استخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن «سرطان الثدي» قد ينقذ حياة الملايين!
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
يعد سرطان الثدي مصدر قلق صحي كبير يؤرق كل امرأة، وهو أكثر أنواع السرطانات التي تم تشخيصها بين النساء في سلطنة عمان، فوفقًا للسجل الوطني العماني للسرطان، فإن هذا النوع بالتحديد يمثل حوالي 24.4٪ من جميع السرطانات التي تم تشخيصها حديثًا في الإناث خلال 2019. بالإضافة إلى أن هناك تزايدا في اكتشاف حالات جديدة سنويا بما يقارب 200 حالة جديدة.
ويمكن أن يلعب الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي دورًا مهمًا في تحسين نتائج العلاج ومعدلات البقاء على قيد الحياة. وهنا بات يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي، وخاصة نماذج التعلم العميق مثل inception mv4، تحليل كميات هائلة من البيانات الطبية، وأن تتعلم اكتشاف التشوهات الدقيقة أو العلامات المبكرة للأورام الخبيثة بنسبة 100٪ ، ونسبة أسرع من أحدث طراز في التعلم العميق بمقدار 7٪.
وهي النماذج التي استخدمناها أنا والفريق المكون من الأستاذ الدكتور محمد هادي حبايبي، والأستاذ الدكتور محمد رفيق الإسلام ، والأستاذ الدكتور تيدي جانوان من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لابتكار جهاز فريد من نوعه يعتمد على الذكاء الاصطناعي لإرسال الصور الحرارية إلى الحوسبة السحابية لمعالجتها وتصنيفها وإرسال النتائج إلى الجهاز مرة أخرى خلال 6 ثوان فقط !
دقة أكبر.. وقت أقل
ويحمل تكامل الذكاء الاصطناعي في الكشف عن سرطان الثدي العديد من المزايا. أولها إمكانية توفير تفسيرات أكثر موضوعية وموحدة للصور الطبية، مما يقلل من أخطاء أخصائيي الأشعة. ثانيًا، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحديد أولويات الحالات بناءً على تقييم المخاطر، مما يسمح لأخصائيي الرعاية الصحية بتخصيص الموارد بكفاءة وتوفير التدخل في الوقت المناسب للمرضى المعرضين لمخاطر عالية. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانية خفض تكاليف الرعاية الصحية وتحسين إمكانية الوصول إلى فحص سرطان الثدي، لا سيما في المناطق ذات الموارد الطبية المحدودة.
ومن الجيد وجود مشاريع كثيرة ومعمقة في المجال اليوم، فقد بلغ عدد الدراسات والبحوث فيه أكثر من 150 تصب جميعها في الكشف عن سرطان الثدي، وبلغ عدد خوارزميات الذكاء الاصطناعي أكثر من 15 خوارزمية متباينة النتائج. أما الجهاز الذي توصلنا إليه، فيقوم بإرسال الصور الحرارية إلى الحوسبة السحابية لمعالجتها وتصنيفها وإرسال النتائج إلى الجهاز مرة أخرى خلال 6 ثوان فقط ! ويمكن تبني النظام للأفراد وفي المؤسسات الصحية العامة والخاصة.
هكذا تعمل الآلات الخبيرة
لتغذية الجهاز بالبيانات الأولية، تم الحصول على قاعدة بيانات لـ287 مشاركة، تتراوح أعمارهن بين 23 و120 عامًا، 186 منهن بصحة جيدة و48 مصابات بورم سرطاني، وتم التأكد من ذلك عن طريق التشخيص بواسطة التصوير الإشعاعي والموجات فوق الصوتية والخزعات. من ثم تم التقاط الصور الحرارية بكاميرا FLIR الحرارية طراز SC620، والتي لديها حساسية أقل من 0.04 درجة مئوية وتلتقط 40 درجة مئوية تحت الصفر إلى 500 درجة مئوية. بعدها خضعت المشاركات لضغط حراري لتقليل درجة حرارة سطح الثدي وتم التقاط عشرين صورة متتابعة كل 5 دقائق. أي أن مجموع الصور الحرارية بلغ أكثر من 5000 صورة حرارية. ليتم المقارنة بينها وتعرف الجهاز عليها في ما بعد.
اكاديمي وباحث متخصص في الذكاء الاصطناعي
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی سرطان الثدی
إقرأ أيضاً:
من يملك وجوه الممثلين؟ كيف يواجه نجوم هوليود خطر استنساخهم بالذكاء الاصطناعي؟
مع تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى البصري، ظهرت إشكاليات قانونية غير معتادة، بعد أن أصبح بإمكان شركات الإنتاج استنساخ وجوه الممثلين وأصواتهم رقميا، بعلمهم أو من دون علمهم وموافقتهم، مما يفتح الأبواب لاستخدامات غير قانونية قد تستمر بعد وفاتهم.
وقد أعرب عدد من النجوم عن قلقهم من استغلال أصواتهم وملامحهم سلعة رقمية، بعد أن وقع بعضهم عقودا تمنح تلك الشركات حقوقا مفتوحة لاستخدام صورهم وأصواتهم مدى الحياة، بينما هدد البعض الآخر باتخاذ خطوات قانونية تصعيدية احترازية لحماية صورهم البشرية من الانتهاك والتشويه والسرقة الرقمية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"إليو" رحلة إلى الفضاء بلا وجهة درامية واضحةlist 2 of 2صناع سينما وثائقية: أنظارنا تتجه نحو غزة ولن نتوقف عن التوثيق والإدانةend of list ندم متأخر وعقود غير عادلةتعد الممثلة غلين كلوز من أبرز النجوم الذين عبّروا علنا عن قلقهم من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في استنساخ صورهم وأصواتهم، وأكدت خلال مشاركتها في مهرجان صندانس رفضها القاطع لاستخدام ملامحها أو صوتها في أي إنتاج رقمي. كما عبّرت عن مخاوفها من التداخل المتزايد بين الحقيقة والتزييف نتيجة لهذه التقنيات.
