٢٦ سبتمبر نت:
2025-04-17@10:01:42 GMT

رصد لمعركة طوفان الأقصى لليوم الـ12

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

رصد لمعركة طوفان الأقصى لليوم الـ12

فيما يلي آخر تطورات الأحداث والتداعيات الميدانية والسياسية في اليوم الثاني عشر للمعركة، الأربعاء 18 أكتوبر 2023:

 

12.02 ص | مصادر فلسطينية: شبان فلسطينيون ينفذون عدة عمليات صوب أهداف لقوات العدو في طولكرم

 

12.02 ص | مصادر فلسطينية: استشهاد شاب وإصابة آخر برصاص جيش العدو خلال مواجهات في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله

 

12.

05 ص | مراسلتنا في بغداد: انطلاق تظاهرة في ساحة التحرير وسط بغداد تنديدا بجرائم العدو الصهيوني واستهداف المستشفى المعمداني في غزة

 

12.11 ص | مسيرات ليلية في العاصمة صنعاء انتصارا لغزة في وجه الوحشية الإسرائيلية الأمريكية في ميدان التحرير وميدان السبعين

 

12.15 ص | مسيرات ليلية في العاصمة صنعاء تنديدا بالوحشية الصهيونية وآخرها مجزرة مستشفى المعمداني في غزة

 

12.18 ص | تظاهرة غاضبة في العاصمة صنعاء تنديدا بالمجزرة الإسرائيلية الأمريكية المروعة في غزة ( ميدان السبعين، ميدان التحرير)

 

12.37 ص | وزير الخارجية الأردني: قررنا عدم عقد القمة الرباعية التي كانت مقررة في عمّان

 

12.45 ص | استمرار التظاهرات في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء غضبا على جرائم  العدو الصهيوني

 

12.57 ص | رويترز عن مسؤول في البيت الأبيض: بايدن ألغى زيارته للأردن بعد التشاور مع الملك عبد الله

 

01:05 ص | المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة: نطالب بوقف إطلاق النار ولو قام مجلس الأمن بمسؤولياته أمس لما حدث هذا

 

01:05 ص | المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة: المجموعة العربية بالأمم المتحدة تدين بأشد العبارات الهجوم على مستشفى المعمداني

 

01:05 ص | المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة: نحمل "إسرائيل" مسؤولية المجزرة ويجب أن يواجه المسؤولون عنها العدالة

 

01:09 ص | صحيفة وول ستريت جورنال: القنبلة التي تم إلقاؤها على مستشفى المعمداني في غزة من نوع MK-84 الأمريكية

 

01:34 ص | مسيرات في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية تندّد بالصمت العربي الرسمي على جرائم العدو الصهيوني الأمريكي

 

01:34 ص | المسيرات: جرائم الصهاينة والأمريكيين لا يوقفها إلا خيار الجهاد والموقف الحازم

 

01:34 ص | المسيرات تطالب الأنظمة العربية والإسلامية بدعم فوري للمجاهدين في فلسطين

 

01:36 ص | حركة الجهاد: كعادته في فبركة الأكاذيب، يحاول العدو الصهيوني التنصل من مسؤوليته عن المجزرة في المستشفى "المعمداني" وتوجيه أصابع الاتهام نحو الجهاد

 

01:36 ص | الجهاد: نؤكد أن الاتهامات التي يروج لها العدو هي اتهامات باطلة وبأننا لا نستخدم دور العبادة ولا المنشآت العامة مراكز عسكرية أو لتخزين الأسلحة

 

01:36 ص | الجهاد: العدو يردد هذه الأكاذيب لتبرير استهدافه لهذه المراكز وعلى رأسها المستشفيات

 

01:36 ص | الجهاد: تلقى مستشفى المعمداني ومستشفيات أخرى في قطاع غزة، أمام مرأى العالم أجمع، تهديدات علنية بالإخلاء تحت طائلة القصف دون أن يحرك العالم ساكنا

 

01:36 ص | الجهاد: تضارب الروايات التي يقدمها العدو تكشف كذبه وأن ما يردده على وسائل الإعلام هو محض فبركة وافتراء

 

01:36 ص | الجهاد: وجود المراسلين وشهود العيان والفيديوهات التي صورت لحظة قصف المستشفى وزاوية سقوط القنبلة كلها موثقة وتؤكد أن الاستهداف كان بقصف جوي

