الثقافية_علي بن سعد القحطاني
ضمن مبادراته التطوعية نضم الشريك الأدبي ملتقى الياسمين أمسية ثقافية بعنوان «إشراقة من أدب العميان» مساء يوم الاحد ١٥ أكتوبر بمقهى Gathering الثقافي بجدة، بحضور عدد من ذوي الإعاقة البصرية وأسرهم، وعامة المهتمين بهذا الشأن. وذلك بمناسبة يوم العصا البيضاء الذي تحتفي فيه مجتمعات المكفوفين والجهات العاملة في المجال في العديد من دول العالم ومنها المملكة العربية السعودية في 15 أكتوبر من كل عام واستضافت الأمسية الكاتب والمؤلف محمد توفيق بلو أمين عام جمعية إبصار للتأهيل وخدمات الإعاقة البصرية الأسبق، الذي قدم محاضرة تناول فيها نبذة تاريخية عن يوم العصا البيضاء وأهدافه، وتعريف الأدب وأنواعه ومنه وأدب العميان ولمحة تاريخية عنه،

اقرأ أيضاًالمجتمعامير الرياض يستقبل الباحث عبداللطيف المهيني

واستعراض بعض النماذج لمشاهير العميان عبر العصور في الشرق والغرب ومؤلفاتهم وما كتب عنهم، وأهم الكتب العربية التي تناولت تراجمهم ككتاب «المعارف» للعلامة ابن قتيبة المتوفي سنة (276هـ) الذي خصص فيه فصلا لأصحاب العاهات وذكر منهم عددًا من أشراف المكافيف، مرورًا بكتاب «نَكْتُ الِهيمْانِ في نُكَتِ العُمْيَاِن» لصلاح الدين خليل بن آيبك الصفدي في القرن الثامن الهجري.

كما ألمح إلى شح المكتبة العربية للإنتاج الأدبي والفكري الذي يلبي احتياجات ذوي الإعاقة البصرية وكيف قاده ذلك لتأليف كتابه «حصاد الظلام» في العام 2002م كإشراقة فكرية وأدبية لذوي الإعاقة البصرية وأسرهم والمختصين في المجال ومحبي السير الذاتية وأدب الرحلات. وإعادة إصداره في العام 2019م. وختم محاضرته بحث الكتاب والأدباء أن يولوا هذا النوع من الأدب اهتمام وعناية خاصة بإحيائه ونشره لاستعادة المكانة الأدبية التي أوجدها العرب والمسلمون في هذا المجال، وطالب أقرانه من ذوي الإعاقة البصرية بكتابة ونشر قصص تجاربهم الملهمة لإضاءة شموع في طريق الظلام وتكون مصدرًا لإلهام الآخرين. وقد نالت الأمسية على استحسان الحضور وتفاعلهم الإيجابي معها واتفق الجميع على أهمية وضرورة استمرارية مثل هذه الأمسيات وتنويع مواضيعها. فمن جهتها قالت الأستاذة وئام محمد الحبشي مديرة برامج ملتقى الياسمين سررنا بتسليط الضوء على موضوع أدب العميان لأنه فتح المجال لجميع فئات المجتمع المشاركة في الحراك الثقافي والادبي السعودي الذي نشهده اليوم والاحتفال بمناسبة العصا البيضاء المناسبة التي تخص فئة المكفوفين. وقد حققت الفعالية صدى واسع لدى الجمهور. وعرفت المجتمع بدور فئة المكفوفين في الأدب والكتابة وتشجيع المجتمع على الابداع والانطلاق في التطور. مضيفة إن استضافة فئة المكفوفين في ملتقى الياسمين سيكون حافزًا ودعمًا لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع ودلالة على أن المجتمع السعودي كيانًا واحدًا.

