معركتي الأولى كانت مع سرطان الثدي في 2012.. ثمّ «العظام».. وبعده «المخ» عندما تلقيتُ نبأ إصابتي بسرطان المخ أحسستُ أنها النهاية.. ولكنني تغلبتُ عليه
«عندما تتحلّى بالقوة والعزيمة وتفكر بإيجابية في حياتك، ينعم الله عليك بالقوة والصبر في أحلك الظروف، ويمدّك بالعزيمة وقت اشتداد المرض وأقسى لحظات الألم وفي لحظات اليأس»، هذا ما قالته المحاربة العتيدة للسرطان، والتي جابهت مرض السرطان في 3 معارك قاسية بدأت منذ العام 2012 بسرطان الثدي، ثمّ في العام 2014 مع سرطان العظام، وفي 2017 كانت الذورة والمعركة الأقسى مع سرطان المخ، وتواجه الآن جولة جديدة من سرطان الثدي بروحٍ معنوية عالية.

إنها المحاربة البطلة «ديانا الشيخ»، والتي لا تزال تتذكّر «الآلام القاسية التي تفوقُ الوصف في تجاربها المضنية»، إلّا أن تصرّ على أن تتجاوز تلك الأعاصير من الآلام بروحٍ إيجابية، وأن تمارس حياتها الطبيعية قدر ما تستطيع مع أحبتها متسلّحةً بالإرادة والتحدّي. حدثّتنا عن تجربتها طوال الأحد عشر عام الماضية، وعن مشاعر ومشاعر من حولها، وعن كتابها الملهم الذي وثقت فيه تجربتها، والذي خاطبت فيه من يخوضون معاركهم الباسلة مع مرض السرطان بالقول: «إلى أولئك الأبطال الذين يناضلون في الخفاء.. إلى تلك الأرواح الصامدة في معارك السرطان.. إلى الأقوياء ألذين يهزمون المرض بصبرهم وكفاحهم.. إلى المبتسمين رغم الآلام.. أهدي هذا الكتاب». رغم آلالام المرض القاسية، إلّا أن ديانا، استمرت في مزاولة حياتها اليومية، لم تترك فرشاة الرسم، وكاميرا التصوير، حيث استمرت في مزاولة هواياتها، واستمرت في إدارة وتنظيم شؤون منزلها، وفي الجولات العائلية وجولات التصوير والمشاركة في المعارض الفنية والرحلات الاستكشافية «لا يوقفني إلّا حين يُعييني المرض للدرجة التي لا أقوى فيها على عمل شيء، ولكنني لا أتخلّى عن الأمل»، هكذا تقول ديانا. تقول لـ«الأيام» عن تجربتها الأولى مع السرطان «لم أكن أقرأ أو أعرف ما هو السرطان، ولم يتبادر في ذهني لوهله أن أقرأ أو أسأل أي مريض بهذا المرض عن كيف يشعر، كنت أدعو الله أن يشفيهم ويعافيهم، ولكن لم أتوقع أن يحين دوري».

