موقع 24:
2025-01-05@06:02:57 GMT

مقامرة حماس المحسوبة

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

مقامرة حماس المحسوبة

قال جاستن كونراد، مدير مركز التجارة الدولية والأمن وأستاذ الشؤون الدولية في جامعة جورجيا: ربما تشكل الأحداث التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي في إسرائيل أكبر هجوم إرهابي انتحاري في التاريخ.. لذلك، فمن شبه المؤكد أنها ستفضي إلى دمار حماس.

استعراض القوة والمصداقية

وأضاف الكاتب في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية: كان الغرض من هذه الهجمات الإرهابية استعراض القوة والمصداقية، ومن المؤكد أن هجوم حماس أثبت مستوى معيناً من القوة.

. فقد كان الهجوم عملية معقدة من الناحيتين اللوجستية والتعبوية، ومن الواضح أن المجموعة التي نفذت الهجوم خصصت موارد كبيرة للتخطيط لها وتنفيذها.. والزعم الذي لم يثبت بعد بأن إيران كان لها دور في هذا الهجوم يضيف وحسب إلى تصور أن حماس قوة سياسية لا يستهان بها.

أفول نجم حماس

واستدرك الكاتب بقوله: غير أن الواقع مختلف كل الاختلاف.. فحركة حماس منظمة في مرحلة أفول راهنت بكل شيء على هجوم واحد جريء.. وكان القصد من هذا الهجوم تبديد الشكوك التي تحوم حول شرعتها وضمان احتفاظها بالسلطة في قطاع غزة، ولم يكن الهدف من الهجوم الإطاحة بالحكومة الإسرائيلية أو هزيمة الجيش الإسرائيلي، وإنما تعزيز الدعم المقدم لمنظمة ضامرة من طرق عديدة.

ورأى الكاتب أن الدعم لحماس سيزداد مؤقتاً لأنها تقتات على العنف.. حلت حماس محل منافستها حركة فتح بصفتها منظمة سياسية فلسطينية رائدة لأن موجة العنف التي تشنها ضد إسرائيل استمالت الفلسطينيين الذين ظنوا أن فتح جنحت إلى اللين في تعاطيها مع القضية الفلسطينية.

وساعد عنف حماس البشع ضد المدنيين خلال الانتفاضة الثانية، في إقناع إسرائيل بالتخلي من جانب واحد عن السيطرة على قطاع غزة في عام 2005.. ثم في عام 2007، شنت الحركة حملة عنيفة ضد الفلسطينيين للسيطرة الكاملة على غزة.

والواقع أن المرات الوحيدة التي شهدت فيها حماس عودة لشعبيتها هي التي اصطدمت فيها بعنف مع إسرائيل.. ففي عام 2021، كشف استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن تراجع شعبية حماس بين الفلسطينيين قد انقلب رأساً على عقب، بعد أن شنت هجمات صاروخية على إسرائيل.. وهذا نمط متكرر، ففي ثلاثة صراعات كبرى قبل عام 2021، نجح القتال مع إسرائيل في إحياء شعبية الحركة.

سمعة حماس الدولية

والأمر نفسه يسري على سمعة حماس الدولية.. فقبل حرب غزة عام 2008، تضاءلت صورة حماس في البلدان الإسلامية في جميع أنحاء العالم. فثمة دولة مسلمة واحدة فقط شملها استطلاع أجراه مشروع "بيو" لاستطلاع المواقف العالمية ذاك العام كان موقفها إيجابياً من حماس، غير أن ذلك تغير عندما اجتاحت إسرائيل قطاع غزة في وقت لاحق من ذاك العام.

مقامرة محسوبة

وقال الكاتب: خُلقت حماس من رحم العنف.. وهذا هو السبب في أن هجومها في العمق الإسرائيلي مقامرة محسوبة العواقب، فمن الممكن لهجوم بربري واحد أن يقلب إلى حد كبير رؤية العالم الإسلامي لحركة متداعية.

وفي مواجهة فقدان الشرعية في الداخل والخارج، خططت حماس لهجوم إرهابي "شامل" ضخت فيه كل مواردها.. كانت قيادة حماس تعلم أن هذا القرار يمكن أن يفضي إلى هلاكها، لكنها راهنت على أن تلك هي الفرصة الأخيرة والأفضل على الإطلاق لترسيخ سلطتها.

