مبادرة «الحزام والطريق».. ما لها وما عليها
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
هو بي ليانغ*
مضت عشر سنوات على طرح مبادرة «الحزام والطريق»، تم خلالها تنفيذ هذه المبادرة، وتحققت الرؤية. لذلك، ينبغي لنا أن نحتفي بالذكرى السنوية العاشرة لطرح المبادرة، وأن نتأمل فيها.
ثمار المبادرة في عشر سنوات
حتى السادس من يناير عام 2023، وقعت الصين أكثر من مائتي اتفاقية تعاون بشأن البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» مع 151 دولة و32 منظمة دولية، وتم تنفيذ دفعة من مشروعات بناء مرافق البنية التحتية للنقل، وقد أنجز بناء كثير من هذه المشروعات، وبدأ تشغيلها.
في السنوات العشر الماضية، بلغ حجم استثمارات الشركات الصينية في البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» تريليون دولار أميركي تقريباً، مما يفيد بشكل مباشر وغير مباشر البلدان التي يمثل عدد سكانها 65% من إجمالي عدد سكان العالم. وفي الوقت نفسه، وسعت الشركات الصينية أسواقها الاستثمارية الخارجية من خلال البناء المشترك لـ «الحزام والطريق»، كما يمكن لبناء المشروعات الكبرى أن يعزز التعاون التجاري بين الصين والدول المشاركة في البناء إلى حد كبير.
وباختصار، يحقق البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» المنفعة المتبادلة والفوز المشترك بين الصين والبلدان التي تعمل على البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» بشكل جيد.
أسباب تحقيق هذه الثمار
على أساس مراجعة التطورات خلال السنوات العشر الماضية، أعتقد أن نجاعة مبادرة «الحزام والطريق» تتمثل في الجوانب الثلاثة التالية:
أولاً، تحديد الموضوع الرئيسي الصحيح. هذا الموضوع الرئيسي هو تعزيز التنمية. يهدف البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» رئيسياً إلى التركيز على التنمية، وتعزيز التنمية من خلال مختلف الطرق وعلى مختلف المستويات، ويشمل ذلك تعزيز تنمية المنشآت التحتية وتنمية الطاقة وتنمية التجارة وتنمية التصنيع وتنمية التحول الحضري وتنمية الزراعة والريف، فضلاً عن التنمية الإقليمية والتنمية الوطنية والتنمية العالمية. تساعد المبادرة على دفع تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
ثانياً، اختيار طريق التنفيذ الصائب. طريق التنفيذ الصحيح هذا هو البدء ببناء المنشآت التحتية، والعمل على إقامة منظومة شبكة ترابط وتواصل إقليمية وعالمية أفضل، لجعل مختلف العناصر تتداول بحرية أكثر وتخفيض التكاليف وتحقيق نمو مترابط أكثر فعالية إقليمياً وعالمياً، مما يعزز التنمية الإقليمية والعالمية.
ثالثاً، إقامة منظومة الأنظمة الصائبة. تتضمن هذه المنظومة تحديد الهدف النهائي المتمثل في دفع إقامة رابطة المصير المشترك للبشرية، والتمسك بالخصائص الأساسية المتمثلة في الانفتاح والشمول، والالتزام بالمبادئ الأساسية المتمثلة في التشاور المشترك والبناء المشترك والاستفادة المشتركة، وممارسة إرشاد الحكومة وقيادة السوق واعتبار الشركات كالقوام الرئيسي للاقتصاد وتنفيذ المشروعات، والتعاون الفعال وتطبيق المعايير الدولية، وغيرها من الطرق الصائبة. أخبار ذات صلة رئيس جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية في حوار مع «الاتحاد»: الإمارات نموذج استثنائي لا يمكن نسخه أو تكراره انطلاق المؤتمر الدولي الثاني للمركز العالمي للموهوبين
أصوات معارضة «الحزام والطريق»
طالما أن مبادرة «الحزام والطريق» صائبة في هذه الجوانب المهمة، لماذا يعارضها بعض الدول والناس؟
أولاً، سوء الفهم. الموضوع الرئيسي للبناء المشترك لـ «الحزام والطريق» هو تعزيز التنمية، ولكن بعض الدول والناس يعتقدون خطأ أن الصين تريد ممارسة الهيمنة على العالم من خلال «الحزام والطريق». كما ذكرنا، فإن طريق التنفيذ للبناء المشترك لـ «الحزام والطريق» هو البدء ببناء المنشآت التحتية لتعزيز تداول العناصر وتعزيز التنمية المشتركة للعالم، ولكن بعض الدول والناس يعتقدون خطأ أن الصين تنتهج «دبلوماسية فخ الديون»، للسيطرة على الدول الأخرى سياسياً، وسلب الدول الأخرى اقتصادياً، وممارسة الاستعمار الجديد.
