العد التنازلي لاجتياح قطاع غزة بدأ بحملة تدمير واسعة وعنيفة أضيف إليها الطلب من الأمم المتحدة إفساح الطريق أمام قواته بنقل نصف سكان القطاع من شماله إلى جنوبه.

إقرأ المزيد احتلال غزة.. الممكن والمستحيل!

الصحيفة الإلكترونية "Foreignaffairs"، لفتت إلى أن الهجوم الإسرائيل على غزة ليس بالأمر الجديد، لكن ما سبق كان عبارة عن اصطدامات محدودة تخللتها غارات متفرقة داخل القطاع.

الصحيفة أشارت في تقرير بعنوان "الثمن الباهظ لسحق حماس"، إلى أن "الهجمات البرية الإسرائيلية في غزة دموية وصعبة للغاية. خلال العملية الكبرى الأخيرة في عام 2014، قتل ما يقرب من 66 جنديا إسرائيليا وستة مدنيين إسرائيليين وأكثر من 2000 فلسطيني، على الرغم من أن الجيش توغل في عمق بضعة أميال فقط في الجيب، وكان معظم الفلسطينيين الذين قتلوا من المدنيين، وكان ربعهم من الأطفال".

القرار حُسم، ولا يستطيع أي مسؤول إسرائيلي أن يدعو على الوضع العودة إلى الوضع السابق، أو حتى مجرد الاكتفاء بانتصار صغير على حماس، بحسب الصحيفة.

وبذلك "سيكون الهدف العسكري الفوري لإسرائيل الآن هو تدمير حماس، أو على الأقل إلحاق أضرار جسيمة بها. ستسعى إسرائيل إلى قتل القيادة السياسية والعسكرية لحماس أو اعتقالها أو طردها من تحت الأرض وستحاول أيضا تدمير البنية التحتية لحماس ومستودعات الأسلحة. ومن المرجح أن تتطلب هذه الأهداف بدورها احتلالا مؤقتا على الأقل لكل غزة أو جزء منها. حماس ببساطة راسخة في أماكن كثيرة جدا بحيث لا يمكن القضاء عليها بالقنابل والغارات وحدها".

ترى الصحيفة أن "الاستيلاء على غزة سيكلف إسرائيل غاليا جدا. سيتعين على القوات الإسرائيلية خوض معارك شوارع من منزل إلى منزل ضد عدو مستعد جيدا وينوي جعل الغزاة يدفعون الثمن مقابل كل شبر. سيكون التقدم بطيئا وسيكون القتال وحشيا. ستحتاج إسرائيل إلى استخدام القوة النارية الساحقة لتحقيق مكاسب جادة وتحقيق أهدافها. في هذه العملية، قد يموت عدد كبير من المدنيين".

اللافت أن أحاديث أغلب الخبراء الغربيين عن عدم إمكانية تلافي سقوط أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين في الهجوم الإسرائيلي البري المرتقب على غزة، يجري مع القطاع بطريقة استثنائية، كما لو أن هذا الأمر طبيعي هنا، وتفرضه شروط المعركة وطبيعة المنطقة، وربما يكون "مقبولا".  

المعركة الدموية المقبلة كما ترى الصحيفة لن "تنتهي حين تعيد إسرائيل احتلال المنطقة. لا يوجد كيان فلسطيني واحد تثق به إسرائيل لحكم غزة بدلا من حماس. نتيجة لذلك، قد يعني النصر العسكري أنه سيتعين على إسرائيل أن تحكم المنطقة في المستقبل المنظور. بعبارة أخرى، سيتعين على المسؤولين الإسرائيليين إدارة شعب معوز يعتبرهم أعداء له ويمكنه شن حرب عصابات. إن احتمال مثل هذه المقاومة يجعل الاحتلال الجديد لغزة غير سار إلى حد ما بالنسبة للمخططين الإسرائيليين. قد يكون أفضل سيناريو بالنسبة لإسرائيل هو توجيه ضربة قوية ضد حماس وإجراء تعزيز كبير لحدود إسرائيل مع غزة، ولكن ليس لفترة طويلة".

