أزمة الذكاء الاصطناعي في التعليم
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
استنفرت القوى التعليمية والخبراء في العلوم والتقنية في بريطانيا في محاولة لإيجاد حلول للمخاطر المحدقة بالقطاع التعليمي بسبب تهافت التلاميذ على استخدام الذكاء الاصطناعي.
التحدي الذي يواجه المدارس هو السرعة المذهلة التي يتطور بها الذكاء الاصطناعي
خطورة الوضع الذي نعيشه أن الآلات بدأت تفكر وتحل وتكتب وتعلمنا أيضاً
الإنجليز الذين عرف عنهم صرامة اختباراتهم لا يروق لهم الحال وهم يرون هذا العبث في "الغش" عبر تلك الآلة تفرم سؤال الطالب جيداً ثم تأتيه بعصارة الإجابات المثلى ليقدمها للمعلم على شكل واجب منزلي!
وقد شارك في هذا المشروع الوطني اللورد مارتن ريس، وهو عالم صدر له نحو 500 بحث علمي، وذو مكانة رفيعة في الحقل التعليمي، انضم إليهم مختصون في الذكاء الاصطناعي من غوغل.
وجامعة كمبريدج وغيرهما.. ويدعمهم كذلك تحالف دولي من المعلمين في القطاع العام والخاص، ورؤساء هيئات الاختبارات في المملكة المتحدة بحسب تقرير التايمز اللندنية.
ويعتزم هذا الجيش العرمرم إنشاء موقع شامل سينشر فيه جميع الإرشادات والنصائح اللازمة، فضلاً عن حالات تطبيقية حقيقية، وتوجيهات لمساعدة المدارس البريطانية لتجاوز "المشهد المعقد للذكاء الاصطناعي في الحقل التعليمي".
غير أن التحدي الكبير الذي يواجه المدارس هو السرعة المذهلة التي يتطور بها الذكاء الاصطناعي، فصار في مقدوره ليس كتابة نصوص فحسب بل ينشئ صوراً، ورسومات، وتصاميم، وعروضاً تقديمية وغيرها.
حاولت أن أسأل الذكاء الاصطناعي نفسه باعتباره من أوجد لنا تلك المعضلة، إن كان لديه حل أو يشعر بالحرج لما سببه من أزمة في قطاع التعليم، وضمور في قدرات الشباب في التفكير بمنأى عن مساعداته.. فوجهت لمنصة "تشات جي بي تي" السؤال التالي: "كيف يمكن أن يمنع المعلمون الطلبة من استخدام الذكاء الاصطناعي في الواجبات والاختبارات".. فقالت ماكينة العصر AI ما يلي حرفياً: "في عصرنا المعاصر، أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الطلاب في حل الواجبات والاختبارات وسيلة شائعة للغش" وهذا اعتراف صريح منه بعمق الأزمة.
ثم يضيف محاولاً تقديم إجابة مبررة لي: "لهذا السبب، يجب على المعلمين اتخاذ إجراءات صارمة لضمان نزاهة العملية التعليمية.. منها:
• تصميم أسئلة فريدة: يجب على المعلمين تصميم أسئلة تتطلب التفكير النقدي والتحليل، بدلاً من الأسئلة التي يمكن البحث عن إجاباتها بسهولة على الإنترنت.
• استخدام البرامج المكافحة للغش: هناك العديد من البرامج التي تكتشف النسخ واللصق أو تقارن الإجابات للكشف عن التشابه.
• التركيز على التقييم العملي: يمكن للمعلمين التركيز على التقييمات التي تتطلب التطبيق العملي، مثل المشروعات والأبحاث الميدانية، التي تكون أكثر صعوبة في الغش من خلالها.
• تعزيز الوعي: تثقيف الطلاب حول أهمية النزاهة الأكاديمية والتقييم العادل يمكن أن يساعد في تقليل معدلات الغش.
• الإشراف المباشر: في الاختبارات، يجب ضمان وجود إشراف مباشر للطلاب ومنع استخدام الأجهزة الذكية أو الوصول إلى الإنترنت.
في الختام، يجب أن يكون لدى المعلمين إستراتيجية محددة لمواجهة هذه التحديات.. فمن خلال الجمع بين التكنولوجيا والممارسات التقليدية، يمكن الوصول إلى حلول ناجعة".
(انتهى رد الذكاء الاصطناعي).. ويبدو أنه اقترح ما يحاول البريطانيون حالياً فعله، وربما سيستغرق الأمر منهم أشهراً من الاجتماعات والبحث والتمحيص ثم يعودون إلى ذلك المقترح البسيط الذي قدمه لي الذكاء الاصطناعي في ثلاثين ثانية!
