صحيفة الاتحاد:
2025-05-01@03:25:50 GMT

مبادرة «الحزام والطريق».. ما لها وما عليها

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

هو بي ليانغ*
مضت عشر سنوات على طرح مبادرة «الحزام والطريق»، تم خلالها تنفيذ هذه المبادرة، وتحققت الرؤية. لذلك، ينبغي لنا أن نحتفي بالذكرى السنوية العاشرة لطرح المبادرة، وأن نتأمل فيها.
ثمار المبادرة في عشر سنوات
حتى السادس من يناير عام 2023، وقعت الصين أكثر من مائتي اتفاقية تعاون بشأن البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» مع 151 دولة و32 منظمة دولية، وتم تنفيذ دفعة من مشروعات بناء مرافق البنية التحتية للنقل، وقد أنجز بناء كثير من هذه المشروعات، وبدأ تشغيلها.

وقد أنجز بناء دفعة من مشروعات محطات الطاقة وخاصة مشروعات محطات الطاقة الجديدة وبدأ توليد الطاقة الكهربائية، وأنجز بناء عديد من الحدائق الصناعية في الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وأوروبا. وتعاونت الصين والدول الواقعة على طول «الحزام والطريق» في بناء دفعة من المختبرات للقيام بالتعاون في البحث العلمي والتكنولوجي في مكافحة التصحر والزراعة الحديثة والصحة والحيوانات البحرية والطاقة الجديدة وغيرها من المجالات. ووفر قطار البضائع بين الصين وأوروبا طاقة محركة جديدة لبناء سلسلة الإمداد وسلسلة الصناعة في أوراسيا، يربط الممر البري- البحري الدولي الجديد للتجارة في غربي الصين بين أكثر من ثلاثمائة ميناء في أكثر من مائة دولة.
في السنوات العشر الماضية، بلغ حجم استثمارات الشركات الصينية في البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» تريليون دولار أميركي تقريباً، مما يفيد بشكل مباشر وغير مباشر البلدان التي يمثل عدد سكانها 65% من إجمالي عدد سكان العالم. وفي الوقت نفسه، وسعت الشركات الصينية أسواقها الاستثمارية الخارجية من خلال البناء المشترك لـ «الحزام والطريق»، كما يمكن لبناء المشروعات الكبرى أن يعزز التعاون التجاري بين الصين والدول المشاركة في البناء إلى حد كبير. 
وباختصار، يحقق البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» المنفعة المتبادلة والفوز المشترك بين الصين والبلدان التي تعمل على البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» بشكل جيد.
أسباب تحقيق هذه الثمار
على أساس مراجعة التطورات خلال السنوات العشر الماضية، أعتقد أن نجاعة مبادرة «الحزام والطريق» تتمثل في الجوانب الثلاثة التالية:
أولاً، تحديد الموضوع الرئيسي الصحيح. هذا الموضوع الرئيسي هو تعزيز التنمية. يهدف البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» رئيسياً إلى التركيز على التنمية، وتعزيز التنمية من خلال مختلف الطرق وعلى مختلف المستويات، ويشمل ذلك تعزيز تنمية المنشآت التحتية وتنمية الطاقة وتنمية التجارة وتنمية التصنيع وتنمية التحول الحضري وتنمية الزراعة والريف، فضلاً عن التنمية الإقليمية والتنمية الوطنية والتنمية العالمية. تساعد المبادرة على دفع تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
ثانياً، اختيار طريق التنفيذ الصائب. طريق التنفيذ الصحيح هذا هو البدء ببناء المنشآت التحتية، والعمل على إقامة منظومة شبكة ترابط وتواصل إقليمية وعالمية أفضل، لجعل مختلف العناصر تتداول بحرية أكثر وتخفيض التكاليف وتحقيق نمو مترابط أكثر فعالية إقليمياً وعالمياً، مما يعزز التنمية الإقليمية والعالمية.
ثالثاً، إقامة منظومة الأنظمة الصائبة. تتضمن هذه المنظومة تحديد الهدف النهائي المتمثل في دفع إقامة رابطة المصير المشترك للبشرية، والتمسك بالخصائص الأساسية المتمثلة في الانفتاح والشمول، والالتزام بالمبادئ الأساسية المتمثلة في التشاور المشترك والبناء المشترك والاستفادة المشتركة، وممارسة إرشاد الحكومة وقيادة السوق واعتبار الشركات كالقوام الرئيسي للاقتصاد وتنفيذ المشروعات، والتعاون الفعال وتطبيق المعايير الدولية، وغيرها من الطرق الصائبة.

