"لن تموتي يا صغيرتي".. مسن يحتضن حفيدته ويوجه لها رسالة تهز القلوب في مستشفى المعمداني
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
وقف رجل مسن يبلغ من العمر أرذله، داخل أروقة مستشفى الأهلي العربي المعمداني المعروفة إعلاميا بمستشفى المعمداني، يغلق عينيه ويحتضن حفيدته، لا يصدق أنه نجا من قصف قوات الاحتلال الصهيوني للمستشفى.
مسن يحتضن حفيدتهعدسة المصور الفلسطيني أحمد حجازي، رصدت الرجل المسن الذي تابع رد فعله خاصة وهو يوجه رسالة لحفيدته تهز القلوب، ليكون شاهدا على الحرب الأعنف، ربما عاصر هذا الرجل الذي يبدو من هيئته أنه في عمر الـ70 عاما، الحرب الأولى على فلسطين وما خلفته من دمار شامل للبلد، لكن هذه اللحظات كانت الأشد وقعا عليه.
حالة من الرعب وهلع وجري بشكل مفزع لمستشفى الشفاء بعد قصف مستشفى المعمداني، كان الرجل الذي يبلغ من العمر أرذله، كان يقف يحتضن حفيدته في مشهد كان مليء بالرعب والفزع والخوف، يمكن ما كان خائف على نفسه قدر ما كان خائف على حفيدته، وظل يحتضنها بلهفة وخوف عليها.
مستشفى الأهلي العربي المعمداني المعروفة إعلاميا بمستشفى المعمدانيوجاء احتضان الرجل المسن لحفيدته ممزوجًا بالخوف، مليئًا بالأمل والدعاء في أن يحفظ الله فلسطين وأهلها وأرضها، لحظة كانت مليئة بالصعوبات على الرجل المسن الذي كان يغلق عينيه ويحتضن حفيدته، بعد خروجهم من المستشفى ولم يكن يصدق أنهم أحياء، خاصة أن القصف خلف أكثر من 500 شهيد من المدنيين، وكان يمتلأ المكان بالعديد من الأشلاء، ولكن يشاء القدر أن يلعب لعبته مع الرجل المسن وحفيدته ويختبئ وهو يحملها ويحتضنها بخوف عليها وليس على ذاته؛ لينجوا من المجزرة الإنسانية والكارثة التي لم تحدث من قبل قوات الاحتلال الصهيوني بعدما استهدفت منشأة طبية تقدم الخدمة لآلاف المرضى.
مشاهد مرعبة وصادمةلم تنتهِ فحسب مشاهد مستشفى المعمداني عند اللحظات الصادمة التي كان من بينها بكاء أطفال افترشوا أرضية وطرقات المستشفى، وظهر بعضهم مصابين والبعض الآخر يبكي، مشاهد مرعبة وكارثية تهز عرش وقلوب كل من لديه مشاعر، الأطفال ظلوا يصرخون عقب إصابتهم، وأصبحت المستشفى مليئة بالجثث المتكدسة والمصابين يفترشون الأرض.
مستشفى الأهلي العربي المعمدانيوقصفت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، في حي الزيتون بمدينة غزة، الثلاثاء، وسقوط مئات الشهداء.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مسن مستشفى المعمداني غزة قطاع غزة فلسطين فلسطين الان فلسطين اليوم مستشفى الأهلی العربی مستشفى المعمدانی
إقرأ أيضاً:
"الصوت الباكي" الشيخ المنشاوي قصة قارئ أضاء القلوب بصوته
في مساء هادئ من شتاء عام 1920، وُلد صوت أحدث تغييرًا كبيرًا في عالم تلاوة القرآن الكريم، صوت خاشع يتردد صداه حتى اليوم في قلوب الملايين، في قرية المنشاة الصغيرة بمحافظة سوهاج ، وُلد الشيخ محمد صديق المنشاوي، الذي عرف بلقب "الصوت الباكي"، أحد أعلام تلاوة القرآن الكريم وأكثرهم تأثيرًا في تاريخ المقرئيين .
تستعرض الوفد فى السطور التالية ذكرى ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوي :
نشأ الشيخ المنشاوي في بيئة تقدس كتاب الله، حيث كان والده وجده من أبرز القراء، ما جعله يحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ويبدأ مسيرة قرآنية امتدت لعقود، في كتاب القرية، تعلم الشيخ المنشاوى قواعد التجويد وأصول التلاوة، وكان صوته الخاشع وتمكنه الفريد من مخارج الحروف يعكسان عمق علاقته بالقرآن، ومع مرور الوقت، أصبح اسمه يتردد بين القرى المجاورة، حتى أطلق عليه لقب "الصوت الباكي" بسبب تأثره الشديد أثناء التلاوة، وهو ما كان يلامس أرواح مستمعيه.