خطورة الوضع الذي نعيشه، أن الآلات بدأت تفكر، وتحل، وتكتب وتعلمنا أيضاً كيف يمكن أن نخرج من تلك الورطة.
كان يقال سابقاً إن الآلة يمكن أن تفعل كل شيء إلا أن تكتب لغة فصيحة على غرار ما يفعله الإنسان، وها هي تثبت أعجوبة جديدة.. أنها معضلة تحتاج إلى تضافر الجهود لتقليل تداعيات الأزمة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی الاصطناعی فی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
صناع المحتوى يبيعون مقاطعهم غير المنشورة لشركات الذكاء الاصطناعي
كشف تقرير نشرته "بلومبيرغ" أن صناع المحتوى على منصات مثل يوتيوب وإنستجرام وتيك توك بدأوا في بيع مقاطع الفيديو غير المستخدمة لشركات الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي بمحتوى حصري، مع تحقيق عوائد مالية إضافية للمبدعين.
وفقًا للتقرير، تقوم شركات مثل "أوبن إي آي"، جوجل، و"Moonvalley" بشراء هذه المقاطع غير المنشورة، التي تُعتبر ذات قيمة عالية لأنها لم تُعرض على الإنترنت من قبل. يتم استخدام هذه المواد لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة، ويصل سعر الدقيقة الواحدة إلى ما بين 1 و4 دولارات، مع زيادات ملحوظة عند تقديم مقاطع بجودة أعلى مثل 4K أو تلك التي تتضمن لقطات مبتكرة مثل التصوير بالطائرات بدون طيار أو الرسومات ثلاثية الأبعاد.
فرصة جديدة لصناع المحتوى
يتيح بيع المقاطع غير المستخدمة لصناع المحتوى فرصة لتنويع مصادر دخلهم بعيدًا عن الإعلانات والرعاية التجارية التقليدية.
كثير من صناع المحتوى يصورون ساعات طويلة من الفيديو أثناء إنشاء محتواهم، لكن نسبة كبيرة منه لا يتم نشرها، مما يجعلها مصدرًا غير مستغل يمكن تحويله إلى أرباح.
في بيان لشركة "Moonvalley"، التي تُعد واحدة من الشركات الرائدة في هذا المجال، أكدت أن غالبية بيانات التدريب تأتي مباشرة من صناع المحتوى والمخرجين الذين يرغبون في ترخيص مقاطع الفيديو الخاصة بهم.
اقرأ أيضاً.. "أوبن إي آي" تتيح ميزة جديدة على واتساب
تحديات قانونية وانتقادات
أشار التقرير إلى أن شركات الذكاء الاصطناعي تواجه انتقادات واسعة بسبب استخدامها محتوى منشور على الإنترنت دون الحصول على إذن أو تعويض المبدعين. وقد شجع خبراء في هذا المجال، مثل دان ليفيت من شركة "Wasserman" التي تمثل العديد من صناع المحتوى، على توقيع عقود ترخيص قانونية لضمان حقوق المبدعين وحمايتهم من الاستخدام غير المشروع لمحتواهم.
كما تضمنت معظم العقود الموقعة مع شركات الذكاء الاصطناعي بنودًا تمنع هذه الشركات من إنشاء نسخ رقمية لصناع المحتوى أو استخدام اللقطات بطرق قد تضر بسمعتهم.
اقرا أيضاً.. إيلون ماسك: عصر البيانات الحقيقية في الذكاء الاصطناعي يوشك على النهاية
سوق سريع النمو
وفقًا للتقرير، تعمل شركات مثل "Troveo AI" على تسهيل هذه الصفقات من خلال إدارة حقوق آلاف الساعات من الفيديو، حيث دفعت أكثر من 5 ملايين دولار لصناع المحتوى حتى الآن.
ومع ذلك، يرى الخبراء أن هذه الفرصة قد تكون مؤقتة، حيث سيقل الطلب على المحتوى الحصري بمجرد تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي بالشكل المطلوب.
حماية العلامة الشخصية
اختتم التقرير بتحذير من ضرورة ضمان حماية العلامات الشخصية لصناع المحتوى. وأكد أندرو غراهام، مدير الشراكات في وكالة "Creative Artists Agency"، أن الهدف الأساسي هو تحقيق تعويض عادل للمبدعين مع حماية سمعتهم وعدم تعريض علاماتهم الشخصية لأي ضرر.
هذا التقرير يعكس تغيرات جوهرية في العلاقة بين صناع المحتوى والتكنولوجيا الحديثة، حيث يوفر لهم سوق الذكاء الاصطناعي فرصة للاستفادة من محتواهم بطرق جديدة ومربحة.
المصدر: وكالات