منذ أن نفذت حماس عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، والتصريحات الإيرانية تتوالى تباعاً، وكأنها تغريدات في X (تويتر سابقاً)، وبشكل غير مسبوق بكل حروب غزة الماضية.. وسأرصد بعضاً منها، وحتى آخر تصريح لحظة كتابة المقال.
منذ اليوم الأول لـ "طوفان الأقصى" قال المرشد الأعلى علي خامنئي: "نقبّل أيادي الفلسطينيين الذين خططوا للهجوم"، مشدداً على أن "من يربطون بين إيران وهجوم (حماس) على إسرائيل مخطئون".
وبعدها قال الرئيس الإيراني: "طهران تدعم فلسطين لكن جماعات المقاومة تتخذ قراراتها بنفسها".. وبعدها توالت تصريحات الخارجية ووزيرها، وأعلنت حماس أن إسماعيل هنية والوزير حسين أمير عبداللهيان بقطر "أكدا التعاون المستمر لإنجاز أهداف المقاومة والشعب الفلسطيني".
وأعلن أنه أثناء الاجتماع أشاد الوزير الإيراني بالهجوم ووصفه بـ "انتصار تاريخي.. يسجل انتكاسة جدية للاحتلال ومشروعه في فلسطين والمنطقة".. وبعدها قال عبداللهيان من بيروت، وبعد لقائه حسن نصر الله، إن إسرائيل ترتكب "جرائم حرب".
وقال إن إيران طلبت من مصر والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة السماح لها بإرسال مساعدات إنسانية للفلسطينيين. ثم بعد ذلك قال الوزير إن استمرار الجرائم بحق الفلسطينيين سيلقى رداً من "بقية المحاور".
ونقل الإعلام الإيراني بعدها عن عبداللهيان قوله: "أبلغنا الكيان الصهيوني عبر داعميه أنه إذا لم تتوقف جرائمه في غزة فإن غداً سيكون متأخراً.. المنطقة والفاعلون فيها لن يبقوا متفرجين"، مضيفاً: "إذا اتسع نطاق الحرب فإن خسائر فادحة ستلحق بأمريكا أيضاً".
إلا أن بعثة إيران بالأمم المتحدة ناقضت وزيرها وأوضحت لـ رويترز أن قواتهم المسلحة "لن تشتبك مع إسرائيل شريطة ألا تغامر" إسرائيل بـ "مهاجمة إيران ومصالحها ومواطنيها".. وأن "جبهة المقاومة تستطيع الدفاع عن نفسها"، ثم قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن حماس ربما تكون مستعدة لإطلاق سراح عشرات الأسرى لديها إذا أوقفت إسرائيل غاراتها.. وبعدها نقلت وكالة أنباء فارس عن عبداللهيان قوله: "إذا لم تتوقف الاعتداءات الصهيونية فأيدي جميع الأطراف بالمنطقة على الزناد".
حسناً، أستطيع مواصلة النقل من دون توقف، لكن سأختم بآخر تصريح حتى كتابة المقال.
حيث حذر الحرس الثوري إسرائيل من "صدمة أخرى بالطريق إذا لم تتوقف الهجمات على غزة".. فهل الصدمة الأولى هي "طوفان الأقصى"؟ وهل هذا يعني تبني إيران للعملية؟
الأكيد أن كل التصريحات أعلاه هي دليل ارتباك وقلق إيراني ليس على غزة وأهلها، وإنما خشية كسر ميليشياتها بالمنطقة، والتي تسميها زوراً بالمقاومة، سواء حماس والفصائل، أو حزب الله، وباقي الميليشيات بسوريا التي تتلقى الضربات الإسرائيلية مطولاً من دون رد.
والأكيد أن طهران لم تطلق رصاصة واحدة دفاعاً عن القضية الفلسطينية، وإنما هي مستعدة لإحراق المنطقة وتدميرها مقابل ألا تخسر ميليشياتها، ولذلك تكثر إيران في آخر عشرة أيام من التصريحات، وعلى المستويات كافة؛ لمحاولة حماية جماعاتها، وبيع الوهم لمدمنيه بالمنطقة.
ويكفي أن تراقب عزيزي القارئ قادم التصريحات الإيرانية لترى ذلك.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إيران حزب الله
إقرأ أيضاً:
صحيفة: إيران تهرب الأسلحة إلى الضفة الغربية عبر "طريق سري"
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن إيران تدير طريق تهريب سري لتوصيل الأسلحة إلى الضفة الغربية، وفقا لمسؤولين من الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن ذات المصادر أن إيران تقوم بتسير هذه العملية من خلال الاعتماد على عملاء استخبارات ومسلحين وعصابات إجرامية.
وتابعت أن الهدف من وراء إغراق المنطقة بالأسلحة هو إشعال الأوضاع والتوترات ضد إسرائيل، حسبما أفاد مسؤولون إيرانيون.
واعتبرت الصحيفة أنه منذ بداية الحرب في غزة، زاد حضور حركة حماس في الضفة الغربية، كما أن إيران، التي تدعم حماس قد أغرقت المنطقة بالأسلحة، في المقابل، تراجع تأثير السلطة الفلسطينية.
وبدأت إسرائيل، الثلاثاء، في تركز عملياتها على الضفة الغربية، وبالتحديد على جنين في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الصور الحديدي".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء إن العملية العسكرية الأخيرة تهدف إلى "مكافحة الإرهاب" وأنها ستكون "واسعة ومهمة".
ما الذي يحدث؟
والأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 10 مسلحين قد تم استهدافهم خلال العملية في جنين، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 10 أشخاص قتلوا في جنين وضواحيها منذ بداية المداهمة. كما أشار مسؤولون فلسطينيون نقلت عنهم وكالة الأنباء الفلسطينية إلى أن 4 أشخاص على الأقل أصيبوا في المدينة يوم الأربعاء.
واستهدفت مداهمات أخرى مدنا في الضفة الغربية. وقالت لجنة شؤون الأسرى التابعة للسلطة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية اعتقلت ما لا يقل عن 25 فلسطينيًا في الضفة الغربية منذ مساء الثلاثاء.
تصاعد التوترات في الضفة الغربية
وحسب "نيويورك تايمز" فإنه ومنذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، شهدت الضفة الغربية تراجعا في دعم السلطة الفلسطينية لصالح حماس، وقد وتزامن ذلك مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية في المنطقة، بالإضافة إلى أعمال العنف من قبل المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين.
وتقول إسرائيل إن مداهماتها تأتي في إطار مكافحة الإرهاب، حيث أشار رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هليفي، إلى مقتل 794 مسلحا في الضفة الغربية منذ بداية الحرب في غزة.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي تمكن من إحباط العديد من الهجمات قبل أن تصل إلى الأراضي الإسرائيلية.
إجبار على النزوح