لأول مرة.. أوكرانيا تستخدم صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
استخدمت أوكرانيا للمرة الأولى ضد روسيا منظومة الصواريخ الأمريكية البعيدة المدى "أتاكمس"، وفقما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من دون كشفه لأي تفاصيل أخرى، في حين أعلنت قواته الخاصة شن ضربات مدمرة على مدرجي طيران تسيطر عليهما موسكو.
وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية على وسائل التواصل الاجتماعي: "يتم تنفيذ الاتفاقات التي توصلنا إليها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
من جهته، حذر السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف، اليوم الأربعاء، الولايات المتحدة من أن قرارها تزويد أوكرانيا هذه الصواريخ البعيدة المدى هو "خطأ فادح".
Кожен наш крок уперед – це сила наших воїнів. Завдяки їм Україна стоїть міцно та продовжує боротися. Саме там, на лінії фронту, здобувається свобода й незалежність для всіх майбутніх поколінь.
148-ма окрема артилерійська бригада ДШВ виконує завдання на Оріхівському напрямку.… pic.twitter.com/T3EQzLtCMk
وقال أنتونوف في بيان إن "قرار البيت الأبيض بإرسال صواريخ بعيدة المدى إلى الأوكرانيين هو خطأ فادح.. عواقب هذا الإجراء، الذي تم إخفاؤه عمداً عن الجمهور، ستكون ذات طبيعة خطرة للغاية".
وقبل تأكيد الرئيس الأوكراني لم يكن أي إعلان رسمي قد صدر لا من الولايات المتحدة ولا من أوكرانيا، بشأن تسليم كييف هذه الصواريخ.
ولم يوضح زيلينسكي لا أين استخدم جيشه هذه الصواريخ ولا متى.
يأتي الإعلان في حين أكدت مصادر روسية، أمس الثلاثاء، أن الجيش الأوكراني استخدم ليلاً هذه الصواريخ البعيدة المدى.
وكان المسؤول الروسي في منطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا فلاديمير روغوف، أكد عبر تطبيق تلغرام "العثور في بيرديانسك على قنابل عنقودية من نوع أم-74 الذي تحتويه صواريخ أتاكمس الأمريكية".
ضرب مدرجي طيران روسيينوكانت القوات الخاصة الأوكرانية، أكدت، أمس الثلاثاء، أنها شنت ليلاً ضربات مدمرة على مدرجي طيران تابعين للجيش الروسي في لوغانسك وبرديانسك اللتين تحتلهما موسكو في شرق أوكرانيا وجنوبها، وسمحت هذه العملية بتدمير مدرجات اقلاع و 9 مروحيات ونظام للدفاع الجوي ومخزن ذخائر على ما جاء في بيان للقوات الأوكرانية الخاصة.
ولم تنشر هذه الأخيرة مشاهد للضربات ولنتيجتها.. وامتنع الجيش الروسي حتى الآن عن التعليق إذ نادراً ما تكشف موسكو عن خسائرها.
وعبر تلغرام، ذكرت قناتا "ريبار" و "وارغونزو" القريبتان من الجيش الروسي أن هجوماً بواسطة صواريخ "أتاكمس" استهدف مدرج طيران في برديانسك، من دون أن تتمكن من تحديد حجم الأضرار.
وذكرت ريبار التي يتابعها أكثر من 1.2 مليون شخص أن 6 صواريخ طويلة المدى أطلقت على برديانسك، أسقطت الدفاعات الجوية الروسية 3 منها، موضحة أن الصواريخ الثلاثة ألأخرى "بلغت الهدف" وأصابت مستودع ذخيرة وألحقت أضراراً في مروحيات عدة "بدرجات متفاوتة".
ورحب زيلينسكي، من دون أن يذكر بالتحديد هذا الهجوم، بنجاح القوات الأوكرانية في ضرب خطوط الإمدادات الروسية فيما هي منخرطة في هجوم مضاد دونه صعوبات لتحرير مناطق محتلة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية هذه الصواریخ
إقرأ أيضاً:
مع قرب انتهاء حرب أوكرانيا وسقوط الأسد.. هل يؤثر ذلك على الوجود الروسي في ليبيا؟
طرحت الأنباء الواردة بخصوص قرب توقيع هدنة بين روسيا وأوكرانيا لوقف الحرب، وكذلك سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، تساؤلات حول تأثير ذلك على الدور الروسي في المنطقة العربية خاصة ليبيا، وما إذا كانت موسكو ستجد في ليبيا الملاذ الآمن، ما يحول الأخيرة إلى بؤرة صراع دولي جديدة.
وذكرت شبكة "بلومبرج" الأمريكية نقلا عن مسؤولين أوكرانيين، أن "كييف تتجه نحو تسوية مريرة، قد تتنازل فيها عن مساحات شاسعة لموسكو مقابل ضمانات أمنية ووقف الحرب هناك، وأن هذه التسوية ستكون برعاية وموافقة أمريكية، وكذلك حلف شمال الأطلسي "الناتو".
سقوط بشار الأسد
كما مثل السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا ضغطا جديدا على روسيا وقواعدها العسكرية هناك، وسط توقعات بقيام موسكو بنقل قواعدها وترسانتها التسليحية إلى شواطئ ليبيا، لعلاقتها الاستراتيجية مع قوات "حفتر" في شرق البلاد.
