بينهم 3 فائزين بنوبل.. 600 كاتب وأديب أوروبي ينتقدون انحياز معرض فرانكفورت لإسرائيل
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
قبل ساعات من انطلاق أكبر فعالية دولية للكتاب، احتج أكثر من 600 كاتب على إلغاء فعالية جائزة كان من المقرر منحها للكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي عن روايتها "تفصيل ثانوي".
ومن بين المحتجين 3 فائزين بجائزة نوبل في الأدب، هم الفرنسية الفائزة بالجائزة عام 2022 آني إرنو، والفائز البريطاني من أصل تنزاني عام 2021 عبد الرزاق غرنة، والفائزة البولندية عام 2018 أولغا توكارتشوك، إضافة إلى مجموعة مرموقة من الناشرين والمترجمين.
وكان من المقرر أن تتسلم شبلي -المقيمة في برلين-، جائزة أدبية تمنحها الجمعية الأدبية الألمانية "ليتبروم" في معرض فرانكفورت عن روايتها "تفصيل ثانوي" (2017) يوم الجمعة المقبل 20 أكتوبر/تشرين الأول.
وحمل الموقعون -في عريضة بصحيفة "لوموند" الفرنسية- معرض فرانكفورت للكتاب، واجب ومسؤولية "إنشاء مساحات تسمح للكتاب الفلسطينيين بمشاركة أفكارهم حول الأدب في هذه الأوقات العصيبة والرهيبة، بدلاً من إسكاتهم".
وأضافوا "علينا أن نبحث عن طرق جديدة للكتابة والقول والتفكير والتعامل مع هذه الفترة المظلمة. ولهذا السبب، نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الكتّاب، ومن بينهم الكتّاب الفلسطينيون".
وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت الجمعية الأدبية "ليتبروم"، الجهة المنظمة للجائزة، الممولة جزئيًا من الحكومة الألمانية ومعرض فرانكفورت للكتاب، أن الجائزة لن تُمنح للكاتبة خلال المعرض. كما تم إلغاء اللقاء مع الجمهور الذي كان من المقرر عقده أيضًا في المعرض بحضور المؤلفة ومترجمها غونتر أورث.
وأشار بيان ليتبروم إلى أن القرار اتخذ بموافقة الكاتبة، وتكرر هذا التأكيد لاحقًا دون التحقق منه في مقال في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، لكن تقرير صحيفة لوموند الفرنسية ينفي صحة ذلك وينقل عن عدنية شبلي أن هذا القرار لم يتخذ بالتشاور معها بل فُرض عليها.
فرصة ضائعةوقالت شبلي إنه لو أقيم الحفل لاغتنمت الفرصة للتفكير في الدور الذي يمكن أن يلعبه الأدب في هذه الأوقات الصعبة والمؤلمة.
ولاحقا قالت الجمعية الأدبية إنها لم تغير موقفها في منح جائزتها لرواية عدنية شبلي رغم الانتقادات والاتهامات.
وأبدت جمعية المؤلفين الألمان عدم قبولها للانتقادات الموجهة للرواية، وقالت إيفا ميناسي، المتحدثة باسم نادي القلم في برلين "لا يوجد كتاب يصبح مختلفا (أفضل أو أسوأ أو أكثر خطورة) بسبب تغير السياق الإخباري"، وتابعت "إما أن يكون الكتاب مستحقا للجائزة، أو لا يكون.. إن قرار لجنة التحكيم بشأن شبلي، والذي صدر قبل أسابيع، كان في رأيي قرارا جيدا للغاية. وسحب الجائزة منها سيكون خطأ جوهريا، من وجهة نظر سياسية.. ومن وجهة نظر أدبية".
وأرسلت الناشرة الأميركية لكتاب عدنية شبلي، باربرا إيبلر، رسالة إلى محرري صحيفة نيويورك تايمز، جاء فيها: "إن إلغاء الحفل وبالتالي محاولة إسكات صوت عدنية شبلي بسبب الحرب في إسرائيل هو عمل جبان. لكن القول بأن عدنية شبلي وافقت (رغم أن غزة تمر بمحنة كبيرة) هو أسوأ بكثير".
وتنتقد عريضة الكتاب والأدباء رغبة المعرض في جعل الأصوات الإسرائيلية "مسموعة بشكل خاص" مع تقليل المساحة المخصصة للأصوات الفلسطينية، وتضيف: "رغم اتهام الرواية بمعاداة السامية من قبل اثنين من الصحفيين والنقاد الأدبيين، فقد دحض نقاد آخرون "أكثر جدية" هذا الاتهام بقوة في الصحافة الألمانية وأماكن أخرى"، بحسب العريضة التي نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية.
