في المركز الوطني للطب العدلي في تل أبيب، تبعث رائحة الموت في كل مكان: على الأسرّة الحديديّة، جثث متفحّمة، مشوّهة ومتحلّلة... هنا يُجمع رفات الإسرائيليين الذين قُتلوا في هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بهدف التعرّف عليها.

اعلان

حول الجثث والأشلاء المكدسة في المركز، ينهمك أطباء شرعيون يرتدون بزات خضراء في جمع البقايا ومحاولة تحديد تلك العائدة للشخص نفسه، في مهمّة أشبه بتركيب أحجية مستعصية.

وتمنع الطقوس اليهودية دفن الجثمان إلا إذا كان كاملًا، لكن التزام ذلك سيكون قدر المستطاع في هذه الحالة.

قبل فحصها، توضع الجثث المغلفة بأكياس بلاستيكية سوداء، بعضها صغير بحجم طفل، على نقّالات متحركة. ويتم تخصيص رقم لكل من الجثث التي يحضرها رجال غالبيّتهم من اليهود المتشددين.

ويقول مدير المركز الدكتور حين كوغل بتأثر بالغ لوكالة فرانس برس "قررنا عرض هذا المشهد المروع لأنّ هناك أناس يتّهموننا بالكذب وبإظهار عظام كلاب".

وعرض على الصحافيين صورة تُظهر مجموعة من العظام والأشلاء متّصلة ببعضها البعض بكابل كهربائي ذابت طبقته الخارجية.

ويوضح "على الماسح الضوئي، نرى بوضوح عمودين فقريين أحدهما لرجل أو امرأة، لا نعرف، والآخر لطفل. تبيّن وضعية الجثتين أن البالغ حاول حماية الطفل. لقد تم ربطهما ثم حرقهما أحياء".

ويضيف كوغل وهو يسمح دموعه "أمارس مهنتي منذ 31 عامًا. لم أر قط هذا المستوى من الهمجية، هذه الوحشية... إنه أمر فظيع".

فيديو: مظاهرة في لندن تنديداً بالسياسة التحريرية لـ(بي بي سي) تجاه حركة حماس شاهد: وقفة احتجاجية لطواقم الإسعاف في رام الله ضد "استهدافهم المتعمد" من قبل القصف الإسرائيلي"جثث مقطوعة الرأس"

وأحصت السلطات الإسرائيلية مقتل أكثر من 1400 شخص منذ اختراق مقاتلي حماس السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرّات عسكرية وبلدات في جنوب الدولة العبرية قرب قطاع غزة.

وردا على الهجوم، تشنّ إسرائيل قصفًا جويًا ومدفعيًا متواصلًا على غزة حيث أحصت وزارة الصحة مقتل نحو 2750 شخصاً غالبيتهم من المدنيين وبينهم مئات الأطفال.

وإضافة إلى الأطباء الشرعيين السبعة من معهد تل أبيب، يشارك عالم أنثروبولوجيا (علم الإنسان) وأخصائي أشعة وثمانية علماء وراثة في التعرف على الجثث بمساعدة نحو 30 متطوعًا.

وقال بعض هؤلاء إنهم فوجئوا بامتلاء رئات الضحايا بالدخان، وإن بعض الجثث عليها علامات إصابة بالرصاص في الظهر، فيما تظهر على جثامين شقوق في الأيدي بشفرات أو بمقذوفات، ما يرجح أن الضحايا تعاركوا مع مهاجميهم.

ويقول كوغل "لا نعرف عدد الأطفال الذين قُتلوا، أو عدد المسنّين. وهناك أيضاً الكثير من الجثث المقطوعة الرأس"، مضيفا "سيستغرق التعرف على هوية الجميع المزيد من الوقت".

وتحدّث مسؤولون إسرائيليون عن مقتل أفراد عائلة أوكرانية بكاملها في الهجوم بعد فرارهم من الغزو الروسي لبلادهم. ومن بين الضحايا أميركيون.

وتقول الطبيبة الشرعية هاجر مزراحي "قد تكون هناك جنسيات أخرى بعد".

خلفها، يُفتح باب كهربائي منزلق يتضمّن شباكًا صغيرًا. على طاولة معدنية طويلة، وضعت جثة يستحيل تحديد ما إذا كانت لرجل أم لامرأة. تظهر وشوم على الظهر وتبدو الأطراف منتفخة، وآثار اختراق الرصاص واضحة على الجثمان.

وأبلغ القائمون على المركز الصحافيين أن بعض الجثث حملت آثار "تعذيب".

"فظائع"

تقول رئيسة وحدة التعرف الجيني الدكتورة نوريت بوبليل إن المركز استقبل مئات الجثث وتمّ التعرّف على معظمها.

وتضيف "لكن كل شيء كان صعبًا لأنّ الضحايا ربطوا ببعضهم البعض في كثير من الأحيان. وبالتالي كان يمكن للكيس الواحد أن يحوي جثتين أو ثلاث جثث".

