فرح الفرض تتفنّن في «لف الورق»
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
خولة علي (دبي)
تواصل الفنانة الإماراتية فرح الفرض، مشاركتها بمعارض فنية في شتى مدن العالم، بهدف التعريف بالثقافة والهوية الإماراتية من خلال إبداعاتها وتميز أعمالها عبر فن «لف الورق» ومساهمتها في نشره محلياً وعربياً وتقديمها العديد من الورش الفنية، لتحصل على شهادة اعتماد من المجموعة البريطانية، بالإضافة إلى انتسابها لعضوية عدد من الدول الأوربية وأميركا الشمالية، وأيضاً دولة اليابان حيث تمت دعوتها للمشاركة لتقدم مجموعة جديدة من أعمالها التي تمثل ضيافة وكرم أهل الإمارات والحرف المرتبطة بشجرة «النخلة».
هوية وتراث
عن مشاركتها الفنية في اليابان، تقول فرح الفرض: تمت دعوتي من مجموعة فن لف الورق اليابانية، وشاركت بأعمال فنية جديدة تعبر عن هويتي وثقافتي الإماراتية المتمثلة في كرم الضيافة وأهمية النخلة ومكانتها في التراث الشعبي، لافتة إلى مسؤوليتها ودورها في ترك بصمة تعبر عن وطنها وهويته وتراثه، وعن عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، وكانت فرصة لتبادل الخبرات مع الفنانين المشاركين في هذا المعرض.
قهوة وتمور
وقدمت الفرض أعمالاً فنية عدة منها «مخرفة»، وهي عبارة عن سلة تستخدم لوضع الرطب عند خرف شماريخ النخل، كما قدمت قطعة فنية عن «تمر الفرض»، الذي يعتبر أحد أجود أنواع التمور في الدولة، وقدمت إلى جانب العمل شرحاً وافياً عن هذا النوع من التمور متضمناً الفائدة الغذائية ومناطق زراعته في الإمارات، أما العمل الثاني فكان عبارة عن «حبات القهوة»، باعتبار القهوة رمزاً للضيافة الإماراتية والعربية بجانب التمور، فيما كان النموذج الأخير عبارة عن نموذج ثلاثي الأبعاد لشاب بالزي الإماراتي يحمل سلة تحوي أنواعاً مختلفة من التمور.
مشاركة إيجابية
وعن مدى أهمية هذه المشاركة وأثرها، تؤكد الفرض أنها تشعر بالفخر لقدرتها على إنجاز مجموعتها في غضون ثلاثة أسابيع، وهذا وقت قياسي بالنسبة لظروف تصميم العمل ومتطلباته، ولكن سعادتها لا توصف، على حد قولها، عندما التقت بفنانين من ثقافات مختلفة وأصدقاء لها من اليابان، أثنوا على أعمالها، وتبادلت التجارب والخبرات معهم حول مواضيع فنية عدة.
وعن انطباع الزوار تجاه ما قدمته من أعمال، تقول الفرض: شعرت بفخر نتيجة ردود الأفعال الإيجابية حول أعمالي التي تعكس ثقافة دولة الإمارات وتعرف الزوار عن قرب، على القهوة العربية، وأنواع التمور وفوائدها، كما أن أعمالي بدت واقعية بالنسبة لهم نظراً لدقتها واحترافيتها، وهذا مؤشر على نجاحي في التعبير عن قدراتي في فن لف الورق.
أول عربية
تبدع فرح الفرض في فن «لف الورق» على المستوى المحلي والعربي، وتعمل على نشر هذا الفن والتعريف به، وقد أطلقت موقعاً باللغة العربية عام 2009 عن فن “لف الورق” باللغتين العربية والإنجليزية، وكانت تشارك في معارض سنوية حول العالم، وقدمت العديد من الورش محلياً وعربياً، وتواصل مسيرتها في تأصيل هذا الفن بين الأجيال، لممارسته واحترافه.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
مسيرة رائدة منذ عام 1972 .. الإحتفال بيوم الشرطة العربية
يحتفل مجلس وزراء الداخلية العرب في الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام بيوم الشرطة العربية، تخليدا لحدث عظيم في مسيرة العمل الأمني العربي المشترك، هو انعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب بمدينة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1972م، الذي مثل فاتحة عهد جديد، وانطلاقة هادفة ومخططة، لمسيرة تعاون خيرة توحدت فيها إرادة صناع القرار الأمني العربي لتحقيق أسمى هدف وهو ترسيخ الأمن والاستقرار في الوطن العربي.
مسيرة رائدة ممتدة لأكثر من خمسة عقود كانت حافلة بالعطاء ومفعمة بالألفة والمودة بين أجهزة الأمن العربية، تحققت في نطاقها إنجازات هامة كان أبرزها في تاريخ التعاون الأمني العربي فكرة عقد مؤتمر لوزراء الداخلية العرب، أفضت إلى إنشاء مجلس وزراء الداخلية العرب، هذا الصرح الأمني الذي بات مثلا يحتذي في العمل العربي المشترك.
