قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في المستشفى الأهلي المعمداني بمدينة غزة تؤكد إجرامه، وعجزه في الوقت نفسه عن مواجهة المقاومة، داعيا الشعوب العربية والإسلامية للخروج في كل المدن تنديدا بجرائم الاحتلال.

وأضاف هنية في كلمة متلفزة -مساء اليوم الثلاثاء- في أعقاب المجزرة الإسرائيلية التي تسببت في سقوط ما لايقل عن 500 شهيد "هذا هو دأب الاحتلال الذي سبق له ارتكاب مجزرتي صبرا وشاتيلا وبحر البقر وقتلوا أسرى الجيش المصري".

وحمل هنية الاحتلال المسؤولية عن الجريمة التي طالت مستشفى ومسجدا وكنسية، كما حمل المسؤولية للولايات المتحدة ودول الغرب التي قال إنها توفر الدعم العسكري والغطاء لجرائم إسرائيل.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن "هذه الجرائم والمجازر لن تنال من عزم المقاومة ولا الشعب الفلسطيني الذي يعشق الشهادة والحياة العزيزة فوق أرضه ووطنه"، مؤكدا أن المقاومة مستمرة ولن تتوقف إلا برحيل المحتل عن أرض فلسطين ومقدساتها.

وخاطب هنية ذوي الشهداء قائلا، "إن هذه الدماء هي دماء كل حر في العالم، وإنها رغم غزارتها ستظل نورا لسالكي طريق الحرية والكرامة ونارا على العدو المغتصب".

ودعا هنية كافة الفلسطينيين خصوصا في الضفة الغربية المحتلة والداخل الفلسطيني لأن يخرجوا فورا في كل الشوارع والقرى والمدن والمخيمات والوقوف في وجه المحتلين والمستوطنين، وأضاف "نحن شعب واحد، دام واحد، ومصير واحد، ومعا سنصنع مصيرنا".

كما دعا كافة الشعوب العربية والإسلامية للخروج في كل العواصم والمدن تنديدا بجرائم إسرائيل "لكي يتوقف العدو، ولتقف هذه الأمة بمختلف جغرافياتها وأعراقها صفا واحدا".

ودعا رئيس المكتب السياسي لحماس "كل أحرار العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وكل المنظمات الدولية لإدانة هذه الجرائم واستباحة الدماء الفلسطينية".

وقال إنه "لا يجوز أبدا أن تستباح دماؤنا، وعلى منظمة التعاون الإسلامي التي ستجتمع في السعودية يوم غد أن تصدر بيانا قويا وواضحا"، مضيفا "لا لأرباع الحلول، وثقتنا عالية جدا في المملكة العربية السعودية وفي كل الدول العربية والإسلامية التي ستجتمع غدا بأن هذه الدماء لن تضيع هدرا، ولن تمر عليه هذه الاجتماعات مرور الكرام".

وخاطب هنية أهالي قطاع غزة قائلا "إن هذه المجزرة ستكون نقطة تحول تضاف إلى طوفان الأقصى ليساء وجه هذا العدو في كل مكان وعلى كل المستويات".

وسقط 500 شهيد على الأقل في قصف شنته مقاتلات الاحتلال -مساء اليوم الثلاثاء- على ساحة مستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة

إقرأ أيضاً:

من اغتيال هنية إلى نصر الله.. هل كانت ضربات إيران حتمية ضد الاحتلال؟

بعد انتظار شهرين من اغتيال رئيس وزراء فلسطين المنتخب إسماعيل هنية ، جاء اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله، ليعجل بالرد الإيراني المنتظر على دولة الاحتلال.

ومساء الثلاثاء هاجمت إيران بنحو 300 صاروخ باليستي مواقع عسكرية ومطارات في الأراضي المحتلة، وقالت إنه جاء ردا على اغتيال هنية ونصر الله عملا بمبدأ الدفاع عن النفس وحفظ الأمن.

ونشرت صحيفة "التايمز" مقالا لمراسلتها كاثرين فيلب قالت فيه إن علي خامنئي، المرشد العام الإيراني المصدوم بشدة، قام لدى سماعه أن حسن نصر الله، زعيم حزب الله الكاريزمي، قد قتل في غارة جوية إسرائيلية، بجمع كبار مساعديه في منزله في طهران لمناقشة الكارثة.

وبالنسبة لجميع الشركاء والوكلاء الآخرين الذين جمعتهم إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط على مدى عقود من الزمان، كان حزب الله هو المركز الرئيسي لـ "محور المقاومة" الذي بنته الجمهورية الإسلامية لمضايقة إسرائيل وتلميع أوراق اعتمادها كزعيمة عينت نفسها لقيادة العالم الإسلامي.


كانت المخاطر، كما يمكن للإيرانيين أن يروا الأمر، هائلة. كان حزب الله القوة الوحيدة التي كانت طهران تعتمد على ترسانتها الضخمة من الصواريخ وقربها من حدود "إسرائيل" كضمان ضد الضربات الإسرائيلية المباشرة على إيران.

والآن، أدى اغتيال نصر الله، الضربة المفاجئة في نهاية سلسلة من الصدمات بما في ذلك استخدام إسرائيل لأجهزة بيجر وتوكي ووكي كسلاح وتفجيرها، إلى تحطيم جو هالة القوة لحزب الله وعدم القدرة على هزيمته. وهو ما كشف عن ضعف إيران، والسؤال هل كان بقاء النظام الإيراني على المحك؟

يبدو أن إيران اعتقدت ذلك. فمع بدء قصفها الصاروخي على إسرائيل ليلة الثلاثاء، بدا الأمر مختلفا تماما عن أول ضربة مباشرة على الإطلاق على "إسرائيل" شنتها إيران في نيسان/ أبريل عندما أرسلت 300 صاروخ ومسيّرة، ثلاثة منها فقط اخترقت دفاعات إسرائيل.

