قال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن لفظ " عليا الطلاق " لا يقع به طلاق، فهو بمثابة حلف يمين ولكن بقوة، مثله مثل قول الشخص "والله العظيم"، وكفارته كفارة يمين.

وأجاب أمين الفتوى، خلال رده على سؤال شخص ورد إلى صفحة دار الإفتاء يقول فيه: "أقسمت بقول علي الطلاق ولكن تراجعت، فهل زوجتي طالق؟" قائلا: "لا ليس طالقا، وزوجتك مازالت في عصمتك ولم تقع بها طلقة".

وأضاف: "ولكن إذا حنثت في هذا اليمين أو تراجعت فعليك كفارة يمين وهي إطعام عشرة مساكين بقيمة 100 جنيه، وكل شخص حسب مقدرته المادية، ولكن أنصحك بعدم الحلف بالطلاق مرة أخرى فهو يمين الفساق لأن من يحلف فلا يحلف إلا بالله".

اقرأ المزيد:

هل ترك التسبيح او نسيانه في الركوع او السجود ييطل الصلاة

كفارة يمين الطلاق عند الغضب
الطلاق يقع فى حالة الغضب الذى يمكن أن يسيطر فيه الإنسان على نفسه، أما إذا كان الغضب شديدا يكون الزوج كالمجنون فلا يقع الطلاق، لما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «لا طلاق ولا عتاق في إغلاق».

وإذا وصل الغضب بالإنسان إلى حد لم يعد له قصد ولا معرفة بما يقول أو يفعل، أو غلب عليه الهذيان والخلل في أفعاله وأقواله الخارجة عن عادته، فهذا لا يقع طلاقه.

كفارة يمين الطلاق المعلق على شرط
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن مقولة «عليا الطلاق» لا توقع الطلاق، حيث إنها يمين، وإذا كانت مشروطة بأمر وحنث به الشخص ولم ينفذه، يكون عليه دفع كفارة.

وأوضح «جمعة»، في فتوى له، في إجابته عن سؤال: «رميت على زوجتي يمين طلاق، وقلت لها "عليا الطلاق لتتركي البيت الآن، ثم أخذتها إلى بيت أبيها، والآن هناك محاولات صلح، فما كفارة يميني؟»، أن قول الرجل لزوجته «عليا الطلاق» لا يقع بها طلقة، وإنما فقط يكون عليه كفارة يمين بصيام ثلاثة أيام أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم.

وأضاف أنه في واقعة السؤال، لا يقع الطلاق بقول «عليا الطلاق»، وبالتالي لا تحسب طلقة، قائلا: «وليس عليه كفارة يمين ولا يحزنون، حيث إنه نفذ يمينه، وتركت المنزل بالفعل».

أسباب الطلاق في مصر 
كشف الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عن أسباب الطلاق في مصر وكيف تتعامل دار الإفتاء مع هذه الظاهرة للحد منها؟
وقال مفتي الجمهورية، في حوار لصدى البلد، إن أسباب الطلاق في مصر، لا يشترط توافرها جميعا في كل الحالات، بل لكل حالة ظروفها التي تختلف بها عن غيرها.
وذكر مفتي الجمهورية، أن من أسباب حدوث المشاكل الأسرية كذلك، الجهل بالحقوق الزوجية، وكذلك التدخل الخاطئ للأهل والأقارب في الحياة الزوجية لأبنائهم.

وأشار المفتي، إلى أن هذا السبب من أشهر أسباب الطلاق بمصر في السنوات الأولى من الزواج كما هو وارد في الإحصاءات المعتمدة؛ فعلى الأهل والأقارب التدخل بشكل إيجابي فقط إذا تطلب الأمر ذلك وظهر عجز أحد الطرفين عن التصرف بحكمة.

