التحيز والدعم الغربي .. ترس من تروس آلة القتل والدمار الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني !!
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
منع التظاهرات السلمية لدعم القضية الفلسطينية في الدول الغربية كشف انحطاطها السياسي وشعاراتها الديمقراطية الكاذبة
الثورة /
تثير العلاقات بين الغرب والاحتلال الإسرائيلي الكثير من الجدل والانتقادات في المجتمع الدولي، وذلك نظرا لما تحظى به إسرائيل من دعم قوي من تلك الدول في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية ، وفي المقدمة الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، وقد أثار هذا الانحياز الغربي العديد من التساؤلات حول سبب الصمت بشأن المجازر والجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الغاصب ضد شعب يقاوم بأبسط الإمكانيات من أجل الحصول على حقه في العيش على أرضه وبلده، والدفاع عن نفسه من الاعتداءات والقمع والانتهاكات التي يتعرض لها من قبل هذا الكيان المحتل.
منذ قيام إسرائيل والرواية الغربية تظل متحيزة لصالحها، رغم كل الانتهاكات التي تمارسها بحق الفلسطينيين وذلك لأسباب عديدة تطورت وتعقدت حتى أصبحت معروفة لكل من يعمل في مجال السياسة ووسائل الإعلام، إذ منذ إعلانها كدولة على أرض فلسطين في عام 1948، وهي تعمل على تسويق روايتها في ثوب الضحية، وتتخذ من الإعلام الغربي وخاصة الأمريكي -الأوسع تأثيراً وانتشاراً- وسيلة ًلنقل مواقفها وقراءاتها لكلِّ ما يتعلق بها ودائرة الصراع المفتوحة مع محيطها العربي والإسلامي وعمقها الفلسطيني.
التحيز الإعلامي
على صعيد الانحياز الإعلامي، فقد اخترقت وسائل الإعلام الغربية قواعد وأخلاقيات العمل الإعلامي أثناء تغطية العمليات العسكرية الحالية في قطاع غزة، حيث قامت بتصوير الجانب الصهيوني كضحية لعملية “طوفان الأقصى” التي أطلتقها “حماس”، دون أن تولي اهتمامًا كافيًا للرد الشرس من قب إسرائيل، الذي تسبب بدمار واسع في القطاع، وتعكس هذه الوسائل الإعلامية المعروفة مثل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” وشبكة «CNN» الأمريكية وشبكة «ABC News» الميل إلى التحيز؛ حيث تنشر تقارير تشير إلى أن “المدنيين في قطاع غزة يشعرون بالخوف نتيجة الضربات الإسرائيلية التي تستهدف مقاتلي حركة حماس الإرهابية” على حد وصفها، ويعفي الصهاينة من المسؤولية التي يتحملونها مباشرة عن قتل المدنيين وتوحي بأن قتل الفلسطينيين هو نتيجة غير مباشرة للهجمات الإسرائيلية.
كما يلاحظ المشاهد كذلك، تحيز الشبكات الاخبارية الغربية في المسميات المستخدمة في عناوين التقارير الإخبارية لصالح دولة الاحتلال، حيث وصفت الهجمات التي نفذتها “حماس” ضد إسرائيل بأنها “مذبحة”، في حين تستخدم مصطلحات معتدلة عند نقل الأخبار المتعلقة بالعملية الإسرائيلية، وتربطها مباشرة بقتال “حماس”، متجاهلة أن تلك الهجمات تؤدي إلى قتل مئات المدنيين أيضا، واتخذت أيضا سياسة الكيل بمكيالين في اختيار المصطلحات المنحازة، وظهر كذلك لدى “بي بي سي” في انحيازها للرواية الإسرائيلية، إذ جاء في التغريدة عند وصف الأحداث، أن الإسرائيليين “يتعرضون للقتل، بينما جرى وصف الفلسطينيين بأنهم ببساطة يموتون”، وكأن الوفيات الفلسطينية عرضية أو غير متعمدة، أو مجهولة السبب، بينما تحدد بوضوح سبب وفيات الإسرائيليين نتيجة “أعمال عنف”، وهذا الانحياز الإعلامي المقصود والخبيث يهدف إلى تشويه الصورة وتقليل أهمية قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه، وعدم تسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرضون لها.
