النخبة القسامية.. القوة التي كسرت هيبة إسرائيل في غلاف غزة
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
مع شروق شمس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري هاجم ما يقارب 1200 مقاتل من كتائب الشهيد عز الدين القسام بإسناد ودعم 1500 مقاتل آخر أكثر من 55 هدفا عسكريا في "فرقة غزة" والمنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
شاركت أركان كتائب القسام المختلفة في الإعداد والتنفيذ للعملية، فجهاز الاستخبارات العسكرية وفر البنية المعلوماتية للعملية، ووحدات المدفعية تولت التمهيد الناري، ومهندسو الكتائب تولوا إزالة العوائق الهندسية، وصولا إلى قوات "النخبة القسامية" التي شكلت قوة المناورة الأساسية التي احتلت مواقع "فرقة غزة" و"مستوطنات الغلاف" وخاضت لساعات اشتباكات مع جيش الاحتلال بعد العبور الأول.
خلف الأداء العسكري المتميز لمقاتلي النخبة كان هناك قرار وتوجه لزيادة فعالية وقوة الجهاز العسكري بإنشاء سرايا النخبة القسامية، وبُذلت في سبيل ذلك سنوات من التدريب والإعداد والتأسيس شارك فيها مئات القادة وآلاف الجنود وارتقى خلالها وأصيب مئات الشهداء والجرحى.
عُرفت كتائب القسام منذ تأسيسها الوحدات والخلايا النخبوية التي أنشئت لتنفيذ مهام خاصة.
وفي المرحلة الأولى من نشأة جهاز القسام توجه الجهد الأساسي للخلايا الخاصة نحو خطف الجنود والسعي لمبادلتهم مع أسرى فلسطينيين، ولاحقا للإفراج عن الشيخ أحمد ياسين، كالخلية "101" وخلية "شهداء من أجل تحرير الأقصى" وغيرهما.
ومع بداية الانتفاضة الثانية عام 2000 واجهت كتائب القسام والمقاومة في قطاع غزة تحديا جديدا، فالمستوطنات الإسرائيلية تحولت إلى مواقع محصنة وشديدة الحراسة، كما أن عمليات جيش الاحتلال وشكل قواته العاملة في القطاع أصبحت أقوى وذات طابع أعنف عسكريا، فعمليات التوغل والاجتياح لم تعد تقوم على العربات الخفيفة أو القوات الصغيرة، بل اُستعيض عنها بالمدرعات والطائرات كقوة أساسية.
في المقابل، طورت كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية استجابتها الخاصة، فعلى المستويين التنظيمي والهيكلي اتجهت "القسام" نحو بناء جهاز مركزي بدلا من أسلوب الخلايا الذي كان سائدا قبل الانتفاضة الثانية، ورافق ذلك تغيير في أساليب العمل، كما بدأت "القسام" بتكثيف عمليات اقتحام المستوطنات والتصدي للاجتياحات العسكرية.
وحدة الاستشهاديين
استلزم الأسلوب الجديد في القتال تحضيرا على مستوى العتاد والأفراد، فظهرت وحدة "الاستشهاديين" خلال سنوات الانتفاضة وتوسعت مع الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.
يجري اختيار عناصر الوحدة من أبناء كتائب القسام وفقا لمعايير صارمة راعت الالتزام الديني والسلامة الأمنية والمهارات البدنية والنفسية، وأحيطت الوحدة بغطاء من السرية والكتمان خشية الاعتقال وكشف عناصرها.
كما تلقى هؤلاء تدريبات عسكرية وأمنية خاصة، وجرى تسليحهم بمعدات خاصة، وأُنيطت بهم مجموعة من المهمات الخاصة التي ترتفع فيها نسبة الشهادة، كالرباط في المناطق المفتوحة والمتقدمة وفي أماكن موحشة، ليشكلوا خطا متقدما من الكمائن في مواجهة أي توغل إسرائيلي أو تسلل للوحدات الإسرائيلية الخاصة.