رحلة رفض الشهرة إلى العالمية
رغم الشهرة التي اكتسبها في صعيد مصر، ظل الشيخ محمد صديق المنشاوي متمسكًا بمبدأه الراسخ بأن التلاوة عبادة خالصة لله، لهذا السبب رفض في البداية الانضمام إلى إذاعة القرآن الكريم في مصر، معتقدًا أن عمله يكفي ليكون قريبًا من قلوب الناس دون الحاجة إلى الإعلام، ومع ذلك، وتقديرًا لرغبة جمهوره المتزايد، قرر في عام 1953 قبول دعوة الإذاعة، ليصبح واحدًا من أكثر الأصوات المميزة التي عرفتها الأثير المصرية، مسجلًا القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم.
انتشر صوته خارج حدود مصر، حيث سافر إلى دول عدة مثل السعودية، وسوريا، والأردن، وإندونيسيا، وغيرها، مؤديًا التلاوة في أعظم المساجد، ومنها المسجد الحرام والمسجد النبوي، كان صوته العذب وطريقته المتفردة في توظيف المقامات الصوتية يبهران مستمعيه، ما جعل تلاواته مزيجًا بين الجمال الفني والخشوع الروحي.
إرث خالد رغم المرض والتحديات
في عام 1966، أصيب الشيخ المنشاوي بمرض أثر على صوته، لكن هذا لم يثنه عن رسالته، ورغم تحذيرات الأطباء من إجهاد صوته، أصر على مواصلة التلاوة حتى آخر أيام حياته، وظل يؤدي عمله بإخلاص حتى توفي في 20 يونيو 1969، تاركًا إرثًا عظيمًا من التلاوات والتسجيلات الإذاعية التي تُعد نموذجًا فريدًا في فن التلاوة.
تكريم لا ينتهي
تخليدًا لمسيرته، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية مؤخرًا عن إحياء ذكرى ميلاد الشيخ المنشاوي في 20 يناير من كل عام، وفي بيانها، أكدت الوزارة أن الشيخ كان رمزًا للخشوع والالتزام بأحكام التلاوة، وأن تسجيلاته لا تزال مصدر إلهام للمسلمين في جميع أنحاء العالم، كما سلطت الضوء على إنجازاته، ومنها تسجيل القرآن الكريم كاملًا وزياراته إلى العديد من الدول الإسلامية، حيث نُقل جمال صوته وروعة تلاوته إلى الملايين.
إرث يتجاوز الزمن
105 سنوات مرت على ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوي، لكن صوته لا يزال ينبض بالحياة في قلوب المستمعين، فهو ليس مجرد قارئ للقرآن، بل رمز للتفاني والإبداع، وشاهد حي على جمال القرآن الكريم وإعجازه، وبينما تتردد تلاواته في أثير الإذاعات والمساجد، يظل "الصوت الباكي" حاضرًا، يُذكر الأجيال القادمة بأن الإخلاص في خدمة كتاب الله يمكن أن يجعل الإنسان خالدًا في قلوب الناس.
وزارة الأوقاف تحيي ذكرى ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوي
أعلنت الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف عن إحياء ذكرى ميلاد القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي، أحد أعلام تلاوة القرآن الكريم، من خلال تسليط الضوء على مسيرته الحافلة بالعطاء ونشر مقاطع من تلاواته الخاشعة التي لا تزال تُلهب مشاعر المسلمين حول العالم.
وأكدت الوزارة في بيانها أن الشيخ محمد صديق المنشاوي، المعروف بلقب «الصوت الباكي»، ترك بصمة خالدة في فن التلاوة بما يتميز به من خشوعٍ عميق وصوتٍ عذب، مشيرة إلى أن تلاواته تحمل معاني القرآن بجلالها وعمقها إلى قلوب المستمعين؛ ما يجعلها مصدر إلهام دائم.
وسلطت الوزارة الضوء على إنجازات الشيخ المنشاوي، إذ سجّل القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم، وله العديد من التسجيلات الإذاعية داخل مصر وخارجها، إذ قرأ في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وزار العديد من الدول الإسلامية كالكويت وسوريا وليبيا وإندونيسيا. كما حصل على أوسمة وتكريمات عديدة من دول مختلفة؛ تقديرًا لعطائه.
واختتمت الوزارة بيانها بتأكيد أن ذكرى الشيخ محمد صديق المنشاوي ستظل خالدة في وجدان الأمة الإسلامية، داعية الجمهور إلى الاستماع إلى تلاواته، التي تُعد نموذجًا للإبداع والتأثير الروحي، وتعبيرًا عن جمال القرآن الكريم وإعجازه البياني.