أخبار ذات صلة رئيس جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية في حوار مع «الاتحاد»: الإمارات نموذج استثنائي لا يمكن نسخه أو تكراره انطلاق المؤتمر الدولي الثاني للمركز العالمي للموهوبين

أصوات معارضة «الحزام والطريق»
طالما أن مبادرة «الحزام والطريق» صائبة في هذه الجوانب المهمة، لماذا يعارضها بعض الدول والناس؟
أولاً، سوء الفهم. الموضوع الرئيسي للبناء المشترك لـ «الحزام والطريق» هو تعزيز التنمية، ولكن بعض الدول والناس يعتقدون خطأ أن الصين تريد ممارسة الهيمنة على العالم من خلال «الحزام والطريق». كما ذكرنا، فإن طريق التنفيذ للبناء المشترك لـ «الحزام والطريق» هو البدء ببناء المنشآت التحتية لتعزيز تداول العناصر وتعزيز التنمية المشتركة للعالم، ولكن بعض الدول والناس يعتقدون خطأ أن الصين تنتهج «دبلوماسية فخ الديون»، للسيطرة على الدول الأخرى سياسياً، وسلب الدول الأخرى اقتصادياً، وممارسة الاستعمار الجديد. 
ولأن البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» لم يمر عليه وقت طويل، فلم ننجز أعمال دراسة التعاون الدولي حول «الحزام والطريق» والنشر الدولي له بشكل كامل، فيمكن تصور حدوث سوء الفهم هذا، ويجب علينا أن نعزز ونحسن أعمال النشر الدولي ودراسة التعاون الدولي في المستقبل، وسرد القصص الحقيقية لـ «الحزام والطريق».
ثانياً، هناك من يعتقد أن بعض مشروعات «الحزام والطريق» ليست جيدة في بعض المجالات. على سبيل المثال، يعتقد البعض أن معلومات مشروعات بناء «الحزام والطريق» ليست شفافة، ويعتقد البعض أن عدداً من مشروعات بناء «الحزام والطريق» قد تؤدي إلى مشكلة تلويث البيئة الإيكولوجية، وأن بعض مشروعات البناء لا تستخدم عدداً كبيراً من الأيدي العاملة المحلية وتوفر فرص عمل قليلة للنساء العاملات، ولا تقوم بأعمال حماية العمال بشكل جيد، ويعتقد البعض أن عملية بناء بعض المشروعات يكتنفها الفساد.. إلخ. ومن زاوية موضوعية، هناك آراء مختلفة في هذه المشكلات.
قمت بالاستطلاع الميداني لأكثر من عشرين مشروعاً في الدول التي تشارك في بناء «الحزام والطريق»، ووجدت أن بناء «الحزام والطريق» يلعب دوراً إيجابياً في تحسين ظروف المواصلات المحلية، وتوفير إمداد الطاقة الكهربائية الكافية، وتعزيز التنمية التجارية، ودفع عملية التصنيع وضمان الأمن الغذائي، وخلق فرص عمل جديدة، والحد من الفقر، وزيادة الدخل من العملات الأجنبية من التصدير، ورفع مستوى التعليم والطب لشعوب الدول المعنية. وبالطبع وجدت أيضاً بعض المشكلات في الاستطلاع الميداني. 
مثلاً، وجدت أن بعض المشروعات تتعرض لضغوط مالية كبيرة، ودخلها أقل من النفقات بعد إنجاز بنائها وتشغيلها، ولم تكن نتائج جذب الاستثمارات في بعض الحدائق الصناعية جيدة بعد إنجاز بنائها، ولم يتم بناء المرافق لبعض المشروعات بعد إنجاز بنائها، مما أثّر على نتيجة تشغيلها. بعض المشروعات فيها مشكلات بيئية أثارت معارضة المحليين، ولم يتم بناء بعض المشروعات بسبب الوضع السياسي المضطرب والسياسات المتغيرة كثيراً في الدول المعنية، وتوقفت بعض المشروعات عن العمل والإنتاج اضطرارياً، الأمر الذي نجم عنه بعض الخسائر الاقتصادية.
ثالثاً، تشوه بعض الدول الأجنبية والقوى الكبرى مبادرة «الحزام والطريق» وتتهمها وتجابهها وتحاول إعاقتها، انطلاقاً من الأهداف الاستراتيجية الذاتية. 
مجالات التحسين
علينا أن نصدر حكماً موضوعياً على بناء «الحزام والطريق»، وعلى أساس ذلك، نحسن عمل البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» في جانبين بشكل رئيسي في المستقبل. 
أولاً، يجب على حكومة الصين والشركات المعنية أن تعزز التعاون الأوثق مع حكومات وشركات الدول المضيفة، وتواصل لعب الدور الإيجابي لمشروعات بناء «الحزام والطريق» في تعزيز التنمية الاقتصادية للدول المضيفة، بينما تولي مزيداً من الاهتمام لتعزيز التنمية الاجتماعية للدول المضيفة من خلال البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» في المستقبل، خاصة تحسين وضع حقوق الإنسان في البلدان التي تقع فيها المشروعات من خلال البناء المشترك لـ «الحزام والطريق»، وتعزيز قدرة الدول المعنية على تنمية حقوق الإنسان من خلال بناء «الحزام والطريق»، لتقديم مساهمات إيجابية في رفع مستوى تنمية حقوق الإنسان في الدول المعنية.
وفي ناحية أخرى، يجب على الشركات المستثمرة الصينية أن تعزز وعيها بالوقاية من المخاطر، وتركز قوتها على أعمال الوقاية، ودفع التطور المستقر للبناء المشترك العالي الجودة لـ «الحزام والطريق»، وتحقيق التنمية المستدامة.
* العميد التنفيذي وأستاذ الاقتصاد في كلية «الحزام والطريق» بجامعة المعلمين في بكين

