أصدرت منظمة المرأة العربية،  بيانا صحفيا، إلى جانب  لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة (سيداو) بجنيف، أعربت فيه عن القلق الشديد بسبب تجدد العنف الأعمى بعد الاشتباك الذي حدث بين الجيش الإسرائيلي وحماس في قطاع غزة.

المناشدة بسرعة تطبيق الاتفاقيات الدولية

وذكرت في البيان الصادر مساء الثلاثاء: «نناشدكم للعمل بسرعة لضمان تطبيق الاتفاقيات الدولية والقانون الدولي في المواد المتعلقة بهكذا نزاعات مسلحة حيث يكون المدنيين من كل الجهات، خاصة النساء والأطفال أهداف لكل أنواع النار والعنف، وتوجد حاجة ماسة للجهود الدولية في هذا الوقت أكثر من أي وقت آخر لإنهاء النزاعات المسلحة والحروب الدائرة، نشهد تصاعدا مفاجئا للعنف الأعمى ضد المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، ما سبب ويسبب عددا هائلا من الضحايا، وأمام هذا الوضع المؤلم نشعر بالحزن العميق أن يتم حشد بعض وسائل الإعلام للتحريض وشحن النفوس بقصد زيادة الكراهية والحقد والتحريض على الإقصاء وقتل العدد الأكبر من الفلسطينيين».

مفاوضات مستمرة

وتابع البيان: «نحن مقتنعون تماما بأن الحوار والمفاوضات وحدها يمكن أن تأتي بحل مستدام لإرساء قواعد للحياة المشتركة بين الشعوب المتنازعة، وإننا نحث اللجنة على رفع مستوى تدخلها على أعلى مستويات صناعة القرار دوليا لتصحيح الإنحياز وتشويه الحقائق حول تلك المواجهات وإظهرا المدنيين من كل الجهات الذين هم ضحايا ذلك العنف الأعمى، كما ندعو اللجنة للعمل من أجل وقف سريع لإطلاق النار ووضع خطة طوارئ شاملة لمساعدة كل المدنيين، وتخفيف عذابهم بما يشمل النساء والأطفال الذين هم دائما الأغلبية، إنه من الضروري والعاجل أن تجتمع أصواتنا وأن تتكاتف جهودنا من أجل حماية المدنيين في هذه الحرب».

المساهمة في رؤية دولية

واختتمت البيان قائلة: «معا يمكن أن نساهم في رؤية دولية غير منحازة وفي عملي دولي سريع بهدف وقف الدمار والقتل وتسريع الإتفاق على وقف إطلاق النار وكذلك العمل لحل بعيد المدى يكون مستداما وغير عنيف من خلال عدم إنحيازها، يمكن للجنة الدولية للسيداو أن تسجل موقفا متميزا وأن تحمل الطرفين المتنازعين إلى موقع أقرب إلى السلام».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة حماس إسرائيل جنيف

إقرأ أيضاً:

العفو الدولية: العنف الجنسي على أيدي قوات الدعم السريع يحطّم حياة نساء كثيرات

مارست قوات الدعم السريع عنفًا جنسيًّا واسعًا ضد النساء والفتيات طوال الحرب الأهلية السودانية التي استمرت عامين، بهدف إذلالهن، وفرض السيطرة، وتشريد المجتمعات في جميع أنحاء البلاد. ووفقًا لتقرير جديد لمنظمة العفو الدولية، فإن الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، والتي تشمل الاغتصاب، والاغتصاب الجماعي، والاستعباد الجنسي، تشكل جرائم حرب، وربما جرائم ضد الإنسانية.

ويوثق التقرير المعنون، “لقد اغتصبونا جميعًا: العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في السودان“، تعَرُّض 36 امرأة وفتاة لا يتجاوز عمرهن 15 عامًا، للاغتصاب أو الاغتصاب الجماعي على أيدي جنود قوات الدعم السريع، إلى جانب أشكال أخرى من العنف الجنسي، في أربع ولايات سودانية بين أبريل/نيسان 2023 وأكتوبر/تشرين الأول 2024. وتشمل الانتهاكات اغتصاب إحدى الأمهات بعد انتزاع طفلها الرضيع منها، واستعبادًا جنسيًا لمدة 30 يومًا لامرأة في الخرطوم، بالإضافة إلى الضرب المبرّح والتعذيب باستخدام سائل ساخن أو شفرات حادة، والقتل.

