غزة – تصاعد الرفض العربي الرسمي والشعبي، على “مجزرة” إسرائيل في مستشفى المعمداني في غزة، بين إلغاء قمة رباعية عربية كانت مقررة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بعمان، وإصدار إدانات رسمية وإعلان الحداد وتنظيم مسيرات غاضبة.

جاء ذلك في بيانات رسمية لدول ومنظمات عربية ومواقف شعبية، عقب قصف الجيش الإسرائيلي محيط مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، ما خلف أكثر من 500 قتيل، بحسب وزارة الصحة في القطاع.

وفي وقت سابق امس الثلاثاء، قال متحدث وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة للأناضول إن “ما يزيد على 500 فلسطيني قتلوا خلال قصف إسرائيلي استهدف محيط المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة”.

فيما اكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول إنه “لا تتوفر كافة التفاصيل” حتى الآن بشأن ما حدث في المستشفى، وفقا لهيئة البث الحكومية.

** إلغاء قمة الرباعية

قال السفير أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إنه “بالتنسيق بين كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، تقرر إلغاء القمة الرباعية التي كان مقرراً انعقادها في العاصمة الأردنية عمان (بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن)”.

وأشار إلى أن القرار “جاء على ضوء قصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، وسقوط مئات الضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني جراء هذا القصف”.

** إدانات وحداد

وقالت الخارجية السعودية إنها “تدين بأشد العبارات الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصفها مستشفى الأهلي المعمداني في غزة”، مؤكدة أنها “ترفض بشكل قاطع هذا الاعتداء الوحشي”.

وأدانت الإمارات في بيان للخارجية، ذلك الاستهداف، وعبرت عن “أسفها العميق للخسائر في الأرواح”، داعية “المجتمع الدولي إلى بذل الجهود للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح وتجنب المزيد من تأجيج الوضع”.

وواصفة قصف المستشفى بأنه “مجزرة وحشية وجريمة شنيعة بحق المدنيين العزل”، قالت الخارجية القطرية إنه “تعدٍّ سافر على أحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي”.

وتابعت أن “توسع الهجمات الإسرائيلية في غزة لتشمل الأعيان المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان، يعتبر تصعيدا خطيرا في مسار المواجهات، وينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة”.

ومشددة على أن ما حدث “جريمة حرب”، أعربت الخارجية العمانية عن استنكارها وإدانتها استهداف مستشفى المعمداني.

وأكدت الخارجية الكويتية، في بيان عن “إدانة الكويت واستهجانها الشديدين للقصف الوحشي الذي تعرضت إليه اليوم مستشفى المعمداني”، داعية “المجتمع الدولي ومجلس الأمن لوضع حد فوري لهذه الممارسات اللاّ إنسانية ضد الشعب الفلسطيني”.

وفي البحرين، أعربت وزارة الخارجية في بيان عن “إدانة مملكة البحرين واستنكارها الشديد للقصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي المعمداني”، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

أعربت وزارة الخارجية عن “استنكار سلطنة عُمان وإدانتها استهداف المستشفى وسقوط مئات المدنيين بين شهيد وجريح الأمر الذي يمثل جريمة من جرائم الحرب والإبادة وانتهاكا للقانون الدولي الانساني والأخلاق والمواثيق الدولية”.

من جانبه، ندّد مجلس التعاون الخليجي بـ”القصف الوحشي” على المستشفى، معتبرًا أنّ ما جرى “دليل صارخ لانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي الخطيرة”.

** مواقف رفض متصاعدة

في سياق متصل، قالت الخارجية المصرية إنها “تدين القصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي المعمداني في غزة، والذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا الأبرياء والجرحى والمصابين من المواطنين الفلسطينيين في غزة”.

مصر شددت على أن “القصف المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية انتهاك خطير لأحكام القانون الدولي والإنساني ولأبسط قيم الإنسانية”.

وأدانت الخارجية الأردنية، في بيان، بـ”أشد العبارات العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى الأهلي المعمداني”، مؤكدة “ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، تكاتف الجهود لوقف الحرب المستعرة على غزة فورا”.

كما أدانت الرئاسة الجزائرية “الهجوم المتعمد على المستشفى في غزة من قبل قوات الاحتلال”.

