مجزرة غزّة.. هكذا طوّقت بايدن!
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
كسرَت المجزرة التي نفذها الجيش الإسرائيليّ ضد مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، أمس الثلاثاء، كافة الخطوط الحمراء. حتماً، ما يظهر أن إسرائيل راحت تتمادى أكثر فأكثر في تجاوزاتها، وما حصلَ يمكن أن يعتبرُ ورقة قويّة بالنسبة لأعداء إسرائيل من أجل التحرُّك ضدها أكثر من السابق في ظلّ حربها المستمرة على غزة.
فعلياً، باتت إسرائيل بعد تلك المجزرة في حالةٍ أكثر إرتباكاً.
سياسياً، من الممكن أن تشكل المجزرة الأخيرة عنوان ضغطٍ على إسرائيل لوقف عدوانها فوراً على غزة والقبول بالمفاوضات التي ترفضها بشكلٍ علني وفاضح. كذلك، يعتبرُ ما حصل ورقة إضافية في جعبة حركة "حماس" التي وجدت في التحركات المناهضة لتلك المجزرة خطوة إيجابيّة لصالحها وبمثابة عنصر ضغطٍ على إسرائيل في ظلّ المعركة القائمة معها.
كيف ستؤثر المجزرة على زيارة بايدن؟
بشكلٍ أو بآخر، يتبيّن أن ما فعلته إسرائيل يوم أمس سيؤثر سلباً على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن القائمة اليوم إلى تل أبيب. واقعياً، يسعى الأخير لإغناء موقف إسرائيل في حربها ضدّ "حماس"، لكن المجزرة الأخيرة ستقلُب المعادلات. المفارقة هنا أنّ بايدن يزور الشرق الأوسط الذي تعمّه التظاهرات، والأمرُ هذا يعتبر ضاغطاً بشكلٍ كبير، في حين أنّ خطوة إلغاء الأردن القمة الرباعية التي كانت ستُعقد اليوم بحضور الرئيس الأميركي، بمثابة رسالة قوية على أنّ الأخير مُطالبٌ بالتدخل لوقف الحرب فوراً سواء بإنعقاد القمة من عدمها. وللإشارة، فإنّ بايدن وبإلغاء زيارته التي كانت مقررة إلى الأردن، يكونُ قد خسرَ إحاطة عربيّة كاد يحظى بها في دولة مؤثرة على صعيد القضية الفلسطينية، وبالتالي أصبحت زيارته إلى الشرق الأوسط "يتيمة" ومحصورة بإسرائيل المنبوذة بشدّة.
إنطلاقاً من كل ذلك، فإنّ بايدن وبعد تلك المجزرة قد يجدُ نفسهُ مُحرجاً مع الدول العربية الأخرى التي باتت ترى أنّ أميركا تنقلبُ على الشرق الأوسط في ظلّ دعمها المطلق لإسرائيل وسط حربها ومجازرها. لهذا السبب، يمكن القول إنّ إسرائيل "ورّطت" بايدن في مواقف كان ينأى بنفسه عنها طيلة الأيام الماضية، وبالتالي أصبحَ لزاماً على الأخير إتخاذ مواقف أكثر ليونة لتطويق الحرب لأن الشارع العالمي والعربي بات يتحرك تماماً ضدّ إسرائيل. وفي حال لم يبادر الرئيس الأميركي إلى ذلك، فعندها سيكونُ الوجود الأميركي مُهدداً في المنطقة، وبالتالي سيكون الصدام كبيراً مع دوله خصوصاً في المحيط العربي.
ورقة رابحة لإيران.. ماذا عن جبهة لبنان؟
ما جرى في غزة بعد تلك المجزرة يُعتبر ورقة رابحة لإيران خصوصاً أنَّ الأخيرة كانت تحاول فرض شروطها لوقف العدوان على غزة والتهديد بفتح جبهاتٍ ميدانية عديدة. الآن، باتت التحركات في الدول العربية وغيرها منصةً يمكن لطهران الإستناد عليها من أجل الضغط على إسرائيل وأميركا، وبالتالي فإن ما يجري الآن يمكن أن يريح إيران قليلاً ويؤجل تدخل جبهاتها وجماعاتها الموالية لها باعتبار أنّ المأساة التي وقعت ستُشكل لوحدها عنصر ضغطٍ دولي قد يدفع لوقف العدوان على غزّة، وهذا مطلبٌ إيراني بالدرجة الأولى وقد يتحققُ بشكلٍ متصاعد.
