منع التظاهرات السلمية لدعم القضية الفلسطينية في الدول الغربية كشف انحطاطها السياسي وشعاراتها الديمقراطية الكاذبة

الثورة /
تثير العلاقات بين الغرب والاحتلال الإسرائيلي الكثير من الجدل والانتقادات في المجتمع الدولي، وذلك نظرا لما تحظى به إسرائيل من دعم قوي من تلك الدول في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية ، وفي المقدمة الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، وقد أثار هذا الانحياز الغربي العديد من التساؤلات حول سبب الصمت بشأن المجازر والجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الغاصب ضد شعب يقاوم بأبسط الإمكانيات من أجل الحصول على حقه في العيش على أرضه وبلده، والدفاع عن نفسه من الاعتداءات والقمع والانتهاكات التي يتعرض لها من قبل هذا الكيان المحتل.


منذ قيام إسرائيل والرواية الغربية تظل متحيزة لصالحها، رغم كل الانتهاكات التي تمارسها بحق الفلسطينيين وذلك لأسباب عديدة تطورت وتعقدت حتى أصبحت معروفة لكل من يعمل في مجال السياسة ووسائل الإعلام، إذ منذ إعلانها كدولة على أرض فلسطين في عام 1948، وهي تعمل على تسويق روايتها في ثوب الضحية، وتتخذ من الإعلام الغربي وخاصة الأمريكي -الأوسع تأثيراً وانتشاراً- وسيلة ًلنقل مواقفها وقراءاتها لكلِّ ما يتعلق بها ودائرة الصراع المفتوحة مع محيطها العربي والإسلامي وعمقها الفلسطيني.

التحيز الإعلامي
على صعيد الانحياز الإعلامي، فقد اخترقت وسائل الإعلام الغربية قواعد وأخلاقيات العمل الإعلامي أثناء تغطية العمليات العسكرية الحالية في قطاع غزة، حيث قامت بتصوير الجانب الصهيوني كضحية لعملية “طوفان الأقصى” التي أطلتقها “حماس”، دون أن تولي اهتمامًا كافيًا للرد الشرس من قب إسرائيل، الذي تسبب بدمار واسع في القطاع، وتعكس هذه الوسائل الإعلامية المعروفة مثل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” وشبكة «CNN» الأمريكية وشبكة «ABC News» الميل إلى التحيز؛ حيث تنشر تقارير تشير إلى أن “المدنيين في قطاع غزة يشعرون بالخوف نتيجة الضربات الإسرائيلية التي تستهدف مقاتلي حركة حماس الإرهابية” على حد وصفها، ويعفي الصهاينة من المسؤولية التي يتحملونها مباشرة عن قتل المدنيين وتوحي بأن قتل الفلسطينيين هو نتيجة غير مباشرة للهجمات الإسرائيلية.
كما يلاحظ المشاهد كذلك، تحيز الشبكات الاخبارية الغربية في المسميات المستخدمة في عناوين التقارير الإخبارية لصالح دولة الاحتلال، حيث وصفت الهجمات التي نفذتها “حماس” ضد إسرائيل بأنها “مذبحة”، في حين تستخدم مصطلحات معتدلة عند نقل الأخبار المتعلقة بالعملية الإسرائيلية، وتربطها مباشرة بقتال “حماس”، متجاهلة أن تلك الهجمات تؤدي إلى قتل مئات المدنيين أيضا، واتخذت أيضا سياسة الكيل بمكيالين في اختيار المصطلحات المنحازة، وظهر كذلك لدى “بي بي سي” في انحيازها للرواية الإسرائيلية، إذ جاء في التغريدة عند وصف الأحداث، أن الإسرائيليين “يتعرضون للقتل، بينما جرى وصف الفلسطينيين بأنهم ببساطة يموتون”، وكأن الوفيات الفلسطينية عرضية أو غير متعمدة، أو مجهولة السبب، بينما تحدد بوضوح سبب وفيات الإسرائيليين نتيجة “أعمال عنف”، وهذا الانحياز الإعلامي المقصود والخبيث يهدف إلى تشويه الصورة وتقليل أهمية قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه، وعدم تسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرضون لها.

الدعم العسكري
من خلال ما تشهده الأرض الطاهرة حالياً من عدوان وحشي وجرائم حرب ضد أبناء فلسطين عموماً وغزة خاصة، نلاحظ الدعم العسكري لدول الغرب لصالح دولة الاحتلال من خلال تشغيل حاملات الطائرات، التي تعتبر أحدث تطورا وذات قدرة تدميرية عالية، وإرسال المعدات والذخائر العسكرية مع وزراء خارجيتها وهذا الأمر جعل دولة الاحتلال تتمتع بقوة عسكرية كبيرة وقدرات تكنولوجية متقدمة، حيث تعد هذه الدول، وخاصة الولايات المتحدة، من الموردين الرئيسيين لها بالأسلحة والتكنولوجيا العسكرية وتتعاون معها أيضًا في مجال الأمن والدفاع وتبادل المعلومات والتكنولوجيا العسكرية، وجميع هذه العوامل زادت من قدرات إسرائيل العسكرية ومنحتها ميزة استراتيجية في المنطقة، لتمارس أبشع أنواع الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني بمرأى ومسمع العالم أجمع.

