“الدليل”.. تجربة ثقافية متكاملة ومبتكرة يقدمها جامع الشيخ زايد الكبير لمرتاديه من مختلف أنحاء العالم
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
دشن مركز جامع الشيخ زايد الكبير “الدليل”، وهو جهاز وسائط متعددة، يقدم لمرتادي الجامع، جولات ثقافية استثنائية، موظفا التقنيات المبتكرة للواقع الافتراضي المعزز؛ من خلال المقاطع الحسّية الحيَّة، والمؤثرات الصوتية والبصرية المصاحبة، والخرائط التفاعلية التي تظهر عناصر الجامع تلقائيا بالتزامن مع مسار الزيارة، وحزمة ألعاب وأنشطة تفاعلية للأطفال، مقدمًا محتواه بـ 14 لغة عالمية شاملًا فئات أصحاب الهمم من المكفوفين والصم، ليطلعهم على الرسالة الحضارية للجامع، الداعية للتسامح والتعايش والمستلهمة من نهج قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وتاريخ تأسيسه وتصميمه المعماري الفريد، من خلال سردٍ تفاعليٍ شائقٍ.
اللهجة الإماراتية
ومما تجدر الإشارة إليه أن إسم “الدليل” استلهم من اللهجة الإماراتية المحلية، ويعني من يدل الناس ويوجههم، ليعبر الإسم بذلك عن الهوية الوطنية لمجتمع الإمارات وما يتمسك به من قيم نبيلة ومفاهيم عليا ظلت نهجا يواكب مسيرة البناء وتتوارثه الأجيال.
تجربة مبتكرة
ويعد “الدليل”، إضافة نوعية، لمنظومة خدمات المركز؛ حيث تم تصميمه، لتقديم جولات ثقافية بأساليب مبتكرة، كما أنه لا يُلزم مستخدميه بالتقيد بالأوقات المحددة في الجامع للـ”جولات العامة”، ويتميز بتبنيه تقنية الواقع الافتراضي المعزز، وبعناصر تثري تجربة مستخدميه كخريطة الجامع التفاعلية ثلاثية الأبعاد، والأنشطة الافتراضية التي تضفي على التجربة تأثيرًا وزخمًا، كعرضه مراحل امتلاء الصحن بالمصلين ليلة 27 من رمضان، ومشهد شعائر الجمعة، ما يمنح المستخدم شعورًا حيّا بالأجواء والروحانيات التي تسود الجامع خلال أداء الشعائر، وعرضه أزهار البهو الشرقي وهي تنمو كما لو كانت حية بصورة حسية يستشعر مستخدم “الدِّلِيل” من خلالها العمل الإبداعي المتقن في تصميمها على أرض الواقع، ومن تلك الخصائص إتاحة الجهاز فرصة التفاعل مع حائط القبلة والمحراب بالضغط على الجزء المطلوب للحصول على المعلومات حوله، إضافة إلى إتاحته فرصة التعرف عن قرب على أجزاء الثريا وما يتعلق بها من حقائق؛ وزود “الدليل” بتقنية الاتصال اللاسلكي بعناصر الجامع ومقتنياته، فبمجرد المرور بها يقدم للزائر شرحاً تلقائيا مفصلًا حول الجزء المحدد من تصاميم الجامع وجمالياته.
وانطلاقا من كون الجامع وجهة عالمية يقصدها الزوار من مختلف أنحاء العالم، حرص المركز على تقديم الجولات الثقافية عبر جهاز “الدليل” بـ 14 لغة عالمية هي: العربية والإنجليزية والكورية واليابانية والصينية والإيطالية والأوردو والإسبانية والألمانية والبرتغالية والروسية والأوكرانية والفرنسية والعبرية، إضافة إلى جولات لغة الإشارة وجولات المكفوفين، وجولة العائلة بلغتها المبسطة للأطفال.
ومما تجدر الإشارة إليه أن تصميم محتوى الدليل تم على يد كفاءات متخصصة دأبت على إخراجه بالمستوى الذي يرقى للتطلعات ويحقق الأهداف، حيث تم رفده بالأنشطة الإثرائية، والمقاطع المصورة، والمؤثرات الصوتية المصاحبة، بصورة مدروسة ومتقنة، وحرصا على تحقيق أعلى معايير الجودة تم تسجيل المحتوى الثقافي للدليل بلغاته المختلفة في استوديوهات عالمية، من قبل فنانين ومتخصصين في الأداء الصوتي من مختلف أنحاء العالم.
