لبنان ٢٤:
2024-07-13@22:21:10 GMT

لبنان نقطة تفاوض إستراتيجية

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

لبنان نقطة تفاوض إستراتيجية

كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": إن تمركز دوائر القرار الأميركية اليوم في المنطقة على اختلاف مستويات ممثّليها، في وقت كانت واشنطن أخلت المنطقة سياسياً منذ شهور وحتى سنوات، لا يترك انطباعاً بأن المقصود هو وقف حرب غزة وتبعاتها حصراً، إذ لا يزال توقيت عملية «حماس» محور متابعة غربية، وصلته بالموقف السعودي التطبيعي مع إسرائيل، في وقت تتكشّف تباعاً تفاصيل غير معلنة وتشابكات كثيرة، ليس بالضرورة أن تنتهي مع حرب غزة.

ثمّة كلام يقال عن أن ما صيغ سعودياً وإسرائيلياً من الصعب تخطّيه، حتى مع حرب غزة، وسط استعادة كلام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن القضية الفلسطينية وعن أن الحل «لتحسين حياة الفلسطينيين». وهذا ينقل المفاوضات التي تجري إلى مرتبة أخرى لا تتعلق فقط بمعالجة وضع غزة الحالي، بل إلى طرح القضية الفلسطينية من رؤية السعودية التي لم تقفل الباب عليها.
هذا يعني أن الحوار الإقليمي والدولي فُتح على عناوين تفاوض واسع أميركي - سعودي - إسرائيلي. أما دور إيران فيه، فبالنسبة إلى لبنان هو محوري، لأن أي تفاوض ستخوضه طهران، على أهمية «حماس» في موقعها الحالي، لا يمكن إلا أن يكون لبنان ورقته الأساسية، حيث لها النفوذ الأوحد. ومهما كان عنوان توحّد الساحات مركزياً، فلن تفرّط في دور الحزب في لبنان والمنطقة. ففي نهاية الأمر، هي ليست لاعباً أولَ في غزة التي لمصر فيها حضور من الدرجة الأولى، كما هي حال الأردن في الضفة الغربية، لا تشاركه فيه إيران أو قطر، مهما ارتفعت نسبة تورّطهما في غزة بحسب ما تمليه الظروف الموضوعية. لذا يمثل لبنان نقطة تفاوض إستراتيجية، ويثير ذلك خشيةً سياسية من أن يكون ورقة مقايضة مقابل غزة. والخشية من المقايضة تصبح مشروعة في وقت لا وجود للبنان الرسمي على طاولة التفاوض الحقيقية، ولا يمثله حتى الآن سوى إيران التي في حال قرّرت إجراء ترتيبات تتخطّى التفاهم الذي أبرمته مع السعودية قبل أشهر، فإن مصالحها الإستراتيجية تتعلق بالحفاظ على حزب الله أولاً وآخراً. هنا، يمكن الانتقال إلى المشهد السياسي الآخر، في حال تكرّست هذه المعادلة، برضى أميركي مقابل إعادة الاستقرار إلى الشمال الإسرائيلي، والذهاب بغزة إلى مشروع إقليمي جديد. فلبنان اعتاد هذه التسويات كما حصل بعد الطائف، والكلام الأميركي عن استقرار لبنان قد يعادله تأمين الاستقرار على مسافة كيلومترات من بيروت، في إطار أشمل. لذا يمكن الانتقال إلى توقّع ما يمكن أن تسفر عنه هكذا ترتيبات، من ترجمة عملية، واستطراداً كيف يمكن لخصوم حزب الله التعامل مع متغيّر كبير من هذا النحو لم يشهده لبنان منذ سنوات؟ فالانتقال من مقولة «حرب غزة ستطاول حزب الله حكماً، سلماً أو حرباً»، إلى مقولة «ترتيب غزة مقابل بقاء حزب الله»، سينتج تداعيات كثيرة، لا تجد حتى الآن صدى لدى القوى السياسية ولبنان الرسمي، إذ تقتصر مواكبة هؤلاء على الدعوات إلى عدم زجّ لبنان في الحرب. فيما النقاش الحقيقي يدور في أروقة أخرى.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله حرب غزة

إقرأ أيضاً:

قاسم: نحن بحاجة إلى حماية لبنان والمقاومة وفّرت ذلك

رأى نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "المقاومة حققت 4 أمور ساطعة، أولاً أعطت القوة للبنان، ثانياً حررت لبنان بعد 22 سنة من احتلال 1978 و18 سنة من احتلال 1982، ثالثاً جعلت للبنان استقلالاً وكينونة، ورابعاً الحماية". وسأل: "لو أوقفنا المقاومة هل ستوقف إسرائيل من أن تهجم على لبنان وتحتل بعض الأراضي اللبنانية؟ هل ستعيد في يوم من الأيام هذا الحق المشروع في 13 نقطة؟ هل كان يمكن أن نرسِّم حدودنا البحرية؟ هل يمكن أن تفكر إسرائيل أنها لا تستطيع أن تهضم لبنان لأنَّ المقاومين فيه بالمرصاد؟ نحن بحاجة إلى حماية للبنان، والمقاومة وفرت هذه الحماية". وقال قاسم: "نحن اليوم نخوض مساندة من الجبهة الجنوبية لثلاث مصالح: مصلحة إنسانية، مصلحة قومية، ومصلحة وطنية." وختم: "المقاومة هي ردَّة فعل على الاحتلال وهي من أجل أن تطرده من منطقتنا وبلدنا وفلسطين، هي لم تكن يوماً سبباً لاستجلاب الاحتلال، فالاحتلال هو الذي ولَّد المقاومة". (الوكالة الوطنية للإعلام)

مقالات مشابهة

  • قاسم: نحن بحاجة إلى حماية لبنان والمقاومة وفّرت ذلك
  • قبيسي: لبنان لا يمكن إنقاذه الا بالتفاهم والحوار
  • الحرب النفسية...حزب الله يربح بالنقاط
  • دروز لبنان: هذا موقعنا التاريخي
  • من الداخل.. خفايا عدم دفع لبنان أموال العراق مقابل الوقود
  • اشارتان في خطاب نصرالله تثيران التساؤل
  • إيران والمقايضة الصعبة: لبنان مقابل الخليج
  • سقوط مسيرات داخل إسرائيل قادمة من لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يعلن سقوط مسيرات انطلقت من لبنان داخل إسرائيل
  • رحلة في عقل الرئيس الصيني.. إستراتيجية شي جين بينغ لتغيير العالم