إن الهجوم على إسرائيل في الذكرى الخمسين لحرب يوم الغفران ينبغي أن يذكّرنا بذكرى أخرى، وهي ذكرى الحظر النفطي العربي في عام 1973. بدأت الحرب في السادس من أكتوبر، وخفضت منظمة البلدان المصدرة للنفط الإنتاج ورفعت الأسعار في 17 أكتوبر. وبحلول نهاية الحظر في مارس 1974، ارتفعت التكلفة العالمية للنفط بنسبة 300٪ تقريبًا، وأصبحت لافتات «نفاد الوقود» سمة من سمات الحياة الأمريكية.
عندما رفعت أوبك أسعار النفط بين عشية وضحاها، وفرض أعضاؤها العرب حظرا على الولايات المتحدة والدول الأخرى التي دعمت إسرائيل، تعثر الاقتصاد العالمي. وفي 28 ديسمبر، رفعت أوبك الأسعار مرة أخرى. فبرميل النفط الذي كان سعره 2.59 دولارًا في يناير 1973 أصبح يكلف 11.65 دولارًا بعد عام.
في أمريكا، ارتفع التضخم من 3.2% في عام 1972 إلى 11.04% في عام 1974، في حين انخفض النمو الاقتصادي من 5.6% في عام 1973 إلى سالب 0.5% في عام 1974. كان هناك تطور جديد فيما يتعلق بصناعة النفط المحلي في ستينيات القرن العشرين، مما يعني أنه كان سيخفف الضغوط، حيث اكتشف النفط في خليج (برودهو)، ألاسكا، في عام 1967، وكان الاكتشاف الأكبر في أمريكا الشمالية، إلا أنّ أنصار حماية البيئة حصلوا على أمر قضائي بإغلاق خط الأنابيب الضروري وأجبروا إدارة نيكسون على وقف عمليات الحفر البحرية الجديدة في كاليفورنيا، وهو مصدر آخر كان سيسهم في تعويض نقص الإمدادات.
وحتى افتتاح خط أنابيب ألاسكا في عام 1977 لم يتمكن من إبعاد الاقتصاد الأمريكي عن اعتماده على النفط المستورد. ولم تتخذ الولايات المتحدة أول خطوة كبيرة نحو استقلال الطاقة إلا في أواخر التسعينيات، مع ظهور التكسير الهيدروليكي والحفر الموجه.
إذا كان بوسع أمريكا أن تتعلم أي شيء من أزمة النفط في عام 1973، فهو أن استقلال الطاقة لا يمكن اعتباره أمرًا مسلّمًا به، فهو يتطلب جهدًا متواصلًا وإرادة سياسية، وخاصة ضد أولئك الذين يعارضونه لأسباب أيديولوجية أو مصالح ذاتية. وإلا فإننا نسلّم مستقبل أمريكا لأولئك الذين لا يريدون لها الخير، سواء في الداخل أو في الخارج.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
خبير تحكيمي لصدى: الهلال ظلم تحكيميا وكان يستحق لركلة جزاء واضحة
نواف السالم
حسم توفيق السيد، الخبير التحكيمي، الجدل المثار بشأن ركلة الجزاء التي ألغاها الحكم لصالح نادي الهلال أمام فلومينينسي البرازيلي، في المباراة التي جمعتهما مساء الجمعة ضمن منافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم للأندية 2025.
وكان حكم اللقاء قد احتسب ركلة جزاء لصالح الهلال في الدقيقة 45+3 من الشوط الأول، بعد تدخل من لاعب فلومينينسي ضد مهاجم الهلال ماركوس ليوناردو داخل منطقة الجزاء. لكن بعد مراجعة تقنية الفيديو (VAR)، قرر الحكم إلغاء قراره وأمر باستئناف اللعب، وسط اعتراضات كبيرة من لاعبي “الزعيم”.
وفي تصريح خاص لصحيفة “صدى”، أكد توفيق السيد أن قرار إلغاء ركلة الجزاء كان خاطئًا تمامًا، موضحًا: “ركلة جزاء الهلال صحيحة بنسبة 100%، حيث تبين وجود إهمال واضح من مدافع فلومينينسي تجاه مهاجم الهلال، وكان ينبغي على تقنية الفيديو دعم قرار الحكم وليس التدخل لإلغائه”.
وأضاف: “ما حدث يعد خطأ تحكيميًا جسيمًا، خاصة أن الإعادة التلفزيونية أوضحت وجود تلامس مؤثر على حركة المهاجم داخل المنطقة”.
وشهدت المباراة عدة حالات تحكيمية جدلية لصالح الهلال داخل منطقة جزاء الفريق البرازيلي، أبرزها مطالبة المدافع السنغالي كاليدو كوليبالي باحتساب مخالفة لصالحه داخل منطقة الجزاء، دون أن يلقى ذلك استجابة من الحكم.
وانتهى اللقاء بخسارة الهلال بنتيجة 2-1، ليودّع الفريق البطولة من دور ربع النهائي، رغم الأداء القوي الذي قدّمه خلال مشواره، والذي شهد فوزه المثير على مانشستر سيتي في الدور السابق.