لبنان ٢٤:
2025-04-02@20:40:14 GMT

لبنان نقطة تفاوض إستراتيجية

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

لبنان نقطة تفاوض إستراتيجية

كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": إن تمركز دوائر القرار الأميركية اليوم في المنطقة على اختلاف مستويات ممثّليها، في وقت كانت واشنطن أخلت المنطقة سياسياً منذ شهور وحتى سنوات، لا يترك انطباعاً بأن المقصود هو وقف حرب غزة وتبعاتها حصراً، إذ لا يزال توقيت عملية «حماس» محور متابعة غربية، وصلته بالموقف السعودي التطبيعي مع إسرائيل، في وقت تتكشّف تباعاً تفاصيل غير معلنة وتشابكات كثيرة، ليس بالضرورة أن تنتهي مع حرب غزة.

ثمّة كلام يقال عن أن ما صيغ سعودياً وإسرائيلياً من الصعب تخطّيه، حتى مع حرب غزة، وسط استعادة كلام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن القضية الفلسطينية وعن أن الحل «لتحسين حياة الفلسطينيين». وهذا ينقل المفاوضات التي تجري إلى مرتبة أخرى لا تتعلق فقط بمعالجة وضع غزة الحالي، بل إلى طرح القضية الفلسطينية من رؤية السعودية التي لم تقفل الباب عليها.
هذا يعني أن الحوار الإقليمي والدولي فُتح على عناوين تفاوض واسع أميركي - سعودي - إسرائيلي. أما دور إيران فيه، فبالنسبة إلى لبنان هو محوري، لأن أي تفاوض ستخوضه طهران، على أهمية «حماس» في موقعها الحالي، لا يمكن إلا أن يكون لبنان ورقته الأساسية، حيث لها النفوذ الأوحد. ومهما كان عنوان توحّد الساحات مركزياً، فلن تفرّط في دور الحزب في لبنان والمنطقة. ففي نهاية الأمر، هي ليست لاعباً أولَ في غزة التي لمصر فيها حضور من الدرجة الأولى، كما هي حال الأردن في الضفة الغربية، لا تشاركه فيه إيران أو قطر، مهما ارتفعت نسبة تورّطهما في غزة بحسب ما تمليه الظروف الموضوعية. لذا يمثل لبنان نقطة تفاوض إستراتيجية، ويثير ذلك خشيةً سياسية من أن يكون ورقة مقايضة مقابل غزة. والخشية من المقايضة تصبح مشروعة في وقت لا وجود للبنان الرسمي على طاولة التفاوض الحقيقية، ولا يمثله حتى الآن سوى إيران التي في حال قرّرت إجراء ترتيبات تتخطّى التفاهم الذي أبرمته مع السعودية قبل أشهر، فإن مصالحها الإستراتيجية تتعلق بالحفاظ على حزب الله أولاً وآخراً. هنا، يمكن الانتقال إلى المشهد السياسي الآخر، في حال تكرّست هذه المعادلة، برضى أميركي مقابل إعادة الاستقرار إلى الشمال الإسرائيلي، والذهاب بغزة إلى مشروع إقليمي جديد. فلبنان اعتاد هذه التسويات كما حصل بعد الطائف، والكلام الأميركي عن استقرار لبنان قد يعادله تأمين الاستقرار على مسافة كيلومترات من بيروت، في إطار أشمل. لذا يمكن الانتقال إلى توقّع ما يمكن أن تسفر عنه هكذا ترتيبات، من ترجمة عملية، واستطراداً كيف يمكن لخصوم حزب الله التعامل مع متغيّر كبير من هذا النحو لم يشهده لبنان منذ سنوات؟ فالانتقال من مقولة «حرب غزة ستطاول حزب الله حكماً، سلماً أو حرباً»، إلى مقولة «ترتيب غزة مقابل بقاء حزب الله»، سينتج تداعيات كثيرة، لا تجد حتى الآن صدى لدى القوى السياسية ولبنان الرسمي، إذ تقتصر مواكبة هؤلاء على الدعوات إلى عدم زجّ لبنان في الحرب. فيما النقاش الحقيقي يدور في أروقة أخرى.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله حرب غزة

إقرأ أيضاً:

حزب الله يعرقل صرف تعويضات اللبنانيين جنوب البلاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ازدادت معاناة اللبنانيين بعد قرار لجنة التعويضات المركزية تأجيل المرحلة الثانية من صرف سندات "أشرف الناس"، وتمديد المهلة إلى 15 أبريل الجاري، ما يعكس استمرار سيطرة حزب الله على كثير من القرارات في لبنان، حسب إذاعة أوروبا الحرة.
وقالت الإذاعة، إن حزب الله من خلال سيطرته على اللجنة ومؤسسة القرض الحسن أصبح هو من يحدد التوقيت والآلية بل وحتى أسماء المستفيدين، في ظل غياب لدور الدولة لرعاية أبنائها بعدما أهلكتهم الحرب الإسرائيلية ودمرت منازلهم.
ونقلت الإذاعة عن مصدر في وزارة المالية في لبنان، قوله "الأموال متوفرة، وجداول الدفع جاهزة، لكن التعليمات لا تأتي من الدولة، بل من حارة حريك، كل شيء يجب أن يمر بموافقة الحزب، ولو ضمنيًا، توقيت الصرف مرتبط بحسابات سياسية، وليس بحاجة إنسانية".
ووفق تقرير لوكالة نوفا الإيطالية تُدار لجنة التعويضات بشكل غير مباشر من قِبل كوادر تابعة لحزب الله، تُعطى الأولوية في الصرف للمنتسبين أو الموالين، بينما تُتجاهل حالات أخرى أو تُؤجل بحجة "إعادة التقييم".
وتضمن التقرير أراءً لمواطنين من النبطية، قائل أحدهم "دُمر منزلي بالكامل، لا أنتمي لأي حزب سياسي، تقدمتُ بطلب تعويض، لكنني لم أتلقَّ حتى اتصالًا هاتفيًا في هذه الأثناء، استلم صديقي وهو عضو في الحزب المبلغ كاملًا منذ أشهر"، متسائلًا هل هذا عدل؟
وأشار التقرير إلى أن مؤسسة القرض الحسن وهي المؤسسة المسؤولة عن صرف الكمبيالات، ليست الكيان الحيادي الذي تدّعيه، وهي الذراع المالية لحزب الله، وتعمل وفق أجندته الخاصة، ولا توجد جهة رقابية تراقب عملياتها، ولا توجد أي مساءلة حقيقية بشأن كيفية إدارة أموال التعويضات.
ونقلت الوكالة عن خبير اقتصادي لبناني قوله "ما دام حزب الله يحتكر هذا الملف، فلن تكون هناك شفافية ولا عدالة، يتعامل حزب الله مع أموال التعويضات كما يتعامل مع الأسلحة كممتلكات حصرية خارجة عن سيطرة الدولة".
ونوهت بأن ما يزيد الأمور صعوبة ويُثير القلق هو صمت الدولة إذ لا وزارة تُعترض، ولا مراقبون حكوميون، ولا حتى نواب يُثيرون التساؤلات، وكأن المؤسسات الرسمية سلّمت هذا الملف بالكامل إلى جهة حزبية واحدة - طوعًا كشاهد صامت.
واختتمت بالقول أن الضحية الأولى والأخيرة لهذا المشهد هو الشعب من فقد منزله أو متجره أو مصدر رزقه لا يريد شعارات أو خطابات بل يريد تعويضًا، وعلى كل لبناني أن يسأل عن حاكم لبنان وسبب اشتراط عضوية حزب الله للحصول على التعويضات.

مقالات مشابهة

  • روسيا.. سقوط طائرة حربية إستراتيجية ومقتل أحد أفراد الطاقم
  • حزب الله يعرقل صرف تعويضات اللبنانيين جنوب البلاد
  • الدفاع الروسية تحطم قاذفة إستراتيجية روسية في مقاطعة إيركوتسك
  • الراعي من بعبدا: لا يمكن أن نستمر بسلاحين وجيشين
  • جعجع عرض للتطورات مع سفير روسيا
  • إبحثوا عن المستشار
  • إستعدادات لبنانية لاليات تفاوض من دون الدخول في مسار التطبيع
  • تونس وليبيا والجزائر تطلق إستراتيجية مشتركة لمكافحة التهريب وتنمية الحدود
  • أنصار الله في مواجهة الأمريكيين.. كيف يمكن أن ينتهي هذا الاشتباك غير الطبيعي؟
  • رئيس هيئة الأركان: المرحلة القادمة ستشهد تحولات كبرى والأمم التي يتمسك أبناؤها بالقرآن الكريم هي أمم لا تُقهر