انحياز صارخوأشارت العريضة إلى أن أحداث الرواية "موثقة جيدا" وتروي اغتصاب امرأة فلسطينية بدوية شابة عام 1949 على يد وحدة من الجيش الإسرائيلي، ونقل عن الناشر البريطاني للرواية جاك تيستارد أن "أحد الأغراض الرئيسية للأدب هو تعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات".
وتابع "بهذه الروح ذاتها، نحن المنتمين إلى عالم الكتابة والترجمة والنشر، نؤكد بصوت عال وواضح أن إلغاء الفعاليات الثقافية ليس حلا".
ووقع على العريضة إلى جانب الفائزين بنوبل الثلاثة كل من الفيلسوفة الأميركية والأستاذة في جامعة بيركلي جوديث بوتلر، والكاتب السنغالي بوبكر بوريس ديوب، والمترجمة الفرنسية للرواية ستيفاني دوجولس، والأديبة الأيرلندية الحائزة على جائزة بوكر البريطانية آن إنرايت، والكاتبة والمخرجة الكندية نعومي كلاين، والكاتب والناشر فاروق مردم بك، والمؤرخ وسفير فلسطين السابق لدى اليونسكو إلياس صنبر؛ كما وقع على العريضة أدباء وناشرون ومترجمون أوربيون آخرون.
وجاءت الرواية في قالب درامي ولا تشمل تفاصيل سياسية مباشرة، وتدور في زمنين منفصلين حيث تحكي قصة فتاة فلسطينية من النقب يغتصبها جنود إسرائيليون بعد عام واحد من النكبة الفلسطينية، بينما تحاول فتاة أخرى بعد نصف قرن البحث عن وقائع الجريمة الأولى.
وتؤرخ الرواية للمعاناة الفلسطينية بدءا من التهجير في زمن النكبة وحتى المنع من التنقل بين مناطق الأراضي الفلسطينية، بحسب تقرير سابق للجزيرة نت.
ونُشرت الترجمة الإنجليزية للرواية، بقلم إليزابيث جاكيت في عام 2020، وتم إدراجها في القائمة الطويلة لجائزة البوكر الدولية في العام التالي وفي قوائم جوائز أخرى.
وقالت جمعية "ليتبروم" في بيانها للإعلان عن الجائزة (قبل الجدل)، إن رواية شبلي "عمل فني مؤلف بدقة يحكي عن قوة الحدود وما تصنعه الصراعات العنيفة بالناس"، وأكدت الجمعية التي تسعى لدعم أدب الجنوب العالمي من بلدان أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، أنها لم تغير موقفها في منح جائزتها لرواية عدنية شبلي رغم الانتقادات والاتهامات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الشمبانيا الفرنسية في مرمى نيران حرب الرسوم بين أوروبا وواشنطن
أثار تهديد الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 200% على المشروبات الكحولية في الاتحاد الأوروبي حالة من الذعر في أوساط صناعة الشمبانيا الفرنسية المنهكة أصلا بسبب التضخم وارتفاع الأسعار.
تستعد قطاع صناعة الشمبانيا الفرنسية لتلقي ضربة قوية بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس بفرض رسوم جمركية تصل إلى 200% على المشروبات الروحية الأوروبية إذا لم يعلق الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها على مشروب البوربون الأمريكي بنسبة 50%.
وتعتبر الولايات المتحدة أكبر زبون للشامبانيا الفرنسية حيث بلغت صادرات باريس العام الماضي 25 مليون زجاجة عبرت المحيط الأطلسي باتجاه السوق الأمريكية.
وفي عام 2024، صدّرت فرنسا ما قيمته 3.8 مليار يورو من النبيذ والمشروبات الروحية إلى الولايات المتحدة، وهو ما يمثل ربع إجمالي صادراتها.
ويثير تهديد ترامب بتصعيد الحرب التجارية عبر الأطلسي حالة من الذعر في أوساط العاملين في قطاع الشمبانيا المنهك أصلا بفعل أزمات سابقة.
إذ تراجعت المبيعات الشمبانيا منذ أكثر من عامين بسبب ارتفاع الأسعار والتضخم الذي دفع المستهلكين داخل فرنسا وخارجها إلى التقليل من استهلاكهم.