 

01:36 ص | الجهاد: محاولات العدو التنصل من مسؤوليته عن جرائمه التي يرتكبها ليست جديدة، وهي شبيهة بالمزاعم التي رددها للتنصل عن جرائم سابقة

 

01:39 ص | الأزهر الشريف: على الأمة الإسلامية أن تستثمر ما حباها الله به من قوة وأموال وتقف به خلف فلسطين وشعبها

 

01:40 ص | الهلال الأحمر الفلسطيني: عشرات الإصابات خلال مواجهات بين قوات الاحتلال وفلسطينيين في مناطق عدة من الضفة الغربية

 

01:45 ص | الأزهر الشريف: على الأمة العربية والإسلامية أن تعيد النظر جذريا في الاعتماد على الغرب الأوربي الأمريكي المتغطرس

 

01:48 ص | المفوض السامي لحقوق الإنسان: يجب السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى من يحتاجونها في غزة على وجه السرعة

 

02:05 ص | المديرة التنفيذية لليونيسف: الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية مثل المستشفيات غير مقبولة ويجب أن تتوقف الآن

 

02:05 ص | المديرة التنفيذية لليونيسف: نكرر النداء العاجل بالوقف الفوري للأعمال العدائية وضمان حماية الأطفال من الأذى وتسهيل وصول المساعدات

 

02:12 ص |  توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى محيط سفارة العدو الاسرائيلي بالعاصمة الأردنية عمان، تنديدا بمجازر الاحتلال في غزة

 

02:16 ص | مصادر فلسطينية: سلسلة غارات لطائرات العدو الصهيوني على وسط قطاع غزة

 

02:19 ص | أمين عام الأمم المتحدة: مصدوم من مقتل مئات المدنيين الفلسطينيين في ضربة على مستشفى في غزة وهو ما استنكره بشدة

 

02:21 ص | مصادر فلسطينية: مدفعية العدو تطلق العشرات من قذائفها صوب المناطق الشرقية من حي الزيتون جنوب غزة

 

02:24 ص | مصادر فلسطينية: طائرات العدو الاسرائيلي تشكل حزاما ناريا خلال القصف على حي الشجاعية في غزة

 

02:30 ص | مصادر فلسطينية: ارتقاء شهداء في قصف العدو الإسرائيلي لشقة سكنية غرب رفح

 

02:36 ص | مصادر فلسطينية: 3 شهداء و12 مصابا إثر قصف العدو لمنزل عائلة في رفح

 

02:43 ص | طائرات العدو الإسرائيلي تشن سلسلة غارات على المحافظة الوسطى بقطاع غزة

 

02:53 ص | المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة: لا تزال طواقم الإسعاف تجلي الأشلاء ومعظم ضحايا مجزرة مستشفى المعمداني أطفال ونساء غابت ملامحهم

 

03:12 ص | جيش العدو الصهيوني يتحدث عن استهداف قوة عسكرية تابعة له بصاروخ موجه مضاد للدروع على الحدود اللبنانية

 

03:31 ص | وزير الخارجية الإيراني: نأمل أن نشهد إجراء عالميا جماعيا لإيقاف جرائم الحرب والإبادة في غزة

 

03:31 ص | عبداللهیان: جرائم الحرب الإسرائيلية بلغت ذروتها واستهداف مستشفى المعمداني جريمة لا يمكن تحملها

 

03:54 ص | مصادر فلسطينية: طيران العدو يقصف مخبزًا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

 

04:04 ص | مصادر فلسطينية: غارات عنيفة من الطيران الحربي غرب غزة

 

04:05 ص | المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي: نطلب الشعوب العربية والإسلامية المشاركة في التظاهرات الحاشدة ومواجهة سفارات العدو والدول التي تدعمه

 

04:07 ص | مصادر فلسطينية: طائرات العدو تواصل الاعتداء على مناطق عدة في قطاع غزة

 

04:09 ص | مصادر فلسطينية: شهداء وإصابات بغارة للعدو الإسرائيلي على منطقة "بطن السمين"

 

04:10 ص | مصادر فلسطينية: إطلاق نار يستهدف قوات العدو قرب حاجز جبارة المحاذي لمدينة طولكرم

 