وأكدت إيران أن الهجوم كان ردا مباشرا على هجمات "إسرائيل" على حزب الله، مما أنهى الشلل الذي يبدو أن النظام وجد نفسه فيه منذ الهجوم المتفجر المذهل في طهران الذي قتل الزعيم السياسي لحماس، إسماعيل هنية.

ومنذ ذلك الحين، ارتفعت التوترات في المنطقة بشكل حاد. ولكن في ظل الهجوم الذي وقع في يوم تنصيب الرئيس الإيراني الإصلاحي الجديد مسعود بزشكيان، ناضلت الحكومة في طهران للتحدث بصوت واحد.


وكان أولئك الذين تجمعوا في منزل خامنئي في طهران في الساعات الأولى من صباح يوم السبت وسط تقارير تفيد بأن نصر الله ربما قتل، يمثلون مجموعة واسعة من الآراء الرسمية الإيرانية من بزشكيان إلى المتشدد الذي هزمه في الانتخابات، سعيد جليلي.

وعندما تجمعوا لتأبين نصر الله ومناقشة الرد الضروري، كان الإيرانيون في حالة من الصدمة والحزن ــ ولكن ليس في حالة اتفاق.

وكان بزشكيان قد عاد للتو من خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث تبنى نغمة تصالحية، وقال للصحافيين إن إيران "مستعدة لإلقاء أسلحتها إذا ألقت إسرائيل أسلحتها".

وقد كان مقتل هنية، في ليلة تنصيب بزشكيان في تموز/ يوليو، هو الهجوم الإسرائيلي الجريء الثاني على المصالح الإيرانية في غضون أربعة أشهر، بعد غارة في نيسان/ أبريل على القنصلية الإيرانية في دمشق، سوريا، والتي قتلت العديد من كبار القادة العسكريين في الحرس الثوري الإيراني، مما دفع إيران إلى شن أول هجوم مباشر.

وقد أثار مقتل هنية مخاوف من اندلاع حريق أوسع نطاقا، حيث كانت القوى الغربية على يقين من أن إيران ستضطر إلى الرد. وتدفقت الرسائل ذهابا وإيابا تحث إيران على تأجيل أي انتقام على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة في غضون ذلك.

حتى قبل مقتل نصر الله، كان الكثير من المتشددين الإيرانيين يسخرون بالفعل من لغة بزشكيان المسالمة وهم مطمئنون لعلمهم بالنفوذ المحدود الذي يتمتع به الرئيس في النظام الديني الذي يشرف عليه آية الله.

في تلك الليلة في منزل خامنئي، لم يكن هناك إجماع. فقد جادل المتشددون بضرورة الرد السريع والحاسم على إسرائيل قبل أن تضرب إيران. ولقد حذر أولئك الذين كانوا في زاوية بزشكيان من أن إيران ربما كانت للمرة الثانية تسير نحو فخ نصبه لها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي لإثارة حرب إقليمية أوسع نطاقا.


وكان قد ورد أن خامنئي أصدر أمرا ـ لم ينفذ بعد ـ لإيران بالرد على مقتل هنية، بينما أعلن الحداد الرسمي لمدة خمسة أيام على نصر الله، ولكنه لم يصدر أي أمر بالانتقام له. وأشار إلى أن هذا الأمر متروك لحزب الله ليختاره. وقال خامنئي: "إن كل القوى في المقاومة تقف إلى جانب حزب الله. وسوف يكون حزب الله، على رأس قوى المقاومة، هو الذي سيحدد مصير المنطقة".

وفي ليلة الثلاثاء، أصبح من الواضح أن هذا التصريح كان مجرد خدعة أخرى. فبدون حزب الله كضمان، وجد النظام الإيراني نفسه يواجه تهديدا وجوديا، ومع عدم وجود ما يبدو أنه قد يخسره، فقد هاجم.

مقالات مشابهة

  • «الكتاب العرب» يدعو الاتحادات العربية لاجتماع بشان الأحداث فى المنطقة
  • مندوب لبنان في الجامعة العربية: الاعتداءات الإسرائيلية ترقى لجرائم ضد الإنسانية وانتهاكًا للمواثيق الدولية
  • رفضا لصمتها تجاه لبنان وفلسطين.. احتجاج أمام مقر الجامعة العربية بتونس
  • المؤتمر العربي العام يدعو لفتح الأجواء العربية لمرور الصواريخ ضد العدو الصهيوني
  • المؤتمر العربي” يدعو الى فتح الأجواء والجبهات العربية والإسلامية أمام قوى المقاومة
  • المؤتمر العربي يدعو الى فتح الأجواء والجبهات العربية أمام قوى المقاومة
  • من اغتيال هنية إلى نصر الله.. هل كانت ضربات إيران حتمية ضد الاحتلال؟
  • مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024 في المدن والعواصم العربية
  • "لجان المقاومة" تبارك رد إيران على اغتيال الاحتلال القائدين هنية ونصر الله
  • سياسة الإقليم المحترق.. دول الجوار تدفع الثمن البيئي لجرائم الاحتلال بغزة