قال المستشار الألماني أولاف شولتس، إن الفلسطينيين ليسوا هم حركة حماس، ويجب حماية المدنيين والعمل على وقف هذه المعاناة، متابعا "لهذا أتيت إلى مصر؛ لأنها جار مباشر لهذه المنطقة، وتتأثر من تداعيات هذا الأمر”.

وأكد المستشار الألماني في كلمته خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، نقلته فضائية “إكسترا نيوز”، اليوم الأربعاء، أن مصر وألمانيا تعملان على أن تصل المساعدات إلى قطاع غزة، و"نؤكد أننا لن نترك المواطنين هناك وحدهم، والعالم سيقوم بدوره في تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنيين المدنيين، ومصر وألمانيا لا تريدان لتداعيات هذا الأمر أن تنتشر في المنطقة، وأحذر الدول الأخرى أن تتدخل في هذا الصراع”.

وأضاف المستشار الألماني: “بالتعاون مع مصر، نود أن نمنع تداعيات هذه الحرب الفظيعة، والرئيس السيسي قام بدور مهم جدا في التفاوض، وخالص تقديري له”.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الألماني الفلسطينيين المساعدات الإنسانية المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس السيسي المستشار الألمانی

إقرأ أيضاً:

ويتكوف والخوف على مصر

ويتكوف، مبعوثُ ترامب في أزمةِ غزة، أخذَ على عاتقِه أصعبَ مهمة، فشلَ فيها من سبقه من وسطاء الرئيس السابق بايدن والمبعوثين الأوروبيين. فالتَّوصلُ إلى حلّ شبهُ مستحيلٍ الآن، إسرائيل لن توقفَ عملياتها العسكريةَ إلا بإطلاق من تبقَّى من الرهائن وخروجِ حماس. وحماس ترفضُ مغادرةَ غزة.

عكسَ ويتكوف في حوار صحافي ما سمعه عن مخاوفَ من تداعيات الأزمة. يخشى مبعوثُ ترامب أن تنعكس أزمةُ غزة على أمن المنطقة واستقرارها، مثل أن تهدّد الدولة المصرية، وتتسبب في غضبِ شباب السعودية.

هنا، أتفق معه بأن كلَّ الدول متضررة من الحروب والفوضى التي تعمّ المنطقة ومصلحتها جميعاً دعم السَّلام.

وأختلف معه على تداعيات أزمة غزة، فهي لن تتسبب في اندفاعِ الشباب إلى الشوارع، ولم ولن تهدد أمنَ مصر واستقرارها وغيرها. قد نشهد أزمةً سياسية مع مصر، لو قرَّرت واشنطن أو إسرائيل تهجير مليوني غزاوي عبر حدودها. إنما ليس تدفق الفلسطينيين عبر الحدود، هو ما سيزعزع الدولةَ، لأن في داخل مصر أكثر من هذا الرقم من لاجئين من دول الحروب مثل السودان، وسوريا، والوضع مستقرٌ، والمؤسسة المصرية راسخة.

الاضطراب المحتمل من وراء التهجير أن يشعل خلافات بين مصر وإسرائيل تفسد السلام والعلاقة بين البلدين لأول مرة منذ أربعين عاماً. وإنْ كان الرئيس ترامب قد تراجع حقاً عن فكرة تهجير سكان غزة، حينها سيكون بمقدور ويتكوف حل الأزمة وذيولها، مستعيناً بدعم مصر وقطر وتعاون الأطراف ذات العلاقة.

في حساب المضاعفات، الفارقُ كبير بين الإصرار على إقصاء قيادات حماس، ومسؤوليها، وإبعاد مليوني شخص من سكان القطاع.

في هذه الأزمة كثيرون يريدون الانتفاع من ورائها. نتانياهو يريد التَّهربَ من محاسبته على تهاونه مع «حماس»، ومعسكر «حماس» يريد إنقاذها. القول إنَّ مصر ستنهار، ومجتمعات الخليج ستضطرب، والمنطقة ستشتعل، ومصالح واشنطن ستصبح في خطر، هو مثل إعلانات شركات التأمين التي تقوم على بث الخوف من المستقبل المجهول لإقناع عملائها.