خطة الغزو المحتملة:

دانيال بيمان وسيث جي جونز في هذا التقرير أشارا إلى أنه "مع إحاطة القطاع بأصول الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، بما في ذلك الطائرات المسيرة وطائرات استطلاع ذات قدرات استشعار متقدمة، تأمل إسرائيل أن تسمح هذه الأصول للجيش الإسرائيلي بإلقاء نظرة من الداخل على المنازل وطبيعة الأرض التي سيتعين على الجنود عبورها أثناء تقدمهم. وسيكمل الجيش الإسرائيلي هذه المعلومات بالاستخبارات التي يتم جمعها من المصادر البشرية والأقمار الصناعية وغيرها، ما يوفر للجيش التوجيه العام أثناء عمله على الأرض، ويساعده على تحديد مواقع حماس وتجنب الكمائن".

علاوة على ذلك "تشن القوات الإسرائيلية هجمات على حماس بالمدفعية والطائرات مثل إف-15 وإف-16. سيقوم الجيش الإسرائيلي بتنفيذ هجمات مماثلة بطائرات عسكرية مسيرة مثل هيرميس 450 وهيرون 900. إسرائيل وجهت قسما من قوات العمليات الخاصة إلى عمق غزة، حيث من المحتمل أن تشن غارات لقتل قادة حماس وإطلاق سراح السجناء. العمليات الخاصة الإسرائيلية مؤهلة تأهيلا عاليا، لكن حماس ربما تكون مستعدة لمثل هذه الهجمات، لذا فإن هذه الغارات محفوفة بالمخاطر".

يتوقع الخبيران أيضا أن القوات الإسرائيلية بنهاية المطاف بعد إضعاف الأصول العسكرية لحماس، ستتقدم ببطء إلى غزة باستخدام المشاة المحمولة على ناقلات جند مدرعة، مدعومة بدبابات وجرافات ميركافا الرئيسة. ستتصرف قوات جيش الدفاع الإسرائيلي بحذر لتجنب الخسائر من جانبها. سيحاولون عدم إطلاق النار بشكل عشوائي، لكن هدفهم الرئيس سيكون إضعاف حماس، الأمر الذي سيتطلب قوة نيران كبيرة. وفي نهاية المطاف، سيكون هدف الجيش الإسرائيلي هو تقليل خسائره، ولن تتردد قواته في إطلاق النار أولا عندما تشعر بالتهديد"!

تلفت الصحيفة إلى أن "حماس" من "حسن حظ إسرائيل"، محاصرة، وتوضح هذا الموقف بالقول إن "غزة محاطة بمصر وإسرائيل والبحر الأبيض المتوسط؛ ليس لدى مقاتلي حماس مكان يذهبون إليه. قد يهرب بعضهم، لكن العديد من مقاتليها وأعضاء شبكتها السياسية سيقتلون أو يؤسرون. إذا أعادت إسرائيل احتلال كل غزة، يمكنها أن تجد قيادة حماس وتعزلها وتعتقلها أو تقتلها تدريجيا، على الرغم من أن فصلها عن السكان المدنيين لن يكون مهمة سهلة حتى مع الحفاظ على السيطرة على المنطقة".

وبعد أن يعدد الخبيران الصعوبات الجمة والمفاجآت غير السارة التي قد تواجه القوات الإسرائيلية أثناء تقدمها في غزة، يقولان إن "إسرائيل قد تستنتج أن أفضل خيار لها هو ضرب حماس بقوة، ولكن في نهاية المطاف الانسحاب من أجل تجنب احتلال غير محدد ومرهق".

المصدر: RT

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الأمم المتحدة الحرب على غزة حركة حماس قطاع غزة القوات الإسرائیلیة سیتعین على إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس تدعو إلي مسيرات حاشدة في الضفة الغربية دعمًا لغزة ورفضًا لحرب الإبادة

دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جماهير الشعب الفلسطيني، وخاصة طلبة الجامعات في الضفة الغربية المحتلة، إلى النفير والمشاركة الواسعة في المسيرات والفعاليات الجماهيرية المقررة اليوم الثلاثاء، تعبيرًا عن الدعم لقطاع غزة ورفضًا لحرب الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرًا.

