وجه النائب د.بدر الملا  9 أسئلة إلى وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله، نصت على ما يلي:

السؤال الأول: قرر قانون السلكـيــن الديبلومـاســـي والقنصلي تكليف أعضاء مجلس السلكين بتحديد دول صعبة المعيشة كل ستة أشهر ورفعها إلى وزير الخارجية ليصدر فيهم قرار، وذكر في مادة (45 مكررا) «تحدد دول صعبة المعيشة بقرار من وزير الخارجية بناء على توصية أعضاء مجلس السلكين».

ونمى إلى علمي أن الميزات التي يستحقها الموظف الذي يعمل بتلك الدول هو 20% من بدل التمثيل و15 يوما إجازة مدفوعة الراتب التي نصت عليها مادة رقم 28، وأحقية الموظف بطلب النقل عند إتمام عمله في البعثة لمدة سنتين، لذا يرجى تزويدنا وإفادتنا بالآتي:

1 – هل تمت مناقشة دول صعبة المعيشة وتصنيفها بمجلس السلكين؟ وما معايير تحديد الدول صعبة المعيشة من عدمها؟ وما آلية اختيار تلك الدول؟

2 – هل تم رفع كتب إلى وزير الخارجية عن دول صعبة المعيشة لم يتم إدراجها؟ يرجى تزويدي بجميع الكتب المتعلقة بطلبات إضافة تلك الدول إلى صعبة المعيشة ومعايير وأسباب رفض مجلس السلكين لها؟

3 – ما العوامل التي من خلالها يتم تصنيف الدول صعبة المعيشة؟

السؤال الثاني: تقوم وزارة الخارجية سنويا بصرف قيمة تذاكر سفر لأعضاء بعثاتها الديبلوماسية وأسرهم، وذلك بموجب أحكام المادة 45 من قانون رقم 21 لسنة 1962 بنظام السلكين الديبلوماسي والقنصلي وتعديلاته، والتي نظمتها المادة 21 من اللائحة المالية لموظفي وزارة الخارجية الصادرة بمرسوم رقم 245 لسنة 2005 وتعديلاتها.

ويأتي هذا الاستحقاق السنوي لأعضاء البعثات الديبلوماسية وأسرهم، في إطار تسهيل تمتعهم بإجازاتهم السنوية للعودة لوطنهم وتعزيزا للروابط الاجتماعية مع أسرهم وأقربائهم ووفقا لنص المادة 21 من مرسوم اللائحة المالية لموظفي وزارة الخارجية، فإن قيمة تذاكر السفر السنوية، يجب أن تصرف نهاية كل سنة من سنوات خدمة الموظف في البعثة، والتي تعرف بتاريخ الاستحقاق والتي يحددها تاريخ مباشرة عضو البعثة لمهام عمله في الخارج، حيث لم يسبق أن تأخرت وزارة الخارجية عن صرف المستحقات المالية لأعضاء بعثاتها الديبلوماسية وأسرهم.

إلا أنه لوحظ استمراء وتعمد وزارة الخارجية منذ عام 2020 في تأخير صرف قيمة تذاكر السفر السنوية خلافا لما نصت عليه المادة 21 من اللائحة المالية، والتي يجب أن تصرف عند تاريخ الاستحقاق، حيث تجاوزت أكثر من 6 أشهر عن تاريخ الاستحقاق، لذا يرجى تزويدنا وإفادتنا بالآتي:

1 – يرجى تزويدي بقيمة تذاكر السفر السنوية التي صرفت لأعضاء البعثات الديبلوماسية منذ عام 2018 حتى عام 2021، وتزويدي بجدول مقارن موضح فيه قيمة تذكرة سفر لكل بعثة، مع بيان الدرجة المقررة لعضو البعثة وأسرته، والمبلغ المصروف عن كل تذكرة.

2 – يرجى تزويدي بنسخة عن كتاب شركة الخطوط الجوية الكويتية المتضمن أسعار تذاكر السفر السنوية لأعضاء البعثات وأسرهم منذ عام 2018 حتى عام 2021.

3 – يرجى تزويدي بنسخة من القرار الصادر بشأن استبدال نظام استقدام ثلاثة عروض أسعار تقدمها البعـثـــات الديبلوماسية لقيمة أسعار تذاكر السفر، وتوضيح مبرراته.