هذه تحليلات سياسية جزئياً صحيحة باستنتاجات مضللة. لدينا تاريخ لأكثر من نصفِ قرن، وسجل حافل بالأزمات يبرهن خطأ كل هذه الطروحات.

القضية الفلسطينية على كثرةِ مراحلها المضطربة لم تكن عاملاً في إسقاط أي نظام عربي على مدى خمسين عاماً، العكس ربَّما هو الصحيح، استغلتها نظمٌ تحاول التغطية على فشلها الداخلي باسم مواجهة إسرائيل. سقوط نظام بشار الأسد، مثلاً، جاء نتيجة تراكم العقوبات الأميركية، وعلاقة النظام بإيران بالدرجة الأولى.

الحقيقة أنَّ غزةَ وأهلها ضحية الاستغلال طوال عقدين، فإيران تستخدم حماس في توازناتها العسكرية وضغوطها السياسية مع إسرائيل والولايات المتحدة. ونتانياهو يستخدم حماس منذ عام 2001، لمنع تنفيذ ما تبقَّى من اتفاق أوسلو وتعطيل مشروع حل الدولتين. واليوم هو يمدّد الحرب على غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لمنع إسقاط حكومته.

خمسون ألف شخص قتلوا في غزة غالبيتهم مدنيون في مأساة مروعة، ومع هذا لم تظهر مظاهرات عربية عفوية، أو تشتعل عواصم، أو تسقط أنظمة في المنطقة.

لكل بلد عوامله الداخلية التي يتأثر بها، أبرزها القضايا المعيشية؛ الخبز والوظائف، التي قد تقذف المجتمع في أتون الاضطرابات. من حيث المواقف السياسية والانسجام مع المزاج الشعبي، كل الحكومات العربية أعلنت وقوفَها ضد إسرائيل في حرب غزة.

الشَّباب في السعودية، مثل بقية أبناء الجيل الجديد في المنطقة، بالتأكيد غير راضين عما أصابَ غزةَ من تدمير وتهجير ونقص أغذية وأدوية. فما يحدث في غزة يبدو انتقاماً وعقاباً جماعياً ظالماً، إنَّما هذه منطقة مليئة بالمآسي تنتهي واحدة لتبدأ مأساة أخرى، والكلّ مشغول بهموم حياته اليومية.

ويتكوف محقٌّ في سعيه لوقف الحرب وتداعياتها، ورأيي أنه لا يكفي إنهاء أزمة غزة؛ بل أمامه فرصة الاستفادة منها، والتوجه نحو تفاوض لسلام شامل.

المنطقة بأزماتها المتعددة تمثل فرصةً للتحرك السياسي؛ لبنان بـحزب الله ضعيف، وغزة والضفة الغربية من دون قوة الفصائل الفلسطينية المسلحة، وسوريا من دون الأسد، وإيران خسرت وكلاءها ونفوذها. العالم كله سيكون أفضل من دون مثل هذه الفوضى.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإيراني: أمريكا لا تستطيع الادعاء بإعادة الاستقرار للمنطقة بالهجوم على اليمن وقتل المدنيين
  • حركة حماس تحيي صمود أبناء الشعب الفلسطيني في غزة
  • مسؤول فلسطيني: تهجير الغزيين سيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة
  • حركة حماس تؤكد: وافقنا على مقترح الوسطاء ونأمل ألّا يعطله العدو الصهيوني
  • رئيس حركة حماس في غزة: سلاح المقاومة خط أحمر
  • عاجل | حركة حماس توافق على مقترح وقف إطلاق النار
  • عاجل | رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية: سلاح المقاومة خط أحمر
  • حركة حماس ترفض كل مشاريع ومخططات التهجير والتوطين والوطن البديل
  • ويتكوف والخوف على مصر
  • هيومن رايتس ووتش: النظام الاجتماعي الألماني يفشل في حماية الفئات الضعيفة