ومن عناصر هذه الوحدة جرى اختيار العناصر المؤهلة لتنفيذ العمليات الجهادية، فمنذ انسحاب الاحتلال من قطاع غزة عام 2005 نفذت كتائب القسام عددا من عمليات الإغارة على مواقع جيش الاحتلال التي تمركزت على الحدود مع القطاع، أهمها عملية خطف الجندي جلعاد شاليط عام 2006.
حرب الفرقانوفي حرب "الفرقان" (2008-2009) انشغل عناصر الوحدة الخطوط الأولى في الدفاع عن قطاع غزة ونصب الكمائن المتقدمة في مواجهة الاجتياح البري الذي شمل شمال وشرق مدينة غزة.
وتمكنت عناصر الوحدة من تنفيذ عمليات نوعية كعملية الشهيد محمود الريفي على تلة الريس شرق الشجاعية، بعد أن هاجم فصيلا من الجيش الإسرائيلي وفجّر فيه عبوة ناسفة وحاول خطف أحد جنوده، لكن تدخّل الطيران حال دون ذلك، وارتقى الريفي شهيدا، وقُتل الجندي الإسرائيلي.
دخلت كتائب القسام بعد حرب الفرقان مرحلة جديدة من التطوير والبناء، والذي شمل 3 مستويات أساسية:
أولا: التسلح من خلال زيادة القدرة الصاروخية والأسلحة النوعية الأخرى. ثانيا: البنية التحتية والتنظيمية باستكمال عمليات البناء التنظيمي والتوسع في البنية التحتية من مواقع ومعدات. ثالثا: الأفراد والعناصر عبر التوسع في عملية التجنيد وزيادة عدد المقاتلين ونوعيتهم.استفادت كتائب القسام في هذه الفترة من عدد من المتغيرات التي ساهمت في عملية التحول والتطوير، وعلى رأسها تطوير خطوط الإمداد، وتمكنت "القسام" من امتلاك تقنيات وأسلحة نوعية جديدة، بالإضافة إلى البعثات التدريبية التي أرسلت إلى الخارج.
بعد معركة "حجارة السجيل" عام 2012 -التي أظهرت فيها "القسام" أداء مميزا في إدارة المعركة وقيادتها- بدأ شعار "نغزوهم ولا يغزوننا" بالظهور كشعار جديد للكتائب، في إشارة إلى نقل المعركة إلى "أرض العدو" بدلا من الاكتفاء بانتظار اجتياح القوات الإسرائيلية القطاع.
استلزم توسيع عمليات الإغارة والمهام الأخرى بناء قوة مدربة بشكل خاص يمكن لها القيام بهذا النوع من المهام، ففي صيف عام 2013 بدأت مواقع كتائب القسام باستقبال الدفاعات الأولى من المقاتلين الملتحقين بسرايا النخبة القسامية.
البناء التنظيمي
يتركز البناء التنظيمي للقسام على الألوية المناطقية المنتشرة على طول قطاع غزة والمقسمة إلى كتائب وسرايا وفصائل ومجموعات عسكرية، وتوجد إلى جوارها مجموعة من الأركان التخصصية التي تعمل في مجالات محددة، كركن الاستخبارات العسكرية الذي يتولى عملية جمع المعلومات عن جيش الاحتلال وتحركاته.
جرى اختيار مقاتلي النخبة من صفوف الألوية المناطقية بناء على معايير عدة، على رأسها الجاهزية الإيمانية والقدرات البدنية والمهارية، ليخضع المقاتلون بعد ذلك لبرنامج تدريبي لم تشهد المقاومة مثله.
وتضمّن البرنامج التدريب على كافة أنواع الأسلحة والتعامل مع أشد وأسوأ الظروف الحياتية، بما فيها البقاء لساعات دون غذاء، بالإضافة إلى المناورة على مجموعة مختلفة من السيناريوهات.
