حرب غزة.. 3 تحديات أمام مصر وتدهور محتمل للعلاقة مع إسرائيل
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
"رغم أن مصر وإسرائيل تتقاسمان هدفا مشتركا، هو تفكيك القدرات العسكرية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، وإعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة"، إلا أن الحرب الإسرائيلية الراهنة على القطاع تضع القاهرة أمام "ثلاثة تحديات رئيسية، بعضها غير مسبوق وذو حجم كبير".
ذلك ما خلص إليه إيلي بوده، في مقا بصحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (The Jerusalem Post) الإسرائيلية ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء المواجهة المتواصلة لليوم الثاني عشر على التوالي بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة في غزة.
بوده قال إن "التحدي الأول هو القلق من أن عددا كبيرا من الفلسطينيين، الذين من المحتمل أن يصل عددهم إلى الآلاف من سكان غزة، قد يحاولون الهروب من الأزمة الإنسانية بالبحث عن ملجأ في شبه جزيرة سيناء (المصرية) عبر معبر رفح، وعلى الرغم من أن المعبر مغلق، إلا أنه سيكون من الصعب على مصر أن تمنع الدخول إذا حدث نزوح جماعي كبير".
وتابع: "تتذكر مصر بوضوح أحداث 2008 عندما دخل آلاف الفلسطينيين إلى سيناء في حالة من الذعر بعد وقت قصير من سيطرة حماس على غزة، ويرجع ذلك أساسا إلى نقص الموارد الأساسية مثل المياه والوقود".
وبموازاة غاراتها الدموية المستمرة على غزة، تواصل إسرائيل قطع إمدادات المياه والغذاء والأدوية والكهرباء عن سكان القطاع.
بوده أضاف أن "الدعوات غير الرسمية الأخيرة من إسرائيل لتشجيع الفلسطينيين على البحث عن ملاذ في سيناء قوبلت بالقلق والغضب في مصر؛ مما دفع إسرائيل إلى النفي الرسمي".
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التزامه بحماية أمن مصر القومي وحدودها السيادية، و"لكن هناك قلق لا يمكن إنكاره بشأن احتمال ظهور مقترحات غربية لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء"، بحسب بوده.
وأردف: "وحتى الآن رفضت مصر بالفعل الطلبات الأمريكية بقبول الفلسطينيين من غزة، إلا أن التقارير الأخيرة تشير إلى أن الجيش المصري يعمل على إنشاء "منطقة عازلة" بالقرب من رفح لاستيعاب اللاجئين المحتملين".
وحتى قبل الحرب الراهنة، يعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.
اقرأ أيضاً
أكسيوس: ضغوط من الكونجرس على مصر للتجاوب مع تهجير أهالي شمالي غزة
دور الوسيط
"أما التحدي الثاني، فيدور حول دور مصر في الأزمة الحالية، فتقليديا، كانت مصر تنظر إلى نفسها باعتبارها الوسيط الأكثر ملاءمة بين إسرائيل وحماس؛ نظرا لقربها الجغرافي من غزة ومشاركتها التاريخية في الشؤون الفلسطينية"، كما أضاف بوده.
وزاد بأن "مصر لبعت دورا مهما في الوساطة وتحقيق وقف إطلاق النار خلال الصراعات الماضية، مثل عمليات الرصاص المصبوب وعمود الدفاع والجرف الصامد، في عهد قادة مثل (الرؤساء) حسني مبارك في 2009، ومحمد مرسي في 2012، والسيسي في 2014".
واستدرك: "ومع ذلك، منذ 2014، كان على مصر أن تتصالح مع الدور البارز المتزايد الذي تلعبه قطر، خاصة في تمويل حماس عبر إسرائيل".
واستطرد: "ومرة أخرى، تواجه مصر احتمال أن تتولى دول أخرى، بما فيها قطر وتركيا وحتى بعض دول الخليج، دورها التاريخي كوسيط، مما يزيد من تآكل مكانة مصر القيادية المتضائلة في العالم العربي".
اقرأ أيضاً
سببان.. لهذا تخشى مصر أن تدفع إسرائيل سكان غزة إلى سيناء
الغضب الشعبي
وينبع التحدي الثالث، وفقا لبوده، من "ضرورة إدارة القيادة المصرية للمشاعر العامة، التي تدعم القضية الفلسطينية، حتى لو لم تكن بالضرورة تدعم حماس بشكل خاص".
وأضاف أنه "مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، فمن المرجح أن تزداد قوة الأصوات في مصر وجميع أنحاء العالم العربي التي تطالب بالتدخل، بل وحتى تعليق أو قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل".
وتابع أنه "تدهور العلاقات المصرية الإسرائيلية (المحتمل) يمكن أن ينجم عن عوامل، تتراوح من الأقل خطورة إلى الأكثر خطورة، أولا، التصريحات غير المسؤولة الصادرة عن إسرائيل، مثل دعوة وزير التعليم يوآف كيش الفلسطينيين إلى مغادرة غزة إلى مصر".
و"ثانيا، الادعاء بأن مصر حذرت إسرائيل من عملية تقوم بها حماس، وهو ما دحضته مصادر مصرية رسمية لاحقا، وثالثا، تعيين وسيط عربي آخر بدلا من مصر، مما يقلل من دور مصر التاريخي في السلام"، كما أردف بوده.
ومضى قائلا: "وأخيرا، وهو أمر في غاية الأهمية، فإن تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة قد يؤدي إلى ضغوط شعبية على النظام (السيسي) لحمله على اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل".
ومصر هي إحدى خمس دول عربية (من أصل 22)، مع الأردن والإمارات والبحرين والمغرب، تقيم علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.
اقرأ أيضاً
لفتة نادرة.. الإخوان تشيد بموقف مصر من دعوات تهجير أهالي غزة
المصدر | إيلي بوده/ ذا جيروزاليم بوست- ترجمه وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل حرب غزة حماس مصر تحديات
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: إسرائيل تسعي إلى إخلاء المنطقة الشمالية لقطاع غزة من الفلسطينيين
قال الدكتور شفيق التلولي، المحلل السياسي، إنّ الجرائم الإسرائيلية في بيت لاهيا ومواصلة تدمير المباني تعد عملية جديدة تُضاف إلى سجل رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحافل بالمجازر، موضحا أنّ هذا يؤكد أن شهية نتنياهو وجيشه لا زالت منفتحة على قتل الفلسطينيين والارتواء بدمائهم بهذا المستوى غير المسبوق على مدار تاريخ البشرة.
الاحتلال يريد إخلاء المنطقة الشماليةوأضاف «التلولي»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي رعد عبدالمجيد، المُذاع عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تنفيذ خطة الجنرالات في شمال قطاع غزة وتحديدا في جباليا، بهدف إخلاء المنطقة الشمالية من المواطنين الفلسطينيين وإقامة منطقة عازلة تُضاف إلى الخطط التي ينفذها نتنياهو على مستوى القطاع بدءا من محور نتساريم وعدة محاور أخرى سينفذها لفرض وقائع جديدة على الأرض في قطاع غزة.
فلسطينيون تحت الأنقاض في محيط مستشفى كمال عدوانوتابع: «المجزرة الإسرائيلية في بيت لاهيا أسفرت حتى اللحظة عن ما يزيد عن 100 شهيد، فضلا عن مئات الجرحى والمصابين، كما يوجد مواطنين لم يُعرف مصيرهم موجودين تحت الأنقاض في محيط مستشفى كمال عدوان وجباليا».