مغامرة الإحياء

وقبول قادة حماس لهذا المستوى الجنوني من المخاطر يثبت لنا أن المنظمة أمست واهنة.. يشير علماء السياسة إلى هذا التكتيك باسم "مغامرة الإحياء".. وإذا شئنا الصراحة والدقة، فالهجوم على النساء والأطفال وكبار السن ما هو سوى استعراض للضعف لا للقوة.

لا شك في أن حماس أنفقت موارد كثيرة، وضحّت بأفراد كُثر لتنفيذ هذا الهجوم.. وأملها الوحيد هو تحفيز الفلسطينيين وغيرهم في جميع أنحاء العالم على العمل، وهذه هي المقامرة والخطة برمتها.

لذلك عندما نسمع قادة حماس أمثال إسماعيل هنية وهم يَعِدون بهجمات مثيلة، فإننا نرى أنهم لا يتمتعون بالمصداقية.. فقد ظل تنظيم القاعدة الإرهابي يعد بهجمات مثيلة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر "أيلول"، غير أنه ظل يستمد قوته وسمعته من هذا الهجوم الوحيد.

تتلمس حماس الآن عواقب إقدامها على تلك المخاطرة.. صحيح أن هناك كثيراً من الانتقادات الموجهة لإسرائيل، غير أن إغراء إسرائيل بارتكاب أعمال عنف قاسية ما هو سوى جزء من إستراتيجية حماس.

وأشار الكاتب إلى أنه من بين العوامل القليلة التي منعت إسرائيل من شن حرب شاملة ضد فلسطين في الماضي خوفها من صورتها أمام عموم الناس، "وأعني ردود الأفعال المحلية والدولية التي يمكن أن تقوض هذه الجهود.. ولكن، لم تَعد إسرائيل تواجه هذا القيد بعد. لدى إسرائيل الآن دعم مؤقت مهول، وتعلم أن لديها فرصة محدودة وحسب لتحقيق مآربها".

هل عجّلت حماس بهلاكها؟

واختتم الكاتب مقاله بالقول: لن تتمكن إسرائيل من إطفاء جميع النيران التي أُشعِلَت.. ولن تختفي المعارضة الفلسطينية بسبب عملية عسكرية واحدة أو حتى سلسلة من العمليات العسكرية، فأعضاء حماس الذين سينجون من الهجمات الإسرائيلية سيوجهون جهودهم إلى منظمات إرهابية وأحزاب سياسية جديدة.. غير أن حماس التي نعرفها اليوم لن يكون لها وجود، تراهن حماس على العنف لضمان بقائها، لكنها عجَّلت بهلاكها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل هذا الهجوم غیر أن

إقرأ أيضاً:

قناة عبرية: إسرائيل تدرس تقليص إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

ذكرت القناة 13 العبرية في تقرير لها اليوم أن إسرائيل تدرس إمكانية تقليص إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وزعمت القناة أن خطوة تأتي في إطار استمرار العدوان على غزة لتدمير قدرات حركة حماس في القطاع. 

وأشار التقرير إلى أن هذا القرار يأتي في ظل استمرار التوترات والاشتباكات العسكرية بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس، حيث ترى إسرائيل أن تقليص المساعدات قد يؤدي إلى إضعاف قدرة الحركة على تنظيم شؤون القطاع.

المصادر العسكرية والسياسية الإسرائيلية أكدت أن هذا التوجه يأتي ضمن استراتيجية شاملة للضغط على حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى، وسط تحذيرات دولية من تأثير هذا القرار على الوضع الإنساني في القطاع.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تؤكد استئناف المفاوضات مع حماس
  • قناة عبرية: إسرائيل تدرس تقليص إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • فيديو رهينة لدى حماس: هل تريدون قتلنا يا حكومة إسرائيل؟
  • إسرائيل تسلم حماس قائمة بـ34 محتجزًا
  • إسرائيل: هدف إسرائيل إطلاق سراح أكبر عدد من المحتجزين الأحياء
  • إسرائيل تعترف بإطلاق مقذوفين من غزة باتجاه مستوطناتها
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … بغداد التي في ذاكرتي ماجدة
  • الكشف عن تفاصيل تدمير إسرائيل مصنعا للصواريخ الإيرانية في سوريا
  • ‏مصادر فلسطينية: مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مقر وزارة الداخلية التي تديرها حماس في خان يونس بقطاع غزة
  • حماس ترد على تصريحات إسرائيل بشأن التوصل إلى تفاهمات بشأن صفقة التبادل