مرونة حروف وسهولة انسياب.. الخط العربي.. تفرد وارتباط بتدوين المصحف
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
البلاد – جدة
ارتبط “الخطّ العربي” ارتباطًا تاريخيًّا وثيقًا بتدوين المصحف الشريف، متفردًا في ذلك بجماله وتناسقه عن بقية خطوط اللغات الإنسانية المكتوبة والمرسومة.وتنوعت أشكال الخط العربي نتيجة لمرونة الحروف العربية وسهولة انسيابها، واختلاف أقلامها، ووضوح أشكالها، كما تنوعت أشكاله، وأصبح لكل خط قواعده التي تتحكم به، بينما توسع مجال الخطوط العربية وتشعب كثيرًا، ما جعل المبدعين والمهتمين في هذا المجال يتسابقون في ابتكار أشكال الحروف وتكوين خطوط جديدة.
ولعلّ الاهتمام بالخط العربي والدعم من القيادة الرشيدة -أيدها الله- من خلال تخصيص عام 2020 – 2021م للخطّ العربي، أسهم في إعادة مكانة هذا الفنّ العريق وهيبته على سائر الفنون؛ بوصفه إرثًا إسلاميًّا وتاريخيًّا، حيث برز عدد من الخطاطات السعوديات اللاتي استفدن من مشروع تمكين المرأة، وإبراز إبداعاتهن ومهاراتهن.
ودشّنت وزارة الثقافة في العام الحالي، معرض “رحلة الكتابة والخط” بنسخته الثانية في الرياض، برعاية وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وحضور شخصيات ثقافية وفنية محلية وعالمية. وقال وزير الثقافة: “يثبت هذا المعرض الأهمية المعرفية والإنسانية البالغة للحراك الثقافي والفني، والجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة في خدمة الخط العربي، من خلال قيادتها ملف إدراجه ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو عام 2022، بالتعاون مع 15 دولة عربية”.
وأضاف: “يعكس ذلك إيماناً قوياً بالقيمة الكبيرة التي يُمثّلها هذا الفن الرفيع للإنسانية، بوصفه رمزاً عالمياً للثقافة العربية”. منوهاً “بالقيمة المعرفية للمعرض، الذي يستكشف البُعد الروحي للخط في الحضارة العربية الإسلامية، من خلال مجموعة فريدة من الأعمال الفنية التاريخية والكلاسيكية والمعاصرة.”
ويتميّز المعرض بتنوّع القطع الفنية المعروضة، وخلفيات الفنانين المشاركين، ويمزج بين الأعمال الفنية التاريخية والكلاسيكية والمعاصرة، ويُشارك فيه 34 خطاطاً وخطاطة بارزين من 11 دولة، و19 فناناً ومصمماً معاصراً من 12 دولة. ويضمّ أعمالاً صُمِّمت خصيصاً للمعرض، إلى جانب أعمال فنية ومخطوطات نادرة من مقتنيات وزارة الثقافة، وغيرها من الأعمال المُستعارة من متحف معهد العالم العربي في باريس، والمعهد الوطني للتراث في تونس، فضلاً عن المقتنيات الخاصة.
وشهد المعرض مجموعة من الندوات الحوارية في أيامه الثلاثة الأولى، تتناول الأبعاد المتنوعة للخط العربي، بمشاركة خطاطين ومتخصّصين. وأقيمت ندوتان هما “تطوّر الخط العربي وتتبّعه في المنطقة العربية وخارجها”، وندوة “الخط العربي: الأبعاد الروحية لممارسات فن الخط”.