ومن جانبه وجه المهندس أديب صالح خوج رئيس مجلس إدارة جمعية متلازمة النجاح الذي كان من بين الحضور شكره وتقديره لوزارة الثقافة والشريك الأدبي ملتقى الياسمين والأستاذ محمد توفيق بلو على هذه الأمسية الجميلة التي تحدث فيها عن العصا البيضاء موضحًا أنه لم يكن يعرف شيء عنها سوى أنها مجرد عصا عادية. والآن أصبح يعتبرها بأنها بمثابة العصا السحرية للكفيف. وأضاف أنه تعرف على أناس عظماء وشخصيات كبيرة ومشهورة وأصحاب عطاء وبصمات امتدت آثارها على مر العصور إلى يومنا هذا وستبقى إلى الأبد. وفي ذات السياق قالت مسؤولة المشاريع بجمعية إبصار الأستاذة عالية أحمد أبو حسان إن الحديث عن أدب العمى والعميان بالتزامن مع مناسبة يوم العصا البيضاء ويوم البصر العالمي، يعتبر فكرة ممتازة، فقد حققت التعريف بمكانة الأعمى في القرآن الكريم وفي الحياة العامة. واعتقد أن طرح قضايا العمى والعميان في الصوالين الأدبية ضرورية جدًا وأتمنى استمرارها. أما الدكتور خالد صديق استشاري التأهيل المهني والعلاج السلوكي بالعمل، قال حضرت خصيصًا للفاعلية بهدف التعرف على مفهوم أدب العميان، والحقيقة إنني استمتعت بأسلوب الأستاذ محمد توفيق بلو في عرضه للموضوع بأسلوب علمي وبشكل غاية في الروعة، وخلصت منه بمعرفة المفهوم الإنساني للأدب، ومصطلح أدب العميان. بالإضافة إلى الالمام ببعض الشخصيات التاريخية من الذين من الله عليهم بفقدان بصرهم. وأضاف.. إن أهم ما خرجت به من هذه الأمسية الثقافية هو التعرف على التجربة الشخصية للمتحدث (بلو) مع فقدان البصر وكيفية تحويله إلى طاقة إيجابية. وأن أدب العميان والرحلات عندما يكون مقدم من كفيف يكون أكثر واقعيه لاعتماده على الإحساس في ملامسته للواقع. واقترح استمرارية مثل هذه الأمسيات بشكل دوري، ودعوة ذوي الإعاقة البصرية لحضورها لنشر الثقافة والتوعية بقضاياهم. يجدر بالذكر أن ملتقى الياسمين هو ملتقى ثقافي وترفيهي تأسس عام ٢٠١٩م لتطوير الهوايات والمواهب مرخص من قبل هيئة الترفيه وشريك أدبي لديه مسارات ثقافية متعددة من أهمها تنمية وتطوير الكتابة والقراءة في المجتمع.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية ذوی الإعاقة البصریة العصا البیضاء

إقرأ أيضاً:

الأقصر.. الوكالة الأمريكية للتنمية تطلق مشروع الهوية البصرية لإسنا

أطلقت محافظة الأقصر بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومشروع إعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية، مشروع الهوية البصرية لمدينة إسنا بمحافظة الأقصر.

تعليم الأقصر: تنفيذ ندوات وورش عمل للمعلمين والطلاب ضمن مبادرة «بداية»

شهد المهندس عبد المطلب عماره محافظ الأقصر، وشون جونز مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID مراسم تسليم شهادة حقوق الملكية الفكرية للهوية البصرية ودليل إرشادات التصميم والعلامة التسويقية لمدينة إسنا وهي أحد المخرجات الرئيسية لمشروع "إعادة إكتشاف الأصول التراثية الثقافية لمدينة إسنا".

ومشروع "إعادة إكتشاف الأصول التراثية الثقافية لمدينة إسنا" تم تنفيذه في إطار التعاون بين وزارة السياحة والآثار ومحافظة الأقصر ووزارة التعاون الدولي وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إطار الاتفاقية المشتركة بين حكومتي جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الاستثمار المستدام في السياحة بمصر "سايت " والتي تهدف إلي زيادة تنافسية قطاع السياحة في مصر من خلال رفع مستوى إدارة المواقع التراثية وترويجها والحفاظ عليها.

وقع الشهادة كلا من المهندس كريم إبراهيم المدير التنفيذي لتكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة الجهة المسئولة عن تنفيذ مشروع "إعادة إكتشاف الأصول التراثية والثقافية لمدينة إسنا " والدكتور محمد رزق رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إسنا، بحضور المهندسة نيفين عقل مدير وحدة التصميم بمشروع تطوير إسنا، ورانيا عبد العاطي مدير الهوية البصرية بمحافظة الأقصر.

من جانبه، أكد محافظ الأقصر، أن الأقصر كانت صاحبة أول مشروع علي مستوى الجمهورية لتطبيق مفهوم الهوية البصرية في مدينة الأقصر، وقد جاء التعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومشروع إعادة إكتشاف الأصول التاريخية لإسنا من أجل إحياء وإنعاش الحركة السياحية بإسنا واستغلال الطابع السياحي المميز لها وتنفيذ مشروع خاص للهوية البصرية والتسويقية التي تعبر عن الطبيعة الخاصة لإسنا كواحدة من المناطق السياحية المتميزة في جنوب الصعيد وليس في الأقصر فقط بما تحتويه من معالم أثرية تمتد علي مدار مختلف العصور التاريخية التي مرت بمصر.


أما بالنسبة للهوية البصرية والعلامة التسويقية الجديدة لإسنا فيقول المهندس كريم إبراهيم مدير مشروع إعادة اكتشاف الأصول التراثية  الثقافية لمدينة إسنا ، أن تنفيذ هوية بصرية وتسويقية لإسنا جاء للتكامل مع أهداف مشروع " الإستثمار بالسياحة المستدامة والمتكاملة بمدينة إسنا "والذي يركز علي تطوير استراتيجية تسويقية وترويجية فعالة لإسنا لتعزيز سلسلة القيمة السياحية بالمدينة لوضعها على الخريطة السياحية خلال سنوات قادمة والعمل على الحفاظ على أصول التراث الثقافي المادي وغير المادي بالمدينة والمنطقة المحيطة بها والترويج لإسنا كوجهة سياحية فريدة من نوعها.