العصف المأكول.. الاختبار الأولشكلت حرب "العصف المأكول" -التي اندلعت في يوليو/تموز 2014- ملحمة قوات النخبة القسامية وأول اختباراتها الحقيقية على أرض المعركة، واضطلعت النخبة بمهمتين أساسيتين:
الأولى: تشكيل الخط الدفاعي الأول والمتقدم عن قطاع غزة. الثانية: تنفيذ العمليات الهجومية خلف خطوط العدو.فعلى مدار أسابيع الحرب نفذت مجموعات النخبة 5 عمليات إنزال خلف خطوط العدو استهدفت فيها مواقع تتبع لـ"فرقة غزة"، بدأت يوم 8 يوليو/تموز بإغارة وحدات الكوماندوز البحري على موقع "زيكيم" العسكري.
وفجر يوم 17 يوليو/تموز نفّذت قوات النخبة القسامية أول عملية إنزال بري خلف خطوط العدو بعد أن هاجمت مجموعة من المقاتلين على موقع "صوفا" شرق لواء رفح، وخلال انسحابها فجرّت النفق وحيّدت قوات العدو التي لاحقتها.
تلا ذلك عملية الإغارة على موقع "أبو مطيبق" شرق لواء الوسطى يوم 19 يوليو/تموز، والتي شارك فيها 12 مجاهدا من القسام، وتمكنت من قتل 7 جنود صهاينة.
وبعد يومين هاجمت مجموعة من النخبة القسامية منطقة "الريان" شرق لواء خان يونس في محيط موقع "صوفا" التابع لـ"فرقة غزة"، وأسفرت العملية عن مقتل 5 جنود.
وفي لواء شمال غزة أغار 12 مقاتلا من قوات النخبة على موقع "16" التابع لـ"فرقة غزة" يوم 20 يوليو/تموز، وبعد ساعات من الاشتباك مع قوة صهيونية استشهد 10 من قوات النخبة وقُتل 5 جنود إسرائيليين، بينهم قائد كتيبة، وبعد سنوات أظهرت معطيات جديدة أن قوات النخبة أسرت جنديا قامت قوات الاحتلال بقصفه مع خاطفيه.
وفي 28 يوليو/تموز أغارت مجموعة من قوات النخبة على موقع "ناحل عوز" التابع لـ"فرقة غزة" والواقع شرق كتيبة الشجاعية، وتمكن مقاتلو النخبة من قتل 10 جنود وفقا لكتائب القسام والعودة بسلام إلى قواعدهم من خلال نفق هجومي.
وعلى الصعيد الدفاعي، اضطلعت قوات النخبة بدور أساسي في التصدي للاجتياح الإسرائيلي الذي تركز على المناطق الحدودية شرق وشمال قطاع غزة، حيث شغل أفرادها الكمائن المتقدمة في مواجهة القوات المتوغلة كما هو الحال في لواء الشمال الذي قاتلت نخبه في شمال بيت حانون، والتي استشهد الجزء الأكبر من قوتها، وشمال بيت لاهيا وعلى المناطق الساحلية وشرق جباليا.
وفي لواء غزة الشرقي، تصدت قوات النخبة في كتيبة التفاح لتقدم لواء "جولاني"، وتمكنت من أسر الجندي شاؤول آرون، وعلى طول المناطق الشرقية في لواء الوسطى وخان يونس جرى قتال عنيف، فيما تمكنت مجموعات النخبة من أسر الضابط هدار غولدن في لواء رفح.
طوفان الأقصى
بين عامي 2014 و2023 بدأت كتائب القسام مشروع "مراكمة القوة"، والتي كانت قوات النخبة أهم معالمه، وقد جرى العمل على رفع قدرات القوة التسليحية والمهاراتية وإكمال تشكيل سراياها عددا وتدريبا وتخصصا من خلال إخضاع المقاتلين لبرامج معسكرات تدريبية متواصلة ركزت على تطوير القدرات التخصصية (دروع، هندسة، قنص..).