ويمكن تعريف الخط العربي بأنه وسيلة للكتابة وتوثيق الأفكار والأحداث، بتحويلها من رموز إلى أحرف يمكن قراءتها وفكها، فكل لغة رموز وأحرف خاصة، وبدأت الكتابة منذ القدم علي هيئة
رسوم، لتصبح بعدها على شكل أحرف، اختصاراً للوقت والجهد، خصوصاً أن الكتابة تعتبر أهم خطوة للإنسان باتجاه الحضارة، فالعرب والمسلمون ابتكروا أنواعاً عديدة من الخطوط العربية،
أشهرها: الكوفي الذي يعد أقدم الخطوط، والنسخ المستخدم في المصاحف، والثلث وسُمي بذلك نسبة إلى سُمك القلم، والرقعة باعتباره أكثر الخطوط العربية تداولاً واستعمالاً، فضلاً عن الديواني نسبة إلى دواوين السلاطين، والخط الفارسي.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: تراث المملكة الخط العربی
إقرأ أيضاً:
رحمة ضياء: الكتابة رحلة اكتشاف وتجريب
أحمد عاطف (القاهرة)
الكتابة تمثل لها وسيلة لتبدد حيرتها، وتواجه تساؤلاتها العميقة حول العالم، تكتب لتبدد الحيرة، كما تقول حتى لا يُكتب على شاهدة قبرها: «هنا ترقد فتاة عاشت وماتت حائرة»، هكذا تبدو فلسفة الكتابة عند الكاتبة المصرية رحمة ضياء، وتقول: طالما حسدت أولئك الواثقين بخطواتهم في الحياة، بينما تمنحني الكتابة هذا اليقين، ولو مؤقتاً.
أوضحت رحمة ضياء، أن الكتابة كانت منذ مراحل التعليم وسيلتها لترتيب أفكارها، واتخاذ القرارات، وحتى تدوين لحظات حياتها المختلفة، وأن الجوائز التي حصلت عليها، سواء في مجال الصحافة أو الرواية، عزّزت ثقتها بنفسها وقدرتها على الاستمرار، فـ«جوائز مثل جائزة خيري شلبي ساعدتني على الانتقال من مجرد الكتابة إلى النشر ومشاركة أعمالي مع الآخرين».
«سيدة القرفة»
وكشفت رحمة ضياء عن أن فكرة روايتها «سيدة القرفة»، مستوحاة من أسطورة قديمة حول نشأة شجرة القرفة، حيث ربطت بين شخصية البطلة (ميمي) والشجرة السحرية، واستغرقت حوالي عام ونصف العام من التحضير والكتابة، وهدفت من خلالها تقديم منظور مختلف للحياة من خلال عالم الطهي، مشخّصة عناصره، ومستعرضة تاريخ التوابل والأساطير المرتبطة بها.
وحول مشروعها الأدبي، قالت رحمة ضياء إن رحلتها في الكتابة تُعد «رحلة اكتشاف وتجريب»، وهي لا تسعى إلى الاستقرار على نوع أدبي معين في هذه المرحلة، تكتب لنفسها في المقام الأول، لكنها تريد أن يجد القارئ في كتاباتها صدىً لتساؤلاته وهمومه.
وأضافت أن روايتها «النقشبندي»، جاءت وسيلة للتغلب على أشباح الخوف والكآبة خلال فترة الكورونا (كوفيد-19)، بينما «سيدة القرفة»، كانت محاولة للبناء على نجاح تجربتها الأولى، وتعمل حالياً على مجموعة قصصية جديدة ضمن أدب الرحلات.
وترى الكاتبة المصرية، أن الخيال يمثل أساس الكتابة الجيدة، وأن التميز الأدبي ينبع من رؤية الكاتب المتفردة للعالم، مع وجود تحديات في التوفيق بين الكتابة الصحفية والكتابة الأدبية، ووصفت نفسها بأنها «عالقة بين حبيبين غيورين».
قراءة إلكترونية
وتجمع رحمة ضياء بين قراءة أعمال كبار الأدباء، مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس، وبين الاستمتاع بأعمال كتاب معاصرين مثل محمد المنسي قنديل ومحمد المخزنجي ورضوى عاشور وإيمان مرسال، كما أن تطبيقات القراءة الإلكترونية منحتها فرصة أكبر لاكتشاف أعمال متنوعة والتعلم منها.
ورحمة ضياء، كاتبة وصحفية مصرية، حصدت عدة جوائز صحفية، أبرزها، جائزة هيكل للصحافة العربية، وجائزة «الصحفي الواعد» الدولية، واختارتها مجلة «نساء من مصر» ضمن قائمة 50 سيدة مُلهمة عام 2019، وكُرِّمت في إطار حملة 21 سيدة مصرية مُؤثِّرة عام 2021، ونُشرت لها مجموعةٌ قصصية بعنوان «رقصة مع الرومي»، كما فازت روايتها «النقشبندي» بجائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول عام 2021.