4 – يرجى تزويدي بجدول مقارن موضح فيه موعد تاريخ صرف وزارة الخارجية لقيمة تذاكر السفر السنوية لكل عضو بعثة مقارنة بتاريخ الاستحقاق السنوي لكل عضو بعثة.

5 – هل قامت وزارة الخارجية بصرف قيمة تذاكر سفر سنوية الأعضاء البعثات الديبلوماسية، خلافا للدرجة المقررة لعضو البعثة؟ وما مبررات ذلك؟ علما بأن الوزارة سبق لها أن قامت بصرف تذاكر سفر سنوية للأعوام السابقة بقيمتها الكاملة من دون أي تخفيض بقيمتها أو بالدرجة المقررة لعضو البعثة.

6 – يرجى تزويدي بنسخ عن المراسلات التي أرسلتها البعثات الديبلوماسية الكويتية في الخارج إلى الوزارة تطالب فيه بإعادة النظر بقيمة أسعار تذاكر السفر السنوية، والتي لا تتطابق مع أسعار التذاكر المتوافرة في السوق في حينها، وذلك في عامي 2020-2021.

7 – هل قامت وزارة الخارجية بإعادة تسعير قيمة تذاكر السفر السنوية لبعض البعثات الديبلوماسية وقامت لاحقا بإعادة صرف الفروقات؟ يرجى تزويدي بأسماء البعثات الديبلوماسية التي تمت إعادة تسعير قيمة تذاكر سفرها السنوية.

8 – يرجى تزويدي بجدول مقارن يوضح المبلغ المخصص في ميزانية الوزارة والمصروف مع بيان نسبة الفرق عن بند تذاكر السفر السنوية عن الأعوام ما بين 2021/2020/2019/2018، 202١/202٢/ 202٢/202٣ وما مبررات انخفاض صرف قيمة التذاكر في ظل ارتفاع أسعار التذاكر عالميا خلال فترة جائحة كورونا؟

9 – كيف يتم صرف قيمة تذاكر السفر السنوية للملحقين الفنيين التابعين لوزارات أخرى؟

السؤال الثالث: في شأن اختصاصات مكتب التفتيش والتدقيق والمهام الموكلة إليه، يرجى الإفادة وتزويدي بالآتي:

1 – الأعمال التي يقوم بها مكتب التفتيش والتدقيق في وزارة الخارجية وما أسند إليه من أعمال أخرى ذات صلة.

2 – صورة ضوئية عن الهيكل التنظيمي لمكتب التفتيش والتدقيق.

3 – صورة عن التقارير والمذكرات التي أعدها المكتب.

4 – هل قدم المكتب أي اقتراحات وحلول لتصحيح الأخطاء والمخالفات التي حررها؟ وهل وجه الإدارة المعنية إلى سبل معالجتها.

5 – المخالفات والأخطاء التي حصرها المكتب للسنة المالية 2022/2021، والسنة المالية 2023/2022.

6 – هل يصدر المكتب تقارير دورية؟ إذا كانت الإجابة بالإيجاب، فهل يعرضها على الوزير؟ في حالة الإجابة الإيجاب يرجى تزويدنا بالمراسلات الدالة على ذلك وفي حالة الإجابة النفي يرجى بيان أسباب ذلك.

السؤال الرابع: سبق أن أرسلنا سؤالا برلمانيا رقم 2023-01293-KNA بتاريخ 2023/7/17 بشأن تصريح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية لقناة الإخبارية بتاريخ 2023/7/10 بشأن حقل الدرة وعلاقة الجمهوريـــة الإسلاميــــة الإيرانية بموضوع الحقل وبموضوع ترسيم الحدود البحرية، وقد تناول التصريح جوانب سلبية كبيرة جدا، وبتاريخ 2023/10/2 وردت إجابتكم عن هذا السؤال البرلماني بإجابة لا علاقة لها بالسؤال متجاوزة المدة اللائحية للإجابة المنصوص عليها في اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، لذا نعيد السؤال مرة أخرى طالبين منكم الإجابة بشكل مباشر وواضح عن الأسئلة التالية:

1 – هل قام نائب رئيس مجلـــس الــوزراء ووزير النفط بالتنسيق معكم قبل التصريح عن موضوع حقل الدرة لقناة الإخبارية؟ في حالة الإجابة بالإيجاب يرجى تزويدي بطبيعة المعلومات التي طلبها منكم وزير النفط وآلية تزويدكم له وما يثبت ذلك.

