تعود عائلة أبو مرسة إلى مدينة غزة بعد أن فرت منها يوم الجمعة في أعقاب أمر أصدره الاحتلال الإسرائيلي لجميع المدنيين بالتوجه جنوبا أو التعرض للقصف، وقالت العائلة إنها تفضل الموت في ديارها بعد أن ضربت غارة جوية منزلا مجاورا للمكان الذي كانت تحتمي به.
وقالت السلطات المحلية إن قصفا هز جنوب قطاع غزة الصغير والمزدحم بالسكان، مما أدى إلى مقتل العشرات خلال الليل، وكانت عائلة أبو مرسة واحدة من عدة عائلات تحدثت إليها رويترز وخلصت إلى أنه من الأفضل لها العودة إلى ديارها في شمال غزة.


واكتظت سيارة بأكثر من عشرة من أفراد العائلة على أطراف مدينة خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب غزة. وكانت أمتعتهم مربوطة على سطح السيارة استعدادا لرحلة العودة المحفوفة بالمخاطر شمالا وسط القصف. وقال سليم أبو مرسة بينما كان يستعد للعودة بالسيارة «ليش نموت شهدا في خان يونس، نموت في بيوتنا أحسن لنا، نموت شهداء في بيوتنا، خلي الدار كلها تنزل علينا».
وطلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جميع المدنيين الأسبوع الماضي مغادرة النصف الشمالي من القطاع، بما في ذلك مدينة غزة الرئيسية، بينما كان يستعد لشن هجوم بري للقضاء على حماس. وأدى القصف الإسرائيلي إلى استشهاد أكثر من 3000 فلسطيني خلال 11 يوما. وحتى بدون هذا القصف، هناك مخاوف من وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة في ظل قطع الاحتلال الإسرائيلي كل مصادر الطاقة والمياه والإمدادات الطبية والغذاء والوقود.
وأثار أمر الإجلاء مخاوف في غزة من عدم عودة السكان مرة أخرى إلى ديارهم إذ يعيش في المدينة الكثير من السكان اللاجئين. وحذر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء من أن أمر إجلاء السكان قد يمثل انتهاكا للقانون الدولي.
وقالت الأمم المتحدة إن قصفا عنيفا يجري في أنحاء القطاع، مع توجيه ضربات صوب مدينة خان يونس ومناطق أخرى في الجنوب حيث طلبت إسرائيل من الناس الرحيل.
وقالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شامداساني «الذين امتثلوا لأمر الإجلاء الذي أصدرته السلطات الإسرائيلية هم الآن عالقون جنوب قطاع غزة، مع شح مناطق الإيواء وسرعة نفاد إمدادات الغذاء والفرص المحدودة أو المعدومة في الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والأدوية وغيرها من الاحتياجات الأساسية». وكان هناك حشد من الناس يبحثون أمس الثلاثاء عن ناجين أو جثث لشهداء وسط أنقاض مبنى دمرته غارة جوية. وكان عمال الإنقاذ يحملون رجلا مصابا يكسو جسده الغبار وبقع الدم، قرب حفرة ناجمة عن انفجار قنبلة وحطام متساقط، قبل أن يركض مسعفون آخرون من وسط الأنقاض حاملين طفلا ملفوفا بغطاء، يبحثون دون جدوى عن نبض في عروقه. وترك حطاب وهدان منزله في بيت حانون في شمال غزة وسافر إلى خان يونس مع عائلته. وأصابت غارة جوية شنها الاحتلال الإسرائيلي خلال الليل منزلا بالقرب من المكان الذي يقيم فيه، مما أسفر عن استشهاد عدة أشخاص ممن فروا مثله من الشمال. وقال وهدان إن الضربات الإسرائيلية دمرت منزله خلال صراعي 2006 و2014، مضيفا «قالوا لنا الجنوب آمن وطلعونا وهجرونا من دورنا وجينا خان يونس معانا صغار».
وتابع قائلا «لقيناها هي هي، الموت هنا وهناك يعني نرجع على غزة أحسن لنا»، واصفا الوضع في خان يونس بأنه جحيم.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطاع غزة القصف الإسرائيلي الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال الإسرائیلی خان یونس

إقرأ أيضاً:

علماء فلسطين تدعو لنصرة الأقصى تدين تصاعد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقه

أدانت رابطة علماء فلسطين تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة خلال شهر رمضان، ودعت العالم الإسلامي إلى نصرته.