04:10 ص | مصادر فلسطينية: اشتباك مسلح مع قوات العدو عند حاجز قلنديا بالقدس المحتلة

 

04:12 ص | مصادر فلسطينية: غارات مكثفة للعدو الإسرائيلي شرق مدينة غزة

 

04:23 ص | مصادر فلسطينية: شهداء وجرحى عقب قصف طائرات العدو لمنزل بحي الجنينة في رفح جنوب قطاع غزة

 

04:40 ص | متظاهرين يحتشدون أمام قاعدة "كورجيك" التي تستخدمها القوات الأمريكية في ولاية ملاطيا التركية وينددون بمجازر العدو في غزة

 

04:40 ص | تظاهرة في مدينة "وندسور" الكندية قرب الحدود مع أميركا منددة بمجزرة العدو في مستشفى المعمدانية في غزة

 

05:09 ص | مصادر فلسطينية: 35 شهيدًا على الأقل وعدد كبير من الجرحى في قصف للعدو الإسرائيلي على منازل شمال القطاع

 

05:18 ص | مصادر فلسطينية: شهيدان إثر استهداف طيران العدو لمخبز النصيرات وسط قطاع غزة

 

05:20 ص | شهداء وجرحى بقصف طائرات العدو لمنزل عائلة لبد قرب مسجد اليرموك في غزة

 

05:31 ص | مصادر فلسطينية: قصف شقة سكنية في مدينة حمد بخانيونس ووقوع اصابات وأنباء عن شهداء

 

05:33 ص | مصادر فلسطينية: شهداء وجرحى في قصف للعدو الإسرائيلي على منزل لعائلة في شارع عمر المختار مقابل بنك الانتاج بغزة

 

05:38 ص | وزارة الداخلية في غزة: ارتفاع عدد شهداء القصف الصهيوني على منازل عدة في جباليا النزلة وشارع سراري ومنطقة القصاصيب شمال القطاع إلى 37 شهيدا

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: مستشفى المعمدانی للعدو الإسرائیلی فی العاصمة صنعاء مصادر فلسطینیة العدو الصهیونی الأمم المتحدة طائرات العدو قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

طوفان الأقصى.. مفاجأة كبرى تعيد تشكيل قواعد الاشتباك.. تحول استراتيجي

في سياق حواري فكري معمّق تطلقه صحيفة "عربي21" حول عملية "طوفان الأقصى" وتداعياتها السياسية والفكرية فلسطينياً وعربياً ودولياً، تطرح هذه الورقة أسئلة مركزية عن طبيعة هذه العملية: هل كانت خطأً تاريخيًا مكلفًا أم خطوة استراتيجية جريئة لخلخلة ثوابت المعادلة الإقليمية والدولية بشأن فلسطين؟ ما بين من اعتبرها مغامرة متهورة ومن قرأ فيها نقطة تحوّل في مسار النضال الفلسطيني، تتعدد الروايات وتتناقض التقييمات، وهو ما يستدعي تفكيك خلفيات القرار وقراءة أبعاده في ضوء ما قبله وما تلاه.

هل ارتكبت حماس خطأ قياسيا ألحق ويلحق ضررا تاريخيا بالقضية الفلسطينية عبر عملية طوفان الأقصى؟ هل ثمة من تحكم بالقرار داخل الحركة ودفعها إلى تنفيذ هجوم غير مسبوق في حجمه وقوته وأثره على إسرائيل لتبرير حرب إبادة حقيقية للشعب الفلسطيني ولدفع ما تبقى منه إلى خارج فلسطين التاريخية؟ هل كانت إسرائيل على علم بالهجوم فلم تحبطه لكي تستخدمه من بعد ذريعة في تدمير غزة وترحيل المنظمات المقاتلة إلى خارج القطاع ومن ثم ختم القضية الفلسطينية بالشمع الأحمر؟ بالمقابل هل كانت لدى حماس استراتيجية مدروسة مدخلها عملية 7 أكتوبر ومخرجها تغيير المعادلات المتعلقة بغزة وبالقضية الفلسطينية؟ تلك هي أبرز الاحتمالات التي يتم تداولها في سياق تحليل خلفيات ودوافع عملية "طوفان الأقصى".

