"رغم أن مصر وإسرائيل تتقاسمان هدفا مشتركا، هو تفكيك القدرات العسكرية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، وإعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة"، إلا أن الحرب الإسرائيلية الراهنة على القطاع تضع القاهرة أمام "ثلاثة تحديات رئيسية، بعضها غير مسبوق وذو حجم كبير".

ذلك ما خلص إليه إيلي بوده، في مقا بصحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (The Jerusalem Post) الإسرائيلية ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء المواجهة المتواصلة لليوم الثاني عشر على التوالي بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة في غزة.

بوده قال إن "التحدي الأول هو القلق من أن عددا كبيرا من الفلسطينيين، الذين من المحتمل أن يصل عددهم إلى الآلاف من سكان غزة، قد يحاولون الهروب من الأزمة الإنسانية بالبحث عن ملجأ في شبه جزيرة سيناء (المصرية) عبر معبر رفح، وعلى الرغم من أن المعبر مغلق، إلا أنه سيكون من الصعب على مصر أن تمنع الدخول إذا حدث نزوح جماعي كبير".

وتابع: "تتذكر مصر بوضوح أحداث 2008 عندما دخل آلاف الفلسطينيين إلى سيناء في حالة من الذعر بعد وقت قصير من سيطرة حماس على غزة، ويرجع ذلك أساسا إلى نقص الموارد الأساسية مثل المياه والوقود".

وبموازاة غاراتها الدموية المستمرة على غزة، تواصل إسرائيل قطع إمدادات المياه والغذاء والأدوية والكهرباء عن سكان القطاع.

بوده أضاف أن "الدعوات غير الرسمية الأخيرة من إسرائيل لتشجيع الفلسطينيين على البحث عن ملاذ في سيناء قوبلت بالقلق والغضب في مصر؛ مما دفع إسرائيل إلى النفي الرسمي".

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التزامه بحماية أمن مصر القومي وحدودها السيادية، و"لكن هناك قلق لا يمكن إنكاره بشأن احتمال ظهور مقترحات غربية لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء"، بحسب بوده.

وأردف: "وحتى الآن رفضت مصر بالفعل الطلبات الأمريكية بقبول الفلسطينيين من غزة، إلا أن التقارير الأخيرة تشير إلى أن الجيش المصري يعمل على إنشاء "منطقة عازلة" بالقرب من رفح لاستيعاب اللاجئين المحتملين".

وحتى قبل الحرب الراهنة، يعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

اقرأ أيضاً

أكسيوس: ضغوط من الكونجرس على مصر للتجاوب مع تهجير أهالي شمالي غزة

دور الوسيط

"أما التحدي الثاني، فيدور حول دور مصر في الأزمة الحالية، فتقليديا، كانت مصر تنظر إلى نفسها باعتبارها الوسيط الأكثر ملاءمة بين إسرائيل وحماس؛ نظرا لقربها الجغرافي من غزة ومشاركتها التاريخية في الشؤون الفلسطينية"، كما أضاف بوده.

وزاد بأن "مصر لبعت دورا مهما في الوساطة وتحقيق وقف إطلاق النار خلال الصراعات الماضية، مثل عمليات الرصاص المصبوب وعمود الدفاع والجرف الصامد، في عهد قادة مثل (الرؤساء) حسني مبارك في 2009، ومحمد مرسي في 2012، والسيسي في 2014".

واستدرك: "ومع ذلك، منذ 2014، كان على مصر أن تتصالح مع الدور البارز المتزايد الذي تلعبه قطر، خاصة في تمويل حماس عبر إسرائيل".

واستطرد: "ومرة أخرى، تواجه مصر احتمال أن تتولى دول أخرى، بما فيها قطر وتركيا وحتى بعض دول الخليج، دورها التاريخي كوسيط، مما يزيد من تآكل مكانة مصر القيادية المتضائلة في العالم العربي".

اقرأ أيضاً

سببان.. لهذا تخشى مصر أن تدفع إسرائيل سكان غزة إلى سيناء

الغضب الشعبي

وينبع التحدي الثالث، وفقا لبوده، من "ضرورة إدارة القيادة المصرية للمشاعر العامة، التي تدعم القضية الفلسطينية، حتى لو لم تكن بالضرورة تدعم حماس بشكل خاص".

وأضاف أنه "مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، فمن المرجح أن تزداد قوة الأصوات في مصر وجميع أنحاء العالم العربي التي تطالب بالتدخل، بل وحتى تعليق أو قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل".

وتابع أنه "تدهور العلاقات المصرية الإسرائيلية (المحتمل) يمكن أن ينجم عن عوامل، تتراوح من الأقل خطورة إلى الأكثر خطورة، أولا، التصريحات غير المسؤولة الصادرة عن إسرائيل، مثل دعوة وزير التعليم يوآف كيش الفلسطينيين إلى مغادرة غزة إلى مصر".

و"ثانيا، الادعاء بأن مصر حذرت إسرائيل من عملية تقوم بها حماس، وهو ما دحضته مصادر مصرية رسمية لاحقا، وثالثا، تعيين وسيط عربي آخر بدلا من مصر، مما يقلل من دور مصر التاريخي في السلام"، كما أردف بوده.

ومضى قائلا: "وأخيرا، وهو أمر في غاية الأهمية، فإن تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة قد يؤدي إلى ضغوط شعبية على النظام (السيسي) لحمله على اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل".