وأشار مدير المشروع إلي أن فريق العمل الخاص بتصميم الهوية البصرية والعلامة التسويقية  لإسنا قد أعتمد علي ما تتميز به المدينة من طبيعة مميزة وما تحتويه من معالم تاريخية وأثرية وثقافية تمتد علي مدار العديد من العصور التاريخية التي مرت علي مصر بداية من عصر قدماء المصريين والعصر اليوناني الروماني والعصر القبطي الفاطمي والعثماني  والعمارة المميزة للقرن التاسع عشر وصولا للعصر الحديث.

وبالنسبة للشعار فقد تم اختيار تركيب الألوان ليعكس التنوع الفريد الموجود في إسنا فتم تقسيمه إلي ثلاثة أقسام وثلاثة ألوان بما يعكس الطبيعة الديناميكية للمدينة كما أنه يتسم بالبساطه ليعكس في الوقت ذاته الطبيعة الرحبة للمدينة وأهلها ويشير تكامل طبقات الشعار المختلفة إلي تعدد العصور التاريخية التي أثرت في مدينة إسنا وقد تم استلهام الألوان الثلاثة من اللون الترابي المميز  للمباني بإسنا ولون طين الأرض واللون البني المميز للعناصر الخشبية المعمارية بالمدينة ولون نهر النيل المحاذي للمدينة.

ويرمز تراكم طبقات الخط والتشكيل إلى تراكم طبقات التاريخ المتعددة والتي تنعكس في تنوع المعالم الثقافية بالمدينة وقد تم اختيار كتابة الشعار باللغة العربية بخط الثلث وهو الخط الذي قام بتطويره "ابن مقله الشيرازي "وهو خط انيق وسلس تم استخدامه في العصور الماضية لتزيين المساجد ويمكن العثور عليه في أعتاب الأبواب الخشبية المحفورة يدويا بمدينة إسنا علي مداخل بعض المباني لتدل علي تاريخ العائلات التي سكنت تلك المباني.

وتضمن الدليل مرجعيات الألوان الأولية للشعار والتي تمثلت في ألوان ( الترابي – النيلي – لون الطين ) أما مرجعيات الألوان الثانوية فتمثلت في ألوان (الكناري – الطوبي الأحمر –الرمادي الأردوازي ).

أما الخط الذي تم اختياره للشعار باللغة اللاتينية فهو خط "الآرت ديكو "وهو أحد طرز الفنون البصرية والعمارة والتصميم والتي ظهرت في فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى والتي تأثرت بجماليات الفن المصري القديم كما أنه تميز باستخدام مواد نادرة وثمينة مثل خشب الأبنوس والعاج والحرفية الرفيعة من خلال خطوط واضحة منحنية وطويلة وتصاميم جريئة وألوان وأنساق نابضة بالحياة ويغلب عليه استخدام الأشكال الهندسية والألوان القوية.

وتضمن الدليل الذي تسلمته محافظة الأقصر كل ما يخص التفاصيل الخاصة بالشعار والمبادئ التوجيهية لاستخدامه وتشكيلات الشعار وأسس استخدام الخط وإرشادات التصميم والعلامة التسويقية.
وقال شون جونز مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى مصر، أن هذه الشراكة مع تكوين وحكومة مصر تعكس التزام الحكومة الأمريكية بالاستثمار في المبادرات المحلية التي تعمل على إحياء التراث الثقافي المصري الأيقوني وتحسين الفوائد الاقتصادية للسياحة للمجتمعات في جميع أنحاء البلاد. لقد أعاد شعب إسنا وضع مجتمعهم كموقع سياحي رئيسي، وخلق فرص عمل جديدة، وأوجد فوائد اقتصادية دائمة، ونحيي جهودهم ونظل ملتزمين بالشراكات التي تبني مستقبلاً أكثر إشراقاً للجميع.

IMG-20241120-WA0016 IMG-20241120-WA0014 IMG-20241120-WA0012 IMG-20241120-WA0015 IMG-20241120-WA0013 IMG-20241120-WA0010 IMG-20241120-WA0009 IMG-20241120-WA0011

مقالات مشابهة

  • أمسية ثقافية في مديرية الصافية بالذكرى السنوية للشهيد
  • الفنان عبد الرحيم حسن: العلاقة بين الأب والابن تشبه سياسة «العصا والجزرة»
  • في يومه العالمي.. مجمع الملك سلمان للعربية ينظم ملتقى لغة الطفل
  • الأقصر.. الوكالة الأمريكية للتنمية تطلق مشروع الهوية البصرية لإسنا
  • الأقصر تطلق مشروع الهوية البصرية لمدينة إسنا| صور
  • 5 أبراج تترك انطباعا سيئا في الموعد الأول مع الشريك
  • أوقاف الفيوم تنظم أمسية دعوية بمسجد البرمكي الكبير
  • تكثيف الجهود لتحسين الخدمات الصحية وتعزيز دمج الأشخاص ذوى الإعاقة فى المجتمع
  • مجلس النواب يوافق على اتفاق بين مصر وإيطاليا لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وإدماجهم في المجتمع
  • مجلس النواب يوافق على اتفاق بين مصر وإيطاليا لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة