أضحت أروقة وساحات مستشفيات قطاع غزة، شماله وجنوبه، ملجأ لآلاف من العائلات التي كانت تأمل تجنب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 11 يوما، إلا أن مجزرة المستشفى المعمداني التي سقط فيها أكثر من 500 شهيد أغلبهم نساء وأطفال قلبت آمال الفارين من جحيم الحرب إلى مآس جديدة.

 

وحوّل القصف الإسرائيلي المستشفى الأهلي المعمداني إلى ساحة لأكبر مجزرة في تاريخ قطاع غزة، حيث أحال المئات من المرضى والنازحين إلى أشلاء مبعثرة.

ووصف شهود الوضع بالكارثي والصادم والمرعب.

 

ويعد "المعمداني" أقدم مشفى في قطاع غزة، وبني قبل نكبة فلسطين بأكثر من نصف قرن وسط مدينة غزة في أحد المربعات السكنية المكتظة بحي الزيتون.

 

وفي مستشفى ناصر في خان يونس (جنوب) نصبت مئات العائلات خياما أو أقامت سواتر من قماش أو بطانيات للحصول على بعض الخصوصية.

 

وجلست أميرة (44 عاما) على الأرض لإعداد بعض شطائر الجبن لأطفالها، وتقول "نشعر بحكة في أجسامنا، لم نستحم منذ أسبوع" مضيفة "الموت رحمة لنا".

 

عائلات تفترش الأرض

 

وعلى رصيف المستشفى، أكياس سوداء مليئة بالفضلات وجثث قطط وكلاب نافقة، بينما تفوح رائحة كريهة من جميع الجهات.

 

وقد امتلأت باحة المستشفى بمئات العائلات التي تنام أرضا رغم انخفاض درجات الحرارة والبرد في الليل، بينما ينام آخرون في السيارات، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

 

وقالت منظمة الصحة العالمية بالأراضي الفلسطينية المحتلة إن المستشفيات في قطاع غزة "على وشك الانهيار، الأروقة مكتظة بأشخاص يبحثون بطريقة يائسة عن مأوى آمن، والعدد يزداد".

 

وأضافت "هناك أكثر من 30 ألف شخص لجؤوا لمستشفى الشفاء في مدينة غزة وحده، استنادا إلى قسم التعاون الدولي في وزارة الصحة" التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

 

وتابع "نحن قلقون من انتشار الأوبئة بسبب النزوح والنقص في المياه والنظافة الشخصية بين الناس الذين هم في وضع مأسوي".

 

وضع مأساوي

 

وفي أروقة مستشفى الشفاء وسط مدينة غزة، يقوم نازحون بتحضير الخبز لتوزيعه على العائلات. ويعلق آخرون ملابسهم على حبال على الجدران.

 

وفي هذا الوقت، لا تتوقف صفارات سيارات الإسعاف التي تصل تباعا لتنقل مصابين وقتلى إلى المستشفى الذي قصدته عائلات عديدة لإلقاء النظرة الأخيرة على أفراد منها قبل دفنهم.

 

ويصف أبو أسعد القدسي "الوضع بالمأسوي". ويقول "الأمور صعبة للغاية، عائلات كاملة بأطفالها، رضع، كبار وصغار وشيوخ هنا".

 

ويقول إبراهيم تيسير ياسين "عدد كبير من الناس في مستشفى الشفاء! لا أحد ينظر إلينا بعين الرحمة. ما ذنبنا نحن؟ ما ذنب الأطفال؟ ما ذنب النساء؟".

 

ورغم توجه عشرات آلاف الأشخاص إلى الجنوب، ينفذ جيش الاحتلال غارات على مناطق جنوبية. وقد تعرضت رفح وخان يونس للقصف.

 

وقال شهود لوكالة الصحافة الفرنسية إن آلاف الأشخاص في رفح وخان يونس افترشوا حدائق المستشفيات ومدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطيني (أونروا).


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تعذر وصول عدد كبير من الشـ.ـهداء إلى مستشفيات غزة

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بتعذر وصول عدد كبير من الشهداء إلى مستشفيات غزة.

مدير مستشفيات غزة: الاحتلال ارتكب مجــاز ر في جميع مناطق القطاعسقوط 342 شهيدا بينهم 179 بمدينة غزة وشمالي القطاعأخبار العالم | تصعيد خطير في غزة .. إسرائيل تخرق وقف إطلاق النار .. اغتيال قياديين في حماسالنيابة الإسرائيلية توافق على طلب نتنياهو بتأجيل محاكمته بعد استئناف الحرب على غزة

أفادت وسائل إعلام بارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 330 شهيدا وأكثر من 1000 مصاب، وذلك نتيجة الغارات الجوية العنيفة التي نفذها الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وبحسب المصادر، فإن الغارات استهدفت مناطق سكنية ومرافق مدنية في قطاع غزة، إضافة إلى مخيمات اللاجئين، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.

وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، في ظل وجود العديد من الإصابات الخطيرة واستمرار انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

وأكدت وزارة الصحة في القطاع أن النظام الصحي في القطاع في حالة انهيار كامل، حيث تواجه المستشفيات نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى أزمة وقود خانقة تؤثر على تشغيل المولدات وأقسام العناية المركزة.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب إعلان الحكومة الإسرائيلية استئناف العمليات العسكرية ضد حركة "حماس"، متهمة الأخيرة برفض مبادرات التهدئة واحتجاز رهائن، وهو ما دفع إسرائيل إلى تنفيذ ضربات وصفتها بـ"الموسعة" على مواقع الحركة، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ومن جانبها، حمّلت حركة حماس إسرائيل المسؤولية الكاملة عن المجازر التي ترتكب بحق المدنيين، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لوقف "العدوان المستمر" على الشعب الفلسطيني.

ويتجه المشهد في قطاع غزة  نحو كارثة إنسانية متفاقمة، وسط تصاعد الغارات الجوية، وتزايد أعداد القتلى والمصابين، وتدهور الوضع الإغاثي والطبي بشكل غير مسبوق، في ظل غياب أفق واضح لوقف التصعيد أو التوصل إلى تهدئة جديدة.

 
 


 

مقالات مشابهة

  • في مجزرة جديدة بحق الطفولة في غزة.. الاحتلال الإسرائيلي يقتل 174 طفلًا في يوم واحد
  • في مجزرة جديدة.. العدو الصهيوني يقتل 174 طفلًا فلسطينيًّا في يوم واحد
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين: الحرب تقـ.ـتل أبناءنا وندعو لعودة التفاوض
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين: الحرب تقتل أبناءنا وندعو لعودة التفاوض فورًا
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين: ندعو لوقف فوري للحرب والعودة للتفاوض
  • تعرف على القيادات الحكومية التي اغتالتها إسرائيل بعد استئناف العدوان على غزة
  • وصول جثامين عشرات الشهداء إلى مستشفى المعمداني في مدينة غزة
  • تعذر وصول عدد كبير من الشـ.ـهداء إلى مستشفيات غزة
  • مجزرة إسرائيلية.. ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينين لأكثر من 330
  • إعلام إسرائيلي: رئيس الشاباك رونين بار يرفض قرار نتنياهو بإقالته