وتضيف «في عام 2012 شعرت بأن هناك شيئًا غريبًا في جسدي ولوهلة فكرت أنه لربما أكون مصابة بسرطان الثدي، ولذلك عندما أخبرني الطبيب وشخّصني أني مصابة بسرطان الثدي، لم أنهار، وبكل هدوء أجبته: حسنًا، وما هي الخطوة التالية؟ مما جعله مستغربًا لمدى ثباتي الإنفعالي وعدم انهياري على غرار بعض المرضى، كنت أريد أن أعلم ما هي الخطوة الثانية وما هو العلاج، كنت أريد أن أعود لحياتي الطبيعية في أسرع وقت». وتابعت: «عملية إخبار الأهل كانت من أصعب القرارات واللحظات، فعندما ترى في أعين أحبتك أن إصابتك بالسرطان تعني الموت والخوف من فقدانك، ينتابك شعور سيئ، وهنا يقع على عاتقك مهمة أن تكون إيجابيًا وأن تعطيهم الأمل في أن تفعل كل ما بوسعك لإتمام عملية الشفاء». وتؤكّد الشيخ بأنها وبعد أن نجحت في إنهاء جميع مراحل العلاج في المعركة الأولى وشُفيت تمامًا من سرطان الثدي، «عدتُ لأمارس حياتي الطبيعة في الرسم والتصوير، ولكن تفاجأت في العام 2014 بخبرٍ حزين، عندما كنت أقوم بالفحوصات الدورية، حيث أخبرني الطبيب بأنني مصابة بسرطان في العظام واصفًا إياه بالسرطان الغبي الذي جاء في مكان غير مرئي، ولكن عدم اتزاني وقدرتي على المشي في تلك الفترة هي ما جعلت الطبيب يشك وبالفعل تم تشخيصي بسرطان العظام، هنا شعرت بالحزن ولم أتقبّل فكرة إعادة كل ما مررت به من علاج وفحوصات وسفر والبعد عن أبنائي الصغار، وإلى حدّ يومنا مازال هذا السرطان موجود ولم يغادرني ومازلت أتعالج منه فتعايشت معه». وعن المعركة الثالثة، تقول ديانا: «في العام 2017، جاءني الخبر الصادم جدًا، حيث أخبرني الطبيب بوجود سرطان بالمخ، هنا أحسستُ أن هذه هي النهاية، وأن رحلتي انتهت، وتوقفتُ لدقائق معدودة أحاول استيعاب الخبر، حتى أن زوجي شعر بالذعر والصدمة، ولكن بعد ذلك تداركت الموقف وأردت أن أشعر بإيجابية لكي استطيع أن أكمل حياتي، حياتي التي ضاعت بين أروقة المستشفيات والعلاج الكيماوي وأهملت أطفالي الذين كانوا بعمر 5 و8 سنوات، والآن أصبحوا بالجامعة، وأنا مازلت أتعالج». وتواصل «تابعت العلاج وأجريت العملية اللازمة، حتى شفيتُ تمامًا من سرطان المخ، وكان لطبيبي دور كبير في عملية الشفاء، فكان دائما يحفزني على ممارسة حياتي وهواياتي ويخبرني أن عليّ أن استمر بهواية التصوير والرسم أكثر، لأثبت للمرض بأنني سأتغلب عليه». «هذا السرطان غرْبلنا الصراحة»، تبدأ بهذه العبارة وهي تردّ على سؤالنا بشأن المعركة الرابعة التي خاضتها ضد السرطان، حيث عاد إليها سرطان الثدي، وتقول: «كنتُ أظن أن 3 معارك طاحنة من السرطان تجعله يكتفي من الخسائر ويعلن هزيمته ويرحل عني، ولكنه هاجمني للمرة الرابعة في الثدي اليسار». وتتابع: «عندما تلقيتُ الخبر، بأني مصابة بسرطان في الثدي، تقبلت الأمر بشكل أكثر هدوءًا من كلّ مرّة، حيث كنت على دراية بالخطوات القادمة، والإجراءات ومراحل العلاج». وفي سؤالها عما هو الشيء الذي لا ينسى خلال تلك الرحلة الطويلة مع المرض قالت: الألم، هو الشيء الذي لا ينسى. وبالحديث عن الكتاب الذي سطّرته الكاتبة الكويتية إيمان الموسوي التي أعجبت بمدى قوة ديانا وشجاعتها في الوقوف بثبات أمام ذلك المرض وأخبرتها أنه من الضروري أن تسطّر تلك اليوميات والرسائل لكي يقرأها الجميع وتساعد المريض وتعطي الأمل لهم فكان كتاب «الأوسمة الثلاثة». ووجّهت ديانا رسالتها للنساء بضرورة الفحص الدوري، وتقول: «نعم، الفحص الدوري ضروري جدًا مهم، حتى لو لم تشعري بأي ألم أو أعراض، وذلك للوقاية من أي مرض أو اكتشافه في المراحل المبكرة بما يسهل من عملية الشفاء».

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا سرطان الثدی

إقرأ أيضاً:

بتكلفة 10 مليون جنيه.. محافظ القاهرة يفتتح وحدة الماموجرام للكشف المبكر عن سرطان الثدي بمستشفى الشروق المركزي

شهد الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، افتتاح وحدة الماموجرام للكشف المبكر عن سرطان الثدي بمستشفى الشروق المركزى بتكلفة بلغت أكثر من 10 مليون جنيه، كما تفقد الخدمات الطبية التى تقدمها المستشفى للمواطنين.

