شبكة اخبار العراق:
2024-12-22@21:51:57 GMT

غزّة… في غياب السياسة

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

غزّة… في غياب السياسة

آخر تحديث: 18 أكتوبر 2023 - 8:46 صبقلم:خيرالله خيرالله انطلاقا من غزّة، لحقت بإسرائيل هزيمة لا سابق لها منذ قامت قبل 75 عاما. سيساعدها في الانتقام من الهزيمة الطريقة التي نفذت بها “حماس” هجومها على المستوطنات الإسرائيلية الواقعة في ما يسمّى غلاف غزّة. أفقد هذا الهجوم القضيّة الفلسطينية كلّ تعاطف دولي، خصوصا بسبب وحشيته التي لا توصف.

لن يمنع التهديد الإيراني بإشعال المنطقة الانتقام الإسرائيلي الذي لا يقل وحشية عن أفعال “حماس”. إذا وضعنا جانبا الكلام الإيراني الكبير والشعارات الفضفاضة، ستعمل إيران في المستقبل المنظور على هضم الانتصار الذي حقّقته عبر “حماس”، على حساب الشعب الفلسطيني، في انتظار خطوة أخرى تقدم عليها مستقبلا.في ظلّ المأساة التي يعيشها القطاع، وفي وقت لا همّ لدى إسرائيل سوى الانتقام، تدفع غزّة ثمن غياب السياسة. هناك غياب للسياسة على مستويات عدّة بدءا بالسياسة الإسرائيلية العمياء… وصولا إلى الغياب العربي، مرورا في طبيعة الحال بالاختراق الإيراني لـ”حماس” الذي يدلّ على الارتباط العضوي بين الإخوان المسلمين و”الجمهوريّة الإسلاميّة”. تجاهلت السياسة الإسرائيلية التي اتبعها بنيامين نتنياهو، واليمين الإسرائيلي عموما، واقعا لا مجال لتجاوزه. يتمثل هذا الواقع في استحالة تصفية القضيّة الفلسطينية من منطلق أن الشعب الفلسطيني غير موجود. الشعب الفلسطيني موجود أكثر من أيّ وقت. ثمة مستوى آخر للغياب السياسي، هو المستوى الفلسطيني نفسه. منذ وفاة ياسر عرفات في الحادي عشر من تشرين الثاني – نوفمبر من العام 2004، إلى استيلاء “حماس” على غزّة منتصف العام 2007، لا وجود لأيّ سياسة فلسطينية تجعل المجتمع الدولي، بمن في ذلك إسرائيل، يأخذ في الاعتبار السلطة الوطنيّة في رام الله. رفضت هذه السلطة التصرّف بطريقة تؤكّد أنها مسؤولة عن الشعب الفلسطيني في الضفّة الغربيّة وغزة وقبلت الأمر الواقع الذي فرضته “حماس” في القطاع بدءا بالقضاء على “فتح” عبر التنكيل بأعضائها بطريقة مشينة.إسرائيل حصدت في نهاية المطاف ما زرعته عندما حاربت “فتح” والسلطة الوطنيّة وغضّت الطرف عن نشاطات “حماس” التي لعبت منذ تسعينات القرن الماضي دورا، عبر عمليات انتحاريّة. استهدفت العمليات الانتحارية لـ”حماس” في معظم الأحيان مدنيين. فعلت ذلك من أجل  الحؤول دون تحقيق أيّ تقدّم على صعيد عملية السلام. كانت إسرائيل تقف في كلّ وقت موقف المتفرّج وكان اليمين فيها الذي يمثله “بيبي” نتنياهو يشجع كلّ ما من شأنه نسف اتفاق أوسلو أو أيّ اتفاق آخر مكمّل له. اعتبرت إسرائيل نفسها المستفيد الأوّل من تكريس الانقسام بين الضفّة الغربيّة وغزة ابتداء من منتصف 2007. فعلت كلّ ما تستطيع من أجل فصل الضفّة عن القطاع وإيجاد كيانين فلسطينيين بدل