2 – هـــل قامــــت وزارة النفط أو مؤسسة البترول الكويتية بالتنسيق معكم قبل التصريح عن موضوع حقل الدرة؟ في حالة الإجابة بالإيجاب يرجى تزويدنا باسم من تم التنسيق معه ومستواه الوظيفي مع تزويدي بطبيعة المعلومات التي تم تزويدها له من قبلكم.

3 – ذكر الأخ نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط في مقابلته سالفة البيان ان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تقوم بترسيم الحدود قبل المطالبة بحق الدرة، لذلك هل طلبت وزارة الخارجية من الأخ وزير النفط أن يثير مسألة ترسيم الحدود في مقابلته التلفزيونية؟

4 – هل من الجائز لأي وزير أو أي موظف عام أن يقوم بإجراء مقابلات إعلامية من خلالها يقوم بالتصريح عن مسائل من صميم اختصاص وزارة الخارجية كتلك المتعلقة بالمطالبة بترسيم الحدود والعلاقة مع دول الجوار؟

5 – ما الإجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية بعد تصريح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط بشأن موضوع حقل الدرة وترسيم الحدود مع الجانب الإيراني؟ وهل أخطر مجلس الوزراء بردة فعل الوزارة تجاه هذا التصريح لمجلس الوزراء؟ في حالة الإجابة بالإيجاب يرجى بيان بماهية الإجراءات المتخذة، وفي حالة الإجابة بالنفي، يرجى بيان أسباب ذلك.

6 – ما سبب استغراقكم ثلاثة أشهر للإجابة عن سؤالنا البرلماني سالف البيان من دون أن تكون تلك الإجابة لها علاقة بالسؤال البرلماني المشار إليه؟

7 – تزويدي بنسخ من المراسلات المتبادلة بينكم وبين وزير النفط منذ تاريخ 2023/7/9 بشأن حقل الدرة حتى تاريخ ورود الإجابة عن هذا السؤال البرلماني.

8 – تزويدنا بجميع المراسلات المتبادلة مع مجلس الوزراء وديوان سمو الرئيس بشأن حقل الدرة منذ تاريخ 2023/7/9 حتى تاريخ ورد الإجابة عن هذا السؤال البرلماني.

السؤال الخامس: يرجى تزويدنا وإفادتنا بالآتي:

1 – تزويدنا بلائحة تنظيم شؤون العاملين المحليين في بعثاتنا بالخارج.

2 – كم عدد الموظفين المحليين في كل بعثة؟ وما جنسياتهم وشهاداتهم وطبيعة أعمالهم ووصفهم الوظيفي؟

3 – يرجى تزويدنا ببيان يبين تكلفة رواتب ومزايا الموظفين لكل بعثة على حدة مقارنة بآخر خمس سنوات مالية وفق ما انتهى إليه تقرير الحساب الختامي لكل سنة مالية.

4 – هل البعثات ملتزمة باللائحة في شأن التعيين؟ وما الإجراء المتخذ في حال مخالفة البعثة لأحكام اللائحة سالفة البيان في شأن تعيين المحليين؟

5 – ما مدى صحة أن هناك من الموظفين المحليين تم تعيينهم في بعض البعثات للقيام بأعمال تتعلق ببعض قيادات وزارة الخارجية أو بعض كبار الشخصيات أثناء تمتعهم بالإجازة الصيفية؟

6 – يرجى تزويدنا ببيان يبين الوصف الوظيفي وطبيعة الأعمال والمهام الموكلة لهم وتحديد ساعات العمل الإضافية وتكلفتها للموظفين المحليين في بعثات وزارة الخارجية في الدول التالية تحديدا بريطانيا – فرنسا – ألمانيا – سويسرا – بلجيكا – الولايات المتحدة – دولة الإمارات العربية – لبنان – مصر – المغرب.

السؤال السادس: قامت وزارة الخارجية منذ سنوات بشراء عقارات مملوكة لها خارج الكويت لاستعمالها للأغراض الديبلوماسية، ولما كانت من ضمن تلك العقارات التي تم شراؤها عدد من الفلل في جمهورية مصر العربية في منطقة التجمع الخامس، وقد نمى إلى علمي أن هذه الفلل لم يتم استغلالها حتى الآن، على الرغم من شراء الوزارة لها منذ أكثر من 15 سنة، فضلا عن عدم استكمال التشطيبات فيها، ونمى إلى علمي أيضا قيام الوزارة بإرسال وفود عدة كلفت المال العام الكثير من الأموال، لذا يرجى تزويدنا وإفادتنا بالآتي:

1 – كم يبلغ عدد الفلل التي تم شراؤها في منطقة التجمع الخامس؟ وكم تبلغ قيمة شراء تلك الفلل بالجنيه المصري وقيمة ما يعادلها بالدينار الكويتي وقت الشراء؟ مع مراعاة تزويدنا بنسخ من عقود الشراء لتلك الفلل.

