تقرير كاوست يكشف التغيرات في الطقس العالمي.. تداعيات المناخ تؤثر على الحياة والمياه والصحة
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
البلاد ـــ جدة
كشف تقرير لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” ومنصة “مجتمع أيون” ومركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية “كابسارك” ،عن أبرز التحدّيات التي قد تواجهها المملكة في حال أصبح المناخ العالمي أكثر دفئًا بمقدار 3 درجات مئوية.
ويتكون التقرير من 130 صفحة سلطت الضوء على أبرز التغيرات المناخية التي تشهدها المملكة بوتيرة متسارعة مقارنة بالمناطق الأخرى، والتنبؤ باحتمالية أن يرتفع متوسط درجة الحرارة العالمية بنحو 3 درجات مئوية بحلول نهاية هذا القرن مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية من 1850 إلى 1900م، واحتمال أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمكن أن تشهد هذا التغير في وقت أقرب بكثير من ذلك.
وأوضح أستاذ الاستشعار عن بعد والأمن المائي مدير مبادرة المناخ وقابلية العيش في كاوست في ثنايا التقرير، أن الهدف من الدراسة سد الفجوة المعرفية، من خلال تقديم منظور شامل للعواقب المترابطة والمتتالية التي قد يخلفها تغير المناخ على قطاعات مختلفة في المجتمع المحلي – بما في ذلك تدهور النظم البيئية الطبيعية، والضغط المتزايد على البيئات الحضرية، والآثار المباشرة على صحة الإنسان”.
كما تضمن التقرير مقالاً لصاحبة السمو الأميرة مشاعل بن سعود الشعلان، الشريك المؤسس لمنصة “مجتمع أيون”، أوضحت خلاله أن تغير المناخ لا يؤثر في بيئتنا فقط، بل يصل تأثيره لجميع جوانب حياتنا – كالصحة، والغذاء والمياه، وأيضًا الاقتصاد، مشيرة إلى أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة تقرر ما إذا كان بإمكاننا التغلب على هذه التحديات أو مواجهة أضرار لا تُحمد عقباها.
وقدم التقرير تحليلاً شاملاً لتداعيات تغير المناخ على النظم البيئية والموائل المتنوعة في المملكة، خصوصًا النظم البحرية التي تتعرض لضغوطات كبيرة كتزايد انتشار ظاهرة ابيضاض المرجان، والبيئات الصحراوية التي قد تتوسع بشكل أكبر نتيجة عدم انتظام هطول الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، والرعي الجائر، مما يشكل تهديدات كبيرة للغطاء النباتي والحياة البرية. وستكون التأثيرات على صحة الإنسان أكثر وضوحًا أيضًا، حيث يؤدي تدهور جودة الهواء إلى تفاقم مشاكل الجهاز التنفسي. وهناك قلق متزايد من أن تغير المناخ قد يجعل الظروف أكثر ملاءمة لتفشي الأمراض المنقولة كالملاريا وحمى الضنك.
وأكد التقرير أنه لا يزال من الممكن تجنب العديد من العواقب السلبية لتغير المناخ، حيث شهدت المملكة في السنوات الأخيرة تغيرات تحويلية مدعومة برغبتها الأكيدة في حماية بيئاتها ومواردها الطبيعية واستعادته، خصوصًا أنها تتمتع بمكانة فريدة لتصبح رائدة عالميًا في جهود التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه نظرًا لإمكاناتها الهائلة في مجال تقنية الطاقة الشمسية، وأهمية المملكة الإستراتيجية في سوق الطاقة العالمية، والتزامها الكبير بالتنويع الاقتصادي في إطار رؤية السعودية 2030 وأهدافها الطموحة.
تأثرات تغيرات المناخ
انتشار ظاهرة ابيضاض المرجان توسع البيئات البرية الصحراوية تفاقم مشاكل الجهاز التنفسيالمصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
وزيرة التضامن : التكيف مع تغير المناخ احتياجات ملحة وملموسة
شاركت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي في جلسة " التعاون المجتمعي.. تعزيز الشراكات من خلال الإجراءات المحلية" ضمن فعاليات المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة بالقاهرة والمقام تحت رعاية رئيس الجمهورية ، المنعقد تحت شعار "كل شيء يبدأ محليًا - لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة"، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية .
وأعربت وزيرة التضامن الاجتماعي عن سعادتها بالمشاركة في هذا المحفل الدولي المقام على أرض مصر، مرحبة بالحضور والمشاركة في فعاليات
الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي، موضحة أن الجميع يلتقي حول هدف مشترك وهو تعزيز الحوار حول كيفية جعل مدننا شاملة ومرنة ومستدامة للجميع.