ومصر هي إحدى خمس دول عربية (من أصل 22)، مع الأردن والإمارات والبحرين والمغرب، تقيم علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.

اقرأ أيضاً

لفتة نادرة.. الإخوان تشيد بموقف مصر من دعوات تهجير أهالي غزة

المصدر | إيلي بوده/ ذا جيروزاليم بوست- ترجمه وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل حرب غزة حماس مصر تحديات

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تمهل سكان القنيطرة ساعتين لتسليم أسلحتهم و«المقداد» ينشر بياناً حول الأحداث الأخيرة

توغلت القوات الإسرائيلية في مدينة البعث في محافظة القنيطرة بالجولان السوري المحتل.

وذكرت قناة العربية، “أن القوات الإسرائيلية توغلت في عدة بلدات بمحافظة القنيطرة، واعتقلت شخصين كما دمرت طرقات في المدينة، مشيرا إلى أنها نفذت حملات مداهمة”.

وأكدت مصادر “العربية” و”الحدث”، “أن القوات الإسرائيلية أمهلت سكان مدينة البعث بالقنيطرة جنوب سوريا ساعتين لتسليم الأسلحة التي بحوزتهم، مهددة باقتحام المدينة”.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد وافقت على “خطة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان، قائلة إنها تصرفت “في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا”، ورغبة في مضاعفة عدد السكان الإسرائيليين هناك”.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق “بشار الأسد”، “توغلت القوات الإسرائيلية في هضبة الجولان التي احتلت القسم الأكبر منها عام 1967، قبل أن تضمه في 1981ن كما دخلت المنطقة العازلة مطيحة باتفاقية فض الاشتباك التي أبرمت عام 1974 بين الجانب السوري والإسرائيلي”.

يذكر أن “اتفاقية فض الاشتباك التي أوقفت إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، بعد حرب أكتوبر 1973، في 31 مايو 1974، كانت وقعت بمدينة جنيف في سويسرا، من أجل الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في المنطقة المحاذية للجولان المحتل على الحدود بين البلدين، ونصت على إنشاء منطقة عازلة بين الطرفين على جانبي الحدود. وامتدت هذه المنطقة العازلة على طول الحدود (75 كيلومتراً)، من جبل الشيخ وحتى الحدود الأردنية، وسميت منطقة حرام، أي يحظر على العسكريين دخولها من الجهتين، فيما تولت قوة الأمم المتحدة “يوندوف” مهمة مراقبة اتفاق فض الاشتباك”.

نائب رئيس النظام السوري السابق ينشر بيانا حول الأحداث الأخيرة

في السياق، قال الدكتور فيصل المقداد نائب رئيس النظام السوري السابق “بشار الأسد”، في بيان نشرته صحيفة “الوطن” السورية: “شهدت سوريا خلال الأسبوعين الماضيين أحداثاً وتطورات أثارت اهتمام شعوب المنطقة والعالم، وتوقع الكثير أن تترافق هذه التحولات مع الكثير من الدماء والدمار؛ إلا أننا رأينا أن الشعب السوري، وخاصة فئاته الشابة ممن قادوا هذا الحراك، قد وعوا جيداً أن العنف لا يبني أوطاناً ولا يزرع أملاً بمستقبل واعد”.

وأضافت: “من هنا نؤكد على حتمية الحفاظ على وحدة أرض وشعب سوريا واستقلالها وسيادتها، وذلك من خلال تكاتف أبنائها جميعاً مهما تعددت انتماءاتهم وثقافاتهم، وأنه لا يمكن لسوريا أن تبني حاضرها ومستقبلها إلا من خلال الحفاظ على دورها الحضاري والإنساني في المنطقة والعالم”.

وقال المقداد: “نتمنى لجميع الجهود المبذولة الآن من قبل الشباب السوري، بما في ذلك مؤتمر الحوار الوطني المقترح، التوصل إلى ما يلبي تطلعات الشعب السوري، وإبراز الوجه الحضاري لبلدهم من خلال التوافق على رسم الخطوط الأساسية بوعي بحيث تصل بنا جميعاً إلى المستقبل المنشود”.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار
  • محلل سياسي: نتنياهو يحاول دفع الفلسطينيين للنزوح إلى مناطق الجنوب والوسط| فيديو
  • إسرائيل تنذر سكان «الشجاعية» بإخلاء منازلهم
  • أكدت أن اليمنيين يعملون بشكل مستقل..إعلام العدو: الهجمات اليمنية ستزداد .. و«إسرائيل» تواجه 3 تحديات أمام صنعاء
  • حركة فتح: إسرائيل تواصل عدوانها على الفلسطينيين وسط صمت دولي من العالم
  • إسرائيل تمهل سكان القنيطرة ساعتين لتسليم أسلحتهم و«المقداد» ينشر بياناً حول الأحداث الأخيرة
  • تحديات تواجه إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في لبنان
  • إسرائيل تمهل سكانًا في القنيطرة بسوريا ساعتين لتسليم أسلحتهم
  • نائب بريطاني: استمرار دعم إسرائيل سيجرنا إلى المحاكم بتهمة إبادة سكان غزة
  • إسرائيل تهاجم البابا فرنسيس وتتهمه بازدواجية المعايير لاستنكاره قتل الفلسطينيين