وقد انخفض إجمالي عدد صادرات الشمبانيا بنسبة 10% تقريباً العام الماضي. كما تراجع الطلب على هذا المشروب في الداخل بنسبة 8%.
Relatedحرب التعريفات.. كندا تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية ردا على رسوم ترامبزيت الزيتون الإسباني في مرمى التعريفات الجمركية الأمريكية مجدداًمزاد التعريفات الجمركية.. ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم بنسبة 200% على المشروبات الكحوليةمخاوف اسكتلندية من رفع التعريفات الأمريكية على استيراد الويسكيالتعريفات الجمركية الأمريكية تهدد الاقتصاد الأيرلندي وقطاع الأدوية الأكثر تضررابدائل الشمبانيا.. شعبية متزايدةتعاني منطقة إنتاج الشمبانيا أيضًا من آثار تغير المناخ والظواهر الجوية القاسية مثل الحرارة المرتفعة والصقيع المبكر.
وقد أدى ذلك إلى قلة المحاصيل بالنسبة لمزارعي النبيذ، مما أدى إلى زيادة سعر الشمبانيا.
أنيس باراكو، صاحبة متجر نبيذ في شمال شرق باريس تشتكي من ضعف الإقبال على هذا المنتج في السنوات القليلة الماضية.
وقالت ليورونيوز: "أنا أبيع الشمبانيا، ولكن على مدى العامين الماضيين، ارتفعت الأسعار كثيرًا، وبدأ الزبائن يديرون ظهورهم".
وتضيف: "عندما افتتحت المتجر لأول مرة منذ خمسة عشر عامًا، كان أرخص أنواع الشمبانيا لديّ حوالي 20 يورو. أما اليوم، فأبيعها بـ27 يورو لأنني أقلّص هامش الربح في حين كان بإمكاني بيعها بسعر أعلى".
وبدلاً من ذلك، تقول باراكو إن زبائنها يتجهون إلى بدائل أخرى للشمبانيا مثل نبيذ فوفراي الفوّار الذي تبيعه بحوالي 10 يورو.
"إنه الأكثر مبيعاً لدي. والسبب أنه ليس باهظ الثمن".
وتهدد البدائل الأخرى ذات الأسعار المعقولة مثل البروسيكو الإيطالي والكافا الإسباني والنبيذ الفوار الفرنسي قطاع الشمبانيا في السوق المحلية والعالمية على حد سواء.
حان وقت التغييريرى جان-ماري كاردينات، الخبير الاقتصادي والخبير في صناعة النبيذ، أن هذا جرس إنذار يحتاجه قطاع الشمبانيا.
وقال ل Euronews: "ربما نحتاج إلى تقبل حقيقة أن الشمبانيا، التي تمتعت بشكل من أشكال الاحتكار لعدة عقود، لم تعد في هذا الوضع سواء في السوق الفرنسية مع ظهور مشروب الكرمان، أو في السوق الدولية، مع وجود منتجات مثل كافا وبروسيكو التي أصبحت الآن تنافس الشمبانيا".
وأضاف قائلاً: "أعتقد أن الطريق الذي يجب أن يتبعه القطاع يكمن قطعا في تبنّي نهج تسويقي متجدد نوعا ما".
وحتى الساعة، يبدو أن الاتحاد الأوروبي وفرنسا ليسا بوارد التراجع عن موقفهما في الخلاف التجاري مع الضفة الأخرى من الأطلسي.
وقد أعرب الاتحاد الفرنسي لمصدري النبيذ والمشروبات الروحية عن امتعاضه قائلا إن العاملين بالقطاع قد "ضاقوا ذرعًا حيث أنهم يشعرون بأنه يتم التضحية بهم بشكل منهجي" في أعقاب الحرب التجارية المستعرة بين أوروبا والرئيس دونالد ترامب.
لكن وزير التجارة الفرنسي لوران سان مارتان قال يوم الخميس إن بلاده "سترد".
وكتب في منشور على موقع X: "لن نستسلم للتهديدات وسنحمي صناعاتنا دائمًا".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كيف ستؤثر الرسوم الجمركية على حياة مواطني الاتحاد الأوروبي؟ عشرات الآلاف يحتشدون في روما دعمًا لأوروبا عشرات الآلاف يتظاهرون في بلغراد ضد الفساد صادراتكحولفرنسادونالد ترامبالرسوم الجمركية