الجارديان: حرب غزة تعيد قضية الشرق الأوسط إلى بؤرة اهتمام الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية في مقال افتتاحي أن الأحداث الساخنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن بسبب الحرب بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أعادت قضية الشرق الأوسط مرة أخرى إلى بؤرة اهتمام الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن الصراع الذي نشب بين الطرفين منذ ما يزيد على أسبوع تسبب في مقتل الآلاف، لافتة إلى أن الولايات المتحدة مازال يحدوها الأمل أن تنجح جهودها الدبلوماسية، التي تمثلت في الزيارات المكوكية التي يقوم بها وزير خارجيتها أنتوني بلينكن في عدد من دول الشرق الأوسطن فضلا عن زيارة الرئيس الأمريكي شخصيا للمنطقة اليوم الأربعاء، في احتواء تلك الأزمة.
ويضيف المقال أنه قبل عدة ساعات من وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط في خضم تلك الأحداث وردت أنباء عن استهداف مستشفى في غزة بقصف صاروخي عنيف أدى إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين.
ويشير المقال إلى أن القصف الصاروخي الوحشي، دفع بإلغاء القمة الرباعية التي كان مقررًا انعقادها في العاصمة الأردنية عمان، وذلك بالتنسيق بين كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية.
وذكر المقال في هذا الصدد "أن زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل في خضم تلك الأحداث الجسام يعطي انطباعا عن تأييد واشنطن للجانب الإسرائيلي كما أنه قد يمنح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو دعما سياسيا مهما ولاسيما في هذا التوقيت على وجه الخصوص".
ويوضح المقال في الختام "أن الولايات المتحدة قررت القيام بتلك الزيارة بعد تلقي وعودا من جانب إسرائيل بالموافقة على توفير ممرات آمنة تسمح بوصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، مشيرا إلى أن واشنطن تبذل مساعي حثيثة للحيلولة دون وقوع مأساة إنسانية في قطاع غزة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قضية الشرق الأوسط الولايات المتحدة الولایات المتحدة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
ترامب وحقبة الشرق الأوسط الجديد
تتردد شائعات حول انسحاب الولايات المتحدة من سوريا منذ سنوات في أجندة الرأي العام الدولي. وفي فبراير الماضي، كشفت تقارير استخباراتية أن واشنطن تعمل هذه المرة على تسريع العملية بشكل جاد. ورغم أن الانسحاب يتم بشكل تدريجي بحجة مخاوف أمنية تتعلق بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلا أن السبب الحقيقي مرتبط مباشرة بالمخاطر والضغوط التي يمارسها الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي في أمريكا. فالكيان الصهيوني يخشى من التزام قسد بالاتفاقيات مع حكومة دمشق، ويشعر بقلق بالغ من تزايد نفوذ تركيا، التي تُعتبر الفاعل الوحيد القادر على تحقيق الاستقرار في سوريا.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان على دراية بالخطط القذرة، فقد كان مصمما على عدم الانجراف لهذه اللعبة. فاللوبي الصهيوني يسعى إلى تحريك مسلحي «داعش» والميليشيات الشيعية، وتنظيم وحدات حماية الشعب (YPG) والأقليات الدرزية، أو العلوية في المنطقة، لتحويل سوريا إلى «لبنان جديدة»، ثم جر القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) إلى هذه الفوضى. لكن يبدو أن إدارة ترامب تقاوم هذا السيناريو بقوة.
حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع
فعندما أراد ترامب الانسحاب من سوريا في 2019 خلال ولايته الرئاسية الأولى، تمت إعاقة هذه الخطوة من قبل المحافظين الجدد الموالين للكيان الصهيوني، واللوبي اليهودي المؤثرين في الدولة العميقة الأمريكية. وشملت الضغوط على ترامب حججا عدة مفادها، أن الانسحاب سيعود بالنفع على إيران وروسيا، ويعرض أمن الكيان الصهيوني للخطر، بالإضافة إلى مخاطر تدخل تركيا، ضد أي «دولة إرهاب» قد تقام في المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب. في ذلك الوقت، لم يكن ترامب يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة هذه الضغوط، فلم يستطع تنفيذ استراتيجية الانسحاب، لكن اليوم، اختفت معظم المبررات التي حالت دون الانسحاب، فقد تم احتواء تهديد «داعش»، وأقامت تركيا توازنا جديدا على الأرض عبر عملياتها العسكرية، كما أصبحت مكاسب إيران وروسيا في سوريا قابلة للتوقع، ولم يتبق سوى عامل واحد، وهو استراتيجيات الكيان الصهيوني المعطلة. حتى الآن، تشكلت خطة «الخروج من سوريا» لصالح ترامب سياسيا داخليا وخارجيا، وقد أضعف ترامب بشكل كبير نفوذ المحافظين الجدد، واللوبي الصهيوني مقارنة بفترته الأولى. كما أن مطالب الكيان الصهيوني المفرطة، يتم تحييدها بفضل الدور المتوازن الذي يلعبه الرئيس أردوغان.
وهكذا، حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع تتماشى مع الاستراتيجية العالمية الجديدة للولايات المتحدة. لأن «الاستراتيجية الكبرى» لأمريكا تغيرت: فالشرق الأوسط والكيان الصهيوني فقدا أهميتهما السابقة. يعتمد ترامب في سياسة الشرق الأوسط للعصر الجديد على نهج متعدد الأقطاب، لا يقتصر على الكيان الصهيوني فقط، بل يشمل دولا مثل تركيا والسعودية وقطر والإمارات ومصر وحتى إيران. وهذا النهج يمثل مؤشرا واضحا على تراجع تأثير اللوبي اليهودي، الذي ظل يوجه السياسة الخارجية الأمريكية لسنوات طويلة. وإلا، لكانت الولايات المتحدة قد تخلت عن فكرة الانسحاب من سوريا، وعززت وجودها على الأرض لصالح الكيان الصهيوني، ما كان سيؤدي إلى تقسيم البلاد وتفتيتها إلى خمس دويلات فيدرالية على الأقل. لكن ترامب، خلال الاجتماع الذي عُقد في البيت الأبيض في 7 أبريل بحضور رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، أعلن للعالم أجمع أن تركيا والرئيس أردوغان هما فقط الطرفان المعتمدان في سوريا. كانت هذه الرسالة الواضحة بمثابة رسم لحدود للكيان الصهيوني واللوبي الصهيوني في أمريكا.
ينبغي عدم الاستهانة بخطوات ترامب، ليس فقط في ما يتعلق بالانسحاب من سوريا، بل أيضا في تحسين العلاقات مع إيران بالتنسيق مع تركيا وروسيا. هذه الخطوات حاسمة، وقد تم اتخاذها، رغم الضغوط الشديدة من اللوبي اليهودي الذي لا يزال مؤثرا في السياسة الأمريكية. ولهذا السبب، يتعرض ترامب اليوم لانتقادات حادة من الأوساط الصهيونية والمحافظين الجدد، سواء داخل أمريكا أو خارجها.
المصدر: القدس العربي