وتابع المفتي: ولا شك إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وسوء استخدامها كذلك أصبح أحد العوامل المسببة لزيادة حالات الطلاق طبقا لما أثبتته عدة دراسات اجتماعية وإحصائية؛ حيث انكفأ كل واحد من الزوجين أغلب أوقاته على جهازه وعالمه الافتراضي الخاص، واتخذه متنفسا له في تعدد العلاقات والصداقات التي تضر كيان الأسرة، وكذلك نشر مختلف أحوال حياته وشئونه الخاصة.

مواجهة ظاهرة الطلاق
وأوضح، أن دار الإفتاء المصرية، تتخذ عدة تدابير وقائية من أجل تحصين بناء الأسرة؛ حيث أطلقت في الأعوام الأخيرة عدة دورات وبرامج متخصصة في هذا الشأن، كبرنامج "تأهيل المقبلين على الزواج" الذي يهدف إلى توعية المقبلين على الزواج.
كما تم إنشاء وحدة متخصصة للإرشاد الأسري والزواجي، لمواجهة ظاهرة الطلاق، حيث تحال عليها المشكلات من إدارات الفتوى المختلفة، وكذلك إدارة فض المنازعات الأسرية. ويتم في جلسات الإرشاد الأسري بحث مسائل الطلاق، بحضور ممثل شرعي من دار الإفتاء، إلى جانب متخصصين في علم النفس والاجتماع، فضلا عن رصد أهم المشكلات والمستجدات المتعلقة بالأسرة، خاصة الطلاق لدراستها والعمل على حلها بإيجاد معالجة شرعية من خلال اعتماد اختيارات فقهية تعد مخارج شرعية لكثير من حالات الطلاق؛ مراعاة لأحوال الناس، وتحقيقا لمصلحة بقاء العلاقة الزوجية.

الطلاق الشفوي
وأكد مفتي الجمهورية، أن بحث مسألة الطلاق الشفهي هو من الأهمية بمكان، ولكن بالنظر في الوضع القانوني القائم فإن قانون الأحوال الشخصية الموجود والتطبيق القضائي والإفتائي لا يساعد أبدا على أن نقول بأن الطلاق إذا صدر من الزوج ولم يوثقه بأنه لا يقع، ولتغيير هذا الأمر نحتاج إلى تعديل تشريعي، حيث يقوم مجلس النواب بالتحقق من المصالح والمفاسد المترتبة عن هذا الأمر وهذا يحتاج أيضا إلى تدخل علماء الاجتماع ومراكز الأبحاث وعلماء الشريعة للإدلاء بدلوهم في هذه الظاهرة وإيجاد حلول لها.

وذكر مفتي الجمهورية، أن المذهبية الفقهية استطاعت عبر العصور أن تحتوي الجميع، وأن تصبغهم بصبغتها الوسطية الرافعة للحرج عن الأمة، الآخذة بيدها نحو كل ما هو يسير وسهل بفضل مسيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي نقلت لنا عن طريق الصحابة ثم التابعين في انسياب تام وتعاون ملموس، وربما توجد آراء متشددة في أي مذهب ولعل ذلك يرجع لسياق أو ظروف سائدة معينة.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الطلاق الشفوي مفتى الجمهورية مفتی الجمهوریة أسباب الطلاق علیا الطلاق دار الإفتاء کفارة یمین لا یقع

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: المرأة المصرية أثبتت قدرتها على العطاء والتضحية من أجل وطنها

هنأ  مفتي الجمهورية فضيلةُ الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم المستشارةَ أمل عمار لصدور القرار الجمهوري بإعادة تشكيل المجلس القومي للمرأة وتعيينها رئيسة له، متمنيًا لها كل التوفيق والسداد في مهامها الجديدة. كما هنَّأ فضيلتُه عضوات وأعضاء المجلس الجدد على ثقة القيادة السياسية بهم.