“جولات استثنائية”
وتحقيقا لتطلعات المركز في نشر رسالة الجامع الحضارية عالميًا، على أوسع نطاق؛ فقد دأب على بناء محتوى الدليل مستندًا في ذلك على دراسات ومقارنات معيارية وتجارب، لإنتاج محتوى يقدم تجربة ثرية غامرة تصل بفاعليتها وتأثيرها لكل الأعمار والفئات وفق احتياجات كل منها.
“جولات أصحاب الهمم”
وخصص “الدليل” جولات ثقافية استثنائية لأصحاب الهمم، وظف خلالها الحواس والمؤثرات والتقنيات، لمنحهم تجربة متكاملة في رحاب الجامع، إيمانًا بدورهم الفاعل والمؤثر، كجزء أساسي في نسيج المجتمعات فجاء من تلك الجولات؛ الجولة الوصفية الصوتية (للمكفوفين)، التي صُممت من قِبل متخصصين، على درجة عالية من الكفاءة والخبرة في احتياجات هذه الفئة؛ قاموا بدراسة الواقع ووضع تصور لأساليب توظيف الحواس والتقنيات بالصورة المثلى، من خلال اللغة والمفردات المستخدمة والمؤثرات المصاحبة، بحيث تحقق عمق التأثير، للحصول على تجربة متكاملة في الجامع، تحقق أعلى درجات الفائدة والمتعة، كما تمت تجربة المخرج الأولي للجولة، من خلال أحد المكفوفين للتحقق من كفاءته، وأخذ الملاحظات والمقترحات بعين الاعتبار، للتحسين والتطوير، إلى أن وصل المركز بالمخرج النهائي الذي يرقى للمستوى المطلوب.
وبالإضافة إلى جولة لغة الإشارة التي صممت لفئة الصم من أصحاب الهمم، فقد تمت دراسة تصور محتوى الجولات وأساليب طرحها من قبل متخصصين، بهدف تقديم جولات متكاملة، تم خلالها توظيف المؤثرات والمقاطع التي تم تصويرها بحرفية.
“المستكشف الصغير”
وضمن رسالته الحضارية ودوره في غرس القيم لدى الأجيال والناشئة، خصص الدِّلِيل جولات للعائلة والأطفال، تحت إسم “المستكشف الصغير”، قُدمت من خلال “سلطان” و”موزة” وهما (شخصيتان كرتونيتان) مستلهمتان من هوية برنامج “الدليل الثقافي الصغير”، وتم تسجيلها بصوتي طفلين من خريجي البرنامج، روعي في هذه الجولة لغة الطرح المبسطة والمناسبة للأطفال، كما روعيت طبيعة هذه المرحلة العمرية وحاجتها للتنويع والتشويق بتوظيف الأساليب التفاعلية من خلال حزمة من الألعاب والألغاز والأنشطة التي صممها عدد من ذوي الموهبة والخبرة، بصورة مدروسة تحقق أهداف الجولة بمنح الطفل فهمًا أعمق وفرصة للتأمل في عناصر عمارة الجامع ورسالته.
الجولة العامة
وهي نسخة مختصرة من الجولة الغامرة، تُقدم نظرة عامة تركز على عمارة الجامع، وقد صُممت مراعاةً لظروف بعض الزوار ممن لا يتسع وقتهم وظروف زيارتهم للجولة الغامرة مع رغبتهم بالتعرف على الجامع.
مكتبة الجامع
وتجدر الإشارة إلى أن المحتوى الثقافي المتكامل للدليل يشمل محتوى “مكتبة الجامع” المتخصص في علوم الحضارة الإسلامية وفنونها، إذ يأخذ مستخدميه في جولة استكشافية للتعرف على أقسام المكتبة، كما يقدم نبذات لعدد من الكتب النادرة وإصدارات المركز.