2 – كم تبلغ القيمة السوقية لتلك الفلل؟ وكم تبلغ قيمتها بما يعادلها بالدينار الكويتي في الوقت الحالي؟

3 – ما أسباب عدم الانتهاء من تشطيب تلك الفلل رغم مرور أكثر من 15 سنة على تاريخ الشراء؟

4 – ما التكلفة المالية للوفود التي أرسلت من الوزارة لمتابعة استكمال أعمال التشطيب التي لم تنته حتى الآن؟ مع مراعاة تزويدنا بقيمة التذاكر والمخصصات المالية وجميع القرارات المرتبطة بها وأسماء من سافر لاستكمال تلك الأعمال.

5 – نمى إلى علمي أن وزارة الخارجية اشترت مواد تعتبر عقارات بالتخصيص لتلك الفلل ولم يتم استخدامها حتى الآن ما أدى إلى تلفها وتقادمها من دون أن تستخدم لذا يرجى تزويدي بقيمة تلك المواد؟

6 – نمى إلى علمي أن الوزارة قامت بدفع مبالغ عبارة عن اشتراكات لاتحاد الملاك وتكاليف مالية للحراسة والصيانة من دون أن تستغل تلك الفلل لتلك السنوات من دون أن تستفيد من استغلال أو استعمال تلك الفلل، لذلك يرجى تزويدنا بقيمة تلك التكاليف المالية.

السؤال الثامن: من المعلوم أن وزارة الخارجية تمتلك عقارات لها خارج الكويت في دول عدة يفترض أن تستخدم للأغراض الخاصة بإسكان أعضاء البعثات الديبلوماسية، لذا يرجى تزويدنا وإفادتنا بالآتي: تزويدي بقرارات التكليف للقيام بمهام خارج الكويت اعتبارا من تاريخ 1/3/2021 إلى تاريخ الإجابة عن السؤال البرلماني مع تزويدي بنسخة من كل قرار وكلفته المالية.

السؤال التاسع: نمى إلى علمنا أن هناك عددا من الموظفين تقدموا إلى الوزارة بفواتير علاج داخل الكويت، لذا يرجى تزويدنا وإفادتنا بالآتي:

1 – هل تم الدفع للبعض أم لا؟ إذا كانت الإجابة الإيجاب فكم شخصا تم الدفع لهم وما أسماؤهم؟

2 – وهل سيتم الدفع أم لا؟ ولماذا كل هذا التأخير بالدفع؟

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: تاریخ الاستحقاق وزارة الخارجیة وزیر الخارجیة مجلس الوزراء ووزیر النفط یرجى تزویدی وزیر النفط حقل الدرة تاریخ 2023 7 نائب رئیس من دون أن منذ عام التی تم

إقرأ أيضاً:

مجموعة الأزمات الدولية: أفكار جديدة بشأن عمليات حفظ السلام تناقش بالأمم المتحدة

تقول مجموعة الأزمات الدولية في تقرير بقلم خبيري المجموعة دانيال فوتي، وريتشارد غوان إنه في ظل تقليص الأمم المتحدة نشر قوات الخوذ الزرقاء التابعة لها، والصعوبات السياسية والمالية التي تواجهها، قد يبدو أن ذروة عمليات حفظ السلام المتعددة الأطراف قد ولّت.

غير أن المداولات حول هذا الموضوع داخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ليست بتلك الدرجة من القتامة، إذ يتداول الدبلوماسيون والمسؤولون الدوليون في الأمم المتحدة، خلال العام الجديد، موضوعا قديما قِدم المنظمة الدولية نفسها تقريبا؛ حول الغرض من عمليات حفظ السلام الأممية.

فقد أحدث طلب دولة مالي في يونيو/حزيران 2023 من مجلس الأمن إغلاق بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي والبالغ قوامها 15 ألف فرد، صدمة في منظومة الأمم المتحدة، إذ أظهر مدى هشاشة عملية سلام بهذا الحجم من الناحية السياسية.