ولأن البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» لم يمر عليه وقت طويل، فلم ننجز أعمال دراسة التعاون الدولي حول «الحزام والطريق» والنشر الدولي له بشكل كامل، فيمكن تصور حدوث سوء الفهم هذا، ويجب علينا أن نعزز ونحسن أعمال النشر الدولي ودراسة التعاون الدولي في المستقبل، وسرد القصص الحقيقية لـ «الحزام والطريق».
ثانياً، هناك من يعتقد أن بعض مشروعات «الحزام والطريق» ليست جيدة في بعض المجالات. على سبيل المثال، يعتقد البعض أن معلومات مشروعات بناء «الحزام والطريق» ليست شفافة، ويعتقد البعض أن عدداً من مشروعات بناء «الحزام والطريق» قد تؤدي إلى مشكلة تلويث البيئة الإيكولوجية، وأن بعض مشروعات البناء لا تستخدم عدداً كبيراً من الأيدي العاملة المحلية وتوفر فرص عمل قليلة للنساء العاملات، ولا تقوم بأعمال حماية العمال بشكل جيد، ويعتقد البعض أن عملية بناء بعض المشروعات يكتنفها الفساد.. إلخ. ومن زاوية موضوعية، هناك آراء مختلفة في هذه المشكلات.
قمت بالاستطلاع الميداني لأكثر من عشرين مشروعاً في الدول التي تشارك في بناء «الحزام والطريق»، ووجدت أن بناء «الحزام والطريق» يلعب دوراً إيجابياً في تحسين ظروف المواصلات المحلية، وتوفير إمداد الطاقة الكهربائية الكافية، وتعزيز التنمية التجارية، ودفع عملية التصنيع وضمان الأمن الغذائي، وخلق فرص عمل جديدة، والحد من الفقر، وزيادة الدخل من العملات الأجنبية من التصدير، ورفع مستوى التعليم والطب لشعوب الدول المعنية. وبالطبع وجدت أيضاً بعض المشكلات في الاستطلاع الميداني.
مثلاً، وجدت أن بعض المشروعات تتعرض لضغوط مالية كبيرة، ودخلها أقل من النفقات بعد إنجاز بنائها وتشغيلها، ولم تكن نتائج جذب الاستثمارات في بعض الحدائق الصناعية جيدة بعد إنجاز بنائها، ولم يتم بناء المرافق لبعض المشروعات بعد إنجاز بنائها، مما أثّر على نتيجة تشغيلها. بعض المشروعات فيها مشكلات بيئية أثارت معارضة المحليين، ولم يتم بناء بعض المشروعات بسبب الوضع السياسي المضطرب والسياسات المتغيرة كثيراً في الدول المعنية، وتوقفت بعض المشروعات عن العمل والإنتاج اضطرارياً، الأمر الذي نجم عنه بعض الخسائر الاقتصادية.
ثالثاً، تشوه بعض الدول الأجنبية والقوى الكبرى مبادرة «الحزام والطريق» وتتهمها وتجابهها وتحاول إعاقتها، انطلاقاً من الأهداف الاستراتيجية الذاتية.
مجالات التحسين
علينا أن نصدر حكماً موضوعياً على بناء «الحزام والطريق»، وعلى أساس ذلك، نحسن عمل البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» في جانبين بشكل رئيسي في المستقبل.
أولاً، يجب على حكومة الصين والشركات المعنية أن تعزز التعاون الأوثق مع حكومات وشركات الدول المضيفة، وتواصل لعب الدور الإيجابي لمشروعات بناء «الحزام والطريق» في تعزيز التنمية الاقتصادية للدول المضيفة، بينما تولي مزيداً من الاهتمام لتعزيز التنمية الاجتماعية للدول المضيفة من خلال البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» في المستقبل، خاصة تحسين وضع حقوق الإنسان في البلدان التي تقع فيها المشروعات من خلال البناء المشترك لـ «الحزام والطريق»، وتعزيز قدرة الدول المعنية على تنمية حقوق الإنسان من خلال بناء «الحزام والطريق»، لتقديم مساهمات إيجابية في رفع مستوى تنمية حقوق الإنسان في الدول المعنية.