ولم تخلُ مناورة تدريبية لقوات النخبة من مشاريع تحاكي سيناريو اقتحام المواقع الإسرائيلية وتطهيرها، فالتركيز على الجانب الهجومي في مناورات سرايا النخبة كان واضحا للغاية، فهذه القوات وُجدت لتهاجم.
كل ذلك كان إعدادا لعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتي بدأت باستنفار كتائب القسام 1200 مقاتل من سرايا النخبة القسامية أعقبتهم بـ1500 مقاتل آخر من الوحدات التخصصية، ومع ساعات الصباح الأولى باتت الأوامر واضحة والأهداف مرسومة.
سبقت العملية عملية تأهيل وإعداد امتدت من العام 2022 وحتى يوم العملية، وشملت تجهيز متطلبات إنجاح الخطة من معلومات ومعدات وتدريبات ومناورات، بالإضافة إلى عملية الخداع الإستراتيجي لقوات الاحتلال.
وبعد استنفار القوات وتجهيزها بدأت مجموعات المدفعية بالقصف التمهيدي بـ5 آلاف صاروخ وقذيفة، 3 آلاف منها هدفت إلى تثبيت مواقع "فرقة غزة"، فيما خُصص ألف صاروخ لتثبيت القواعد الجوية المحيطة بالفرقة، وأخيرا قصف مواقع خارج "فرقة غزة" بألف صاروخ آخر.
وبالتزامن مع قصف مواقع الاحتلال بدأت عملية "إعماء" الفرقة من خلال استهداف أنظمة أبراج المراقبة والإرسال والكاميرات ومنظومات الاتصال بواسطة المسيّرات والبنادق الرشاشة وبنادق القنص، بالإضافة إلى تعطيلها بواسطة جهاز "السايبر".
وبعد عملية "الإعماء" انطلقت وحدات الهندسة لفتح الثغرات في الجدار الفاصل وفتح مسارات تقدم القوات التي تحرك جزء منها بالطيران الشراعي وجزء آخر بالإنزال البحري، فيما هاجم الجزء الأكبر من قوات النخبة بريا.
تركز الهجوم على مواقع "فرقة غزة" الـ15 الممتدة أقصى شمال غرب قطاع غزة إلى أقصى جنوب شرق القطاع، فهاجمت مقر الفرقة في "راعيم" ومواقع اللواء الشمالي السبعة ومواقع اللواء الجنوبي السبعة كذلك، كما هاجمت 10 نقاط تدخل عسكرية و22 حامية لـ"كيبوتسات" في "غلاف غزة".
ولاحقا، طورت قوات النخبة الهجوم باتجاه موقع وحدة "8200" التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) في قاعدة "أوريم"، وموقع لحرس الحدود وقيادة فرقة سيناء، وقواعد للدعم اللوجستي، بالإضافة إلى موقعين للتدخل البحري هاجمتهما قوات الكوماندوز البحري.
تطور أداء العمل النخبوي في "القسام" على مدار حروبها مع الاحتلال، ولا تزال أمام سرايا وفصائل النخبة والقسام معركة طويلة وشاقة مع استعداد العدو لعملية برية في قطاع غزة، فالتطور الهائل في القدرات الهجومية -والذي ظهر في القضاء على "فرقة غزة"- من المتوقع أن يظهر كذلك في الدفاع عن غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من قوات النخبة کتائب القسام بالإضافة إلى سرایا النخبة جیش الاحتلال یولیو تموز النخبة من مجموعة من قطاع غزة على موقع فرقة غزة فی لواء من خلال
إقرأ أيضاً:
عملية يمنية نوعية تستهدف البحرية الأمريكية وتضعف أسطورة “القوة الضاربة”
يمانيون – متابعات
في خضم احتفالات الولايات المتحدة بذكرى تأسيس قواتها البحرية، أطلقت القيادة المركزية الأمريكية مقطع فيديو يعرض “هيبة” الأسطول الأمريكي، محاولاً إبراز قوة تعتبرها الولايات المتحدة محوراً أساسياً لأمنها ونفوذها الدولي. لكن بعد أيام قليلة من هذا العرض، جاء الرد من اليمن على نحو فاجأ العالم وكسر رمزاً يعتبره الأمريكيون مفخرة عسكرية لا تضاهى، حيث طالت العملية اليمنية الأخيرة إحدى أهم قطع الأسطول الأمريكي، ما أثار تساؤلات حول قدرة هذه القوة على مواجهة التهديدات في عصر التقنيات غير التقليدية.