أما النجم روبرت داوني جونيور، فقد أوضح -في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس- عزمه اتخاذ إجراءات قانونية ضد أي جهة تستنسخ شخصيته رقميا دون إذن صريح، سواء أثناء حياته أو بعد وفاته. ولفت إلى أن فريقه القانوني يبحث حاليا في آليات الحماية الممكنة، في ظل تأخر التشريعات عن مواكبة هذا النوع من الانتهاكات.
وفي المقابل، وقع عدد من الممثلين الشباب ضحايا لعقود رقمية غير منصفة، مقابل مبالغ زهيدة، دون إدراكهم الكامل للتبعات. ومن بينهم الممثل الأميركي آدم كوي الذي باع حقوق استخدام صوته وصورته لشركة "إم سي إم" (MCM) مقابل ألف دولار فقط. وبعد أشهر، فوجئ بانتشار فيديوهات لنسخة رقمية منه تروّج لعلاجات مزيفة أو تتنبأ بكوارث، رغم أنه لم يصور أو يوافق على أي منها. وعلى الرغم من استيائه، لم يتمكن كوي من حذف تلك الفيديوهات، إذ لا تمنع بنود العقد سوى الاستخدامات المتعلقة بالإباحية أو منتجات التبغ والخمر.
إعلان خطورة سهولة الاستخدام وانخفاض التكاليفأحد أهم الأسباب التي تعزز من انتشار المحتوى الرقمي المصنوع، بواسطة الذكاء الاصطناعي، هو سهولة الصنع وانخفاض التكاليف، حيث لا يتطلب صنع فيديو كامل سوى نصف يوم تصوير أمام شاشة خضراء، مع قراءة النصوص والتعبير عن عدة مشاعر. ويستطيع الذكاء الاصطناعي بعد ذلك إنتاج محتوى رقمي بأي لغة وأي وجه وأي نبرة صوت، وهناك بعض الشركات التي تتيح صنع فيديو كامل مجانا أو بمئات الدولارات.
ورغم سهولة صنع المحتوى البصري بالذكاء الاصطناعي، فإن هناك مخاطر كبيرة، تتعلق باحتمالات استعمال الشخصيات الرقمية للممثلين دون رقابة، أو بمحتوى مضلل، خاصة أن هناك العديد من الذين وقعوا عقودا غير قابلة للإلغاء تتضمن بنود استغلال لشخصياتهم الرقمية.
نقابة الممثلين الأميركية تفرض معايير رادعةفرضت نقابة الممثلين الأميركية قواعد صارمة لتنظيم استخدام الأصوات والنسخ الرقمية المولدة عبر الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلانات، وذلك من خلال إصدار وثيقة تُعرف باسم "إعفاء الإعلانات الصوتية الديناميكية باستخدام الذكاء الاصطناعي" (Dynamic A.I. Audio Commercials Waiver).
وتنص هذه الوثيقة على ضرورة الحصول على موافقة مسبقة وصريحة من الممثلين قبل استخدام أصواتهم، مع ضمان حصولهم على تعويض مادي عن كل نسخة تُستخدم. كما تحدد الاتفاقية مدة زمنية لاستخدام النسخة، وتشترط حذفها فور انتهاء التعاقد.
وفي خطوة مهمة، وقعت النقابة اتفاقا رسميا مع منصة "نايرتيف" (Narrative) يتضمن بندا يلزم بألا تقل أجور الممثلين عن الحد الأدنى المعتمد من النقابة. ويُعد هذا الاتفاق أول تحرك تنظيمي من نوعه يضع إطارا واضحا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلانات الصوتية.
في مواجهة الانتشار المتزايد لاستغلال الشخصيات الرقمية للنجوم، أطلقت بعض الوكالات الفنية والتقنية خدمات رقابية متقدمة لحماية الفنانين. ومن بين هذه المبادرات، قدّمت وكالة "سي إيه إيه" (CAA) خدمة تخزين المسح ثلاثي الأبعاد لوجوه وأصوات وحركات الفنانين، مما يمنحهم القدرة على التحكم الكامل في استنساخهم الرقمي وتحديد شروط ومواضع استخدام شخصياتهم. كما توفر هذه التقنية ميزة إضافية تتمثل في كشف أي استخدام غير مصرح به لشخصياتهم الرقمية.
وفي السياق ذاته، اعتمدت وكالة "دبليو إم إي" (WME) نظام شراكة مع شركة "لوتي" التي توفر آلية رقابية ترصد الاستخدام غير القانوني لهويات النجوم الرقمية، وتُفعّل إجراءات فورية لحذف المحتوى المخالف.
وقد تسهم هذه الخطوات في استعادة السيطرة على عمليات التزوير الرقمي، وتحد من مخاطر استغلال الصور والأصوات الرقمية للفنانين دون موافقتهم، خاصة في ظل غياب أطر قانونية واضحة تنظم هذا النوع من الانتهاكات حتى الآن.