7 مجالس تشكّل ملامح عقد اجتماعي واقتصادي جديد
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
دبي:«الخليج»
استعرضت مجالس المستقبل العالمية، التي تعقد بتنظيم مشترك بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، ملامح عقد اجتماعي واقتصادي جديد يسهم في الحد من آثار ما يشهده العالم حالياً من تحديات جيوسياسية وموجات تضخم قياسية.
وركزت أعمال المجالس، ضمن محور الاقتصاد والمالية الذي شمل 7 مجالس، على أهمية حشد الجهود الدولية لبناء اقتصادات تواكب المستقبل ومجتمعات أكثر ازدهاراً ومرونة واستدامة، ووضع المشاركون فيها مجموعة من التوصيات الهادفة للتكيف مع أي اضطرابات مستقبلية في سلاسل التوريد العالمية.
وعلى وقع المتغيرات المتسارعة والتحديات الجديدة التي يشهدها العالم، بحث مجلس مستقبل النمو الاقتصادي سبل معالجة الصدمات الاقتصادية.
أما مجلس مستقبل صناعة الوظائف فقد تطرق للفرص المتنوعة لخلق المزيد من فرص العمل حول العالم، والتي تخلقها التحديات الراهنة المتعلقة بالتغير المناخي.
فيما تداول أعضاء مجلس مستقبل اقتصاد الانتقال العادل ثلاثة تحديات رئيسية، هي: المساواة بين الاقتصادات المتقدمة والنامية، والعدالة في الاقتصادات المتقدمة، والعدالة في الاقتصادات النامية. أما أعضاء مجلس مستقبل التجارة والاستثمار فبحثوا سبل مواجهة واحد من أهم التحديات التي يواجهها العالم حالياً، المتمثل في تعثر التعاون الاقتصادي العالمي، وتأثير ذلك في تدفقات تجارة السلع والخدمات ورؤوس الأموال والاستثمارات.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات المنتدى الاقتصادي العالمي مجلس مستقبل
إقرأ أيضاً:
«الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم
أبرز أمرين في تدشين الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عمان اليوم تمثلا في أن يدشن الهُوية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بنفسه؛ وفي ذلك تقدير كبير واهتمام من جلالته بالمشروع والدور المنوط به في رسم صورة ذهنية إيجابية عن سلطنة عمان. وهذا المشروع هو جزء من استراتيجية تم تطويرها لتقود المنظومة الترويجية المتكاملة لسلطنة عمان.
أما الأمر الثاني، وهو لا يقل أهمية عن الأمر الأول، فيتعلق بالمواطنين والمقيمين على أرض سلطنة عُمان أو من صوتوا من خارجها حيث إنهم اختاروا الهُوية التي تشير إلى دلالة «الشراكة» وفي هذا تأكيد جديد على أن العمانيين يحتفون «بالشراكة» مع الآخر ويقدرون العلاقات الاستراتيجية القائمة على فكرة الشراكة المنبثقة من أصولهم الحضارية، ولكن الساعية نحو مستقبل أكثر حداثة ووضوحا. والمثير في الأمر أن يصوت غير العمانيين لهذا الشعار في إشارة إلى الصورة المتشكلة في أذهانهم عن عُمان أنها بلد «الشراكة» وبلد «التسامح» و«تقبل الآخر».. وهذا أمر مبشر بالخير للهُوية نفسها وقبول الآخر لها حيث إن نجاحها بدأ من لحظة التصويت عليها وعلى القائمين على الأمر والمعنيين بموضوع رسم الصورة الذهنية في وعي الآخر عن عُمان أن ينطلقوا من هذا النجاح.
والموضوع برمته متأصل في الثقافة العمانية، فالعمانيون شعب يملك قيم الترابط والاندماج مع شعوب العالم، بل هو شعب قادر على التأثير المقبول في الآخر لأسباب تتعلق بالشخصية والثقافة العمانيتين وأصولهما الحضارية.
وإذا كانت الهوية الجديدة معنية في المقام الأول بالترويج التجاري والاستثماري إلا أن هذا لا يتحقق عبر الخطاب الاقتصادي أو الاستثماري وحده ولكن يتحقق عبر كل الخطابات بما في ذلك الخطاب السياسي والدبلوماسي والثقافي، وهذه الخطابات الأخيرة يمكن أن تنضوي تحت مصطلح «القوة الناعمة» التي شكلها العمانيون عبر قرون طويلة وحان الوقت لتحويلها إلى قيمة مضافة للمسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن الصعب النظر إلى مشروع الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عُمان في معزل عن جهود كبيرة وعميقة تبذل في سلطنة عمان ليس من أجل بناء صورة ذهنية عن عُمان فقط، ولكن -وهذا مهم جدا- من أجل بناء صورة عُمان الجديدة الدولة الحديثة ولكنها المتمسكة بأصولها الحضارية، الدولة المنفتحة على الآخر ولكن دون أن تنْبتَّ عن قيمها ومبادئها السياسية والثقافية، الدولة الذاهبة لبناء علاقات استراتيجية مع العالم ولكن القائمة في الوقت نفسه على مبدأ الشراكة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطنين.
ومع تنامي هذا الجهد وبدء بروزه شامخا فوق السطح بفضل الفكر والجهود التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم بنفسه سيستطيع العالم أن يعيد رسم الصورة الذهنية عن عُمان عبر تجميع الكثير من المقولات والصور والمبادئ والسرديات التاريخية والثقافية والسياسية التي ستشكل مجتمعة الصورة التي هي نحن، والقصة التي هي قصتنا، والسردية التي تمثل أمجاد قرون من العمل الإنساني الحضاري. وحين ذاك، وهو قريب لا شك، سيعرف العالم عُمان الجديدة القادمة من أصولنا الحضارية والذاهبة باطمئنان نحو المستقبل الذي نريده.