الدعم العسكري
من خلال ما تشهده الأرض الطاهرة حالياً من عدوان وحشي وجرائم حرب ضد أبناء فلسطين عموماً وغزة خاصة، نلاحظ الدعم العسكري لدول الغرب لصالح دولة الاحتلال من خلال تشغيل حاملات الطائرات، التي تعتبر أحدث تطورا وذات قدرة تدميرية عالية، وإرسال المعدات والذخائر العسكرية مع وزراء خارجيتها وهذا الأمر جعل دولة الاحتلال تتمتع بقوة عسكرية كبيرة وقدرات تكنولوجية متقدمة، حيث تعد هذه الدول، وخاصة الولايات المتحدة، من الموردين الرئيسيين لها بالأسلحة والتكنولوجيا العسكرية وتتعاون معها أيضًا في مجال الأمن والدفاع وتبادل المعلومات والتكنولوجيا العسكرية، وجميع هذه العوامل زادت من قدرات إسرائيل العسكرية ومنحتها ميزة استراتيجية في المنطقة، لتمارس أبشع أنواع الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني بمرأى ومسمع العالم أجمع.
سياسات همجية
وبالنسبة للتحيز السياسي لدول الغرب لصالح الاحتلال الإسرائيلي، يتجلى ذلك في العلاقات السياسية القوية والمتينة بينهما، حيث تعتبر إسرائيل حليفًا استراتيجيًا للغرب في الشرق الأوسط، وتتلقى دعمًا دبلوماسيًا وسياسيًا قويًا في المنافسات الدولية، كمثال، تصف الولايات المتحدة إسرائيل بأنها “شريك استراتيجي لا يقدر بثمن” وتقدم لها مساعدات عسكرية كبيرة ودعمًا سياسيًا في العديد من القضايا الدولية، وظهر هذا التحيز السياسي بوضوح من خلال منع التظاهرات السلمية، التي تحظى بحماية دستورية في الدول الأوروبية الديمقراطية، للتنديد بالقتل والجرائم الحربية الوحشية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل دولة الاحتلال، وفي المقابل تحظر الدول الغربية رفع العلم الفلسطيني، في حين تسمح بأي تظاهرة داعمة لدولة الاحتلال، ناهيك عن توجيه تهمة العداء للسامية لأي منتقد لسياسات دولة الاحتلال وممارسات جنودها ومستوطنيها.
الآثار السلبية
تثير قضية الدعم والحياز الغربي للصهاينة حالة من الجدل والاستياء في فلسطين وحول العالم، حيث يعتبر البعض هذا الدعم والتحيز سلاحاً يدعم آلة القتل والدمار بحق الشعب الفلسطيني، وفي ظل الدعم والتحيز الواضح من قبل دول الغرب للصهاينة تعرض شعب فلسطين لمجموعة واسعة من أساليب القتل العنيفة ، تشمل هذه الأساليب قمع الاحتجاجات السلمية، والهجمات الجوية والبرية والبحرية، وحصار غزة، والتدمير الجماعي للممتلكات الفلسطينية، والعنف والإبادة الجماعية على نطاق واسع وتسببت في دمار هائل في فلسطين، سواء عبر قصف المباني السكنية أو التجارية، أو هدم المنازل، أو سرقة الأراضي والمحاصيل الزراعية، وفي الأخير أثر التحيز الغربي على الشعب الفلسطيني لا يمكن إغفاله، فهذا التحيز يعزز قوة الاحتلال الإسرائيلي، ويعرقل جهود الشعب الفلسطيني في تحقيق حقوقه المشروعة، ويزيد من التوترات والعنف في المنطقة، وعلى الرغم من ذلك، فإن الشعب الفلسطيني لا يزال يقاوم ويعمل على إظهار الحقيقة ونيل العدالة .