وأكدت الدكتورة مايا مرسي أن هذا المنتدى يحمل أهمية فريدة، خاصة أنه يجمع أصوات التحول الحضري - ومنظمو التنمية المحلية، وأبطال المجتمع المحلي، حيث إن مشاركة أصحاب المصلحة المعنيين أمر أساسي لنجاح المنتدى الحضري العالمي، كما أن المنظمات الأهلية، كما شهدنا دائمًا، توفر الروابط التي تربط مجتمعاتنا ببعضها البعض، فهي أحد أضلاع مثلث التنمية، وتمتلك رؤية لا مثيل لها للواقع المحلي الذي يواجهه الناس على الأرض.
وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أن الجمعيات الأهلية هي أول من يستجيب في أوقات الأزمات، وأول من يحدد الاحتياجات، وغالباً ما يكون أول من يحشد حلولاً مبتكرة فعالة مصممة خصيصًا للظروف المحددة لمجتمعاتهم، ولذلك، فإن قيادتهم في النهوض بالتنمية الحضرية أمر لا غنى عنه ونحن نسعى جاهدين لتحقيق الأهداف الطموحة المبينة في رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة والأجندة الحضرية الجديدة، كما أننا نجتمع عند منعطف حرج.
وأشارت الدكتورة مايا مرسي إلى أن القدرة على التكيف مع تغير المناخ، والشمول الرقمي، والتمويل المستدام ليست مجالات سياسية مجردة، بل هي احتياجات ملحة وملموسة تؤثر على الحياة اليومية للملايين، لذلك مناقشات اليوم ضرورية لإثبات أن السكن الآمن هو أكثر من مجرد توفير المأوى، فهو يتعلق بحفظ الكرامة، وتنمية القدرة على الصمود، وتعزيز الشمولية، كما أنه في تناولنا لموضوع "المدن وأزمة المناخ"، فإننا نعترف بأن المجتمعات الأهلية هي المستجيب الحقيقي لتغير المناخ في الخطوط الأمامية، ومساهماتهم لا تقدر بثمن في تشكيل السياسات التي تستجيب للتحديات البيئية الفريدة التي تواجهها المجتمعات المختلفة ولا تقتصر القدرة على التكيف مع تغير المناخ على البنية التحتية فحسب؛ يتعلق الأمر بتمكين المجتمعات من التكيف والتعافي والازدهار في مواجهة التغيرات البيئية، ويجب علينا أن نضمن أن صوت المرأة مسموع، بل أن تكون جزءا لا يتجزأ من عمليات صنع القرار على كل المستويات.
وأكدت الدكتورة مايا مرسي أننا في مصر فخورون بوجود العديد من الأمثلة الناجحة الجمعيات الأهلية التطوعية التي تظهر القوة الهائلة للمبادرات المجتمعية، وكانت مؤسسة حياة كريمة، بشبكتها الرائعة التي تضم 45 ألف متطوع، فعالة في تحسين نوعية الحياة، مع التركيز على البنية التحتية والصحة والتعليم، ويلعب الهلال الأحمر المصري، الذي يضم أكثر من 30 ألف متطوع متفاني، ويؤدي دورًا حاسمًا ليس فقط في الاستجابة للأزمات وحالات الطوارئ محليًا، ولكن أيضًا في تقديم الدعم خارج حدودنا، مما يجسد روح التضامن الإنساني، وبالإضافة إلى ذلك، فإن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، الذي يضم 36 كيانا وأكثر من 3000 جمعية محلية، هو شهادة على قوة العمل الجماعي، ويقوم هذا التحالف بتنسيق الجهود عبر مختلف القطاعات، من الخدمات الصحية إلى التمكين الاقتصادي، مما يضمن حصول المجتمعات المحلية على الدعم الذي تحتاجه لتحقيق الازدهار.
واختتمت وزيرة التضامن الاجتماعي كلمتها قائلة : " أود أن أعرب عن تقديري العميق للمشاركين هنا اليوم، لعملهم الدؤوب، ولرؤيتهم لمدن شاملة ..دعونا نواصل رؤيتنا المشتركة وعملنا الجماعي كمنارة لهذا النوع من التنمية المستدامة والشاملة التي نهدف إلى تحقيقها.. وإن مساهماتكم هي العمود الفقري للتنمية الحضرية المستدامة، وتفانيكم هو مصدر إلهام لنا جميعا".