وفي أعقاب قرار مالي، صعّدت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية شيئا فشيئا من دعواتها للأمم المتحدة لإنهاء مهمتها التي استمرت عقودا من الزمن في ذلك البلد. وبدأ المراقبون في حي "تيرتل باي" بنيويورك وخارجه في التكهن بأن بعثات الخوذ الزرقاء الأخرى -التي يعمل بها حوالي 70 ألفا من النظاميين والمدنيين في جميع أنحاء العالم- قد تنحسر عاجلا وليس آجلا.

إعلان

وكما جاء في عرض موجز نشرته مجلة الإيكونوميست في عددها الصادر في 2 يناير/كانون الثاني أنه يبدو للكثيرين أن "عصر حفظ السلام المتعدد الأطراف يقترب من نهاية غير سعيدة".

ولكن بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، فإن المناقشات حول مستقبل عمليات السلام لا تبدو قاتمة تماما كما كانت قبل 18 شهرا، فقد أجبرت الفوضى في مالي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليس فقط على الاعتراف بمكامن الضعف في هذه العمليات، بل وعلى التفكير أيضا في نقاط القوة المتبقية.

وقد أعرب دبلوماسيون من العديد من الدول عن عدم ارتياحهم لإلغاء مهام الأمم المتحدة في صنع السلام وحفظه، ففي سبتمبر/أيلول 2024، وقعت الدول الأعضاء على معاهدة تعرف باسم "ميثاق المستقبل"، وهو عبارة عن قائمة أفكار تغطي مجالات واسعة للتعاون المتعدد الأطراف.

وتضمنت طلبا للأمين العام أنطونيو غوتيريش "بإجراء مراجعة لكافة أشكال عمليات الأمم المتحدة للسلام" وذلك بهدف إعداد استجابات "سريعة ومصممة خصيصا" للتعامل مع التهديدات الحالية والمستقبلية.

وقد حظي هذا الاقتراح بموافقة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بسهولة، على عكس لغة الميثاق المقترحة بشأن قضايا السلام والأمن مثل نزع السلاح النووي، والتي أثارت جدلا.

وثمة نقطة أخرى لمداولات بناءة تتمثل في قمة على المستوى الوزاري حول حفظ السلام ستستضيفها ألمانيا في برلين في مايو/أيار. وستكون هذه القمة هي الأحدث في سلسلة اجتماعات حول عمليات السلام التي أطلقتها إدارة أوباما منذ ما يقرب من عقد من الزمان، والتي ركزت على حشد قدرات جديدة لبعثات الخوذ الزرقاء الحالية.

وقد شدد المسؤولون الألمان على ضرورة أن تناقش قمة 2025 أيضا مسار عمليات السلام "على مستوى سياسي رفيع". وأمام الدول الأعضاء والمسؤولين في الأمم المتحدة الآن فرصة لضخ أفكار جديدة في المداولات التي طال أمدها حول عمليات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية.

إعلان وقت للإصلاح وليس للإلغاء

ولا غرابة أنه حتى في الوقت الذي يبدو فيه أن بعثات الأمم المتحدة الميدانية في تراجع، فإن المناقشات المتعلقة بالرؤية المستقبلية لهذه البعثات آخذة في الازدياد. فالكثير من أفضل الأفكار حول عمليات السلام في تاريخ الأمم المتحدة نبع من رحم الأزمات.

ففي أعقاب فشل عمليات حفظ السلام في البلقان ورواندا في تسعينيات القرن الماضي، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كوفي عنان تقرير الإبراهيمي (الذي سمي على اسم مؤلفه الرئيسي، الوسيط الجزائري الأخضر الإبراهيمي)، والذي وضع مخططا لموجة جديدة من البعثات في أفريقيا في أوائل العقد الأول من القرن الجاري.

وبعد اندلاع موجة من العنف في جنوب السودان عام 2013 في غفلة من إحدى تلك البعثات الأممية، نظم بان كي مون خليفة عنان دراسة أخرى، تمثل في تقرير الفريق المستقل رفيع المستوى المعني بعمليات السلام. وقد حثت هذه الورقة مخططي وقادة عمليات الأمم المتحدة على التركيز على إيجاد حلول سياسية للصراع. ولا تزال هذه الورقة تعد مرجعا في المناقشات الحالية.

