من دير ياسين إلى المعمداني.. أبشع مجاز إسرائيل (تسلسل زمني)
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
حتى من قيام إسرائيل عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة، ارتكب الاحتلال سلسلة من المجازر الدموية بحق الشعب الفلسطيني، أحدثها مجزرة مستشفى المعمداني البشعة في قطاع غزة.
في هذا التسلسل الزمني، يرصد "الخليج الجديد" أبرز تلك المجازر التي مرّ كل منها من دون مساءلة ولا عقاب؛ في ظل عجز المؤسسات الدولية والدعم الأمريكي لدولة الاحتلال.
أكتوبر/ تشرين الأول 2023
جيش الاحتلال يقصف، في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مستشفى المعمداني في غزة؛ ما أودى بحياة أكثر من 500 فلسطيني، كانوا قد نزحوا إلى المستشفى ومحيطه في ظل غارات مكثفة على القطاع منذ السابع من الشهر.
ديسمبر/ كانون الأول 2008
جيش الاحتلال يشن، بين 27 ديسمبر/ كانون الأول 2008 و18 يناير/ كانون الثاني 2009، قصفا جويا وبحريا وبريا على غزة؛ ما خلّف نحو 1400 شهيد و5300 جريح، فضلا عن دمار مادي ضخم في القطاع.
اقرأ أيضاً
بعد مجزرة "المعمداني".. الأردن يعلن عدم عقد القمة الرباعية مع بايدن
أبريل/ نيسان 2002
جيش الاحتلال يتوغل في مخيم جنين بالضفة الغربية، في أبريل/ نيسان 2002، في محاولة للقضاء على المقاومة الفلسطينية، ويرتكب أعمال قتل عشوائية أودت بحياة 58 فلسطينيا بعد حصار المخيم لمدة 15 يوما.
فبراير/ شباط 1994
ضمن إجرام دولة الاحتلال وعصاباتها وجيشها ومواطنيها، وفي فجر أحد أيام شهر رمضان، فبراير/ شباط 1994، أطلق الإسرائيلي باروخ جولدستين الرصاص على المصلين في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، فقتل 29 مصليا وجرح 150 آخرين، قبل أن يُقتل بعد أن نفدت ذخيرته.
اقرأ أيضاً
مجزرة مروعة.. 500 شهيد بقصف إسرائيلي على مستشفى في غزة (فيديو)
سبتمبر/ أيلول 1982
خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، تسلل مقاتلو مليشيا "القوات اللبنانية"، المدعومة من إسرائيل، إلى مخيم صابرا وشتيلا للاجئين جنوب العاصمة بيروت بين 16 و19 سبتمبر/ أيلول 1982، وقتلوا قرابة 3 آلاف فلسطيني ولبناني، بينهم أطفال ونساء وشيوخ.
نوفمبر/ تشرين الثاني 1956
اقرأ أيضاً في 10 أيام.. طوفان الأقصى يكبد اقتصاد إسرائيل خسائر تفوق جائحة كورونا
بعد قيام دولة الاحتلال في 1948، لم يكن جيشها أقلّ وحشية من عصاباتها الصهيونية، ففي 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 1956، اجتاحت القوات الإسرائيلية محافظة خان يونس بقطاع غزة، وقتلت أزيد من 500 فلسطينيي في مجزرة استمرت تسعة أيام.
أكتوبر/ تشرين الأول 1956
هاجمت قوات من حرس الحدود الإسرائيلية، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 1956، قرية كفر قاسم بالقرب من الحدود الأردنية، وقتلت 49 فلسطينيا من المدنيين العزّل، بينهم 23 طفلا.
اقرأ أيضاً
معادلة جديدة.. هكذا غَيَّرَ "طوفان الأقصى" الصراع العربي- الإسرائيلي
يوليو/ تموز 1948
اجتاح مقاتلو عصابة الهاجاناه الصهيونية، بقيادة إسحاق رابين، مدينة اللد بالقرب من رام الله وسط الضفة الغربية، في 11 يوليو/ تموز 1948، وأعدموا بالرصاص جميع الرجال الذين تجاوز عمرهم 16 عاما، وبلغ الشهداء 426.
9 أبريل/ نيسان 1948
هاجم مقاتلو العصابتين الصهيونيتين، الإرجون وشتيرن، قرية دير ياسين غرب القدس ليلا بينما كان سكانها نائمون، وفجروا كل منازلها وقتلوا غالبية سكانها، بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، وتراوح عدد الشهداء بين 250 و360.