وبالفعل، رصدت تقارير استخباراتية وغربية عن بدء نقل بعض هذا العتاد الروسي المخزن في سوريا إلى شرق ليبيا، وكشفت التقارير، نقلا عن مصادر عسكرية غربية وليبية، عن مغادرة طائرة شحن روسية من قاعدة حميميم الجوية السورية إلى شرق ليبيا، ليس هذا فقط، بل تم بالفعل بناء جسر جوي لتسيير طائرات شحن عسكرية؛ بقصد نقل أصول دفاعية إلى هناك.
في حين كشف موقع “إيتاميل رادار” الإيطالي المتخصص بالملاحة الجوية، الذي التقطت أجهزته الرصدية صورا فضائية لميناء طرطوس، تظهر أرصفة فارغة وسفنا روسية متمركزة في عرض البحر على بُعد 10 كيلومترات من الساحل، مشيرا إلى أنه لم يتضح حتى الآن هل يعدّ هذا الانسحاب مؤقتا أو دائمًا، وأوصى الموقع الإيطالي بضرورة مراقبة الموانئ الروسية "الصديقة"، لتحديد وجهة الأسطول الروسي، خصوصا ميناء طبرق في ليبيا، الذي عدّه في مقدمة الموانئ التي من الممكن أن ينسحب إليها الأسطول الروسي.
إظهار أخبار متعلقة
فما تأثير وقف روسيا للحرب في أوكرانيا وقبله سقوط الأسد على الوجود والدور الروسي في ليبيا وفي أفريقيا عامة؟
صفقات مركبة
من جهته، قال عضو اللجنة السياسية بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد الهادي؛ إن "هناك صفقة مركبة تمت في سوريا، وحتى الآن لم تتضح حدودها وأطرافها الأساسيون، ولعل جزءا من هذه الصفقة، هو سيطرة روسيا على بعض الأقاليم من أوكرانيا مقابل الخروج من سوريا".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "ليبيا هي نقطة تحول، وقد يكون خروج روسيا منها هو جزء آخر من الصفقة التي ذكرناها، لذا أستبعد وجود صراع بين الأطراف الدولية داخل ليبيا، ولعل إبقاء الوضع كما كان، هو السيناريو القادم"، وفق قوله.
نقل المعارك إلى ليبيا
في حين رأى مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية "شريف عبدالله"، أنه "بخصوص مستقبل الصراع الروسي الأوكراني، وكذلك الوجود الروسي في ليبيا أو أفريقيا عامة، كلها ملفات تنتظر تحركات وخطى الإدارة الأمريكية الجديدة، والتسويات والصفقات التي سيقوم بها "ترامب"، المتوقع أن يرفع يده عن دعم أوكرانيا، ومن ثم ستقدم الأخيرة تنازلات لموسكو".
وقال في تصريحه لـ"عربي21": "سيكون لذلك ارتدادات على ليبيا، فمن المحتمل أن تنتقل المعركة والصراع الدولي إلى الأراضي الليبية، كون الوجود الروسي في ليبيا هو وجود خدمي أكثر من كونه وجوديّا، فروسيا تتعامل مع ليبيا كممر ومنفذ للمياه الدافئة، وأنها تشكل ضغطا على الجناح الجنوبي لحلف الناتو وجنوب أوروبا، وكذلك هي منفذ وخط إمداد رئيسي على الصراع الموجود في أفريقيا".
وأوضح أن "الصراع سيكون على المستوى الاقتصادي والسياسي، ولدينا رؤية بالمركز الليبي للدراسات الأمنية، أن جزءا من التفاهمات وتقاطع المصالح بين روسيا وأمريكا في وجود روسيا في ليبيا، هو جزء من السماح لوجودهم للضغط على أوروبا وجنوب أوروبا خاصة، في قضايا الهجرة غير الشرعية والتهريب؛ وذلك لإبقاء أوروبا بحاجة إلى الحماية الأمريكية"، كما رأى.
إظهار أخبار متعلقة
تنازلات وانسحاب من ليبيا
الباحث الليبي وخبير العلاقات الدولية، أسامة كعبار قال من جانبه؛ إن "القاسم المشترك بين المثلث السوري والليبي والأوكراني هي روسيا، وعليه فإن الترتيبات على أي ساحة منهم متعلقة بالتفاهمات في الساحات الأخرى، وروسيا منهكة جدا في أوكرانيا وتريد أن تنهي هذه الحرب بانتصار، على الأقل معنويا أمام دول العالم".
وبين أنه "من الواضح أن روسيا قدمت تنازلات في سوريا؛ أملا في الحصول على تنازلات أمريكية في أوكرانيا، وإنهاء الحرب وفق الرغبات والمطالب الروسية. أما الساحة الليبية، فلازالت غير واضحة المعالم، ليبيا مهمة جدا لروسيا من حيث كونها بوابة لأفريقيا، وحققت روسيا الكثير من المكاسب في منطقة الساحل والصحراء منذ دخولها إلى ليبيا"، وفق تقديره.
وتابع في تصريحات لـ"عربي21": "أمريكا ترى أن هذه فرصة ذهبية لإخراج روسيا من ليبيا، مقابل تفاهمات لصالح روسيا في أوكرانيا ووقف الحرب، وانتهاء الحرب في أوكرانيا مرتبط بالوجود الروسي في ليبيا، والفرصة مواتية لأمريكا لحل هذه المعضلة بالشكل المناسب، وإجبار روسيا على الانسحاب من ليبيا"، كما يعتقد.