كيان واحد. استثمرت إسرائيل في كلّ ما من شأنه تعميق الانقسام الفلسطيني فيما استثمرت “الجمهوريّة الإسلاميّة” في “حماس” في ظلّ لامبالاة أميركيّة. كان الاستثمار الإيراني في محلّه كونه صبّ في تمكين اليمين الإسرائيلي من وضع يده على القرار الإسرائيلي، الرافض لأيّ سلام  من جهة وحوّل “حماس”، من جهة أخرى، إلى المتحكم بقرار السلم والحرب الفلسطيني، على غرار تحكّم “حزب الله” بقرار السلم والحرب في لبنان.تبقى أخيرا المسؤولية العربيّة عن تجاهل ما يجري في غزّة التي كانت حتّى العام 1967 تحت السيادة المصريّة. كان هناك استخفاف عربي في أحداث غزّة التي امتلكت في مرحلة معيّنة مطارا دوليا خاصا بها. بعد بنائه، افتُتح المطار في 24  تشرين الثاني – نوفمبر في حضور الرئيس بيل كلينتون والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. بدا افتتاح المطار وقتذاك دليلاً على التقدم نحو قيام الدولة الفلسطينية التي لا مفرّ من قيامها يوما. في غياب “أبوعمّار”، لعب الإهمال دوره في إفلات غزّة من اليد العربية وفي بلوغ الوضع ما بلغه في أيامنا هذه. لم يعد السؤال ما الذي يمكن عمله دفاعا عن غزّة، بل السؤال هل هناك ما يمكن أن يحول دون تهجير أهلها تحقيقا لحلم إسرائيلي قديم ردده غير مسؤول إسرائيلي قبل الانسحاب منها في آب – أغسطس 2005. في مرحلة ما قبل الانسحاب كانت غزّة كابوسا. بقيت كابوسا بعد الانسحاب، خصوصا مع وضع “حماس” يدها على القطاع، وحتّى قبل ذلك، عندما راحت تطلق الصواريخ في اتجاه المستوطنات القريبة من غزّة. وفرت تلك الصواريخ فرصة لأرييل شارون، الذي اتخذت حكومته قرار الانسحاب من القطاع، ليقول “لا وجود لشريك فلسطيني يمكن التفاوض معه”. لم يتحمّل العرب يوما مسؤولياتهم تجاه غزّة. لم يوجد من يقول لـ”حماس” إنّ تصرفاتها تخدم اليمين الإسرائيلي. الأكيد أن ما أقدمت عليه الحركة، التي هي جزء لا يتجزّأ من تنظيم الإخوان المسلمين، يخدم الذين نادوا دائما في إسرائيل بضرورة تصفية القضيّة الفلسطينية بدل البحث عن حلّ سياسي. مثل هذا الحلّ السياسي بات اليوم ضرورة أكثر من أيّ وقت. صحيح أنّ إسرائيل لا تستطيع سوى أن تنتقم، لكنّ الصحيح أيضا أنّ لا مفرّ من حل سياسي في نهاية المطاف، وهو الحلّ الذي يفترض في العرب الواعين البحث في الأسس التي يفترض أن يقوم عليها. كشفت حرب غزّة أهمّية غزة. كشفت لماذا اشترط ياسر عرفات في العام 1993 من أجل توقيع اتفاق أوسلو وجود صيغة “غزّة وأريحا أوّلا”. كان مصرّا على وجود رابط بين القطاع والضفّة. كان تدمير هذا الرابط هدفا من أهداف اليمين الإسرائيلي و”حماس” في آن وذلك في انتظار اليوم الذي تنقض فيه “حماس” على الضفّة.يقضي الواجب العربي باستعادة هذا الرابط من منطلق أنّ كل ما قامت به “حماس” منذ تأسيسها خدم مشروعا نادى به اليمين الإسرائيلي دائما وأبدا. كان، ولا يزال، مشروعا يقوم على تصفية القضيّة الفلسطينية عبر تجاهل شعب لا يمكن تجاوزه!