وإذا كان تاريخ من الانتكاسات دافعا لطرح أفكار جديدة في نيويورك، فهناك سببان مباشران على الأقل يحفزان الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على النظر في تحديث عمليات السلام كأداة بدلا من تجاهلها. والسبب الأول هو أنه على الرغم من أن بعثات الأمم المتحدة قد تكون معيبة، فإنها لا تزال قادرة على المساعدة في الحيلولة دون زعزعة استقرار البلدان التي قد تواجه عنفا متزايدا في غياب قوة لحفظ السلام.

وتكمن بعض الأدلة التي تثبت هذا الطرح فيما يحدث عندما تنسحب البعثات قبل الأوان. فخلال العقد الماضي، انسحبت قوات الخوذ الزرقاء المنتشرة على نطاق واسع من هاييتي والسودان دون أن يكون هذان البلدان قد حققا درجة من الاستقرار السياسي، ليشهدا كلاهما انتكاسة للصراع الدائر فيهما.

إعلان

وبالطبع يمكن القول أيضا إن هذا التاريخ يُظهر أن عمليات السلام نفسها لم تقم بعملها بشكل كافٍ قبل المغادرة، وهناك شكوك فيما إذا كان الإبقاء عليها في مكانها كان سيحول دون وقوع المزيد من الأزمات.

وشهدت مالي أيضا زيادة في هجمات المتمردين منذ مغادرة بعثة الأمم المتحدة. وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تنسحب قوة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار، المعروفة باسم (مونوسكو)، تدريجيا من الشرق، تصاعد العنف في مقاطعة كيفو الجنوبية منذ أن أوقفت قوات حفظ السلام عملياتها هناك في يونيو/حزيران 2024. وقد خففت الحكومة الكونغولية، التي دعت في السابق إلى إغلاق البعثة بحلول أواخر عام 2024، من مطالبها بجلاء أصحاب الخوذ الزرقاء من البلاد تماما.

والسبب الثاني لعدم التخلي عن بعثات الأمم المتحدة هو صعوبة الحفاظ على بدائل ذات مصداقية. وقد ذكّرت حالة واحدة بعينها -هاييتي- مجلس الأمن بهذا التحدي خلال العام الماضي. ففي عام 2023، فوَّض المجلس قوات شرطة بقيادة كينية، وليس بقيادة الأمم المتحدة، مساعدة السلطات الهاييتية على التعامل مع عنف العصابات المتزايد.

وقد صاغ دبلوماسيون ومحللون -من بينهم مجموعة الأزمات الدولية- هذا النهج لاستعادة الأمن والنظام باعتباره خطوة مبتكرة وأفضل من نشر هذا النوع من قوات الخوذ الزرقاء على نطاق واسع، والتي أرسلها مجلس الأمن إلى هاييتي بعد نوبات سابقة من عدم الاستقرار.

غير أن البعثة التي تقودها كينيا، والتي لم تصل إلا في منتصف عام 2024، أثبتت أنها أصغر من أن تحدث تأثيرا. كما أنها عانت من مشاكل لوجيستية وإدارية أساسية، وقبل كل شيء من نقص التمويل، والتي كان يمكن أن تديرها بعثة أممية باستخدام النماذج المعمول بها.

وبحلول نهاية عام 2024، كانت السلطات الهاييتية وإدارة بايدن، التي كانت في الأصل من المشجعين الرئيسيين للقوة غير التابعة للأمم المتحدة، تضغط على مجلس الأمن والأمانة العامة لتحويلها بسرعة إلى عملية خوذ زرقاء.

إعلان

وقد ثبت أن نشر عمليات السلام التي لا تقودها الأمم المتحدة في أماكن أخرى كان مثيرا للانقسام أيضا، وقد دعت الحكومة الكونغولية مجموعة متنوعة من القوات الأفريقية للتعامل مع المليشيات في شرق البلاد، عوضا عن بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار، ولكن لم يكن أي منها فعالا بما يكفي.

وعلى مدار العام الماضي، سعى أعضاء الاتحاد الأفريقي جاهدين لكي توفر الأمم المتحدة التمويل اللازم للبعثات التي يقودها الاتحاد الأفريقي في القارة، بناءً على قرار مجلس الأمن الصادر في ديسمبر/كانون الأول 2023 (بدعم من إدارة بايدن أيضا) الذي وافق من حيث المبدأ على نهج تقاسم التكاليف الذي تمول فيه الأمم المتحدة ما يصل إلى 75% من البعثات التي يقودها الاتحاد الأفريقي على أساس كل حالة على حدة.

