تقرير واقع السلامة العامة في المطار أمام مجلس الوزراء غدا
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
يعقد مجلس الوزراء جلسة في الرابعة من بعد ظهر يوم غد الخميس في السرايا ، للبحث، إضافة الى البنود الواردة على جدول الاعمال، في عرض وزارة الاشغال العامة والنقل للتقرير الشامل حول وضعية وطبيعة وآلية ومعوقات سير العمل في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، وخلاصة الإجراءات والتدابير المطلوبة لمعالجة الثغرات وتأمين حسن انتظام سير العمل والسلامة العامة في المطار.
التقرير
وجاء في التقرير عن واقع السلامة العامة في المطار:
أعدّت وزارة الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال، تقريراً شاملاً في 256 صفحة (بينها 29 مستنداً)، حول وضعية وطبيعة وآلية ومعوقات سير العمل في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت. تضمّن التقرير واقع المديرية العامة للطيران المدني من القوانين والأنظمة إلى الملاك الإداري والفني، وصولاً إلى المسؤوليات والصلاحيات والإعتمادات والمبالغ المتوفّرة، وضعية الأعمال التي تقوم بها وزارة الأشغال العامة والنقل - المديرية العامة للطيران المدني والمعوقات الإدارية والمالية والإجراءات والتدابير المتخذة من قبلها بهذا الشأن، الطلب من مجلس الإنماء والإعمار باعتباره الجهة المكلّفة حاليّاً أعمال الصيانة والتشغيل لمباني ومنشآت المطار تحويل المبالغ المطلوبة لاستكمال ملفّ أشغال بناء جناح خاص للخدمة السريعة للركاب من الجهة الغربية للمغادرة.
يتطرّق التقرير الذي سيطلع عليه مجلس الوزراء في جلسته التي ستعقد غداً الخميس، بشكل أساسي إلى واقع السلامة العامة، مستنداً إلى كتاب وجهه الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية اتسم بنبرة قاسية بسبب تلكؤ المسؤولين في المطار عن اتخاذ الإجراءات اللازمة، وذلك على أثر ورود كتاب من وزارة الداخلية خلال شهر حزيران الماضي حول السلامة العامة في المطار يرتكز على تقرير كلّ من وكالة سلامة الطيران التابعة للإتحاد الأورويي ومنظمة الطيران المدني الدولي حول المخاوف المتعلّقة بالسلامة العامة في مطار رفيق الحريري الدولي. والمطالبة بإجراءات عاجلة لتحسينها ومعالجتها بحلول شهر آذار من العام 2024، تحت طائلة إصدار توصية بتعليق الرحلات من وإلى المطار. كتاب مكية
يتبين من كتاب مكية أنّ «التقرير يسلط الضوء على مجموعة من الثغرات التي استندت إلى معطيات ومشاهدات قام بها فريق مخئص زار المطار في سياق الإستعداد لإقرار برنامج عالمي حول تدقيق مراقبة السلامة الجوية خلال العام 2024 وخلص إلى أن الحكومة اللبنانتية لا تتخذ الخطوات الضرورية واللازمة لمعالجتها، ونلاحظ أن الشوائب المشار إليها في متن التقرير تشمل الأمور المتعلقة بالنقص في عدد الموظفين من ذوي الخبرة والإختصاص الذين تقع على عاتقهم مهمة مراقبة الحركة الجوية، عدم كفاية أنظمة مكافحة الحريق بدليل اندلاع حريق بسبب عطل في وحدة التكييف ما أدى إلى إغلاق أحد المدرجات، القصور في اعتماد الإجراءات اللازمة التي تتطلبها المعايير الدولية حول سلامة الطيران، للحفاظ على ما يعرف بالمعرفة المحدثة بالعقبات الموجودة حول الطائرات لإنشاءات جديدة، (أبراج، توربينات الرياح) وللتحقق من المساعدات الملاحية على غرار الإضاءة الأرضية، ناهيك بالنقص في تدريب الموظفين، تفعيل وتطوير التتسيق بين مراقبي حركة الطائرات ومعالجة التقص في فحوصات الأمان للركاب والأمتعة».جاء أيضاً، «وغني عن البيان أنّ معالجة هذه العيوب وإدراك أهميتها وتبعاتها على سلامة وأمن المطار والمسافرين والوافدين، يقع بالدرجة الاولى على عاتق المسؤولين في المديرية العامة للطيران المدني الذين تلكأوا عن القيام بالواجبات التي أناطها بهم القانون لا سيما لجهة الإشراف على النقل الجوي وسلامة الملاحة الجوية من جهة، والإلتزام بالقواعد والقوانين والمعايير التي تفرضها الاتفاقيات والمعاهدات الدولية في مجال قطاع الطيران وسلامته من جهة ثانية، مع ما يترتب على ذلك من مسؤوليات يقتضي ترتيبها بحقهم».أضاف: «ويُسجل أيضاً أنّ المآخد التي جرى تسليط الضوء عليها في التقرير ليست مستجدة ولا وليدة الساعة بل استمرت لردح من الزمن وواكبت الحكومات السابقة في وقت يتوجب على من أناط به القانون مسؤولية الإشراف عل النقل الجوي وسلامة الملاحة الجوية في المديرية العامة للطيران المدني وضع الحلول المناسبة لعدم قطع صلة لبنان بالعالم الخارجي أو على الأقل رفع الاقتراحات اللازمة إلى السلطة التي يتبع إليها إدارياً أي وزارة الأشغال العامة والنقل، وذلك بدلاً من التقليل، وبخفة لا سابق لها، من أهميتها بالقول إن جميع الدول لديها نقاط ضعف بالنسبة لمعايير السلامة العامة المعتمدة دولياً، وقد غاب عنه أن الموضوع لا يتعلق بنقاط ضعف تتعلق بمعايير السلامة العامة وإنما «بإدراج وضع المطار برمته على اللائحة السوداء إعتباراً من منتصف العام القادم ومقاطعة شركات الطيران الدولية له».أضاف: «وعليه، فإنّ عدم إلتزام لبنان بالملاحظات الواردة في التقرير المذكور، كما وعدم الإمتثال إلى معايير السلامة العامة وعدم التقيّد بأنظمتها وشروطها ستؤدي إلى وضع مطار بيروت إعتباراً من العام القادم، على اللائحة السوداء مع ما يترتب عن ذلك من إنعكاسات على ثقة شركات الطيران الدولية».ودعا إلى «إاتخاذ ما يلزم من إجراءات وتدابير فورية لسد الثغرات المشار إليها وإلا إقتراح سبل معالجتها».كتاب وزارة الداخلية
وكانت وزارة الداخلية وتحت عنوان «سرّي للغاية - عاجل جدّاً»، وجهت كتاباً إلى وزارة الأشغال، مستندة إلى «وثيقة المديرية العامة للأمن العام بتاريخ 29/8/2023، تُسلّط الضوء على ما تضمنه التقرير الصادر خلال شهر حزيران. وجاء في وثيقة الأمن العام أنه «لفتت الأوساط إلى أنّ التوصيات التي تضمنها التقرير استندت الى المعطيات التي تكوّنت لدى فريق مختص زار المطار خلال شهر شباط من العام الحالي، وخلصت إلى وجود نقص في الكادر البشري الذي تقع على عاتقه مهمة مراقبة الحركة الجوية، الأمر الذي يستدعي تعيين موظفين على وجه السرعة من ذوي الخبرة والاختصاص».ولاحظ الفريق المختصّ أنّ أنظمة مكافحة الحريق غير كافية، بدليل اندلاع حريق منذ أشهر عدّة، بسبب وحدة تكبيف معطّلة، ما أدّى إلى إغلاق أحد المدرجات. وأشار إلى أنّ الحكومة اللبنانية لا تتخذ الخطوات الضرورية واللازمة لمعالجة بعض الثغرات، ومنها تدريب الموظفين، تفعيل وتطوير التنسيق بين مراقبي حركة الطائرات، معالجة النقص في فحوصات الأمان، للركاب والأمتعة». وأكّد أنّ المعايير الدوليّة تتطلّب إجراءات للحفاظ على ما يعرف بالمعرفة المحدثة بالعقبات الموجودة حول الطائرات (إنشاءات جديدة، أبراج، توربينات الرياح)، إضافة إلى التحقّق من المساعدات الملاحية على غرار الإضاءة الأرضية».تدريب مراقبين جويين
أضاف انّ «أكثر من مسؤول في مطار رفيق الحريري الدولي حاول التخفيف من وطأة وأهمية التقرير الصادر عن وكالة سلامة الطيران المدني الدولية، حيث أوضح رئيس المطار المهندس فادي الحسن بأن جميع الدول لديها نقاط ضعف بالنسبة لمعابير السلامة العامة المعتمدة دوليّاً، واضعاً مهمّة الفريق التابع لمنظمة الطيران المدني والإتحاد الأوروبي الذي زار لبنان ودول أخرى، في سياق الجهود الهادفة إلى تحضير لبنان لمرحلة التدقيق التي ستجري خلال العام القادم. وبدورها أشارت المديرية العامة للطيران المدني إلى أنّ الزيارة التي حصلت إلى المطار تقع في سياق «مهمة دعم منسّقة» ضمن برنامج No Country Left Behind (الذي تقدمه منظمة الطيران المدني الدولي بالتنسيق مع منظمات أخرى)، مبدية حرصها في هذا المجال على تطبيق أعلى معايير السلامة المعتمدة في المطارات العالمية، في مقدمها البدء بتدريب مراقبين جويّين جدد.تابع كتاب الأمن العام: «رجّحت الأوساط أنّه في حال عدم إلتزام لبنان بالملاحظات الواردة في التقرير، فمن المرجح وضع مطار بيروت اعتبارأ من منتصف العام القادم على اللائحة السوداء ذات الصلة بالمطارات التي لا تلتزم بمعايير السلامة العامة، الأمر الذي ستكون له تداعيات سلبية داخلية كبيرة على كافة المستويات، في حال قررت شركات الطيران الدولية مقاطعة مطار بيروت الذي يعتبر المنفذ الجوي الوحيد للبنانيين الذي يصلهم بالخارج».وأشار في سياق متّصل، إلى أنّ «المراقبين الجوّيين في المديرية العامة للطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي كانوا قد أعلنوا في بيان صادر عنهم بتاريخ 23/8/2023 ، أنه اعتباراً من تاريخ 5/9/2023 سوف يتمّ الإلتزام بجداول مناوبة تؤمّن العمل في المطار من الساعة السابعة صباحاً حتى الثامنة مساءً، على أن تتمّ جدولة الرحلات بما يتناسب مع القدرة الإستيعابية الحالية للمراقبين الجويين، إلى حين تنفيذ الإصلاحات الضرورية لإعادة العمل على مدار 24 ساعة بشكل آمن وسليم. وتتمثّل هذه الإصلاحات بتدريب المعاونين المراقبين (دفعة عام 2010)، إدخال المعاونين المراقبين الجدد (دفعة عام 2012) وتدريبهم، داعين الحكومة إلى التوقّف عن التعامل بخفّة مع اقتراحات الحلول التي يتمّ تقديمها بما فيها استقدام مراقبين جويّين من الخارج، مذكّرين أن عدد المراقبين حاليّاً بات 12 مراقباً من أصل 52 مراقباً هو العدد المطلوب، علماً أنّ البيان المذكور دفع بوزير الأشغال العامّة والنقل علي حميّة إلى التدخّل لإيجاد حلّ سريع ومقبول للنّقص الحاصل في أعداد المراقبين الجويّين».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الطیران المدنی الأشغال العام العامة والنقل وزارة الأشغال العام القادم مجلس الوزراء فی التقریر ة والنقل من العام فی سیاق إلى أن
إقرأ أيضاً:
الدولة اللبنانية والسّيادة: واقع وتطلّع: ورقة عمل في شراكة بين ملتقى التأثير المدني ومؤسَّسة كونراد آديناور
نشر "ملتقى التأثير المدني" ومؤسسة "كونراد آديناور - لبنان"، في إطار التعاون بينهما في مسار "لبنان وتحديات إصلاح السياسات: نحو رؤية متكاملة"، ورقة عمل بعنوان " الدولة اللبنانية والسيادة: واقع وتطلع". أعد الورقة الدكتور وجيه قانصو وصدرت باللغتين العربية والإنكليزية جاء فيها: "هذه السيادة، بالنسبة لبودان، هي جوهر خالص غير قابل للتجزئة، موجودة هناك دائماـ مثلما أن الله موجود. سلطة سامية أصيلة وأولى لا تأخذ شيئا من الغير ولا تخضع للغير بأي صلة تبعية. سلطة غير مسؤولة تجاه أي سلطة أخرى على وجه الأرض، ولا مفوضة من أي كان. سلطة لديها قوة سن القوانين للجميع، أي الأمر بما تريد أو النهي عنه دون أن يكون بالإمكان استئناف أوامرها أو حتى معارضتها. سلطة تمنع الآخرين من إقرار السلام وشن الحرب وجباية الضرائب وتأدية يمين الولاء بدون إذنها. سلطة تملك حق إكراه أي عضو من أعضاء الجسم السياسي، دون أن تكون قابلة للتعرض لأي إكراه إنساني خارجها. إنها سلطة تحتفظ لنفسها بالكلمة الأخيرة". أضاف: "لذلك، ورغم أن الدستور اللبناني مرتكز في خلفيته إلى الأصول النظرية لمفهومي الدولة والسيادة المتداولين في المجال الغربي، إلا أنه بهيكليته وصياغاته التشريعية مسكوب بذاتية لبنانية تشدد على الكيانية النهائية للبنان، وتتمسك بتركيبتها الاجتماعية، وتراعي هشاشة وحساسية مكوناتها الفرعية، وتتموضع في العالم على أساس الشرعية الدولية وموجبات الانتماء والهوية العربيين. كل هذا جعله دستوراـ يقوم على معادلة دقيقة وفي غاية الحساسية بين ذهنية شرق متروحن وذهنية غرب متعقلن، عقد اجتماعي وتضامنات عضوية، حداثة ليبرالية وأطر تقليدية صلبة، مبادئ كلية ومحددات جزئية". تابع: "ذكرت السيادة في موضعين في مقدمة الدستور، ما يجعلها تعبر عن روح الدستور ومبدأ أوليا ثابتا يشرط باقي نصوص الدستور ويفسرها . فقد نص الدستور على أن لبنان "دولة مستقلة ذات وحدة لا تتجزأ وسيادة تامة". هذا النص يستوفي كامل شروط السيادة، التي تشدد على أن الدولة كيان واحد لا يقبل التجزئة، وأن مساحة سلطته في إدارة شؤون الحياة العامة تامة وشاملة. كذلك فقد نص الدستور على أن "الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية". وهو نص لا يلغي النص الأول أو يعارضه، بل يقع في طريقه، لجهة أن الدولة هي الكيان الذي يجسد إرادة الشعب ويجعله ملموساـ وظاهراـ، ما يجعل السيادتين: سيادة الدولة وسيادة الشعب واحدة. ولذلك أكد النص أن الشعب يمارس سيادته عبر الدولة حصراـ، بحيث تنتفي صلاحية أو سيادة أية مؤسسة أو كيان مدني أو أمني ينشأ خارج الدولة وبموازاتها، ويدـعي لنفسه صلاحية تمثيل أو التعبير عن الشعب أو عن جزء منه". أضاف: "مدار فعلية السيادة هو الواقع السياسي نفسه، الذي يتجلى في التضامنات والتحالفات وموازين القوى من جهة، وفي الممارسات والتأويلات والخطاب من جهة أخرى. فإذا كان الدستور حاسماـ في مبدأ السيادة، فإنه يبقى افتراضياـ لا يتحقق إلا بالممارسة والتقيد الصارم به في جميع مجالات الحياة العامة. ورغم أن الدستور مرجعية لأي شرعية أو معنى سياسي، فقد كان عرضة لسوء التفسير، وقابلاـ للتعطيل مع وجود موازين قوى تنزع إلى فرض عرف سياسي وتقديم تفسيرات مشوهة للسيادة، تكون بمثابة دستور رديف غير مدون لتوزيع لسلطة وممارستها. لنكون بالتالي أمام فجوة لا يمكن ردمها بين السيادة المفترضة دستورياـ من جهة وبين مجريات الواقع من جهة أخرى. يمكن القول أن الواقع السياسي في لبنان، منذ اتفاق الطائف، شكل انتكاسة لسيادة الدولة، التي تعرضت إلى سوء تفسير حيناـ، وتعطيل متعمد حيناـ آخر، تمثل ذلك بمستويات ثلاث: وصاية خارجية، خارجي، فائض قوة داخلي، عرف سياسي رديف للدستور ". وختم: "أخطر مقوضات السيادة هو خلق عرف سياسي رديف للدستور، يقوم على تفسيرات استنسابية ومشوهة للدستور وتتنافى مع روحه وثوابته. هذا العرف يصبح مع تكرار ممارسته بمثابة قاعدة أصلية بعدما كانت ثانوية، وثابتة بعدما كانت موقتة. ليصبح هو المرجعية في ممارسة السلطة وتوزيع الموارد بدلا من النص الدستوري نفسه. وهو ما حصل زمن الوصاية السورية، وحصل أيضاـ حين فرضت قوى الأمر الواقع فائض قوتها على ترسيخ عرف سياسي يكون بمثابة دستور رديف غير مكتوب، وغايته ترسيخ قواعد لعبة تعكس موازين القوى وسلطات الأمر الواقع ".