حضر الافتتاح الدكتور حمودة الجزار مدير مديرية الشئون الصحية، ود.نرفانا المنصورى مدير عام منطقة الشروق الطبية، والدكتورة أمل محمود إسماعيل مدير مستشفى الشروق المركزى، وسيد جلال رئيس مجلس أمناء مدينة الشروق، وعدد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ.

وأشار محافظ القاهرة إلى أن افتتاح وحدة الماموجرام يأتي في إطار جهود الدولة لرفع كفاءة المنظومة الصحية، وتعزيز الكشف المبكر وعلاج الأورام خاصة سرطان الثدى بمحافظة القاهرة وتقديم خدمة طبية متميزة بجودة عالية للمواطن، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، برفع كفاءة المنظومة الصحية، وتطوير المستشفيات وتحديث منشآتها وأقسامها وإمدادها بجميع الأجهزة وفقا للتطورات الطبية، وبما يتناسب مع حجم احتياجات المواطنين.

وتعد وحدة الماموجرام إضافة نوعية لخدمات الرعاية الصحية بمستشفى الشروق المركزى، حيث تعتمد على احدث التقنيات الطبية لضمان دقة التشخيص، مما يسهم في رفع نسب الشفاء، حيث ستخدم الوحدة 250 ألف سيدة سنويا.

ومستشفى الشروق المركزى تتكون من طابقين وتخدم عدة مناطق هى ( مدينة الشروق، وطريقي السويس والإسماعيلية الصحراوي، ومدينتي، وبدر، ومدينة المستقبل، والعاصمة الإدارية، وهليوبوليس الجديدة، ومدينة وصال، وحدائق العاصمة ).

وتقدم المستشفى خدمات الطوارىء، وبها وحدة عناية مركزة تضم 10 أسرة، و 8 أجهزة تنفس صناعي، وتضم 10 حضانات، وغرف عمليات كبرى وصغرى، وصيدلية، وعيادات خارجية تضم 30 تخصص طبي تشمل ( باطنة، وأطفال، ونساء وتوليد، وجراحة عامة، وجراجة مسالك بولية، وجراجة اوعية دموية، ورمد، وأنف وأذن وحنجرة، وعظام، واسنان، وعلاج طبيعي، وجلدية، وتغذية، وصدر، وقلب، وكلى، ونفسية وعصبية)، كما تضم المستشفى وحدة غسيل كلوى بها 25 جهاز، ووحدة أشعة، ومعامل، وبنك دم، وقسم داخلى بعدد 24 سرير.

واختتم "صابر " زيارته، بحضور المؤتمر العلمي للعلاج الطبيعي الذي نظمته منطقة الشروق الطبية بالتعاون مع الجامعة العربية المفتوحة برئاسة الدكتورة نرمين خضر رئيس الجامعة والذي تناول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال العلاج الطبيعي.

مقالات مشابهة

  • اليوم العالمي للسرطان 2025
  • محافظ القاهرة يفتتح وحدة سرطان الثدي بمستشفى الشروق المركزي
  • بتكلفة 10 مليون جنيه.. محافظ القاهرة يفتتح وحدة الماموجرام للكشف المبكر عن سرطان الثدي بمستشفى الشروق المركزي
  • محافظ القاهرة يفتتح وحدة الماموجرام للكشف عن سرطان الثدي بمستشفى الشروق المركزي
  • الكشف المبكر على سرطان الثدي يزيد من نسبة الشفاء إلى ٩٨٪
  • 8 علامات تشير للإصابة بسرطان الثدي القاتل الصامت
  • ما أكبر أسباب «سرطان القولون» لدى الشباب؟
  • الـ AI مفتاح لمكافحة سرطان الثدي؟
  • اصفرار الوجه والجلد .. 9 علامات تظهر الإصابة بسرطان القولون
  • علامة غير متوقعة تدل على الإصابة بسرطان الثدي .. تعرفي عليها