300 ألف شجرة تعزز جودة الحياة في الجوف
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
البلاد ـ سكاكا
على مدار 4 سنوات من عمرها، تمكنت مبادرة “الجوف واحة خضراء” التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف في سبتمبر عام 2019م، من غرس حوالي 300 ألف شجرة في مدن ومحافظات ومراكز وقرى المنطقة، ضمن الجهود المتواصلة لتحقيق هدف المبادرة المتمثل في زراعة مليون شجرة بمنطقة الجوف خلال 10 سنوات وتعزيز استدامة البيئة وجودة الحياة.
وحققت المبادرة نجاحاً، في نشر ثقافة التشجير والعناية بالبيئة والمحافظة عليها، من خلال مشاركة أهالي المنطقة في تنفيذ حملات التشجير، إلى جانب مبادرة بعضهم بزراعة الأشجار في محيط المنزل والمواقع المجاورة، بما يتماشى مع أهداف ومبادرات رؤية المملكة 2030 في مجال البيئة، ومساهمة في مبادرة “السعودية الخضراء” التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-.
وتعمل أمانة منطقة الجوف التي تتولى تنفيذ المبادرة على إشراك مختلف القطاعات بالمنطقة في حملات وبرامج التشجير، من القطاع الحكومي والخاص وغير الربحي، بالإضافة للطلاب والأهالي، وتفعيل نادي أمانة الجوف التطوعي الذي يشارك بفعالية في تنفيذ المبادرة بمشاركة المتطوعين والمتطوعات من أبناء المنطقة.
ويشارك فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الجوف والروابط والفرق التطوعية بالمنطقة ومحافظاتها دعمًا للمبادرة، في تنفيذ أعمال المبادرة وتعزيز ثقافة التشجير والمحافظة على البيئة من خلال فعاليات أسابيع البيئة التي ينظمها فرع الوزارة وتشارك في تفعيلها أمانة المنطقة والبلديات والروابط والعديد من القطاعات الحكومية والأهلية.
ويقول أحد المهتمين بالبيئة وزراعة الأشجار جمال بن مد الله الراشد، إن هذه المبادرة زرعت ثقافة التشجير في المنطقة وأسهمت في زيادة الرقعة الخضراء والمحافظة على البيئة، مشيداً بما يقوم به بعض الأفراد والفرق التطوعية من زراعة أعداد كبيرة من الأشجار في المواقع الصحراوية.
ودشنت المبادرة الشهر الماضي أعمال موسمها التاسع، بعد نجاح المواسم الماضية، حيث شهد الموسم الأول زراعة 10 آلاف شجرة، والثاني 16 ألفا، والثالث 26 ألف شجرة، والرابع 22 ألفا، والخامس 28 ألفا، والسادس 52 ألف شجرة، والسابع 74 ألفا، والثامن 65 ألفا، بإجمالي 293118 شجرة خلال المواسم الثمانية الماضية.
وتستهدف المبادرة تشجير 9 فئات من المواقع تشمل الطرق والشوارع، الحدائق والمتنزهات، المباني الحكومية والمرافق الخدمية، ساحات المساجد والجوامع، أحزمة المدن والقرى، مداخل المدن والقرى والطرق الرابطة بينها، مواقف السيارات، ممرات المشاة، أسوار وواجهات المنازل.
وأوضح أمين منطقة الجوف المهندس عاطف بن محمد الشرعان أن المبادرة التي دخلت موسمها التاسع تشمل مدن ومراكز وقرى المنطقة كافة، مشيرًا إلى أن المبادرة تركز على غرس الأشجار التي تناسب بيئة المنطقة، وتتكامل مع برامج وأهداف استراتيجية تطوير منطقة الجوف، ورؤية المملكة 2030 لتعزيز استدامة البيئة والمناخ.