اقرأ أيضاً
إذا انضم حزب الله لطوفان الأقصى.. 3 عوامل تحسم تدخل أمريكا
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل مجازر دير ياسين مستشفى المعمداني تشرین الأول اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
عتبات الفرح للكاتبة هديل حسن: لعلها عتبات الكتابة أيضا
على باب بيت الأدب، والحياة، تطل الكاتبة من الباب والشبابيك، وهي في طريقها لاختبارات الحياة والأدب. لعلها إطلالة المبدعة قبل ترك العتبة والخروج الى الدنيا، والعودة الى اكتشاف الذات. ما بين "خيبة ولكن، و"عتبات الفرح" عام، بما يمنح لا التأويل فقط، بل استشراف ميلاد كاتبة، تصعد سلما إنسانيا وأدبيا معا، ضمن سلالم ما زلنا جميعا نصعدها، ولا نكاد ننتهي من الصعود.
ولعلنا هنا نركّز قليلا في العتبات، التي أملت الكاتبة أن تكون عتبات فرح، كأنها، ومن خلال نفس طيبة نقية، تستشرف الفرح القادم.
هديل حسن، كاتبة شابة، من الأردن، تحب الأدب، وتعيش له، وقد تجلى ذلك بشكل ظاهر في لغتها التي مالت فيها الى الوضوح والبساطة والجمال.
في الكتاب الأول، كنا إزاء نصوص أدبية، متنوعة الموضوع، ومتنوعة التكثيف، ما بين الشعر والحكمة والتأمل. تلك كانت دفقات الإبداع في كتابة العبارة فالفقرة، حيث يبدو أن الكاتبة هنا تركت نفسها للمعاني كي تأخذها نحو الشكل، أكان خاطرة كاملة، أو معنى مزيا تجريديا أو فكريا اجتماعيا أدبيا.
في النصوص بحث عن الشكل والمضمون، وبحث عن الذات، من خلال شذرات نفسأدبية، تنبئ بما تنفعل به الكاتبة، وما تحتفل به وله، وما تريد التعبير عنه وعنها.
لذلك، لربما تتشابه هديل حسن في رحلتها مع كثيرين وكثيرات، في البحث عن الشكل الفني، وفق ما يستدعيه المضمون الذي يسكنها، ولعله كما نرى مضمون إنساني لشخصيات، تنتظم فيها، أو لعلها هي الناظمة لذلك كله، بما توحي به من شعور وفكر؛ لذلك فإن البذور التي التقطناها ونحن نقرأ "خيبة ولكن"، ما لبثت أن نمت في "عتبات الفرح"، والتي تحتاج حاضنة أدبية وإنسانية لتنمو في بنائها السردي.
السرد القصصي، هو ما سيكون مفتاح الكاتبة، كذلك سيكون تجليات رؤيتها، والذي يمكن أن يتبلور في ظل امتلاك شرط الكتابة، بحيث إما أن تسلك سلوكا له علاقة بالسيرة، أو ترك مسافة والذهاب نحو السرد العادي المنفصل عن الذات ما أمكن ذلك، أو المزاوجة بينهما.
"في عتبات الفرح"، نحت الكاتبة منحى المزاوجة، حيث يبدو أن القصّ هنا، إنما هو عام وخاص، ولربما بسبب هذه المزاوجة، لم تستطع الكاتبة من القص لمدى واضح، حيث كنا نلاحظ إنها ما تبدأ القص، بدءا بالوصف المكاني ووصف الشخصيات الذي أجادته حتى تنهيه.
يجد القارئ لمجموعة الكاتبة هديل حسن "عتبات الفرح" نفسه، مشدودا لخمس منها، خمس عتبات قصصية، فيها ما يؤكد ميل الكاتبة للسرد، وأنها تؤثره عمن سواه من أشكال أدبية.
في نص "ذاكرة مهترئة: من القصص المكتملة، فيها تذكر في ظل زمنين، حيث تكبر الصغيرة، وكيف تتغير نظرة البائع تجاهها صغيرة وكبيرة. في القصة تعبير عن عمق استشعار الأنثى لمشاعر الذكور الحسية، حيث تقرأ انجذاب البائع، داخل مونولوجه، نحو الأنثى، بينما هي ظلت بشعورها الطفولي البريء.
"يد واحدة تصفق"، قصة عميقة، تربط تغيّر المشاعر مع تغير (نقص) أعضاء الإنسان الذي يشعر بالوحدة، وبزهد النساء به. وتصل الذروة النفسية الساخرة، حين يرد على النادل الذي يسأله عن طلبه، فيجيبه: "يد جديدة لهذا العبد الفقير" صفحة .70
وفي النظر تجاه أمراه جميلة، يدور في النفس سؤال: "كيف ستنتبه لي وبجانبها رجل لا عطب فيه" صفحة 71.