إن اعتداءات قوات الدعم السريع على النساء والفتيات السودانيات مروعة، ومنحطة أخلاقيًا، وتهدف إلى إلحاق أقصى درجات الإذلال بهن

ديبروز موتشينا، مدير برنامج التأثير الإقليمي لحقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية
وقال ديبروز موتشينا، مدير برنامج التأثير الإقليمي لحقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية: “إن اعتداءات قوات الدعم السريع على النساء والفتيات السودانيات مروعة، ومنحطة أخلاقيًا، وتهدف إلى إلحاق أقصى درجات الإذلال بهن. لقد استهدفت هذه القوّات المدنيين، وبالأخص النساء والفتيات، بوحشية لا يمكن تخيلها خلال هذه الحرب. ويجب على المجتمع الدولي التحرك لوقف الفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع، وذلك من خلال حظر تدفق الأسلحة إلى السودان، والضغط على القيادة لإنهاء العنف الجنسي، ومحاسبة الجناة، بما في ذلك كبار القادة”.

في أبريل/نيسان 2023، اندلعت الحرب الأهلية في السودان بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ونزوح أكثر من 11 مليون شخص حتى الآن. لقد ارتكب الطرفان انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، يرقى بعضها إلى جرائم حرب، بما في ذلك العنف الجنسي ضد النساء والفتيات.

ومن أجل إعداد هذا التقرير، أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع 30 شخصًا، غالبيتهم من الناجين وأسرهم في مخيمات لللاجئين في أوغندا. وقد حدّد جميع الناجين والشهود الجناة على أنّهم من مقاتلي قوات الدعم السريع. إن استخدام قوات الدعم السريع للعنف الجنسي طوال النزاع في مختلف أنحاء السودان، إلى جانب وقوع العديد من الهجمات في حضور جنود آخرين وضحايا ومدنيين آخرين، يشير إلى أن الجناة لم يشعروا بالحاجة لإخفاء جرائمهم، ولم يخشوا من أي رد فعل.

ولم تستجب قوات الدعم السريع لطلب منظمة العفو الدولية للحصول على تعليقات.

“أفظع يوم في حياتي”
وصفت كلّ الناجيات من العنف الجنسي اللّواتي قابلناهنّ كيف أن الاعتداء تسبب لهنّ في أضرار جسدية أو نفسية كبيرة، وكان له تأثيرات مدمرة على أسرهنّ، وجميعهنّ هربن من ديارهن بعد ذلك.

في نيالا، جنوب دارفور، ربط جنود قوات الدعم السريع امرأة بشجرة قبل أن يغتصبها أحدهم، بينما كان الآخرون يشاهدون. قالت هذه المرأة: “لقد كان ذلك أفظع يوم في حياتي”.

في مدني، ولاية الجزيرة، اغتصب ثلاثة جنود من قوات الدعم السريع امرأة بشكل جماعي أمام ابنتها البالغة من العمر 12 عامًا، وشقيقة زوجها. قالت المرأة: “لقد كان ذلك مهينًا للغاية. أشعر أنني محطمة”.

إن هجمات قوات الدعم السريع على المدنيين وصمة عار وتتسم بالجبن، وأي دولة تدعم قوات الدعم السريع، بما في ذلك من خلال تزويدها بالأسلحة، هي شريك في وصمة العار هذه

ديبروز موتشينا، مدير برنامج التأثير الإقليمي لحقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية
قالت العديد من الناجيات إن جنود قوات الدعم السريع اغتصبوهنّ للاشتباه في علاقتهن بالقوات المسلحة السودانية. وقالت عاملات في المجال الطبي إن جنود قوات الدعم السريع اغتصبوهنّ لمّا عجزن عن إنقاذ الجنود الجرحى. في إحدى الحالات، قالت ممرضة إن 13 جنديًا اختطفوها في شمال الخرطوم وأجبروها على علاج رجال مصابين بجروح خطيرة قبل أن يغتصبوها جماعيًا، وتركوها فاقدة للوعي.

وجدت منظمة العفو الدولية وقوع حالتين من الاستعباد الجنسي في الخرطوم، بما في ذلك حالة امرأة قالت إن جنود قوات الدعم السريع احتجزوها في منزل لمدة شهر، حيث اغتصبوها بشكل يومي تقريبًا.

وقالت الناجيات إن كل من قاومت الاغتصاب كانت عرضة للضرب والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، أو حتى القتل، بما في ذلك طفل يبلغ من العمر 11 عامًا، ضربه جندي من قوات الدعم السريع حتى الموت أثناء محاولته مساعدة والدته.