كانت الطرق المؤدية لحل سياسي للقضية الفلسطينية عبر مشروع الدولتين، مقفلة تماما منذ سنوات. لقد أقفلت إسرائيل هذه الطرق بدعم أمريكي صريح، وبدا أن الإقفال لا يعوق التطبيع الإبراهيمي مع الدول العربية..إذا كان فعل الخطأ خاضع للنقاش، في ضوء تطورات الحرب، وهي الأطول في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن الاحتمال الثاني يقع تحت عنوان نظرية المؤامرة وبالتالي لا يصح كفرضية جدية في تفسير استراتيجية حماس في هذه الحرب. يبقى الاحتمال الثالث وهو يتناسب مع معطيات الصراع التي كانت متوفرة قبل الحرب، ومع التفسير الإسرائيلي للعملية بوصفها معركة وجود "إما نحن وإما هم" بحسب ردود فعل قيادة الحرب الإسرائيلية. ويتناسب أيضا مع رواية حماس الرسمية التي صدرت في 21 يناير ـ كانون الثاني عام2024 وفيها تؤكد على أن العملية تمت للحؤول دون "تصفية القضية الفلسطينية"، ولا شيء حتى الآن يوحي بان لدى الحركة استراتيجية مختلفة عن تلك التي وردت في الرواية.

القضية الفلسطينية قبل "الطوفان"

ثمة إجماع على أن التخطيط لهذه العملية قد استغرق وقتا طويلا ولعله استند إلى معطيات ثابتة يمكن حصرها بالخطوط العريضة التالية:

1 ـ كانت الطرق المؤدية لحل سياسي للقضية الفلسطينية عبر مشروع الدولتين، مقفلة تماما منذ سنوات. لقد أقفلت إسرائيل هذه الطرق بدعم أمريكي صريح، وبدا أن الإقفال لا يعوق التطبيع الإبراهيمي مع الدول العربية (الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب الأقصى). كان واضحا أن التطبيع مع البحرين بصورة خاصة، ما كان يمكن أن يتم لولا الموافقة الضمنية من المملكة العربية السعودية التي كان من المرجح أن تسير على هذا الطريق في العام الماضي. والواضح أن تطبيع السعودية مع إسرائيل سيهمش المعترضين  ويعزلهم في جامعة الدول العربية أو على الأقل سوف يُضعفُ موقف الجزائر وهي الدولة  الأبرز في هذا الاتجاه.

أضف إلى ذلك أن التطبيع يهمش التيار الفلسطيني المقاتل، ويفقده الغطاء العربي، بل يزيد من ارتباطه بالمحور الإيراني، من دون أن يفتح أمامه الأفق الإسلامي الرسمي المندرج في إطار "منظمة المؤتمر الإسلامي" التي تَرسمُ سياساتها تحت السقف الخليجي عموما والسعودي بصورة خاصة.

من يحتاج إلى براهين إضافية يمكنه العودة إلى المواقف التي اتخذتها "منظمة المؤتمر الإسلامي" خلال حرب غزة المستمرة والتي لم تتجاوز سياسة الجامعة العربية، هذه السياسة التي تتبنى موقف منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية بزعامة الرئيس محمود عباس. معلوم أن حكومة عباس انتقدت توقيت وأسلوب عملية "طوفان الأقصى" وحَمّلتْ حماس مسؤولية وتداعيات العملية على غزة والشعب الفلسطيني وانتقدت في الوقت نفسه سياسة التدمير والإبادة الإسرائيلية للشعب الفلسطيني في القطاع والضفة الغربية.

التفاهم السعودي الإيراني

2 ـ كان محور الممانعة عشية "الطوفان" يشهد تطورات ملفتة أبرزها التقارب والتفاهم السعودي ـ الإيراني، عبر اتفاق تم توقيعه في بكين وبإشراف صيني في مارس ـ آذار عام 2023 وأدى إلى عودة السفير الإيراني إلى الرياض بعد قطيعة بدأت في العام 2016 وبأثر من هذا التفاهم تم تخفيض التوتر بين السعودية والحوثيين حلفاء إيران.