وقالت الرابطة في بيان: "نتابع بكل غضب وأسى إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية المتصاعدة تجاه قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم".

وتابعت: "تزداد وتيرة الاستفزازات والاستهدافات الممنهجة من المستوطنين للمسجد الأقصى والمصلين والمعتكفين فيه بشكل يومي وملحوظ".


وأوضحت أن "إسرائيل" تمنع المصلين من "الاعتكاف داخل المسجد الأقصى خلال شهر رمضان في وقت تفتح المسجد للمستوطنين كي يقيموا طقوسهم التلمودية في باحاته".

ومساء الخميس، قالت مؤسسة القدس الدولية (مقرها بيروت) على موقعها، إن القوات الإسرائيلية اقتحمت المسجد الأقصى وأجبرت المصلين على الخروج منه ومنعهم من الاعتكاف في ليلة الجمعة الثانية في رمضان.

ونقلت المؤسسة عن مصادر مقدسية قولها إن القوات الإسرائيلية اقتحمت المسجد عقب انتهاء صلاتي العشاء والتراويح مساء الخميس وقمعت المصلين وأجبرتهم على الخروج من المسجد تحت تهديد الاعتقال والإبعاد.

ودعت رابطة علماء فلسطين العالم الإسلامي لـ"نصرة المسجد الأقصى خاصة في شهر رمضان"، وطالبت بـ"فضح هذا السلوك الإسرائيلي عبر الإعلام".

كما ناشدت الفلسطينيين في القدس والضفة وداخل الخط الأخضر بضرورة عدم "الرضوخ لإجراءات العدو الإسرائيلي المجرم ومحاولة الدخول للمسجد الأقصى والحرص على الصلاة والاعتكاف فيه وتنظيم مظاهرات تفاعلية نصرة له".

وفي الجمعة الثانية من رمضان، أدى نحو 80 ألفا فقط من الفلسطينيين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وهو عدد أقل من المعتاد حيث قدرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أعداد المصلين بنحو 250 ألفا، في اليوم نفسه من العام 2023، فيما بلغ العام الماضي 120 الفا.

وواصلت القوات الإسرائيلية للجمعة الثانية منع عشرات الآلاف من المصلين من سكان الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة.

وفي 6 آذار/ مارس الجاري صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على فرض قيود مشددة على وصول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال أيام الجمعة في شهر رمضان.

ويتزامن القرار مع استمرار اقتحام مئات المستوطنين اليهود المسجد الأقصى يوميا خلال رمضان، وسط تصعيد إجراءات التضييق على الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية.



وكانت السلطات الإسرائيلية فرضت قيودًا مشددة على وصول الفلسطينيين من الضفة إلى القدس منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فيما أعلنت الشرطة نشر تعزيزات أمنية إضافية في القدس مع حلول شهر رمضان.

وتعتبر هذه الإجراءات جزءا من محاولات "إسرائيل" لتهويد القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 5 فلسطينيين من بلدة عناتا
  • الجيش الإسرائيلي يطلق النار عشوائيا في غزة احتفالا بعيد "المساخر"
  • علماء فلسطين تدعو لنصرة الأقصى تدين تصاعد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقه
  • إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيتا جنوب نابلس
  • قوات الاحتلال تنفذ حملة اعتقالات واسعة خلال اقتحام مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية
  • تحقيق أممي: الاحتلال يرتكب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 12 مواطنا من مدينة الخليل غالبيتهم أسرى محررون
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحام مدينة الخليل
  • فلسطين.. آليات الاحتلال تطلق النار شرق منطقة الفراحين شرق مدينة خان يونس
  • إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تقصف حي الشجاعية شرقي مدينة غزة شمالي القطاع