وأكد المهندس الشرعان حرص الأمانة على مشاركة القطاعين الحكومي والخاص والقطاع غير الربحي ومختلف شرائح المجتمع من الطلاب وغيرهم في حملات التشجير، لتحقيق أهداف المبادرة واستدامة البيئة وزيادة الغطاء النباتي.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: جودة الحياة منطقة الجوف ألف شجرة
إقرأ أيضاً:
تشريح المثقف- بين شجرة النيم وظل الأيديولوجيا- هلوسا
تشريح المثقفين للمختلف معهم في الرأي تحت شجرة النيم وحديث من يتبول في الشارع وهو يرتدي بدلة من أشهر المحلات الباريسية وحقيقة هذا حالهم ولا أبالغ في الامر
يبدو أن البعض قد نذر نفسه لحراسة القوالب الجاهزة، فإذا خرج أحدهم عن خطّ مستقيم رسموه، سارعوا إلى تشريحه فكريًا ووضعه على مائدة التقييم القاسي، متناسين أن الفكر ليس سجنًا، وأن الكتابة ليست بيانًا حزبيًا يُقرُّ ولا يُراجع. فهل يُفترض بمن يكتب أن يكون ثابتًا كالصخر؟ ألا يُتاح له حق إعادة النظر، أو مراجعة القناعات، أو حتى التحليق فوق المقولات الجاهزة دون أن يُتهم بالتلون أو النفاق؟
ولأنني لم أدّعِ يومًا أنني حكيم المعرة ولا أيس الكوفة الهَمْداني، فأنا أمارس الحياة كما يحلو لي، أتنقل بين قراءاتي وأفكاري، وأحاول أن أفهم المشهد السياسي كما هو، لا كما يريده المتحمسون لتصنيفي وفق مقولاتهم الجاهزة. أجل، انتقدتُ العسكر وعسكرة الدولة، وسأظل أنتقد كل هيمنة تُضيّق على الناس مساحة الحرية، فهل المطلوب أن أكون تابعًا أعمى كي يرضى عني حراس الأيديولوجيات؟
من القباب إلى الحداثة مسيرة لا تستحق السجن في قوالبكم
لم أولد وفي يدي بيان ماركسي أو خطاب ليبرالي، بل كانت طفولتي محاطة بالقباب، حيث تعلمتُ القرآن كغيري من أبناء ذلك الجيل، قبل أن تأخذني رياح الأسئلة الكبرى إلى ماركس، فوجدتُ في طرحه نقدًا عميقًا للبنى التقليدية، لكنني لم أكتفِ به، فالعالم أرحب من أن يُرى بعين واحدة. انفتح فضائي الفكري على الحداثة وما بعدها، لا لأهرب من الأسئلة، بل لأعمّقها، ولأختبر الأجوبة خارج إطارات الصراع الإيديولوجي الضيق. فهل يُعد ذلك خيانة فكرية أم بحثًا عن المعنى؟
عناوين جذابة أم مضامين سطحية؟ السفسطة ليست مشكلتي
اتهمني البعض بأنني أجيد العناوين الجذابة، لكن مضموني فارغ أو معقد، كأنما المطلوب مني أن أختصر السياسة في هتافات الشوارع. حسنًا، لن أدافع عن نفسي في هذا، فالقارئ الذي يقرأ لي بعين مُنصفة سيعرف أنني لا أمارس الكتابة كحرفة ميكانيكية، بل كبحث مستمر عن الفهم. وإن كانت بعض كتاباتي تستفز البعض، فلأنها تخرج من المساحات الرتيبة إلى أسئلة أكثر عمقًا. ومن لا يريد الغوص، فالبحيرات الضحلة متاحة للجميع.
بين هذا وذاك لا تضيقوا واسعًا، فالكتابة بحرٌ أوسع من صدوركم الضيقة
لستُ مثاليًا، ولا أملك مشروعًا فكريًا عظيمًا يستحق القراءة العميقة، ولستُ تاجر أفكار يُسوّق نفسه باعتباره المُخلّص الفكري لهذا الزمان. أكتب لأنني أريد أن أفهم، ولأنني لا أطيق اختزال الواقع في ثنائية قاتلة بين الأبيض والأسود. لا يزعجني النقد، لكنه يُضحكني حين يأتي من مثقف يرتدي بدلة اشتراها من أشهر محلات باريس، ثم يتحدث عن النقاء الثوري وهو يتبول في الشارع أمام الجميع.
أيها المتحمسون لجلدي فكريًا، تحيَّ شجرة النيم التي ظللتني ذات يوم، تحيَّ رياح الأسئلة التي لم تتوقف عن ملاحقتي، وتحيا الكتابة كمساحة رحبة لا تُختزل في تقييماتكم الضيقة.
zuhair.osman@aol.com