وفي المحور نفسه، وقع لبنان وإسرائيل في أكتوبر  ـ تشرين الأول عام 2022 على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بإشراف أمريكي، وكان من المفترض أن يستكمل هذا الاتفاق عبر مفاوضات غير مباشرة برعاية المبعوث الأمريكي نفسه (عاموس هوك شتاين) لترسيم الحدود البرية، وذلك بموافقة ضمنية من حزب الله أو على الأقل من دون اعتراض علني، بل ذهب رئيس الجمهورية السابق ميشال عون شريك الحزب في اتفاق مار مخايل ( 6 شباط فبراير 2006 ) إلى حد القول في مقابلة مع محطة "المنار" إن مصير العلاقات بين لبنان وإسرائيل بعد ترسيم الحدود البرية، سيكون كمصير العلاقات بين فرنسا وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث حلت محل الحروب الماضية علاقات صداقة وتعاون (أول نوفمبر ـ تشرين الثاني عام 2022 ). ولنا أن نتخيل كيف سيكون الموقف لو رُسِّمتْ الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل لجهة دعم حماس عسكريا عبر الحدود المُرَسّمة.

ينبغي التذكير أن إيران اختارت في خضم حرب غزة رئيسا يريد التفاهم مع أمريكا واستبعدت مرشحين راديكاليين يشبهون الرئيس السابق أحمدي نجاد الذي كان يتوقع زوال إسرائيل في "مدى قريب".في السياق يمكننا الاستناد إلى تصريح شهير (25 يناير ـ كانون الثاني 2025) لمحمد جواد ظريف نائب الرئيس الإيراني السابق للشؤون الاستراتيجية، إذ يؤكد أن اجتماعا إيرانيا أمريكيا كان من المقرر أن يعقد في 9 أكتوبر تشرين الأول عام 2023 فأطاحه هجوم 7 أكتوبر، وكأنه أراد القول إن حماس قطعت الطريق على مساومة محتملة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول الملف النووي الإيراني. معلوم أن ظريف كان قد انتقد في وقت سابق سياسة بلاده تجاه حماس بقوله  إن "طهران تريد أن تكون فلسطينية أكثر من الفلسطينيين".

هنا ينبغي التذكير أن إيران اختارت في خضم حرب غزة رئيسا يريد التفاهم مع أمريكا واستبعدت مرشحين راديكاليين يشبهون الرئيس السابق أحمدي نجاد الذي كان يتوقع زوال إسرائيل في "مدى قريب".

يفصح ما تقدم عن تطور ملفت في محور الممانعة باتجاه التهدئة والابتعاد عن استراتيجية زوال إسرائيل التي كانت شعارا ثابتا في خطب فصائل المحور، لكن ذلك كله لم يترك أثرا ملحوظا في خطب الأمين العام الراحل لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي أكد في أكثر من مناسبة أن الحرب المقبلة مع إسرائيل ستكون على أرض فلسطين التاريخية، ناهيك عن حرص الحزب  على التدريب المتواصل لفرقة الرضوان من أجل اجتياح الجليل الأعلى في "الحرب المقبلة".

الحكومة الإسرائيلية الأكثر تدينا وتطرفا

3 ـ في نهاية ديسمبر ـ كانون الأول عام 2022 تشكلت الحكومة الأكثر تطرفا والأكثر تدينا في تاريخ إسرائيل، وبدا من خلال رموزها انها حكومة حرب في الخارج و انقسام و صراع داخل إسرائيل سرعان ما سينفجر حول صلاحيات المحكمة العليا. تعزز مع هذه الحكومة احتمال  الحرب ضد لبنان وربما اجتياح غزة، وستكون احياء القدس والمسجد الأقصى وبؤر الاستيطان أحد أبرز أهدافها، وسيكون تعدي أنصارها على المسجد الأقصى عنوانا لعملية الطوفان في أكتوبر ـ تشرين الأول 2023.

كان تشكيل هذه الحكومة يعني بالنسبة لحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، إقفال كل الطرق الممكنة على أي حل للقضية الفلسطينية. وسيكون لديها القدرة والتغطية على الرد بقسوة على المقاومة الفلسطينية في غزة. سوف تبرهن عن ذلك في عملية (الدرع والسهم) في 9 مايوـ أيار عام 2023  إذ قتلت قادة بارزين في حركة "الجهاد الإسلامي" خلال أيام قليلة.

كانت حكومة نتنياهو تبحث عن حرب لأسباب عديدة، من بينها توسيع الاستيطان ودرء الانقسامات الداخلية، حرب مع الفلسطينيين أو لبنانيي حزب الله، وبالتالي من الصعب الرهان معها على هدنة أو على أي أفق آخر غير الحرب معها.