دعوة للنفير الطلابي وتصعيد المواجهة

وجّه القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد دعوة عبر منشور على منصة "تلغرام"، جاء فيها: "ندعو أحرار شعبنا وطلبة جامعات الضفة الغربية المحتلة للنفير والحشد الواسع في المسيرات الغاضبة المقررة انطلاقها، الثلاثاء، نصرة لقطاع غزة ورفضًا لحرب الإبادة التي يواصل الاحتلال شنها على شعبنا".

سياسي يهودي: “حماس مثل مانديلا… وصمونا بالإرهاب ثم أنصفه التاريخ” حماس: تصريحات الاحتلال بفرض السيادة على الضفة الغربية انتهاكا صارخا للقانون الدولي

وشدد شديد على أهمية الدور المحوري للحركة الطلابية في الضفة الغربية في مواجهة الاحتلال، مؤكدًا أن الوقت قد حان لاستنفار كل الطاقات والجهود للوقوف إلى جانب غزة في معركة الوجود والكرامة.

دور المقاومة الطلابية في معركة طوفان الأقصى

أكد شديد أن الضفة الغربية وجامعاتها كانت وما زالت حاضرة في كل معارك المقاومة، ولها دور فاعل ومؤثر رغم محاولات الاحتلال لإضعافها من خلال الاقتحامات والاعتقالات والملاحقات الأمنية. وقال: "لن يثنينا القمع والاعتقال عن أداء واجبنا الوطني، وسنظل سندًا لغزة في مواجهة العدوان".

ولفت إلى أن الآلاف من الفلسطينيين، بينهم مئات من طلبة الجامعات، تعرضوا للاعتقال خلال الأشهر الماضية، ضمن حملة ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الشباب الفلسطيني وتحييدهم عن ميادين المواجهة.

دعوة لتصعيد العمل المقاوم ومواجهة مخططات التهجير

دعا شديد إلى تصعيد جميع أشكال العمل المقاوم في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ومواجهة مخططاته التوسعية والتهجيرية في كل من غزة والضفة الغربية والقدس. وأكد أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال من قتل وتجويع وحصار ممنهج تستوجب ردًا جماعيًا وحراكًا شعبيًا واسعًا.

وأشار إلى أن اعتداءات المستوطنين في تصاعد مستمر، وخاصة في الضفة الغربية، وهو ما يتطلب، حسب قوله، "استنفارًا في كل الساحات للدفاع عن الأرض والمقدسات، وردع الاحتلال وقطعان مستوطنيه".

ضحايا حرب الإبادة في غزة والضفة

منذ السابع من أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة بدعم أمريكي كامل، حيث أسفرت هذه الحرب عن استشهاد أكثر من 168 ألف فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى فقدان أكثر من 11 ألف شخص تحت الأنقاض أو في ظروف غير معروفة.

وفي الضفة الغربية، تترافق حرب غزة مع تصعيد خطير في الاعتداءات التي يشنها جيش الاحتلال والمستوطنون، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 955 فلسطينيًا وإصابة ما يقارب 7 آلاف آخرين، وفق ما أكدته بيانات فلسطينية رسمية. كما تم تسجيل أكثر من 16 ألفًا و400 حالة اعتقال، طالت العديد من الطلبة والنشطاء.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تؤكد أن الكيان الإسرائيلي يمنع دخول المساعدات لغزة منذ 50 يوما
  • حماس تدعو إلي مسيرات حاشدة في الضفة الغربية دعمًا لغزة ورفضًا لحرب الإبادة
  • الأمم المتحدة: (إسرائيل) تمنع دخول المساعدات لغزة منذ 50 يوماً
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تمنع دخول المساعدات لغزة منذ 50 يوما
  • لقاء موسع لأبناء مديريتي النادرة والسدة بإب لمواجهة التصعيد الأمريكي الإسرائيلي
  • حماس تدعو لمسيرات غضب بالضفة الثلاثاء دعما لغزة
  • لقاء موسع لأبناء النادرة والسدة في إب لمواجهة التصعيد الأمريكي الإسرائيلي
  • السفير الأميركي بتل أبيب: الضغط على حماس وليس إسرائيل يضمن مساعدات لغزة
  • البث الإسرائيلية: جمود في المفاوضات بين إسرائيل وحماس
  • إسرائيل: اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية سيكون خطأً فادحاً وقد نرد بشكل أحادي