وتعليقا على الاستهداف الإسرائيلي للمستشفى، ندد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، بـ”الضمير العالمي الساكت عن الظلم والحق”، واعتبرها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، إن “جريمة إبادة”، وفق بيانين منفصلين.

ودعت وزارة الخارجية اللبنانية، في بيان، المجتمع الدولي، إلى “التدخل الفوري لوقف المجازر الاسرائيلية وإطلاق النار”.

وفي ليبيا، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أن استهداف المستشفى “جريمة وحشية”، واعتبرها رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، “إبادة جماعية”، وفق بيانين منفصلين.

وأدان المغرب، في بيان للخارجية، القصف الإسرائيلي للمستشفى، مطالبا بحماية المدنيين من قبل كل الأطراف وعدم استهدافهم.

بينما دعت الحكومة الموريتانية، في بيان، إلى “الوقف الفوري للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني”، معلنة “الحداد الوطني على أرواح شهداء مجزرة المستشفى الأهلي في غزة وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام”.

بينما اعتبر الرئيس التونسي قيس سعيد، في بيان للرئاسة أن “الصهاينة ارتكبوا مذابح ومجازر وفي كل مجزرة يقدمون أنفسهم ضحايا”.

وعلى مستوى المنظمات العربية، أدان الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، الثلاثاء، القصف متسائلا: “أي عقل من جهنم ذلك الذي يقصف مستشفى بنزلائه العزل عن عمد؟”.

وأضاف: “آلياتنا العربية توثق جرائم الحرب ولن يفلت المجرمون بأفعالهم ولابد للغرب أن يوقف هذه المأساة وفورا”.

كما أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عن إدانته واستنكاره الشديدين للقصف “الوحشي” للمستشفى، داعيا “المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته لوقف تصرفات قوات الاحتلال الإسرائيلية”.

** مواقف شعبية

كما شهدت مدن عربية هبات شعبية احتجاجا على “مجزرة مستشفى المعمداني” بغزة، وفق مراسلي الأناضول.

وتظاهر مئات التونسيين، مساء الثلاثاء، أمام السفارة الفرنسية بتونس وعدة مدن أخرى، مرددين هتافات بينها “الشعب يريد تحرير فلسطين”.

كما شهدت العاصمة الليبية طرابلس ومدينة مصراتة الثلاثاء خروج مسيرات احتجاجاً على القصف ذاته، ورفعت الأعلام الفلسطينية مرددين شعارات “لبيك لبيك يا أقصى”.

كما تظاهر آلاف اليمنيين، مساء الثلاثاء، في محافظة تعز جنوب غربي البلاد، تنديدا بقصف إسرائيل للمستشفى الأهلي المعمداني في غزة.

كما شارك مئات المغاربة، مساء الثلاثاء، في وقفات احتجاجية، وقفة أمام مبنى البرلمان في الرباط وعدة مدن أخرى منها طنجة والدار البيضاء (شمال)، للتنديد بهجوم إسرائيل على المستشفى الأهلي المعمداني في غزة.

ولليوم الثاني عشر على التوالي، تشن إسرائيل غارات مكثفة على غزة، وتقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة ردا على عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس وفصائل فلسطينية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وحتى قبل الحرب الراهنة، يعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: مستشفى الأهلی المعمدانی فی غزة مستشفى المعمدانی وزارة الخارجیة المجتمع الدولی قوات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

رسائل “حماس” الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجيش الإسرائيلي (صور)

#سواليف

استثمرت حركة ” #حماس ” أدق تفاصيل #عمليات_تبادل_الأسرى و #المحتجزين مع إسرائيل، حيث تعمدت إخراج مشاهد إطلاق سراح المحتجزين كرسالة واضحة تهدف إلى كسر جانب من #هيبة_الجيش_الإسرائيلي.

ولم تقتصر “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، على مشاهد الاحتفاء بإطلاق سراح الأسيرات الإسرائيليات بصورة أنيقة والوقوف على المنصة وتقديم الهدايا والتذكارات لهن، فضلا عن بزات المقاتلين النظيفة والسيارات المتينة غير المتسخة بغبار القصف المهول، ليقولوا من خلال ذلك إن الدمار الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بغزة لم يحقق النتائج المرجوة منه.