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی دولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
جلسة مرتقبة للبرلمان السويسري للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني
أكد النائب في البرلمان السويسري كارلو سوماروجا على ضرورة كسر جدار الصمت الذي يلف العالم حول ما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى جلسة مرتقبة للبرلمان، للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني.
وقال سوماروجا في حديث لبرنامج "مع رئيس التحرير" الذي يبث عبر تلفزيون فلسطين:" إن اللوبي الإسرائيلي له تأثير على البرلمان السويسري، إلا أن المؤيدين والداعمين للقضية الفلسطينية في البرلمان يطالبون الحكومة دائماً بضرورة احترام القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة.
وأشار إلى الدعوات المتكررة لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة ، ووقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، بما فيها القدس ، موضحا أن أعضاء البرلمان ينتقدون بشدة ما تقوم به إسرائيل، ويطالبون الحكومة السويسرية بضرورة التحرك ضد سلوكها.
وأكد ضرورة انسجام النظام السياسي في سويسرا مع موقف شعبها، مشيرًا إلى أنه لا يوجد سبب موضوعي يمنع اعتراف سويسرا بالدولة الفلسطينية، وأن هذا الموقف يحظى بدعم شعبي كبير.
ولفت إلى أنهم يضغطون على الحكومة لتتخذ موقفًا واضحًا ضد ما تتعرض له المؤسسات الأممية، مثل وكالة غوث وتشغيل " الأونروا "، التي يعد وجودها حاجة ضرورية في حياة المواطن الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، وفي المخيمات خارج فلسطين.
وأوضح أن إسرائيل تتعمد محاربة الوكالة، ومنع عملها للقضاء على الحقوق الفلسطينية، وإلغاء حق اللاجئين بالعودة، وفي ذلك انتهاك واضح للقيم القانونية الدولية.
وفي سياق متصل، أكد سوماروجا أن ما تقوم به إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين هو قتل متعمد وانتهاك للقانون، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك عقوبات تفرضها الدول الأوروبية على اسرائيل بسبب جرائمها اليومية ضد الشعب الفلسطيني.
وقال:" إن العالم كله سيتخذ مواقف مختلفة لو حدث ذلك في مكان آخر غير فلسطين".
وأوضح أن ما يحدث في الضفة وغزة والقدس هو نكبة مستمرة بحق الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنهم يطالبون بشكل مستمر الحكومة السويسرية للعمل من أجل الضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان، إضافة للتواصل المستمر مع أعضاء البرلمانات في أوروبا، لتكوين ائتلاف وحوار مستمر لدعم القضية الفلسطينية.
وفي سياق متصل، أكد سوماروجا أن إسرائيل تتعمد فرض قيودا على مدينة القدس، وهذا مخالف للقيم الدينية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على حقوق المواطنين في الوصول إلى المواقع الدينية وأداء طقوسهم الدينية بحرية مطلقة.
وشدد على وجوب ضغط المسيحيين في العالم على إسرائيل لرفع الحصار عن مدينة القدس، وضمان حرية العبادة للجميع".
ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تحاول السيطرة على مدينة القدس بالكامل، وما يشكل انتهاكا للاتفاقات السياسية وللشرائع السماوية، مشيرًا إلى أن القدس هي بوابة الحل السلمي القائم على حل الدولتين.
وأعرب سوماروجا عن دعمه لدعوة الرئيس محمود عباس بضرورة التوجه إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه الدعوة حظيت بصدى كبير في سويسرا.
وفي السياق، أكد النائب السويسري أن قرصنة الأموال الفلسطينية من قبل الحكومة الاسرائيلية أمر مرفوض ، ومن الضروري إعادة هذه الأموال إلى السلطة الفلسطينية، لتقديم الخدمات للمواطنين، وتفادي حدوث حالة من الانهيار، في حال استمرت اسرائيل في قرصنتها.
المصدر : وكالة سوا