أما على صعيد جبهة لبنان، فإن "حزب الله" ما زال مُلتزماً بقواعد الإشتباك، وما فعلته إسرائيل بالأمس ضدّ المستشفى قد يستدعي رداً عسكرياً من الحزب في المناطق التي يستهدفها منذ بدء عملية "طوفان الأقصى". ومثله مثل إيران، يعتبر الحزبُ نفسه مرتاحاً في الميدان، فالشارع العربي كله وحتى العالمي بات ضاغطاً في الإتجاه نفسه الذي يريده الحزب، ومن الممكن أن يساعد الضغط الدولي القائم على "ترويض إسرائيل" حالياً، وبالتالي جعل "حزب الله" بعيداً عن أي معركة تساهم في إستنزاف طاقته وقدراته العسكريّة. هنا، ما يتبين هو أنّ الحزب هو الذي ربِح ورقة القوة، فيما إسرائيل قد تصلُ في النهاية إلى لحظة التفاوض على ملف غزة من دون تحقيق أهدافها المتمثلة بـ"إنهاء حماس" وضرب بنيتها العسكريّة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
فريق بايدن لا يمتلك خططا وشيكة لاقتراح جديد لوقف إطلاق النار في غزة
نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مسؤولين كبيرين في الإدارة الأمريكية، قولهما إن مستشاري الأمن القومي للرئيس جو بايدن ليس لديهم خطط وشيكة لتقديم اقتراح محدث لبايدن في مفاوضات وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحماس.
وسبق أن تحدث مسؤولون أمريكيون عن الانتهاء من "اقتراح الجسر" لعرضه على بايدن للموافقة عليه، قبل مشاركته مع الوسطاء الآخرين الأطراف في محادثات وقف إطلاق النار، مثل مصر وقطر.
وذكر المسؤولون للشبكة، أن مستشاري الرئيس الأمريكي يريدون أولا أن يتأكدوا من استعداد حماس في النهاية إلى قول "نعم" على مثل هذه الاتفاقية المعدلة، لكنهم لا يعتقدون أن تلك الرغبة موجودة.
وتتعلق إحدى نقاط الخلاف الشائكة في المفاوضات بقضية الأسرى لفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل أسرى الاحتلال في غزة.
والاثنين الماضي، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، أن الوزير أنتوني بلينكن سيلتقي مسؤولين مصريين في القاهرة؛ لمناقشة الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن للقاهرة، وليس إلى إسرائيل، تشير إلى أن الاختراق بشأن محور فيلادلفيا وشيك.
وأضافت الصحيفة، أن زيارة بلينكن للمنطقة تأتي "لطمأنة إسرائيل بشأن عدم قدرة حماس على تهريب أسلحة عبر محور فيلادلفيا".
قال مسؤول كبير في الإدارة للصحيفة: "لا أستطيع أن أقول إن الاتفاق وشيك".
وأعرب مسؤول إسرائيلي عن نفس المشاعر في واشنطن: "أنا متفائل بأن ذلك سيحدث، ولكن ليس في أي وقت قريب".
وتأتي زيارة بلينكن إلى القاهرة بعد إعلان الأسبوع الماضي أن وزارة الخارجية ستمنح مصر كامل مخصصاتها من المساعدات المالية العسكرية، بإجمالي 1.3 مليار دولار، متجاوزة بذلك المخاوف القديمة بشأن حقوق الإنسان لإعطاء الحكومة هناك كل ما وعدت به، وفقا للصحيفة.
وقال كبار المسؤولين في الإدارة للصحيفة، إن الاتفاق لا يزال من الممكن أن يتم بسرعة كبيرة، زاعمين أن نحو "90 في المئة" من نص الاتفاق المكون من 18 فقرة متفق عليه، وهو الوصف الذي نفاه نتنياهو في وقت سابق من هذا الشهر، وقال لشبكة فوكس نيوز: "لا يوجد اتفاق قيد الإعداد. لسوء الحظ، الأمر ليس قريبًا".
والأسبوع الماضي، رفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي تحديد موعد لجاهزية ما يسمى "اقتراح الجسر"، لكنه أكد أن الإدارة تعمل "بجدية" لإحراز تقدم.
وقال كيربي: "المحادثات مستمرة، وما هو غير واضح بالنسبة لنا، وخاصة في أعقاب إعدام هؤلاء الرهائن الستة، هو ما إذا كنا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق. ما ليس واضحا لنا هو ما إذا كانت حماس ستتمكن من الجلوس على طاولة المفاوضات بصدق والتوقيع على شيء ما".