تحولات متسارعة في مشهد الوظائف العالمي
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة شرطة أبوظبي تشارك في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي 9 مشاريع محلية وعالمية لتعزيز الاستدامة وحماية البيئةناقش المتحدثون في جلسة بعنوان «الهندسة السريعة لمدخلات الذكاء الاصطناعي.. استكشاف عالم الوظائف الجديدة» تساؤلات عدة حول ما يسجله مشهد الوظائف العالمي من تحولات متتالية يفرضها تسارع التقنيات الحديثة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الاستدامة وطبيعة العلاقة بين الإنسان والآلة.
وأكد المشاركون في الجلسة التي عقدت ضمن أعمال اجتماعات مجالس المستقبل العالمية 2023، التي تنظم في دبي ضمن الشراكة الاستراتيجية بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، أن التحولات التقنية المتسارعة ستفرض في أقل من خمس سنوات حاجة ماسة للتدريب وتطوير مستوى التعامل مع التقنيات الحديثة لكل 6 من أصل 10 موظفين عالمياً، وأوضحوا أنه رغم توقعات توفير التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي ملايين الوظائف خلال السنوات المقبلة، إلا أن هذا النوع من الوظائف يتطلب مهارات رقمية يجب أن نبدأ في مواكبتها من الآن وإلا سيبدأ البشر في التضرر وظيفياً.
الاستثمار في تعليم البشر
أكد لي سانغيون، مدير إدارة سياسات العمالة في منظمة العمل الدولية، ضرورة إحداث توازن بين حجم الاستثمارات التي تنفق على تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة، وما يجب أن يتم إنفاقه على الاستثمار في تعليم البشر وتطوير مهاراتهم حتى لا نشهد اختفاءً متسارعاً لحظوظ الكوادر البشرية في سوق العمل.
وأوضح أن وتيرة تطور التكنولوجيا باتت سريعة للغاية، فقبل 5 سنوات كانت «البلوك تشين» هي التوجه الرئيس، ويتم تدريب وتطوير مهارات الجميع عليها، والآن دخلنا إلى مرحلة «شات جي بي تي» والتطبيقات المشابهة له من الذكاء الاصطناعي، والتي تتطلب نوعاً جديداً من المهارات التي يجب أن تتقنها الأجيال الجديدة لتضمن لها مكاناً في سوق العمل.
أتمتة الوظائف
قالت ميخايلا مانتيجنا، زميلة في جامعة سان أندريس بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس: «إن المستقبل القريب سيشهد توفير التكنولوجيا الحديثة، وبالأخص الذكاء الاصطناعي أعداداً متزايدة من الوظائف للكوادر البشرية، وعلى الرغم من الجانب الإيجابي في هذا الأمر إلا أن القدرة على الاستفادة من هذه الوظائف ترتبط بتعزيز المهارات الرقمية للأفراد».
وأشارت إلى أنه في الوقت الحالي لا يزال البشر يحتفظون بالنسبة الكبرى والأهم من الوظائف، لكن هذا الأمر لن يستمر طويلاً إذا لم نتطور ونواكب سرعة تطور التكنولوجيا.
تعليم مرن ومتطور
من جهته، أشار وإريك بارادو كبير الاقتصاديين والمدير العام لإدارة الأبحاث في بنك التنمية للبلدان الأميركية، وأحد القيادات العالمية الشابة إلى الحاجة الماسة إلى تصميم مناهج تعليمية متطورة ومرنة وقابلة للتحديث بشكل سريع لتتمكن من مواكبة متطلبات سوق العمل؛ لأن ما يعد اليوم قمة التطور في عالم التكنولوجيا، ربما يتغير بشكل شبه كامل خلال 3 إلى 4 سنوات.
وقال: «يجب أن يتمتع الأفراد بعقلية مرنة قابلة للتدريب والتعلم الدائم، فبعد الدراسة الاعتيادية يجب أن يحرص كل فرد على تعلم التكنولوجيا الحديثة وآليات التعامل معها والاستفادة منها حتى يشكل فارقاً حقيقياً في سوق العمل».
خطط للتطوير
وحول سرعة تطور التكنولوجيا، قالت مارتا سموسكا مدير إدارة الرقمنة في مكتب رئيس وزراء صربيا: «إن الإشكالية الكبرى التي نواجهها الآن تكمن في أن تطور التكنولوجيا بات بلا هدف نهائي؛ لذا لا نعلم إلى أين سيقودنا هذا التصور، وهل سيؤدي إلى استحواذ الآلات على سوق العمل بالكامل أم سيبقى للكوادر البشرية دور».
