فيه حركات "المقاومة" في المنطقة أنّها أمست قويّة، وهي تتمتّع بالثقة، وتستطيع أنّ تُهاجم تل أبيب، ونقل الحرب إلى داخل العمق الإسرائيليّ، تماماً كما جرى في 7 تشرين الأوّل، في عمليّة "طوفان الأقصى". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله تل أبیب

إقرأ أيضاً:

مباشر. الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لتعطيل مذكرة الاعتقال وحزب الله يقصف حيفا

في اليوم الـ413 من الحرب الإسرائيلية على غزة، اشتعلت خيام النازحين الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي، الذي كثّف هجماته صباحًا على رفح، ومخيم النصيرات، ومواصي خان يونس، ما أسفر عن سقوط عدة قتلى فلسطينيين.

اعلان

ولا يزال قرار المحكمة الجنائية الدولية يتصدر المشهد السياسي في إسرائيل، حيث ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب تدرس خطة لتعطيل أوامر الاعتقال الصادرة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، تتضمن المطالبة بفتح تحقيق بشأن المزاعم الموجهة إليهما.

وفي سياق متصل، حذرت الأمم المتحدة من خطر قطع إمدادات الغذاء والوقود والدواء عن قطاع غزة بشكل كامل بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض ونهب المساعدات من قبل عصابات مدعومة، حيث أشار منسقو المنظمة للشؤون الإنسانية إلى أن هذا الوضع يهدد حياة ما لا يقل عن مليوني فلسطيني.

أما في لبنان، فقد أصدر الجيش الإسرائيلي صباحًا سلسلة إنذارات لعدة بلدات في جنوب لبنان، فيما صعّد حزب الله قصفه على مدينة حيفا.

من جهة أخرى، أفادت القناة 12 الإسرائيلية نقلًا عن مصادر أميركية بأن إسرائيل ولبنان قريبان من التوصل إلى اتفاق قد يتم إنجازه في غضون أيام، بينما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن هناك عقبات ما زالت تعرقل إتمام التسوية.

تطورات اليوم السابق

آخر مستجدات الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان:Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "من سيناديني ماما الآن؟".. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة بعد غارة إسرائيلية على غزة تجدد القصف الإسرائيلي على غزة وضاحية بيروت الجنوبية.. ودعوات دولية لاعتقال نتنياهو وغالانت محكمة إسرائيلية تقضي بأن تعوض السلطة الفلسطينية عائلات إسرائيليين قتلوا في عملية سبارو عام 2001 غزةتل أبيبحزب اللهبنيامين نتنياهوالمحكمة الجنائية الدوليةلبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من المنصب.. ماذا نعرف عنها؟ يعرض الآن Next هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها خلال حكم ترامب الثاني المرتقب؟ يعرض الآن Next ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن موسكو لم تتورع عن استخدامه في الحرب يعرض الآن Next "لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين".. أول اجتماع حكومي دولي في مدريد بعد الاعتراف بالدولة يعرض الآن Next كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ضحايا اعلانالاكثر قراءة زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في حق نتنياهو وغالانت حدث "هام" في منطقة الأناضول.. العثور على قلادة مرسوم عليها صورة النبي سليمان سحابة من الضباب الدخاني السام تغلف نيودلهي: توقف البناء وإغلاق المدارس اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29قطاع غزةإسرائيلروسياضحايافرنساالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذكاء الاصطناعيدونالد ترامبوفاةصاروخالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • لماذا توقفت أميركا عن تأييد الدعم السريع؟
  • لماذا كثفت إسرائيل هجماتها على لبنان بعد زيارة هوكشتاين؟
  • بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
  • العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تخلق مزاعم وذرائع لتوسيع رقعة الصراع
  • كيف سيخرج لبنان من الحرب مع إسرائيل؟
  • لماذا تركز إسرائيل جهدها الحربي على قضاء صور بجنوب لبنان؟
  • مباشر. الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لتعطيل مذكرة الاعتقال وحزب الله يقصف حيفا
  • سقوط نتنياهو دوليا وأوروبا تجهز زنزانته.. اكتئاب في تل أبيب وصواريخ حزب الله تدك حيفا وبوتين يجهز النووي
  • “نبي الغضب” يستلهم قصة “كائن فضائي” ويؤكد فشل إسرائيل في حربها ضد حماس وحزب الله
  • أميركا توضح: ذهبنا إلى الحل الدبلوماسي في لبنان بعد إضعاف الحزب