"القرار حُسم".. حديث عن تفاصيل غزو إسرائيلي لغزة بـ"ثمن باهظ"!
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
العد التنازلي لاجتياح قطاع غزة بدأ بحملة تدمير واسعة وعنيفة أضيف إليها الطلب من الأمم المتحدة إفساح الطريق أمام قواته بنقل نصف سكان القطاع من شماله إلى جنوبه.
إقرأ المزيد احتلال غزة.. الممكن والمستحيل!الصحيفة الإلكترونية "Foreignaffairs"، لفتت إلى أن الهجوم الإسرائيل على غزة ليس بالأمر الجديد، لكن ما سبق كان عبارة عن اصطدامات محدودة تخللتها غارات متفرقة داخل القطاع.
الصحيفة أشارت في تقرير بعنوان "الثمن الباهظ لسحق حماس"، إلى أن "الهجمات البرية الإسرائيلية في غزة دموية وصعبة للغاية. خلال العملية الكبرى الأخيرة في عام 2014، قتل ما يقرب من 66 جنديا إسرائيليا وستة مدنيين إسرائيليين وأكثر من 2000 فلسطيني، على الرغم من أن الجيش توغل في عمق بضعة أميال فقط في الجيب، وكان معظم الفلسطينيين الذين قتلوا من المدنيين، وكان ربعهم من الأطفال".
القرار حُسم، ولا يستطيع أي مسؤول إسرائيلي أن يدعو على الوضع العودة إلى الوضع السابق، أو حتى مجرد الاكتفاء بانتصار صغير على حماس، بحسب الصحيفة.
وبذلك "سيكون الهدف العسكري الفوري لإسرائيل الآن هو تدمير حماس، أو على الأقل إلحاق أضرار جسيمة بها. ستسعى إسرائيل إلى قتل القيادة السياسية والعسكرية لحماس أو اعتقالها أو طردها من تحت الأرض وستحاول أيضا تدمير البنية التحتية لحماس ومستودعات الأسلحة. ومن المرجح أن تتطلب هذه الأهداف بدورها احتلالا مؤقتا على الأقل لكل غزة أو جزء منها. حماس ببساطة راسخة في أماكن كثيرة جدا بحيث لا يمكن القضاء عليها بالقنابل والغارات وحدها".
ترى الصحيفة أن "الاستيلاء على غزة سيكلف إسرائيل غاليا جدا. سيتعين على القوات الإسرائيلية خوض معارك شوارع من منزل إلى منزل ضد عدو مستعد جيدا وينوي جعل الغزاة يدفعون الثمن مقابل كل شبر. سيكون التقدم بطيئا وسيكون القتال وحشيا. ستحتاج إسرائيل إلى استخدام القوة النارية الساحقة لتحقيق مكاسب جادة وتحقيق أهدافها. في هذه العملية، قد يموت عدد كبير من المدنيين".
اللافت أن أحاديث أغلب الخبراء الغربيين عن عدم إمكانية تلافي سقوط أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين في الهجوم الإسرائيلي البري المرتقب على غزة، يجري مع القطاع بطريقة استثنائية، كما لو أن هذا الأمر طبيعي هنا، وتفرضه شروط المعركة وطبيعة المنطقة، وربما يكون "مقبولا".
المعركة الدموية المقبلة كما ترى الصحيفة لن "تنتهي حين تعيد إسرائيل احتلال المنطقة. لا يوجد كيان فلسطيني واحد تثق به إسرائيل لحكم غزة بدلا من حماس. نتيجة لذلك، قد يعني النصر العسكري أنه سيتعين على إسرائيل أن تحكم المنطقة في المستقبل المنظور. بعبارة أخرى، سيتعين على المسؤولين الإسرائيليين إدارة شعب معوز يعتبرهم أعداء له ويمكنه شن حرب عصابات. إن احتمال مثل هذه المقاومة يجعل الاحتلال الجديد لغزة غير سار إلى حد ما بالنسبة للمخططين الإسرائيليين. قد يكون أفضل سيناريو بالنسبة لإسرائيل هو توجيه ضربة قوية ضد حماس وإجراء تعزيز كبير لحدود إسرائيل مع غزة، ولكن ليس لفترة طويلة".