رسائل “حماس” الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجيش الإسرائيلي

كما أن ظهور الأسرى الإسرائيليين بهذه الصورة يسجل النقاط لصالح “حماس” أمام الرأي العام والشارع الإسرائيلي وربما الدولي الإنساني بأن هؤلاء هم الناجين من القصف الإسرائيلي الكثيف بحماية “حماس” وأيضا لم ينقصهم طعام أو شراب رغم الحصار المطبق الذي كان مفروضا على كامل القطاع الفلسطيني.

مقالات ذات صلة الشوبكي ..رفضنا تهجير الفلسطينيين قد يكلفنا اقتصادنا ويضعنا تحت رحمة الاحتلال!” .. المطلوب خطة استباقية 2025/02/01 رسائل “حماس” الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجيش الإسرائيلي

واليوم، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة “طوفان الأحرار”، أطلقت “كتائب القسام” سراح أسيرين إسرائيليين باستخدام مركبة إسرائيلية تم الاستيلاء عليها من مستوطنات غلاف غزة خلال عملية “طوفان الأقصى”.

رسائل “حماس” الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجيش الإسرائيلي

كما حمل عناصر “كتائب القسام” بنادق “الغول” التي اشتهرت بدورها الفعال في عمليات قنص الجنود الإسرائيليين خلال القتال البري الذي استمر لعدة أشهر.

إضافة إلى ذلك، رفع عناصر الكتائب لافتة تحمل اسم مستوطنة “رعيم”، التي اقتحموها في السابع من أكتوبر الماضي.

قائد “كتيبة الشاطئ” هيثم الحواجري في إعلان إسرائيلي سابق أنها اغتالته

كما ظهر الرشاش الإسرائيلي “التافور” بأيدي مقاتلي “القسام” خلال عملية تسليم الأسيرين في خان يونس، وهو سلاح تم الاستيلاء عليه من جنود الجيش الإسرائيلي.

ولم تتوقف الاستعراضات عند العتاد والمركبات، حيث من المقرر ظهور قائد “كتيبة الشاطئ”، هيثم الحواجري، شخصيا لتسليم أحد الأسرى الإسرائيليين في مدينة غزة إلى ممثلي الصليب الأحمر الدولي. ومن الجدير بالذكر أن إسرائيل أعلنت مرتين سابقا عن اغتيال الحواجري خلال الحرب على غزة. ويندرج هذا الظهور ضمن التأكيد على جانب ولو كان ضيقا من الفشل الاستخباراتي لإسرائيل علما أنها نجحت في اغتيال كبار القادة في الحركة.

واحتلت الشعارات المرفوعة على اللافتات حيزاً كبيراً في استعراض القوة، حيث ظهرت عبارات مثل “الصهيونية لن تنتصر”، بالإضافة إلى شعارات لوحدات عسكرية إسرائيلية تكبدت خسائر فادحة خلال الحرب وجمبعها ظهرت على منصة تسليم أحد الأسرى الإسرائيليين في منطقة ميناء غزة.

يُذكر أنه تم مؤخراً إطلاق سراح 3 رهائن إسرائيليين و5 تايلانديين من أمام منزل القائد السابق لحركة حماس، يحيى السنوار، في خان يونس جنوب قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • بعد نجاحه الدولي.. معرض “فن المملكة” يتألق في الرياض
  • بعد نجاحه الدولي.. “فن المملكة” يتألق في الرياض
  • في موقف إنساني.. ناد أوروبي يتبرع بجميع عائدات مباراته ضد فريق “إسرائيلي” لأعمال إغاثية بغزة
  • الخارجية السودانية تحمل مجلس الأمن الدولي والقوى الغربية المسؤولية بعد وقوع مجزرة جديدة ومقتل 60 مدنيًا
  • اطباء أمريكيون: لم نشهد دمارا كما فعلت “إسرائيل” بغزة 
  • 3 مخاوف تدفع إلى التدخل الدولي في ليبيا، و5 أسباب وراء “فشل الدولة”
  • المستشفيات السعودية تتقدم في تصنيف “براند فاينانس” لعام 2025
  • رسائل “حماس” الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجيش الإسرائيلي (صور)
  • الخارجية الروسية: الحظر الإسرائيلي على أنشطة “الأونروا” مخيب للآمال
  • “السلاح الإسرائيلي” الذي أظهرته القسام أثناء تسليمها رهينة بجباليا..!