سياسات همجية
وبالنسبة للتحيز السياسي لدول الغرب لصالح الاحتلال الإسرائيلي، يتجلى ذلك في العلاقات السياسية القوية والمتينة بينهما، حيث تعتبر إسرائيل حليفًا استراتيجيًا للغرب في الشرق الأوسط، وتتلقى دعمًا دبلوماسيًا وسياسيًا قويًا في المنافسات الدولية، كمثال، تصف الولايات المتحدة إسرائيل بأنها “شريك استراتيجي لا يقدر بثمن” وتقدم لها مساعدات عسكرية كبيرة ودعمًا سياسيًا في العديد من القضايا الدولية، وظهر هذا التحيز السياسي بوضوح من خلال منع التظاهرات السلمية، التي تحظى بحماية دستورية في الدول الأوروبية الديمقراطية، للتنديد بالقتل والجرائم الحربية الوحشية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل دولة الاحتلال، وفي المقابل تحظر الدول الغربية رفع العلم الفلسطيني، في حين تسمح بأي تظاهرة داعمة لدولة الاحتلال، ناهيك عن توجيه تهمة العداء للسامية لأي منتقد لسياسات دولة الاحتلال وممارسات جنودها ومستوطنيها.

الآثار السلبية
تثير قضية الدعم والحياز الغربي للصهاينة حالة من الجدل والاستياء في فلسطين وحول العالم، حيث يعتبر البعض هذا الدعم والتحيز سلاحاً يدعم آلة القتل والدمار بحق الشعب الفلسطيني، وفي ظل الدعم والتحيز الواضح من قبل دول الغرب للصهاينة تعرض شعب فلسطين لمجموعة واسعة من أساليب القتل العنيفة ، تشمل هذه الأساليب قمع الاحتجاجات السلمية، والهجمات الجوية والبرية والبحرية، وحصار غزة، والتدمير الجماعي للممتلكات الفلسطينية، والعنف والإبادة الجماعية على نطاق واسع وتسببت في دمار هائل في فلسطين، سواء عبر قصف المباني السكنية أو التجارية، أو هدم المنازل، أو سرقة الأراضي والمحاصيل الزراعية، وفي الأخير أثر التحيز الغربي على الشعب الفلسطيني لا يمكن إغفاله، فهذا التحيز يعزز قوة الاحتلال الإسرائيلي، ويعرقل جهود الشعب الفلسطيني في تحقيق حقوقه المشروعة، ويزيد من التوترات والعنف في المنطقة، وعلى الرغم من ذلك، فإن الشعب الفلسطيني لا يزال يقاوم ويعمل على إظهار الحقيقة ونيل العدالة .

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی دولة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

مفتي ليبيا يشيد بثبات وشجاعة الشعب اليمني في مواجهة العدوان الصهيوني

يمانيون../
أشاد مفتي ليبيا، الشيخ الصادق الغرباني، بصمود وشجاعة الشعب اليمني في التصدي للعدوان الصهيوني المتغطرس رغم التحديات والعدوان المستمر.

وفي تصريح مصوّر، أثنى الشيخ الغرباني على المقاومة اليمنية التي تواجه الكيان الصهيوني بلا خوف، بل وتتحدى تهديداته باستهداف اليمن كما يفعل مع لبنان وغزة.

وأشار إلى أن الأبطال اليمنيين يواصلون دعمهم ومساندتهم لغزة، ويستمرون في استهداف الكيان بالصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيّرة، متجاهلين تهديدات الدول الكبرى التي تقف إلى جانب الاحتلال.

وأكد الشيخ الغرباني أن العمليات اليمنية تسفر عن إصابات مؤلمة ومباشرة في الكيان الصهيوني، رغم محاولات الاحتلال التستر على خسائره بسياسة الكذب والتعتيم الإعلامي. واستشهد بحادثة التدافع الأخيرة التي اعترف فيها الاحتلال بإصابة العشرات عقب استهداف صاروخي يمني.

وختم مفتي ليبيا بقوله: “أشد على أيدي المجاهدين في غزة واليمن، وأهنئهم على شجاعتهم وثباتهم وصبرهم، واستمرارهم في التصدي للعدو الصهيوني وداعميه”.

الإشادة برجال اليمن وغزة في صبرهم وجهادهم ضد الأعداء، وأن اشتدوا

الشيخ #الصادق_الغرياني pic.twitter.com/0dumqmFhQO

— الشيخ د. الصادق الغرياني (@shikhSADEQ) December 26, 2024

مقالات مشابهة

  • مفتي ليبيا يشيد بثبات وشجاعة الشعب اليمني في مواجهة العدوان الصهيوني
  • فلسطين تطالب بتعامل جدي مع إعلان إسرائيل نيتها السيطرة على غزة
  • خبير في الشئون الإسرائيلية: نتنياهو وضع العراقيل أمام تطلعات الشعب الفلسطيني
  • سياسيون لـ”الوحدة”: العدوان الصهيوني لن يخيف اليمنيين ويثنيهم عن نصرة فلسطين
  • حماس: لن نقبل بأي شروط تمس بكرامة الشعب الفلسطيني
  • سفير سابق للاحتلال يحذر: الشعب المصري يرانا العدو الأول.. القدرات العسكرية للقاهرة مقلقة
  • مجلس النواب يناشد البرلمانات العربية والإسلامية سرعة التحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني من آلة القتل والإجرام الصهيوني
  • كيف تخنق إسرائيل اقتصاد فلسطين بقوانينها؟
  • ريمة.. وقفات تضامنية مع فلسطين في وجه العدوان
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: إسرائيل تعتقل فلسطينيا مصابا في نابلس وتمنعنا من علاجه