خطة الغزو المحتملة:
دانيال بيمان وسيث جي جونز في هذا التقرير أشارا إلى أنه "مع إحاطة القطاع بأصول الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، بما في ذلك الطائرات المسيرة وطائرات استطلاع ذات قدرات استشعار متقدمة، تأمل إسرائيل أن تسمح هذه الأصول للجيش الإسرائيلي بإلقاء نظرة من الداخل على المنازل وطبيعة الأرض التي سيتعين على الجنود عبورها أثناء تقدمهم. وسيكمل الجيش الإسرائيلي هذه المعلومات بالاستخبارات التي يتم جمعها من المصادر البشرية والأقمار الصناعية وغيرها، ما يوفر للجيش التوجيه العام أثناء عمله على الأرض، ويساعده على تحديد مواقع حماس وتجنب الكمائن".
علاوة على ذلك "تشن القوات الإسرائيلية هجمات على حماس بالمدفعية والطائرات مثل إف-15 وإف-16. سيقوم الجيش الإسرائيلي بتنفيذ هجمات مماثلة بطائرات عسكرية مسيرة مثل هيرميس 450 وهيرون 900. إسرائيل وجهت قسما من قوات العمليات الخاصة إلى عمق غزة، حيث من المحتمل أن تشن غارات لقتل قادة حماس وإطلاق سراح السجناء. العمليات الخاصة الإسرائيلية مؤهلة تأهيلا عاليا، لكن حماس ربما تكون مستعدة لمثل هذه الهجمات، لذا فإن هذه الغارات محفوفة بالمخاطر".
يتوقع الخبيران أيضا أن القوات الإسرائيلية بنهاية المطاف بعد إضعاف الأصول العسكرية لحماس، ستتقدم ببطء إلى غزة باستخدام المشاة المحمولة على ناقلات جند مدرعة، مدعومة بدبابات وجرافات ميركافا الرئيسة. ستتصرف قوات جيش الدفاع الإسرائيلي بحذر لتجنب الخسائر من جانبها. سيحاولون عدم إطلاق النار بشكل عشوائي، لكن هدفهم الرئيس سيكون إضعاف حماس، الأمر الذي سيتطلب قوة نيران كبيرة. وفي نهاية المطاف، سيكون هدف الجيش الإسرائيلي هو تقليل خسائره، ولن تتردد قواته في إطلاق النار أولا عندما تشعر بالتهديد"!
تلفت الصحيفة إلى أن "حماس" من "حسن حظ إسرائيل"، محاصرة، وتوضح هذا الموقف بالقول إن "غزة محاطة بمصر وإسرائيل والبحر الأبيض المتوسط؛ ليس لدى مقاتلي حماس مكان يذهبون إليه. قد يهرب بعضهم، لكن العديد من مقاتليها وأعضاء شبكتها السياسية سيقتلون أو يؤسرون. إذا أعادت إسرائيل احتلال كل غزة، يمكنها أن تجد قيادة حماس وتعزلها وتعتقلها أو تقتلها تدريجيا، على الرغم من أن فصلها عن السكان المدنيين لن يكون مهمة سهلة حتى مع الحفاظ على السيطرة على المنطقة".
وبعد أن يعدد الخبيران الصعوبات الجمة والمفاجآت غير السارة التي قد تواجه القوات الإسرائيلية أثناء تقدمها في غزة، يقولان إن "إسرائيل قد تستنتج أن أفضل خيار لها هو ضرب حماس بقوة، ولكن في نهاية المطاف الانسحاب من أجل تجنب احتلال غير محدد ومرهق".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الأمم المتحدة الحرب على غزة حركة حماس قطاع غزة القوات الإسرائیلیة سیتعین على إلى أن
إقرأ أيضاً:
جهود لإنقاذ مرضى في غزة بعد أمر إسرائيلي بإخلاء مستشفى
يحاول مسعفون البحث عن طريقة لإجلاء مئات المرضى والموظفين بأمان، بعد أن أمرت إسرائيل، اليوم الأحد، بإغلاق وإخلاء أحد آخر المستشفيات، التي لا تزال تعمل جزئياً في منطقة محاصرة في شمال قطاع غزة.