لقد هدد رئيسها بنيامين نتنياهو باجتياح غزة مرارا، لكنه اعتمد نهجا تكتيكيا خلال الشهور الأخيرة التي سبقت هجوم 7 اكتوبر، إذ سمح للقطريين بإرسال أموال لحركة حماس واأعتقد أن ترتيبات معينة معها، يمكن أن تعزل حركة "الجهاد الإسلامي" والفصائل الأخرى. وقد برهن لوزرائه  على نجاح هذا التكتيك خلال عملية "الدرع والسهم" التي استثنت حماس ولم  تبادر الحركة لإطلاق صواريخها على إسرائيل دعما للجهاد الإسلامي التي  تحملت  منفردة نتائج حرب الأيام الخمسة (أيار مايو 2023.)

كان نتنياهو يروج لفرضية مفادها أن حماس تريد الحكم في غزة وأنها ليست مستعجلة لإشعال حرب مع إسرائيل تقوض سلطتها. ولعل هذا الاعتقاد هو الذي حمله على تخفيف حجم الفرقة العسكرية في غلاف غزة التي يقدر عددها بالآلاف في ظروف المجابهة، لكنها لم تتجاوز الـ 700 جندي وضابط خلال هجوم 7 أكتوبر.

كانت حكومة نتنياهو تبحث عن حرب لأسباب عديدة، من بينها توسيع الاستيطان ودرء الانقسامات الداخلية، حرب مع الفلسطينيين أو لبنانيي حزب الله، وبالتالي من الصعب الرهان معها على هدنة أو على أي أفق آخر غير الحرب معها.وتفيد أنباء أخرى أن الحكومة كانت قد أرسلت مئة جندي من هذه الفرقة إلى الضفة الغربية نظرا لتقديرها أن لا خطر على جبهة غزة وأن لا شيء يستدعي حشدا عسكريا أكبر.

أغلب الظن أن حماس كانت على علم بحسابات نتنياهو وبما يدور في فرقة غزة لذا كان هجومها على الفرقة صاعقا ومدمرا يشبه بالقياسات المحلية هجوم 6 أكتوبر عام 1973 على الجبهتين المصرية والسورية، ومن غير المستبعد أن يكون اختيار 7 أكتوبر موعدا  "للطوفان" بمثابة استعادة محلية لحرب أكتوبر المذكورة .

تعثر "الربيع العربي"

4 ـ في هذا الوقت كان العالم العربي يعاني من مخاض "الربيع" الذي هدد وحدة بلدان، بدلا من تغيير أنظمة الحكم فيها، كما هي حال اليمن وليبيا وسوريا والسودان، وأقفل أبواب التغيير الداخلي من دون صعوبات تذكر في تونس ومصر. معلوم أن البلدان التي حطمها "الربيع" كانت الأقرب إلى تيار المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي وكانت تحتفظ بوزن مهم في جامعة الدول العربية. كانت ليبيا مصدرا أساسيا من مصادر تمويل التيار الفلسطيني واللبناني المقاوم منذ انقلاب معمر القذافي في العام 1969 وحتى سقوطه في 20 أكتوبر 2011.

وانطلقت من سوريا الرصاصات الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي بمبادرة من الضابط السوري أحمد سويداني عام 1965 وقد دفع النظام السوري السابق ثمنا باهظا لرفضه طرد حماس والمنظمات المقاتلة من سوريا بعد احتلال العراق فضلا عن احتضانه وتسليحه المقاومة اللبنانية للاحتلال الإسرائيلي في صيغتها التعددية الأولى ومن ثم في صيغتها الاسلامية. وقد تعرض السودان للعزل والتقسيم بعد أن صار قاعدة للأممية الإسلامية وللإخوان المسلمين بزعامة الدكتور الراحل حسن الترابي وأصبح بعد "الربيع العربي" منصة لصراع داخلي مميت على السلطة لم تتم فصوله بعد. ولعل اليمن البلد الوحيد الذي لم تتضرر فيه القضية الفلسطينية جراء الربيع العربي. فقد كانت صنعاء في عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح قاعدة لحماس ولمنظمة التحرير الفلسطينية على حد سواء وصارت في معركة "طوفان الأقصى" حليفا مقاتلا مع غزة ولبنان.