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: البناء المشترک لـ الحزام والطریق تعزیز التنمیة بعض المشروعات الدول المعنیة مشروعات بناء بعض الدول فی الدول من خلال أکثر من

إقرأ أيضاً:

وزيرة التنمية المحلية ومحافظ القليوبية يشهدان توقيع عقد لتأجير مشروع الـ30 مليون بيضة

شهدت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والمهندس أيمن عطية محافظ القليوبية، اليوم مراسم توقيع عقد تأجير وحق الانتفاع لمشروع الـ30 مليون بيضة مائدة بمدينة الخانكة وذلك بين محافظة القليوبية وشركة أبودنقل للأسمدة والحبوب،، وذلك بمقر وزارة التنمية المحلية بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وقع على العقد من محافظة القليوبية اللواء إيهاب سراج الدين السكرتير العام للمحافظة، وصابر صلاح أبو دنقل نائب رئيس مجلس إدارة شركة أبو دنقل للأسمدة والحبوب.

جاء ذلك بحضور الدكتورة إيمان ريان نائب محافظ القليوبية، والمهندس علاء عبدالفتاح مساعد وزيرة التنمية المحلية للتخطيط العمراني، والدكتور زغلول أحمد خضر مستشار وزيرة التنمية المحلية لشؤون المجازر، والدكتور محمد فوزي معاون المحافظ للاستثمار والمشروعات، والدكتورة لمياء عطية وكيل وزارة الطب البيطري، وبلال سعيد المدير التنفيذي للشركة، ومحمد علي مدير المبيعات، وحسام عبدالجواد المدير المالي والإداري.