وقال حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، لرويترز في رسالة نصية إن الامتثال لأمر الإغلاق "شبه مستحيل"، بسبب نقص سيارات الإسعاف اللازمة لنقل المرضى.وأضاف: "لدينا حالياً ما يقرب من 400 مدني داخل المستشفى، بما في ذلك الأطفال في وحدة حديثي الولادة، الذين تعتمد حياتهم على الأكسجين والحاضنات. لا يمكننا إجلاء هؤلاء المرضى بأمان دون المساعدة والمعدات والوقت". كارثة منتظرة..بلدية غزة تحذر من انهيار بيئي - موقع 24حذرت بلدية غزة اليوم الأحد، من انهيار بيئي بسبب شح المياه وتسرب الصرف الصحي وتراكم آلاف الأطنان من النفايات، إضافة لحرق وتدمير مساحات خضراء واسعة في المدينة نتيجة العدوان المستمر وحظر إدخال غاز الطهي. وأوضح: "نرسل هذه الرسالة تحت القصف الشديد والاستهداف المباشر لخزانات الوقود، والتي إذا أصيبت، ستتسبب في انفجار كبير وإصابات جماعية للمدنيين في الداخل".
ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق على تصريحات أبو صفية. وكان الجيش قال يوم الجمعة إنه أرسل وقوداً وإمدادات غذائية إلى المستشفى، وساعد في إجلاء أكثر من 100 مريض ومقدم رعاية إلى مستشفيات أخرى في غزة، بعضهم بالتنسيق مع الصليب الأحمر، حفاظاً على سلامتهم.
والمستشفى هو أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئياً في شمال قطاع غزة، وهي المنطقة التي تحاصرها إسرائيل منذ 3 أشهر تقريباً، في واحدة من أكثر العمليات قسوة في الحرب المستمرة منذ 14 شهراً.
وقال أبو صفية إن الجيش الإسرائيلي أمر بإجلاء المرضى والموظفين إلى مستشفى آخر، حيث الظروف أسوأ.
وأظهرت صور من داخل المستشفى تكدس المرضى على أسرة في الممرات لإبعادهم عن النوافذ. "أطباء بلا حدود" تتهم إسرائيل بالهجوم الممنهج على النظام الصحي في غزة - موقع 24اتهمت منظمة أطباء بلا حدود، أمس الخميس، إسرائيل بشن هجمات منهجية على النظام الصحي في غزة، وبتقييد المساعدات الإنسانية الأساسية. وتقول إسرائيل إن حصارها لثلاث مناطق في شمال غزة، وهي بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، يأتي في إطار عملية لاستهداف مسلحي حركة حماس. ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالسعي إلى إخلاء المنطقة بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، إن القوات التي تنفذ عمليات في بيت حانون قصفت مسلحين وبنى تحتية تابعة لحركة حماس.
وقال الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي إنهما قتلا الكثير من الجنود الإسرائيليين.
وفي مناطق أخرى في قطاع غزة، قال مسعفون إن غارات عسكرية إسرائيلية في أنحاء قطاع غزة أسفرت عن مقتل 24 فلسطينياً على الأقل. وقُتل ثمانية، بعضهم أطفال، في مدرسة تؤوي عائلات نازحة في مدينة غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الضربة استهدفت مسلحين من حماس يعملون من مركز قيادة داخل المدرسة.
وأضاف أن مسلحين استخدموا المكان للتخطيط لهجمات ضد القوات الإسرائيلية وتنفيذها. وتنفي حماس وجود مقاتليها بين المدنيين.
وفي مدينة غزة أيضاً، قال مسعفون إن أربعة فلسطينيين قتلوا عندما استهدفت غارة جوية إسرائيلية إحدى السيارات.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن القوات "استهدفت إرهابياً من حماس في سيارة".
وقال مسعفون إن 12 فلسطينياً على الأقل قتلوا في غارات جوية على رفح وخان يونس جنوب القطاع والنصيرات والبريج وسط قطاع غزة.
وكثف الوسطاء جهودهم في الأسابيع القليلة الماضية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد أشهر من تعطل المحادثات.
وقالت مصادر قريبة من المناقشات لرويترز يوم الخميس، إن قطر ومصر تمكنتا من حل بعض نقاط الخلاف التي تعوق الاتفاق بين طرفي القتال لكن لا تزال هناك نقاط عالقة.