ويتيح المركز لمرتاديه الحصول على “الدليل” بسهولة من خلال الحجز المسبق عبر الموقع الإلكتروني للمركز
https://www.szgmc.gov.ae/en/ أو من خلال زيارة (مكتب سعادة المتعاملين) في مركز الزوار؛ وبمزاياه المتعددة ولغاته المتنوعة، يجسد الدليل دور الجامع في رفد الحركة الثقافية للدولة، إضافة إلى نشره قيم المركز ورسالته الداعية للتسامح والتواصل الحضاري مع الجميع على أوسع نطاق.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
معابر المشاة”.. ممرات آمنة لتحسين تجربة الزائرين وتيسير وصولهم إلى المسجد النبوي
شيّدت البنية التحتية في المنطقة المركزية بالمدينة المنورة على أرقى مستويات ومعايير الجودة، ومشروعات تهدف لخدمة ملايين الزائرين الذين يفِدون إلى المسجد النبوي على مدار العام، ويشمل ذلك إنشاء وتطوير ممرات تحت الأرض خاصة بالمشاة، لحمايتهم أثناء تنقلهم عبر الطرق الرئيسية باتجاه المسجد النبوي.
9وتعدّ معابر وأنفاق المشاة في المسجد النبوي ممرات مخصّصة لتسهيل حركة المصلين والزائرين لعبور الطرق الرئيسية في المنطقة المركزية للوصول خلال وقت وجيز إلى المسجد النبوي، وصمّمت بهدف تنظيم تنقلاتهم بين المناطق المحيطة بالمسجد النبوي، وتقليل الازدحام خلال أوقات الذروة لاسيما في مواسم العمرة والحج، وضمان سلامة العابرين، وتوفير ممرات آمنة للمشاة بعيدًا عن حركة المركبات، وتمثّل جزءًا من البنية التحتية التي تم تطويرها في المدينة المنورة؛ لربط المناطق المحيطة بالمسجد النبوي بالمنطقة المركزية.
اقرأ أيضاًتقاريرباحثو كاوست يقدمون حلولًا مصممة خصيصًا لتحلية المياه
9وتتوزع في أرجاء المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي، معابر للمشاة، تشمل: “معبر مشاة السلام” – جنوب غرب المسجد النبوي – حيث يعزّز انتقال القادمين من الفنادق والأحياء الواقعة غرب المدينة المنورة إلى المسجد النبوي عبر المنطقة المركزية، مرورًا بمعبر المشاة، إضافة إلى “معبر مشاة العوالي” – جنوب شرق المسجد النبوي – ويخدم المناطق الشرقية المجاورة للمنطقه المركزية.
9وصُمّمت معابر المشاة لتحوي أعلى معايير وأنظمة الأمان والسلامة من خلال تزويدها بكاميرات مراقبة، وأنظمة لمكافحة الحرائق، كما دُعمت بأنظمة تكييف تعمل على مدار الساعة لخدمة العابرين، وإضاءة كامل الممرات، ودعمها بسلالم كهربائية للنزول والصعود في مداخل ومخارج المعبر لضمان تجربة مريحة للمستخدمين، كما تحوي مجموعة من المحلات التجارية متعددة الأغراض، وزُيّنت مداخل ومخارج المعابر بهياكل معدنية، وألواح زجاجية، تجسّد جمالية الطراز المعماري وتناسقه مع الطابع العمراني الذي يميّز المنطقة المركزية بالمدينة المنورة.
وتشكّل “معابر المشاة” جانبًا من الجهود الشاملة التي هيأتها الحكومة الرشيدة؛ لتحسين تجربة الزائرين، وتيسير تنقلاتهم بين المواقع الرئيسية والمسجد النبوي، وتأتي ضمن مشروعات أخرى نفّذت لذات الغرض، مثل ممر المشاة الذي يربط منطقة ومسجد قباء بالمسجد النبوي، ويمتد لمسافة 3 كلم تقريبًا، ويوفّر مسارات خاصة للعربات المتحركة، إضافة إلى جهود التطوير التي يشهدها طريق المشاة الرابط بين منطقة أحد التاريخية والمنطقة المركزية – شمال المسجد النبوي – لتقديم أرقى الخدمات للزوار، وتسهيل الوصول, وتنقلاتهم بواسطة المركبات والحافلات، وإتمام برامج الزيارة بيسر وأمان.