 

الإسلام دين العدل والمساواة

 

وأضاف فضيلةُ المفتي في  أنَّ اختيار الكفاءات النسائية المؤهلة لتولي مثل هذه المناصب الهامة يعكس اهتمام الدولة البالغ بتمكين المرأة ودعم دَورها الفاعل في المجتمع، مشيرًا إلى أنَّ هذا القرار يأتي تتويجًا لجهود كبيرة بذلتها الدولة المصرية في مجال حقوق المرأة، مؤكدًا أنَّ الإسلام دين العدل والمساواة، ويدعو إلى تمكين المرأة وتقدير دَورها في الأسرة والمجتمع.

 

وأشار فضيلتُه إلى أنَّ المرأة المصرية أثبتت على مرِّ العصور قُدرتها على العطاء والتضحية من أجل وطنها، وقدَّمت العديد من النماذج المشرفة في مختلف المجالات، مؤكدًا أنَّ تعيين المستشارة أمل عمار رئيسًا للمجلس القومي للمرأة يساهم في تعزيز هذا الدَّور، ويفتح آفاقًا جديدة أمام المرأة المصرية للمشاركة الفاعلة في صناعة المستقبل.

كما أكَّد أنَّ المجلس القومي للمرأة، بقيادته الجديدة، سيكون له دَور محوري في تعزيز مكانة المرأة المصرية، وحماية حقوقها، وتمكينها في كافة المجالات، مشددًا على ثقة فضيلته في قدرة المجلس على تحقيق المزيد من الإنجازات التي تساهم في تقدُّم الوطن وتطوره.

 

 

 

على الجانب الآخر  شارك. مفتي الجمهورية الأستاذ الدكتور نظير عياد رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم في القمَّة العالمية للزعماء الدينيين التي تُعقد في الخامس والسادس من نوفمبر الجاري،  لحضور الدَّورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (COP29)، حيث سيلقي فضيلته كلمةً رئيسية في المؤتمر. 
 

اكد مفتي الجمهورية أن هذه المشاركة في الحدث العالمي تأتي كرسالة من دار الإفتاء المصرية لدعم القيم الإنسانية وتعزيز التعاون بين الأديان في حلِّ القضايا العالمية، وعلى رأسها قضايا تغير المناخ، مضيفًا: "سنعمل من خلال هذه القمة على تعزيز الحوار ونقل موقف موحَّد من قادة الأديان، يركز على حماية البيئة ويدعو إلى وقف الصراعات والحروب التي تهدِّد استقرار الإنسانية".

وأكَّد فضيلةُ المفتي أنَّ الأديان لها دَور محوري في نشر الوعي البيئي، والالتزام الأخلاقي تجاه الأرض التي استخلفنا الله فيها، مشددًا على أنَّ الهدف من هذا اللقاء هو توحيد الجهود لتحقيق السلام والاستدامة البيئية للأجيال القادمة.
 

مقالات مشابهة

  • هل يجوز أداء ركعتي سنة الفجر بعد طلوع الشمس.. الإفتاء تجيب
  • سيدة: زوجى بيخونى؟ وأمين الفتوى: الطلاق ليس حلا
  • هل يجوز المسح على الحذاء أثناء الوضوء؟ دار الإفتاء تحسم الجدل الفقهي
  • مفتي الجمهورية: التشييد والبناء وعمارة الأرض أحد أشكال العبادة
  • مفتي الجمهورية يلتقي رئيس لجنة الجمعيات الدينية في أذربيجان لتعزيز التعاون المشترك
  • مفتي الجمهورية: المرأة المصرية أثبتت قدرتها على العطاء والتضحية من أجل وطنها
  • مفتي الجمهورية يزور معهد أذربيجان للعلوم الدينية
  • مفتي الجمهورية يهنئ رئيسة المجلس القومي للمرأة
  • مستشار مفتي الجمهورية: مصر الأزهر تمثل نموذجًا للتدين الصحيح
  • دار الإفتاء توضح حكم اليمين الغموس.. وتكشف عن كفارته