وأكدت سموسكا الحاجة الملحة إلى تشكيل تصور واضح للوظائف التي سيتم استبدال العنصر البشري فيها بالآلة، والأخرى التي سيخلقها تطور التكنولوجيا، إضافة للوظائف التي نرغب في الحفاظ عليها للعنصر البشري، ما يساعدنا على تحديد توجهات تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل عملي وفاعل يحقق توزان واستفادة لكافة الأطراف.
وأشارت إلى أن استحواذ الآلة والذكاء الاصطناعي على سوق العمل لا يزال أمراً بعيداً، فهناك ما يقارب الـ 50% من سكان العالم غير متصلين بـ«الإنترنت» بشكل كامل أو متصلون بشكل جزئي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الإمارات التوظيف مجالس المستقبل العالمية الذکاء الاصطناعی تطور التکنولوجیا سوق العمل یجب أن
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يهدد شركات الأزياء
آخر تحديث: 21 نونبر 2024 - 11:01 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- لجأت شركة الأزياء الإسبانية مانغو في حملتها الإعلانية الصيفية الموجهة للشباب، إلى عارضة أزياء رقمية اصطناعية في يوليو الماضي، فماذا كان رد فعل المشاهدين؟،أشار استطلاع للرأي أجراه معهد “أبينيو” لأبحاث السوق، إلى أن نحو 72 بالمئة من بين ألف مشارك في الاستطلاع، اعتقدوا أن العارضة والملابس في الصورة حقيقية.ويقول مايكل بيرغر المدير التنفيذي “لاستديو بيوند”، وهو مجموعة تصميم تعتمد إلى حد كبير على الذكاء الاصطناعي في إنتاج الصور: “نحن نستخدم الذكاء الاصطناعي لعملائنا كل يوم، دون أن يلحظوا ذلك”.وقد لا يكون ذلك مثيرا للدهشة حيث يتيح الذكاء الاصطناعي الكثير من المزايا للشركات، فلم تعد هناك حاجة إلى السفر إلى أماكن مختلفة من العالم لالتقاط الصور المطلوبة، لأن المسألة صارت سهلة وتحتاج فقط إلى إنشاء خلفية رقمية للصورة، الأمر الذي يوفر الوقت والمال كما يساعد على حماية البيئة. وبالنسبة للعملاء سيكون من الأوفر لهم، عدم دفع أموال مقابل استخدام عارضة أزياء من البشر.ومع ذلك فإنه لا تزال هناك في الوقت الحالي حاجة، لتصوير الملابس والإكسسوارات على جسم العارضة البشرية، حيث لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تصويرها بشكل صحيح.وهذا يؤدي بشكل متزايد إلى استخدام ما يسمى بأجسام العارضات، حيث يتم تصوير الملابس على أجسامهن ثم استبدال رؤوسهن في وقت لاحق بشكل رقمي، ولا تزال هذه العملية مكلفة ماليا، ويقول بيرغر: “بمجرد أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من تنفيذ هذه العملية رقميا ستصبح التكلفة أقل”. وفي كثير من الدول أصبح عالم الأزياء، يميل بشكل متزايد إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، مثل مجموعة أوتو الألمانية، التي قالت إنها تلجأ لعارضات أنشئن عن طريق الذكاء الاصطناعي، للقيام بعروض منتجات الأزياء منذ ربيع عام 2024.وفيما إذا كانت هذه التطورات ستؤدي إلى الاستغناء عن العارضات والمصورين، يقول نوربرت هانسن رئيس مجلس إدارة رابطة وكالات عروض الأزياء المرخصة، هناك أوقات قاتمة تنتظر نشاط عروض الأزياء.ويوضح هانسن أن كثيرا من المتاجر الإلكترونية تقوم بتصوير عدد لا يحصى من الملابس كل يوم، مع التركيز على المنتج وليس على العارضة، ويقول “هذه الأفكار والعناصر يمكن أن يحل محلها الذكاء الاصطناعي بالكامل على المدى الطويل”.غير أن ماركو سينيرفو، وهو رئيس إحدى أكبر وكالات عروض الأزياء في ألمانيا، لا يتفق مع هذا الرأي، ويقول إن “الذكاء الاصطناعي خال من الجاذبية والسحر”.ويضيف أن استخدام الصور الرمزية المولدة بالذكاء الاصطناعي، يعد خطوة إلى الوراء أكثر من كونه ابتكارا، ويؤكد أنه “في عالم تشوبه السطحية وسريع الخطى بشكل متزايد، يحتاج الناس إلى صور واقعية بعيدة عن الخيال”، ويرى أن عارضات الأزياء التي يتم تصميمها إليكترونيا، توحي “بصورة للجمال بعيدة تماما عن الطابع الإنساني”.