ولكن في الوقت الذي طرحت فيه العديد من الدول حالات اختبار محتملة للآلية الجديدة (بما في ذلك اقتراح واشنطن بإنشاء قوة حماية تابعة للاتحاد الأفريقي في السودان)، لم تستطع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي الاتفاق على نشر مثل هذه البعثات، ناهيك عن العمل على التفاصيل المالية المتعلقة بها.

وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول، أصدر مجلس الأمن قرارا ينص على احتمال تمويل الأمم المتحدة لعملية الاتحاد الأفريقي الجديدة في الصومال -والتي يطلق عليها بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال- بدءا من منتصف عام 2025.

لكن أعضاء جمهوريين بارزين في الكونغرس الأميركي يرفضون استخدام هذا الترتيب في الصومال، وقد ترفض إدارة ترامب الجديدة التوقيع على قرار آخر للمجلس في الربيع من شأنه أن يعطي الضوء الأخضر لهذا النموذج التمويلي.

وبينما يدرس أعضاء الأمم المتحدة مستقبل عمليات السلام الدولية، ينبغي عليهم أن يضعوا في الاعتبار أنه -بالنظر إلى ما هو أبعد من الصومال- من شبه المؤكد أن إدارة ترامب الجديدة ستطرح أسئلة صعبة حول قيمة هذه العمليات. ففي ولايته الأولى، جعل ترامب ومندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، من خفض ميزانية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أولوية.

إعلان

وقد تمكن الأمين العام غوتيريش من التعامل مع هذا التحدي ببراعة، حيث حقق زيادة في وفورات التكاليف المخطط لها مسبقا، وصوّرها على أنها تنازلات للولايات المتحدة، وتقلصت الميزانية من حوالي 7 مليارات دولار في عام 2017 إلى 6 مليارات دولار اليوم.

ومع ذلك، من المرجح أن يضغط الرئيس ومرشحته لمنصب المندوب الدائم الجديد للولايات المتحدة، إليز ستيفانيك، من أجل تقليص المزيد من النفقات. وبالتالي، سيكون لدى أعضاء الأمم المتحدة الآخرين حافز للتأكيد على فعالية البعثات الأممية ومن ثم البحث عن طرق للحد من ميزانياتها.

نافذة للابتكار

إن هذا المزيج من العوامل يشكل دافعا للمسؤولين الدوليين للحديث عن الابتكارات التي من شأنها أن تحقق وفورات أكبر ونتائج أفضل. وقد قامت إدارة عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة بالفعل بتعميم ورقة تحدد نهجا "معياريا" للعمليات المستقبلية، مع التركيز على تصميم البعثات لتولي مهام محددة، تتراوح بين حماية المدن وتوفير الأمن في خضم أزمات الصحة العامة.

وتُعد وثيقة إدارة عمليات حفظ السلام محاولة للتأكيد على أن عمليات الأمم المتحدة يمكن أن تأتي بجميع الأشكال والأحجام، على عكس البعثات الكبيرة متعددة الجوانب ذات المهام المعقدة لبناء الدولة التي أرسلتها المنظمة إلى أفريقيا في العقدين الأول والثاني من هذا القرن.

وتوفر الورقة، التي تتضمن 30 نموذجا مختلفا للبعثات، نقطة انطلاق قوية للتفكير الخلاق حول عمليات الأمم المتحدة "المرنة والمصممة خصيصا" للتعامل مع التهديدات الحالية والمستقبلية. وستلهم الورقة، بشكل مثالي، أعضاء الأمم المتحدة ومخططي المنظمة على حد سواء لوضع مقاربات جديدة لحالات محددة مثل هاييتي أو السودان، بدلا من مجرد إعادة تدوير النماذج السابقة.

وسيتوسع النقاش أكثر. ومن المرجح أن تنضم إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، التي تدير البعثات السياسية الخاصة التابعة للأمم المتحدة والتي يغلب عليها الطابع المدني -مثل تلك الموجودة في أفغانستان واليمن- إلى النقاش الدائر حول نماذج البعثات.

إعلان

ففي السنوات الأخيرة، اضطلعت البعثات السياسية في السنوات الأخيرة بمهام، مثل مراقبة وقف إطلاق النار في كولومبيا، وهي مهام مرتبطة تقليديا أكثر بقوات حفظ السلام.