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الیمین الإسرائیلی الشعب الفلسطینی ة التی الضف ة

إقرأ أيضاً:

العمل الوطني الفلسطيني: يجب الضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات لغزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شددت عضو هيئة العمل الوطني الفلسطيني رتيبة النتشة، على ضرورة الضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة لتجنب المجاعة الوشيكة. 

وقالت النتشة - في مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية - "إنه بالرغم من أن كل التقارير الأممية تتحدث عن صعوبة الأوضاع الإنسانية في غزة ولكن لم ينفذ حتى الآن أي من قرارات الأمم المتحدة سواء وقف اطلاق النار أو إنفاذ المساعدات الإنسانية".

وأضافت أنه منذ بدء الحرب على قطاع غزة لم تكتف إسرائيل باستخدام سلاح التجويع لقهر وقتل الفلسطينيين وتطهيرهم عرقيا وإجبارهم على النزوح من منطقة إلى منطقة، ولكنها أيضا تمنع دخول المساعدات، حيث أن إسرائيل تسيطر على 6 معابر في قطاع غزة وتمتنع عن فتح تلك المعابر لإدخال المساعدات من قبل المؤسسات الدولية والطواقم الطبية وإدخال البضائع.

وتابعت أن إسرائيل تعمل أيضا على الالتفاف على وكالة الأونروا بالاستمرار في تجفيف مصادر تمويل الوكالة والامتناع عن تقديم الدعم لها حتى لا تتمكن من القيام بمهامها في قطاع غزة وأيضا في الضفة، لافتة إلى أن وكالة الأونروا تعد الشاهد الأممي الوحيد على قضية اللاجئين الفلسطينيين والجسر الوحيد الآن في قطاع غزة القادر على تنسيق المساعدات الإنسانية وإيصالها إلى المواطنين.

وأوضحت أن إسرائيل لازالت تتحدث عن خطة إحكام عسكري على قطاع غزة وترفض الانسحاب الكامل من القطاع، لأنها ترى أن هذه الحرب يجب آلا تنتهى دون فرض السيادة الإسرائيلية على قطاع غزة والسيطرة على دخول المساعدات وعدم توزيعها إلا بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي في خطوة لفرض أمر واقع جديد في القطاع وهو الحكم العسكري الإسرائيلي.

وأشارت إلى أن المنظومة الدولية حتى الآن عاجزة عن إيقاف هذه العنجهية الإسرائيلية التي تمارس وتوثق إبادتها للشعب الفلسطيني ولم يحرك العالم ساكنا لوقف تلك الانتهاكات، لذلك يجب الضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة حيث أن ما يدخل الآن لا يتجاوز الـ 30 شاحنة يوميا في حين أن الاحتياجات تتجاوز الـ 80 شاحنة يوميا وذلك في الوضع الطبيعي وليس في الوضع الكارثي.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد حذر من مجاعة وشيكة في قطاع غزة نتيجة منع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين.
 

مقالات مشابهة

  • “السنوار 2”.. من هو الأسير الذي يخشى الاحتلال إطلاق سراحه؟
  • السنوار 2.. من هو الأسير الذي يخشى الاحتلال إطلاق سراحه؟
  • ‏وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يبدأ التحقيق في أسباب عدم اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن
  • صور تظهر ما نجم عن صاروخ الحوثي الذي استهدف إسرائيل وفشلت باعتراضه
  • العمل الوطني الفلسطيني: يجب الضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات لغزة
  • ما قصة نسيم خليبات الفلسطيني الحامل للجنسية الإسرائيلية الذي سلمه المغرب لإسرائيل؟
  • حماس: ندعو للتضامن الإنساني مع الشعب الفلسطيني لوقف الاحتلال
  • حماس تدعو لمحاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني
  • حماس تطالب بمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني
  • «هيئة دعم الشعب الفلسطيني»: نثمن الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة