سيناريوهات إسرائيلية لما بعد الحرب
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
سيناريوهات إسرائيلية لما بعد #الحرب – #ماهر_أبوطير
وسط هذه المواجهات الجارية يتنزل التساؤل حول مصير قطاع#غزة، والى اين سيؤول مصيره، خصوصا، بعد التدمير الانساني والمادي الذي تعرض له القطاع بشكل غير مسبوق.
هل سيعاد القطاع الى سلطة اوسلو في رام الله، ام سيبقى تحت سيطرة حماس سياسيا بعد اضعافها عسكريا او انهائها وفقا للتطورات التي ستجري، ام ستقام به سلطة ادارية تابعة للاحتلال، ام سيتم فصله الى جزأين، شمالي وجنوبي، ويكون الشمال مفصولا بشكل كامل، وبلا سكان كليا، كما تكون هناك منطقة عازلة محدودة، في الجنوب، لكنها محدودة المساحة.
هذه السيناريوهات مطروحة الآن حول ما بعد المواجهات الحالية، وهي مطروحة داخل المؤسسة الاسرائيلية، واذا كانت السيناريوهات تبدو مبكرة قليلا، وتفترض اصلا انتصار اسرائيل وتحكمها في القطاع بشكل كامل، دون اي ممانعات الا انها سيناريوهات مطروحة على مستويات استراتيجية في عواصم عربية واجنبية مختلفة، اضافة الى تل ابيب، لكنها تفترض نصرا اسرائيليا داخل القطاع، وهذا افتراض قابل للشك اساسا في ظل ما نراه حاليا داخل القطاع.
مقالات ذات صلة هل ستمتد الحرب إلى دول ثانية؟ 2023/10/17هناك سيناريو يتحدث عن اعادة القطاع بعد السيطرة عليه وانهاء حماس وفقا للمفهوم الاسرائيلي الى سلطة اوسلو، وهذا السيناريو خطير جدا، لأن سلطة اوسلو هنا ستدخل على جبال من جماجم الشهداء وكأنها وكيلة الاحتلال، ونائبة عنه، وستجد نفسها امام مهمات ادارية وسياسية وامنية خطيرة ستجابه برد فعل شعبي في غاية السوء من باب التخوين، هذا فوق كلف اعادة اعمار القطاع غير المتوفرة، والانقسامات الداخلية، ويستضعف بعض المراقبين هذا السيناريو لاعتبارات اسرائيلية تفضل ان يبقى القطاع مفصولا عن الضفة الغربية، ومقتطعا عن مشروع الدولة الفلسطينية، وغائبا عن كل الحسابات، بحيث يتعمق الانقسام الفلسطيني اكثر، ولا تأتي لاحقا اطراف فلسطينية ودولية وتطالب اسرائيل بإتمام اتفاقية اوسلو عبر اقامة الدولة الفلسطينية بوجود قطاع غزة الذي تغيب عنه كل جماعات المقاومة التي تهدد اسرائيل وفقا لهذا السيناريو.
السيناريو الثاني يرتبط بالسابق، اي مواصلة الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، وابقاء حماس في غزة، لكن دون سلاح، او قدرات عسكرية، لتعميق الانفصال والانقسام والتباين بين مشروعين فلسطينيين، وبحيث تبقى حماس وبقية التنظيمات امام المأساة الانسانية، دون دعم دولي حقيقي، مع تدفق مساعدات قليلة على المستوى الصحي والغذائي، وبحيث يتم ترك حماس لمواجهة الغزيين بعد الخراب الذي لحق بالناس في غزة، وبحيث تنتقل المعركة الى داخل القطاع وبين حماس وبقية التنظيمات، والغزيين الذين يمثلون اساسا حاضنة شعبية للمقاومة، قد تنقلب على هذه التنظيمات وفقا للتخطيط الاسرائيلي الاستراتيجي في هذه الحالة الخطيرة جدا.
اما السيناريو الثالث حول مصير غزة بعد المواجهات في حال تمكن الاحتلال من انهاء حماس، فهو يقوم على اساس اعادة كل شيء الى حاله، وتنصيب هيكل اداري تابع للاحتلال، بحيث يتحقق فصل غزة عن الضفة كليا، وانهاء مشروع اوسلو والدولة الفلسطينية، وهذا السيناريو غير مؤهل للنجاح كون العنصر الشعبي هنا لن يقبل التعامل مع هيكل اداري تابع للاحتلال، تحت مسميات مختلفة، وسيعتبره عميلا، وسيجرم كل من يتعامل معه قياسا على تجارب سابقة.
السيناريو الرابع يتحدث عن فصل القطاع الى جزئين، جزء شمالي وجزء جنوبي، اضافة الى منطقة عازلة في جنوب غزة، وهو افتراض يقوم على اساس ترويع السكان واعادة رسم الخارطة الاجتماعية السكانية من خلال عمليات القصف، والتهجير، واعادة التهجير، بحيث تقام كتل اجتماعية جديدة بنسيج مختلف، بعد تقطيع النسيج الاجتماعي الاساسي القائم منذ عام 1948 داخل القطاع، ومن خلال نكبة جديدة داخل القطاع، تشمل الناس اولا، ومقدرات الناس.
سيناريوهات اسرائيلية متعددة ولكل سيناريو كلفته، والاخطر انها تفترض قدرة اسرائيل على تنفيذ كل شيء دون ممانعات، او دون عراقيل، بما يؤكد ان القصة نهاية المطاف تتعلق بالحرب على الفلسطينيين ذاتهم وعلى وجودهم، بذريعة التنظيمات وعملياتها ضد اسرائيل.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحرب داخل القطاع
إقرأ أيضاً:
مصادر إسرائيلية: صفقة التبادل مستمرة لكن هناك فجوات
نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أنه لا يمكن القول إن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين تل أبيب وحماس مجمدة، لكن لا تطورات جديدة حتى الآن، في حين ذكرت صحيفة إسرائيلية أن الصفقة مستمرة لكن هناك بعض الفجوات.
وذكرت المصادر أن الجيش يحاول الضغط عسكريا على حماس للتوصل إلى صفقة رغم عدم نجاح هذه السياسة خلال الأشهر الماضية.
وأضافت أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية سيعقد جلسة الخميس القادم لبحث مفاوضات الصفقة.
من جهتها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر مسؤولة قولها إن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مستمرة وتبقت بعض الفجوات، وإن هدف جميع الأطراف هو التوصل إلى تفاهمات قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه.
وذكرت الصحيفة أن ثمة احتمالات للتوصل إلى صفقة وأن يدعى المجلس المصغر للانعقاد في أي وقت.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش والشاباك أن حماس ما زالت قادرة على حكم غزة، وأنها قد تعود للسلطة في ظل عدم وجود بديل.
وقالت مصادر أمنية مطلعة للصحيفة "إذا لم تتخذ إسرائيل قرارات بشأن غزة، فإنها تقوض إنجازات الحرب ولا تحقق هدف إسقاط حماس".
تعثر مستمرولأكثر من مرة، تعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية مصرية أميركية، جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع الفلسطيني المحاصر.
إعلانفي حين، تصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة ووقف تام للحرب بغية القبول بأي اتفاق.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، في حين تقدّر وجود 100 محتجز إسرائيلي بقطاع غزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات من المحتجزين في غارات عشوائية إسرائيلية.
وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 -بدعم أميركي وعلى مرأى ومسمع من العالم كله- عدوانها على غزة مما أسفر عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.