ومن جانبها أكدت د.منال عوض وزيرة التنمية المحلية، أن توقيع هذا العقد يأتي في إطار جهود الحكومة المستمرة لتطوير المشروعات الإنتاجية بالمحافظات وتحقيق الأمن الغذائي كجزء من الاستراتيجية الوطنية للدولة المصرية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يساهم في تحقيق استقرار الأسعار وضبط الأسواق المحلية وخدمة المواطنين وذلك تنفيذًا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية.

وأضافت وزيرة التنمية المحلية أن الوزارة حريصة على مشاركة شركات القطاع الخاص المتخصصة في إدارة وتشغيل العديد من المشروعات التي تم تنفيذها على أرض المحافظات في مختلف القطاعات الحيوية بما يساهم في الحفاظ علي الاستثمارات التي ضختها الدولة بتلك المشروعات بالإضافة إلى حسن إدارتها وتشغيلها.

ومن جانبه أعرب المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية عن خالص تقديره لدعم الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية وتواصلها الدائم لحل كافة المشكلات المتعلقة بالمحافظة، معربًا عن سعادته بتوقيع عقد مشروع البيض لتحقيق قيمة مضافة للمحافظة، حيث أن محافظة القليوبية تولي اهتمامًا كبيرًا بدعم القطاع الداجني، وذلك من خلال تنفيذ العديد من المشروعات، مثل مشاريع تربية الدواجن ومصانع الأعلاف، بالإضافة إلى توفير كافة الخدمات البيطرية اللازمة للمربين.

ومن جانبه تقدم صابر صلاح بخالص شكره لوزيرة التنمية المحلية ومحافظ القليوبية علي الثقة الكبيرة التي أولوها للشركة والتي تعتبر من أكبر الشركات الوطنية في مجال استيراد الحبوب وخامات الأعلاف وتملك مصنع مجهز بأحدث وأفضل المعدات والتكنولوجية الألمانية.

وأوضح نائب رئيس مجلس الإدارة أن الشركة ستسعى لتوفير فرص عمل جديدة للشباب من أبناء المحافظة والعمل علي تدريب العاملين الموجودين ومضاعفة الطاقة الانتاجية للمشروع وزيادة الاستثمارات وجعل المشروع بداية لاستثمارات الشركة والتعاون مع عدد جديد من المحافظات، كما سيتم في اطار المشروع إنشاء وحدة بايوجاز للمساهمة في توفير الطاقة.
 

مقالات مشابهة

  • اجتماع في وزارة التنمية الإدارية لبحث خطوات بناء الهيكل التنظيمي لوزارة ‏الطوارئ والكوارث
  • وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ المنيا عددًا من الملفات والمشروعات التنموية
  • وزيرة التنمية المحلية من المنيا: التصدي بحسم لأى تعديات على الأراضي وأملاك الدولة
  • تحالف الأحزاب: عمال مصر هم سواعد التنمية وكلمة السر في بناء الجمهورية الجديدة
  • محافظ الإسكندرية يستقبل قنصل فرنسا ووفدين من القنصلية ووكالة التنمية الفرنسية
  • التنمية المحلية تتابع تنفيذ مشروعات الخطة الاستثمارية للوزارة والمحافظات
  • محافظ البنك المركزي المصري يستقبل وفدًا صينيا لبحث أوجه التعاون المشترك
  • مصر والصين بصدد توسيع مجالات التعاون الاقتصادي والمالي من خلال «الحزام والطريق»
  • تأكيد عُماني سعودي على تكثيف التعاون المشترك لدعم التنمية وتعزيز الأمن والاستقرار
  • وزيرة التنمية المحلية ومحافظ القليوبية يشهدان توقيع عقد لتأجير مشروع الـ30 مليون بيضة