وفي ناحية أخرى، يجب على الشركات المستثمرة الصينية أن تعزز وعيها بالوقاية من المخاطر، وتركز قوتها على أعمال الوقاية، ودفع التطور المستقر للبناء المشترك العالي الجودة لـ «الحزام والطريق»، وتحقيق التنمية المستدامة.
* العميد التنفيذي وأستاذ الاقتصاد في كلية «الحزام والطريق» بجامعة المعلمين في بكين
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: البناء المشترک لـ الحزام والطریق تعزیز التنمیة بعض المشروعات الدول المعنیة مشروعات بناء بعض الدول فی الدول من خلال أکثر من
إقرأ أيضاً:
قومي المرأة:ندعم التمكين الاقتصادي للمرأة لتحقيق التنمية المستدامة
أكدت المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة أن المجلس يولى اهتماما كبيرا بدعم مشروعات التمكين الاقتصادي للمرأة مع التركيز على تحقيق التنمية المستدامة ، وذلك عبر التشبيك مع مختلف الجهات والمؤسسات.
جاء ذلك خلال استقبالها اللواء شريف أحمد صالح رئيس هيئة تنمية الصعيد بمقر المجلس، وبحضور الدكتور مازن شقوير مستشار رئيس الهيئة للتواصل الحكومي والمؤسسي، والدكتورة إيناس فاروق التلاوي مدير عام العلاقات العامة والإعلام، وذلك لاستكمال التعاون الجاري بين الجانبين ولمناقشة سبل تمكين المرأة في محافظات الصعيد.
وثمنت المستشارة أمل عمار التعاون مع الهيئة في العديد من المشروعات التكميلية،داعية الى استكمال التدريبات الحرفية للنساء بالمجمعات والمشاغل الخاصة بالهيئة مع التركيز على المشروعات الزراعية وتدوير المخلفات، وبخاصة مشروع إنتاج سماد الكومبوست ، ومشروع تجفيف الطماطم لدعم وتوسيع الرقعة الزراعية ، مع تسويق منتجات هذه المشروعات للدفع بعجلة الإنتاج وتوريدها للسوق المحلي ، ضمن مفهوم التسويق من أجل التصنيع والذي تتبعه الهيئة في منتجاتها.
و أشارت إلى أهمية تعزيز التعاون المشترك فيما يخص إنتاج المستلزمات الطبية بأيد النساء ، مثل صناعة الكمامات والقطن الطبي من أجل توفيرها للمستشفيات، وهو ما يوفر فرص عمل متنوعة للنساء في المحافظات، مسلطة الضوء على ضروره الاهتمام بالتسويق بشكل فعال عبر التعاون مع الهيئة و المحافظين.
ومن جانبه، أكد اللواء شريف أحمد صالح رئيس هيئة تنمية الصعيد سعادته بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة وتطلعه لاستكمال الجهود المبذولة ، موضحا أنه تم توفير فرص عمل للسيدات بمجمعات الصناعات الحرفية التابعة للهيئة، وذلك بالتعاون مع المحافظين بكل من محافظات (أسوان والأقصر والمنيا وأسيوط وبني سويف وسوهاج وقنا)، والتي تشمل 47 مشروعاً تابعاً للهيئة.
وأضاف أن هيئة تنمية الصعيد تدير 14 مجمعا حرفيا في المحافظات المختلفة، منها 5 في محافظة أسوان، و3 في محافظة الأقصر، وقد ساهمت هذه المجمعات الحرفية في توظيف 197 سيدة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، بواقع 97 سيدة بمحافظة أسيوط و 100سيدة بمحافظة قنا ، حيث تم تدريبهن على حرفة الخياطة ، وسوف يتم تأهيل النساء في محافظة الفيوم على حرفة تصنيع السجاد.
وأوضح أنه من المنتظر أن تمتد هذه المشروعات في محافظات البحر الأحمر وحلايب وشلاتين لاستكمال مسيرة التدريب وتأهيل المرأة الصعيدية بالتعاون مع المجلس ، بما يتلائم مع حاجة كل محافظة.