أما قصة "لاجئة على عتبات الحزن" فهي قصة لاجئة سورية تعمل مع كبار السن نهارا، وفي الليل نادلة لتبدد الوقت. لديها وقت لا تعرف كيف تمضيه، حيث تكون بانتظار زوجها كي يلحق بها في مكان لجوئها. تصف معاناة كبار السن، فكل وما ينتظره. أما اللحظة الفارقة والصادمة، فهي عندما تذهب لاستلام طلب أحد الزبائن، فيكون الزبون زوجها محمود.
"انتظار محبّ: قصة، تبرع فيها بوصف الجسد، وفرق العمر، من خلال الحب من خلال التواصل الاجتماعي.
ولربما كانت "صفقة عادلة"، الأكثر صادمة اجتماعيا، كونها قدمت الرجل الذي ليس فقط لا يغار على زوجته، بل يستغلها لتمرير صفقاته، في حين تكون المفارقة في أن يصبح "الرجل العاشق" مخلصها.
أما قصة "قتل متعمد" فقد امتلكت عناصر القصّ، ولكن المضمون لم يأت بجديد، لكن الكاتبة وفقت في حداثة وفاتها بسبب حادث وهي هاربة من عنف الزوج، لتتساءل عمن كان القاتل أهو الزوج أم الحبيب الذي تخلى عنها، أم المركبة التي صدمتها وهي مسرعة.
وتشكل قصة "ازمة رجولة" مضمونا اجتماعيا تقليديا، يتعلق بعدم الإنجاب كمسبب للطلاق. في النص نلاحظ وصف الجمال الأنثوي كأنه نابعا من ذكور.
زواج بالإكراه: قصة تزويج الأهل علا من خالد، ورفض ومازن بدون سبب. ليس فيها ما يضيف لهذا المضمون.
في نص كورونا، تيمة الموت، كذلك في "عناق الموت" عن الحرب على لبنان وفقدان الأحبة. وفي مضمون نص "ميلاد أسود"، نحن إزاء ميلاد الطفلة وقت ما يمكن أن نتخيله عن رحيل معاكس كأن يكون رحيل الجد، وفي الوقت نفسه، النفور من ميلاد أنثى. أما نص "عشق" فهو مجرد وصف. وفي نص "ذكورة"، تعبير عن الشهوة، ورد فعل الأنثى الحاد.
أما "سيدة النساء انت": عن موت الزوجة، وإخلاص الزوج. لا ننفي وجود هذه النماذج في الحياة، لربما كان من الممكن الاتكاء على سلوك ما يتجلى فيه الوفاء.
وفي "حب قبل أوانه": وصف المرأة لرجل يخشى الحب، فيما تكون هي قد وقعت به.
الأسلوب:
من ميزات النصوص اختيار اللغة القريبة من السرد القصصي، ما منح المجال لبناء قصص واقعية. كان نفس الكاتبة متفاوتا في القصص، فكأنها تكتب ونتشوق، لكن تتركنا نتابع مصائر الشخوص، فقد وجدنا أنفسنا بحاجة لدفق سردي أكثر من المكتوب.
إضافة الى ما ذكرناه في الحديث عن القصص، فقد استخدمت الكاتبة أكثر من أسلوب، فثمة تجريد رمزي مثلا في نص "عتبات الفرح"، الى أسلوب خطاب في "أناي"، الى ما هو واقعي كما في نص "صخب العالم"، الذي تعلق بالشعب تحت الاحتلال، إلى مزاوجة بين الواقع والرمز، كما في نص "قصة بطلتها أنا" التي تتحايل المرأة هنا على معاناة نفسية، فهي حين تتحدث عن "الانجاب المعرفي"، أي نشر كتاب جديد، فهي إنما تقربنا من هموم المرأة الفطرية في الزواج والإنجاب.
لقد تجاوزت الكاتبة نصوصها الأولى "خيبة ولكن"، ولكن لعلها تواصل الكتابة القصصية؛ فلا تطوير في عالم الكتابة الا بالكتابة جنبا الى جنب مع القراءة.
"في عتبات الفرح" ما يشير إلى عتبات الحياة، والكتابة التي تسكن الكاتبة، كأن الكاتبة الإنسانة هنا ما بين رؤية الأدب من خلال الحياة، والحياة من خلال الأدب.
جدير بالذكر بأن المجموعة صدرت عن دار فضاءات عمان-الأردن عام 2023، "ووقعت في 125 صفحة.