جهود دؤوبة شهدتها هذه المسيرة التي لم يترك فيها قادة الشرطة والأمن العرب مجالا يخدم الشرطة العربية ويوحد خطاها على طريق التكامل إلا وفكروا فيه وحاولوا أن يضعوا له التصورات والمرئيات، فتم خلال هذه المسيرة إنشاء المؤسسات وتوحيد الرؤى والأسس التي تقوم عليها الثقافة الشرطية، ووضع الاتفاقيات والمدونات والاستراتيجيات والخطط والقوانين الاسترشادية، وتوحيد الهياكل والنماذج الأمنية، وتعزيز تبادل المعلومات وتدعيم التعاون الإجرائي الميداني بين الدول الأعضاء.
وطالت اهتمامات القادة العديد من المجالات المتعلقة بالعمل الأمني انطلاقا من فهم شامل للأمن وعلاقته المتلازمة بالتنمية الاقتصادية وبالحياة الاجتماعية والفكرية والثقافية، فتعزز التعاون الأمني العربي بين الدول الأعضاء في مجال مكافحة الإرهاب والمخدرات، والجرائم الإلكترونية وجرائم الذكاء الاصطناعي، من خلال الاتفاقيات والاستراتيجيات والخطط التي رسمت في هذه المجالات، وخرجت من مداولات مؤتمرات قادة الشرطة والأمن العرب الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد والقانون العربي الاسترشادي لمكافحة الفساد والمدونة العربية الاسترشادية لقواعد سلوك الموظفين العموميين، التي شكلت خطوة هامة على صعيد مواجهة الفساد والجرائم المرتبطة به، ولم يغب موضوع البيئة عن هذا المفهوم للأمن الشامل، إذ تم تحقيق إنجازات رائدة على هذا الصعيد.
وكان لهذه المسيرة أيضا إسهامات مشهودة في تعزيز احترام حقوق الإنسان في نطاق العمل الأمني وإنفاذ القانون وقد حظي هذا الموضوع منذ عقود باهتمام كبير من لدن قادة الشرطة والأمن العرب، وظل الاهتمام به يتعزز عاماً بعد عام، حيث تم تبني مجموعة من الآليات الرائدة لتعزيز وترسيخ حقوق الإنسان في العمل الأمني منها؛ عقد مؤتمر سنوي للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية، وعقد اجتماع مشترك بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في الدول العربية، وتطوير مدونة قواعد سلوك رجل الأمن العربي، إضافة إلى وضع مشروع استراتيجية عربية لتعزيز حقوق الإنسان في العمل الأمني، وغير ذلك من الانجازات التي لا يتسع المقام لحصرها.
مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات تم الاحتفال بيوبيلها الذهبي في المؤتمر السادس والأربعين الذي انعقد في مدينة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة العام المنصرم، والذي كان مناسبة للوقوف وقفة إجلال وتقدير للرواد المؤسسين الذين ثبتوا ركائز العمل الأمني العربي المشترك، وسعوا إلى تحقيق رسالته النبيلة بأحدث الأساليب، ومواصلة لهذه المسيرة الموفقة وما تحقق خلالها من مكاسب متعددة، مازالت أجهزة الشرطة العربية تعمل – من خلال مجلس وزراء الداخلية العرب – على تطوير التعاون الأمني العربي وتعزيزه في كل المجالات بما يتناسب مع المستجدات على الصعيدين العربي والدولي.
إن الفضل الأكبر في كل الانجازات والنجاحات المتحققة يعود إلى تضحيات رجال الشرطة في الميدان الذين يقدمون أرواحهم الزكية قربانا للوطن والمواطن، وإن احتفالنا بيوم الشرطة العربية هو مناسبة نرفع فيها لأجهزة الأمن والشرطة العربية كل الشكر والتقدير عرفانا بالجهود التي تبذلها والتضحيات التي تقدمها حرصا على أداء الرسالة النبيلة في حفظ الأمن والاستقرار، وبث السكينة والاطمئنان في ربوع أوطاننا الغالية، وهو ما يجعلنا ندعو كافة الجهات المعنية لتقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي لها، وتضمين احتفالاتها بيوم الشرطة العربية فعاليات لتكريم شهداء الشرطة والتعريف بالتضحيات الجسيمة التي تبذلها هذه الأجهزة، كما نترحم على أرواح كل رجال الشرطة والأمن الذين قضوا في سبيل أداء واجبهم المقدس في مواجهة الإرهاب والاجرام، مؤكدين أن هذه التضحيات لن تزيد أجهزتنا الأمنية إلا عزيمة على مواصلة أداء رسالتها النبيلة حتى يعم الأمن والأمان كافة ربوع وطننا العربي.
كما يشكل هذا اليوم بالنسبة لنا في الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب فرصة سانحة للدعوة إلى مزيد من تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين أجهزة الشرطة والأمن العربية من أجل التصدي بشكل أكثر فاعلية للتهديدات الأمنية التي تواجه مجتمعاتنا كافة، وخلق شراكة مجتمعية فعالة في مواجهة الجريمة، انطلاقا من الوعي التام بأننا معنيون جميعا بمساندة رجال الشرطة والأمن العرب، ودعمهم في جهودهم لمكافحة كافة أشكال الجرائم، والبحث عن سبل تعزيز دورهم، لتمكينهم من حماية أنفسهم ومواطنيهم وبلدانهم، والقيام برسالتهم النبيلة على أكمل وجه.