خلفية “أسطورة القوة الضاربة” الأمريكية
تحتفل الولايات المتحدة بيوم البحرية في 27 أكتوبر من كل عام، والذي تم تخصيصه تكريماً للرئيس ثيودور روزفلت منذ عام 1922، الذي دعم تطوير الأسطول البحري ليصبح قوة جبارة، تُعتمد عليها في فرض هيمنة عالمية. وتملك البحرية الأمريكية بالفعل ما يعتبر أقوى الأساطيل البحرية في العالم، مزودة بأحدث حاملات الطائرات، الغواصات، المدمرات، والبارجات التي يُفترض أنها عصية على الهزيمة. عبر عقود، ارتبط اسم الأسطول الأمريكي بتحقيق الانتصارات في البحار وفرض النفوذ في مختلف أرجاء المعمورة، وأصبح رمزاً للقوة الأمريكية التي لا يُعتقد بأنها تُضاهى.
رسالة يمنية تطيح بالرمزية الأمريكية
اختارت اليمن هذا التوقيت لإرسال رسالة واضحة للولايات المتحدة: الأسطول الضخم الذي تفتخرون به يمكن أن يكون عرضة للتدمير، حتى بأبسط الأدوات العسكرية غير التقليدية. العملية التي طالت حاملة الطائرات “يو إس إس لينكولن”، بالتوازي مع هجوم آخر استهدف بارجتين أمريكيتين في البحر الأحمر، لم تكن مجرد استعراض للقوة، بل رسالة واضحة أن حاملات الطائرات العملاقة ليست منيعة وأن الأساطيل الضخمة يمكن زعزعتها أو إغراقها بوسائل متعددة.
العملية اليمنية، التي جاءت بعد إجبار أمريكا على سحب حاملة الطائرات “يو إس إس أيزنهاور” من مناطق قريبة، كان لها أثر مضاعف، إذ عززت في أذهان المراقبين والنقاد ضعف الاستراتيجية الأمريكية البحرية التي كانت تعتمد على فرض السيطرة من مسافات بعيدة.
ردود الفعل والإحراج الدولي
الأحداث الأخيرة وضعت واشنطن في موقف محرج على الساحة الدولية؛ إذ جاء رد الفعل على مقطع الفيديو الاستعراضي احتفالا بذكرى تأسيس البحرية كتحول ساخر، حيث أظهرت العمليات اليمنية ضعفًا غير متوقع في الاستراتيجية البحرية الأمريكية، ما أدى إلى انتقادات واسعة النطاق. وأشارت التحليلات إلى أن الهجمات اليمنية نسفت المعتقدات التي لطالما روّجت لها الولايات المتحدة حول مناعة قواتها البحرية، وعززت إمكانية ضرب الأساطيل الكبرى في مناطق بعيدة وبأدوات غير متكافئة.
تداعيات استراتيجية على البحرية الأمريكية
أضحت البحرية الأمريكية أمام تحدٍ جديد وغير تقليدي، فحاملات الطائرات والمدمرات المتنقلة التي تمثل شريان الهيمنة الأمريكية حول العالم، أصبحت بنظر المراقبين هدفاً يمكن الوصول إليه، بل وتحويله إلى نقطة ضعف يمكن استغلالها من قبل خصوم واشنطن بفعالية. ولعل اليمن من خلال عمليته الأخيرة، قدّم درساً للعالم بأن الأساطيل العسكرية الضخمة ليست عصية على الاستهداف، وبات يثبت يومًا بعد يوم أن الكفاءة القتالية قد تتفوق على القوة العددية في البحر.