كانت حماس جزءا لا يتجزأ من حركة "الربيع العربي" وبالتالي كان عليها أن تتحمل هي الأخرى جزءا من الفشل الذي أصابه، ولعلها اختارت أهون الشرين إذ أجرت تغييرا جذريا في قيادة غزة، واختارت يحي السنوار قائدا ورئيسا غزاويا للحركة (2017 ـ 2024) ثم رئيسا مركزيا لحماس بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران (31تموز ـ يوليو 2024) حتى استشهاده (16 تشرين الأول ـ أكتوبر 2024). وثبتت محمد الضيف في موقعه القيادي وبدا أن الحركة تستعد من جهتها أيضا لحرب مع الاحتلال فتعوض فشل رهانها على "الربيع العربي" وتستأنف الارتباط القوي بمحور الممانعة.

سيعبر يحي السنوار عن استراتيجيته القتالية بتصريح شهير قال فيه "سنجعل نتنياهو يندم على اليوم الذي ولدته فيه أمه" ويبدو أن هجوم 7 أكتوبر كان تطبيقا حرفيا لهذا التصريح.

 الحرب الأوكرانية والانتخابات الأمريكية

5 ـ على الصعيد الدولي بدا أن أنظار العالم شاخصة على الحرب الأوكرانية التي شغلت الغرب وروسيا وشكلت أولوية لدى القوى الأوروبية والأمريكية. أغلب الظن أن هذه الحرب كانت بالنسبة لحماس فرصة لشن عمل عسكري كبير تنقسم حوله القوى الغربية وتتشتت بين حربين، لكن هذا التقدير إن صحَّ، لم يكن متناسبا مع علاقة حماس الضعيفة بموسكو، ومع حرص روسيا الدائم على أمن إسرائيل. هذا ما يحملني على الاعتقاد بأن حماس ربما كانت ترجح حربا قصيرة أو متوسطة مع إسرائيل، تتيح هامشا للمناورة أمام الروس والصينيين من أجل طلب التهدئة حفاظا على الاستقرار في الشرق الأوسط ليتبين من بعد أن الحركة نفسها فوجئت بحجم وتأثير وخطورة عمليتها العسكرية على الاحتلال.

في هذه الظروف انطلقت عملية "طوفان الأقصى" لم تكن قفزة انتحارية في هاوية سحيقة ولم تكن مغامرة غير محسوبة النتائج وهي بالطبع ليست مؤامرة منسقة مع نتنياهو من أجل طي صفحة القضية الفلسطينية إلى الأبد. أما فصولها الدموية التي لم تتم بعد فهي دليل آخر على أن المصير الموعود للشعب الفلسطيني هو الإبادة السياسية أو الإبادة الجسدية.6 ـ من جهتها كانت حكومة نتنياهو الجديدة تراهن على التغيير القادم في الانتخابات الأمريكية، إذ تفصح المؤشرات عن ارتباك ظاهر في أداء الرئيس بايدن وضعف ذاكرة لا يتناسب مع شروط الموقع الأول في رأس السلطة الأكبر والأهم في العالم. وكانت استطلاعات الرأي تكشف عن حظوظ مرتفعة لدونالد ترامب في العودة إلى البيت الأبيض. وإن عاد سيواصل حتما سياسته المؤيدة من دون تحفظ لإسرائيل، وبالتالي استئناف المزيد من الاتفاقات الإبراهيمية التي تتيح "حلاً " للقضية الفلسطينية عبر التطبيع ومن دون تقديم تنازلات.

تجدر الإشارة إلى أن عهد بايدن لم يشهد مبادرات سلمية أو مساع جدية من أجل تطبيق حل الدولتين، بل بدا وكأنه استمرار لعهد ترامب تجاه القضية الفلسطينية وإن بلغة وبشعارات مختلفة وغير مستفزة.

بالمقابل لم يكن لدى السلطة الفلسطينية ولدى حماس أيضا ما يمكن الرهان عليه في أمريكا، لا في عهد بايدن (ولا في عهد ترامب المقبل على أية حال)، مع فارق أن احتمالات المجابهة مع الرئيس القادم أكبر بكثير من سلفه.