اعلان

قبل نقلها إلى المركز في تل أبيب، وضعت بعض الجثث بداية في قاعدة عسكرية قرب الرملة بوسط اسرائيل حيث أبقيت في انتظار التعرف الأولي عليها أو وضعها في حاويات مبرّدة.

بعد مقتل مصورها بضربة إسرائيلية على لبنان.. رويترز تدعو تل أبيب إلى إجراء تحقيق "سريع وشفاف" الاتحاد الأوروبي يحاول توحيد مواقفه بشأن الحرب بين اسرائيل وحماس

في هذه القاعدة، وبين الأطباء وخبراء الطبّ الشرعي والمتطوّعين، حضر الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي المتقاعد يسرائيل فايس للمساعدة.

يؤكد الحاخام وآخرون من فريقه أن الكثير من الضحايا تعرّضوا للتعذيب والاغتصاب وسوء المعاملة.

ويقول "رأيتَ أطفالًا ونساءً ورجالًا مقطوعي الرأس. رأيتُ حوامل بُقِرت بطونهنّ وانتُزع الأطفال منها".

ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من هذا من مصادر مستقلّة.

اعلان

من أمام حاويات وُضع في كلّ منها ما يصل إلى خمسين جثة في أكياس بيضاء، يقول الحاخام "لم أرَ في حياتي قط مثل هذه الفظائع".

للتعرّف على الضحايا، تلجأ الفرق الى عينات من الحمض النووي والبصمات الرقميّة وسجلّات الأسنان. وبحسب السلطات، تمّ التعرّف على نحو 90% من الجنود الذين قُتلوا، لكن بالكاد نصف الضحايا المدنيين.

وتقول الرقيب أفيغايل "لا شيء كان يمكن أن يجعلنا مستعدّين لذلك"، في إشارة إلى ما تعرّض له القتلى.

ويحضر أيضا علماء نفس ومساعدون اجتماعيون لمساعدة فرق تحديد هويات الضحايا في نهاية كل يوم.

ويؤكد الجيش أن حماس احتجزت 199 رهينة على الأقل. وحذّر من أن تحديد الحصيلة النهائية للقتلى والتعرف عليهم جميعا قد يستغرق أسابيع.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اعتصام في تل أبيب للمطالبة بإطلاق الرهائن لدى حماس واستقالة نتنياهو والدة رهينة فرنسية إسرائيلية تدعو "زعماء العالم إلى إطلاق سراح ابنتها" بايدن يقوم الأربعاء بزيارة مكوكية لإسرائيل والأردن حركة حماس إسرائيل طوفان الأقصى فلسطين اعلانالاكثر قراءة تغطية مباشرة| ارتفاع حصيلة القتلى في غزة والضفة إلى أكثر من 2800 ونحو 12 ألف مصاب شاهد: الجيش الإسرائيلي ينشر صور القصف الجوي على قطاع غزة غضب في أوساط أهالي الرهائن والأسرى الإسرائيليين من تخلي حكومة نتنياهو عن إعادتهم مقتل سويديّين في هجوم مسلح في بروكسل والشرطة تقتل المهاجم المفترض طوفان الأقصى.. أكثر من 2600 قتيل في غزة ووزير الدفاع الإسرائيلي يهدد بحرب فتاكة اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. تغطية مباشرة| مئات القتلى في غارة إسرائيلية على ساحة مستشفى الأهلي في غزة يعرض الآن Next عاجل. وزارة الصحة في غزة: مئات القتلى أغلبهم من الأطفال والنساء في غارة إسرائيلية على المستشفى الأهلي يعرض الآن Next في الجولان المحتل: السكان قلقون... و"رائحة الحرب في كل مكان" يعرض الآن Next شاهد: وقفة احتجاجية لطواقم الإسعاف في رام الله ضد "استهدافهم المتعمد" من قبل القصف الإسرائيلي يعرض الآن Next تأكيد فوز المعارضة البولندية رسمياً في الانتخابات التشريعية

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم إسرائيل غزة حركة حماس قصف فرنسا طوفان الأقصى فلسطين قتل قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هجوم لبنان Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار إسرائيل غزة حركة حماس قصف فرنسا طوفان الأقصى My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Algeria Tomorrow From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Angola 360 Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: حركة حماس إسرائيل طوفان الأقصى فلسطين إسرائيل غزة حركة حماس قصف فرنسا طوفان الأقصى فلسطين قتل قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هجوم لبنان إسرائيل غزة حركة حماس قصف فرنسا طوفان الأقصى طوفان الأقصى یعرض الآن Next حرکة حماس تل أبیب فی غزة

إقرأ أيضاً:

نزوح آلاف الفلسطينيين وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب غزة

عواصم - رويترز

قال مسؤولون بقطاع الصحة اليوم الثلاثاء إن ثمانية فلسطينيين قتلوا وأصيب العشرات عندما قصفت قوات إسرائيلية عدة مناطق في خان يونس ورفح بجنوب قطاع غزة وسط نزوح الآلاف تحت وطأة النيران.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر سكان عدة بلدات وقرى شرق خان يونس بإخلاء منازلهم أمس الاثنين قبل عودة الدبابات إلى المنطقة التي انسحب منها الجيش قبل أسابيع.

وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن الآلاف ممن لم يستجيبوا لهذا الأمر اضطروا إلى الفرار من منازلهم تحت جنح الظلام عندما قصفت الدبابات والطائرات الإسرائيلية القرارة وعبسان ومناطق أخرى وردت أسماؤها في أوامر الإخلاء.

وتساءل تامر، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 55 عاما نزح ست مرات منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، "وين نروح؟"

وقال لرويترز عبر تطبيق للتراسل "كل مرة الناس بترجع لبيوتها، وبتحاول تعيد بناء حياتها ولو فوق أنقاض بيوتهم، بيرجع الاحتلال بالدبابات بيدمر اللي بقي من هاي البيوت والأماكن".

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قصفت مناطق في خان يونس أُطلق منها نحو 20 صاروخا أمس الاثنين. وأضاف أن الأهداف تضمنت منشآت لتخزين الأسلحة ومراكز للعمليات.

وذكر الجيش أنه اتخذ إجراءات قبل الضربات لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى من خلال إتاحة فرصة لهم للمغادرة، في إشارة إلى أوامر الإخلاء. واتهم الجيش حماس باستخدام البنية التحتية المدنية والسكان دروعا بشرية لكن الحركة تنفي ذلك.

وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي المتحالفة مع حماس إن مقاتليها أطلقوا صواريخ باتجاه عدة مستوطنات إسرائيلية قرب السياج الحدودي مع غزة ردا على "جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".

واشتعل فتيل الحرب عندما اقتحم مقاتلون بقيادة حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول في هجوم مباغت أسفر وفقا للإحصائيات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة بينهم مدنيون وعسكريون واقتيادهم لغزة.

وأسفر الهجوم الجوي والبري والبحري الإسرائيلي المضاد عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني حتى الآن وفقا لوزارة الصحة في غزة، كما تسبب في دمار واسع بالقطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

ولا تفرّق إحصائيات وزارة الصحة في غزة بين المقاتلين وغير المقاتلين، لكن المسؤولين يقولون إن معظم القتلى من المدنيين. وتقول إسرائيل إن 317 من جنودها قتلوا في غزة وإن ثلث القتلى الفلسطينيين على الأقل من المسلحين.

*الفصل الأخير في رفح

قال شهود ومسعفون إنه يوجد ضمن المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء مستشفى غزة الأوروبي الذي يخدم خان يونس ورفح، وإن المسؤولين الطبيين مضطرون إلى إجلاء المرضى والعائلات الذين لجأوا إلى المستشفى.

واتجه بعض السكان غربا نحو منطقة المواصي القريبة من الشاطئ والمكتظة بخيام النازحين. ونام البعض في الشوارع لأنهم لم يتمكنوا من العثور على مأوى.

وسبق أن أشارت إسرائيل إلى أن عمليتها في رفح، الواقعة جنوب قطاع غزة والمتاخمة للحدود مع مصر، تقترب من نهايتها. وتقول إسرائيل إن توسيع عملياتها العسكرية لرفح كان الهدف منه القضاء على عدد من مسلحي حماس الذين يعتقد أنهم يختبئون في المدينة.

وقال مسؤولوها إنه بعد انتهاء المرحلة المكثفة من الحرب ستركز القوات على عمليات أصغر نطاقا تهدف إلى منع حماس من إعادة ترتيب صفوفها.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تقترب من هدفها المتمثل في تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007. وأضاف أن العمليات الأقل كثافة ستستمر.

وأضاف "إننا نتقدم نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس الإرهابي، وسنستمر في ضرب فلوله".

وتواصل حركتا حماس والجهاد الإسلامي شن هجمات على القوات الإسرائيلية الموجودة في قطاع غزة وتطلقان الصواريخ من وقت لآخر على إسرائيل في استعراض للقوة. وتقول حماس إن نتنياهو فشل في تحقيق أهداف الحرب وإن الحركة مستعدة للقتال لسنوات.

وتعثرت جهود مصرية وقطرية، تدعمها الولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن يفضي إلى إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. وتقول إسرائيل إنها ستوافق فقط على وقف مؤقت للقتال حتى يتسنى لها القضاء على حماس.

مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي: حماس تواصل إصرارها على بند أساسي في مقترح الصفقة
  • مباشر. حرب غزة: قصف جوي على وسط القطاع واشتباكات في رفح والشجاعية وعملية طعن بالجليل شمال إسرائيل
  • نزوح الآلاف وسط قصف إسرائيلي بجنوب غزة
  • نزوح آلاف الفلسطينيين وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب غزة
  • الجيش الإسرائيلي: مقتل جنديين في معارك وسط قطاع غزة
  • ضحايا هجوم حماس يقاضون هذه الدول بالمحكمة العليا الأمريكية
  • مقتل جندي إسرائيلي في معارك جنوب غزة
  • مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر بجراح خطيرة في معارك جنوب قطاع غزة
  • مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر بمعارك جنوب غزة
  • نتنياهو: موقف إسرائيل ثابت بشأن صفقة الرهائن المدعومة من بايدن