وإذا كانت الأمم المتحدة بصدد التحول فعليا نحو تبني مقاربات أكثر مرونة في إدارة الأزمات، فسيكون من الضروري تصميم عمليات تمزج بين سمات وقدرات كل من بعثات حفظ السلام والبعثات السياسية على حد سواء، ذلك على الرغم من أن العقبات المتعلقة بالميزانية والبيروقراطية غالبا ما تمثل عائقا.

ولن يكون مؤتمر حفظ السلام الذي سيعقد في مايو/أيار في برلين الفرصة الوحيدة لمناقشة مسار عمليات السلام؛ إذ ستجري الدول الأعضاء مراجعة لهيكل بناء السلام على مستوى الأمم المتحدة في عام 2025، والذي سيكون فرصة للحديث عن كيفية توافق عمليات الأمم المتحدة الميدانية مع بعض آليات المنظمة لمنع النزاعات والمساعدة الإنمائية.

وخلاصة القول، فإن الظروف مهيأة -وقد تم بالفعل إعداد الكثير من المواد- لإجراء مناقشة مفيدة لمعرفة إلى أين تتجه عمليات السلام. وليس هناك بالطبع ما يضمن أن الأمم المتحدة ستأذن بالعديد من العمليات الجديدة أو أي عمليات أخرى في المستقبل القريب.

وفي الوقت الذي يشهد فيه مجلس الأمن مزيدا من الانقسام لأسباب جيوسياسية بعيدة كل البعد عن الجوانب الفنية لعمليات السلام، سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق على عمليات نشر جديدة للأمم المتحدة.

وقد دعمت روسيا قرارا ماليا بإخراج قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وذلك لكسب المزيد من النفوذ في منطقة الساحل. وقد اعترضت الصين على دعوة إدارة بايدن لإرسال بعثة الخوذ الزرقاء إلى هاييتي.

وفي حين أثارت بكين تساؤلات منطقية حول إذا ما كانت مثل هذه البعثة يمكن أن تنجح، فإن دبلوماسيين يشككون في أن موقفها نابع من حقيقة أن هاييتي اعترفت بتايوان.

إعلان

وكانت إدارة ترامب السابقة قد أبدت استعدادا للتلويح باستخدام حق النقض (الفيتو) لإجبار المنظمة على ترشيد الإنفاق على عمليات السلام. وقد تؤدي مناورات مماثلة من جانب القوى الكبرى إلى تعقيد مفاوضات المجلس في المستقبل.

ومع ذلك، يشير الدبلوماسيون المقيمون في نيويورك إلى أنه في حين يشهد العالم زيادة في النزاعات، فقد تبرز مجددا الحاجة لنشر بعثات جديدة للأمم المتحدة بشكل غير متوقع.

وثمة ما يدعو الأمانة العامة للأمم المتحدة والدول الأعضاء إلى توخي الحذر عند الحث على مناقشة نطاق الاستجابات المتاحة للمنظمة، حتى وإن كانت أفضل الخطط التي يضعها مسؤولو الأمم المتحدة قد يكون مآلها الإلغاء أو إعادة الصياغة عندما تستدعي أزمة حقيقية تحويل المفاهيم إلى أفعال.

مقالات مشابهة

  • مجموعة الأزمات الدولية: أفكار جديدة بشأن عمليات حفظ السلام تناقش بالأمم المتحدة
  • «اقعيم» يتسلم تقرير إدارة حماية البعثات الدبلوماسية لعام 2024
  • واشنطن بوست: تقرير وزارة العدل لا يسوغ لترامب العفو عن مقتحمي مبنى الكونغرس
  • أردوغان يكشف قيمة الأضرار التي لحقت بسوريا خلال 13 سنة
  • وزير الخارجية: مصر تواصل تقديم كافة أشكال الدعم للبنان في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها
  • بالتفصيل.. ما هي الإعفاءات التي أقرّتها أمريكا بخصوص سوريا؟
  • "هنو" يكشف التحديات التي تواجه وزارة الثقافة
  • وزير الخارجية يؤكد على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع عُمان
  • دعاء الامتحانات.. كلمات مستحبة لتيسير الإجابة وتحقيق النجاح
  • "جامعة التقنية" تناقش آلية توحيد إجراءات صرف تذاكر السفر للطلبة المستحقين