وأردف ديبروز موتشينا قائلًا: “إن هول العنف الجنسي الذي تمارسه قوات الدعم السريع يفوق الوصف، ولكن الحالات الموثقة بين اللاجئين تمثل جزءًا صغيرًا فقط من الانتهاكات التي من المحتمل أن تكون قوات الدعم السريع قد ارتكبتها. إن هجمات قوات الدعم السريع على المدنيين وصمة عار وتتسم بالجبن، وأي دولة تدعم قوات الدعم السريع، بما في ذلك من خلال تزويدها بالأسلحة، هي شريك في وصمة العار هذه”.

استجابة “مستهجنة للغاية”
لقد كان رد فعل العالم مخزيًا بنفس القدر، إذ يُحرم الضحايا والناجيات من الحصول على الرعاية الصحية وتحقيق العدالة.

ولم تتمكن أي ناجٍية من الحصول على رعاية في الوقت المناسب بعد التعرض للاغتصاب، أو إبلاغ السلطات السودانية بوقوع الاعتداءات بسبب استمرار القتال أو الخوف من الوصم والانتقام. ويعاني بعضهن من آلام في الكلى، وعدم انتظام في الدورة الشهرية، وصعوبة في المشي، أو صدمات نفسية طويلة الأمد. كما يعاني الأطفال الذين شهدوا اغتصاب أقاربهم من كوابيس مستمرة.

وكلاجئات، أفادت جميع الناجيات أن أولويتهن كانت الحصول على علاج طبي للإصابات، وللأمراض التي نقلتها إليهنّ قوات الدعم السريع أو للمشكلات الصحية التي نشأت أثناء احتجازهن. ومع ذلك، بسبب التقليصات في البرامج الحيوية الممولة من وكالة التنمية الدولية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، تراجعت الفرص المتاحة للحصول على رعاية صحية شاملة في مجال الصحة الجنسية.

كانت الاستجابة الدولية لمعاناة النساء والفتيات السودانيات مستهجنة للغاية

ديبروز موتشينا، مدير برنامج التأثير الإقليمي لحقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية
كما طالبت الناجيات بتحقيق العدالة والمحاسبة، حيث قالت امرأة تعرضت للاغتصاب في أم درمان: “ليست النساء مَن يقُدن هذه الحرب أو يشاركن فيها، لكنهن الأشد معاناة. أريد أن يعرف العالم كله معاناة النساء والفتيات السودانيات، ويضمن معاقبة جميع الأشرار الذين اغتصبونا”.

واختتم ديبروز موتشينا قائلًا: “كانت الاستجابة الدولية لمعاناة النساء والفتيات السودانيات مستهجنة للغاية. لقد تقاعس العالم عن حماية المدنيين، وتوفير المساعدات الإنسانية الكافية، أو محاسبة الجناة على هذه الجرائم. لقد حان الوقت للشعوب والحكومات حول العالم لكشف حقيقة ما حدث في السودان، ومحاسبة الجناة المشتبه فيهم، وتقديم التعويضات والرعاية الصحية الشاملة في مجال الصحة الجنسية والإنجابية للناجيات”.

https://www.amnesty.org/ar/latest/news/2025/04/sudan-rapid-support-forces-horrific-and-widespread-use-of-sexual-violence-leaves-lives-in-tatters/  

مقالات مشابهة

  • العفو الدولية: العنف الجنسي على أيدي قوات الدعم السريع يحطّم حياة نساء كثيرات
  • المنتدى العالمي للإنتاج المحلي يستعرض سبل تمكين المرأة في الصناعة الدوائية
  • حماس ترفع دعوى قانونية تطالب بريطانيا بشطبها من لائحة الإرهاب
  • 50 شهيدا بغزة ومجزرة بالشجاعية ضحاياها من النساء والأطفال
  • النسوية.. إرهاصات البداية
  • منظمة “إنسان” تدين جرائم القوات الأمريكية بحق المدنيين في الحديدة والمحافظات
  • حماس: استهداف النساء والأطفال لن يعيد الأسرى بل يهدد حياتهم
  • منظمة التحرير الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المدنيين والطواقم الطبية بشكل ممنهج
  • الدورة الشهرية..هل يمكن تأخيرها أو إيقافها تمامًا؟
  • غزة: 90% من الحوامل والمرضعات يعانين سوء تغذية