الصين وروسيا

 7 ـ كانت الصين بالنسبة لحماس طرفا دوليا يمكن الاعتماد عليه في الصراع مع إسرائيل عموما وفي الرهان على موقفه المؤيد في حالة الهجوم المباغت على إسرائيل. ذلك أن بكين ترغب في تعزيز علاقاتها مع الدول العربية، لذا تهتم بالقضية الفلسطينية التي تعتبر قضية العرب الأولى على الصعيد الدولي، أضف إلى ذلك أن مشروع طريق الحرير يمر في الشرق الأوسط والعالم العربي بصورة خاصة، وبالتالي لا بد من دور سياسي صيني مباشر في هذه المنطقة لاحظنا بوادره الأولى في رعاية الاتفاق السعودي ـ الإيراني كما مر معنا من قبل، وستعمد بكين إلى رعاية مصالحة فلسطينية ـ فلسطينية وصدور إعلان بكين الفلسطيني في شهر تموز ـ يوليو عام2024.

معلوم  أن روسيا والصين تعترف بالدولة الفلسطينية منذ شهر تشرين الثاني ـ نوفمبر عام 1988 وتؤيدان حل الدولتين ومن المستبعد أن تقف موقفا مناهضا لفلسطين في المؤسسات الدولية.

من غير المستبعد أن تكون حماس قد ناقشت في أطرها القيادية تقديرا للموقف يشمل المحاور التي وردت أعلاه ولعلها توصلت إلى قناعة بأن محور الممانعة الذي كان يشدد على مرأى ومسمع من يرغب على وحدة الساحات، ويتحدث قادته بتصميم غير مسبوق عن حرب، إذا ما اندلعت مع إسرائيل، قد تكون الأخيرة وقد تسقط فيها كل قواعد الاشتباك على كل الجبهات ولا سيما الجبهة اللبنانية التي حققت ردعا غير مسبوق لإسرائيل منذ العام 2006. بيد أن المحور نفسه كان يشهد تطورات قد تبعده عن جبهات القتال المباشرة في وقت تحتشد فيه مؤشرات خطيرة  حول  تهميش القضية الفلسطينية عبر الاتفاقات الابراهيمية  والاستيطان والتعرض للمسجد الأقصى احد اهم رموزها.

في هذه الظروف انطلقت عملية "طوفان الأقصى" لم تكن قفزة انتحارية في هاوية سحيقة ولم تكن مغامرة غير محسوبة النتائج وهي بالطبع ليست مؤامرة منسقة مع نتنياهو من أجل طي صفحة القضية الفلسطينية إلى الأبد. أما فصولها الدموية التي لم تتم بعد فهي دليل آخر على أن المصير الموعود للشعب الفلسطيني هو الإبادة السياسية أو الإبادة الجسدية.

 لعل "طوفان الأقصى" أشبه بـ "دوسة قدم في بيت نمل" تتيح خلط أوراق وموازيين قوى وتفصح عن رهانات كانت واقعية سنأتي على ذكرها.

*باحث في أكاديمية باريس  للجيوبوليتيك

مقالات مشابهة

  • الجهاد الإسلامي: تدنيس الصهاينة للمسجد للإبراهيمي واقتحامات الأقصى محاولات لتشويه مقدساتنا
  • حركة الجهاد : تدنيس بن غفير للإبراهيمي واقتحامات الأقصى ليست إلا محاولات لتشويه مقدساتنا
  • شهداء ومصابون في قصف العدو أنحاء متفرقة بمدينة غزة
  • استشهاد فلسطينيين وإصابة 6 آخرون إثر قصف منزل بمحيط مستشفى شهداء الأقصى
  • الصحة العالمية:العدو الصهيوني يمنع صيانة مستشفى المعمداني بغزة
  • التعاون الإسلامي” تدين قصف العدو الإسرائيلي مستشفى المعمداني في غزة وتعتبره جريمة حرب
  • غوتيريش يعرب عن قلقه ازاء قصف العدو الإسرائيلي مستشفى “المعمداني” في غزة
  • المعجزة والكرامة والإهانة
  • غزة: مستشفى الأهلي المعمداني يخرج عن الخدمة والصحة العالمية تدق ناقوس الخطر
  • طوفان الأقصى.. مفاجأة كبرى تعيد تشكيل قواعد الاشتباك.. تحول استراتيجي