مفتي الجمهورية في حوار لـ صدى البلديشهد التاريخ أن الرئيس السيسي أول من اهتم بتجديد الخطاب الديني دار الإفتاء تواصل تنفيذ استراتيجية الريادة واستحداث فروع جديدةأصبحت دار الإفتاء مؤسسة رائدة ذات إسلامية في عهد الرئيس السيسيتدخل الأهل والأقارب في حياة الزوجين من أشهر أسباب الطلاق

 

ناقش موقع صدى البلد، مع الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، مجموعة من القضايا المهمة على الساحة الدينية، وذلك بعد تجديد الرئيس السيسي، لمفتي الجمهورية، لمدة عام جديد.

وتضمن الحوار مع مفتي الجمهورية، الحديث عن أسباب الطلاق في مصر، وموقف الدار من الطلاق الشفوي، وكذلك خطة عمل الدار خلال الفترة المقبلة.

وإلى نص الحوار

- ما هي خطة عمل المفتي في الفترة المقبلة للنهوض بدار الإفتاء؟

دار الإفتاء تسعى خلال الفترة المقبلة إلى الاستمرار في العمل على تحقيق الريادة الإفتائية في الداخل والخارج وتسهيل الحصول على الخدمات الإفتائية المختلفة، وأنها وضعت لذلك خطَّة استراتيجية ستعمل على تنفيذها خلال الفترة المقبلة.
وهذه الخطة تقوم على عدَّة محاور رئيسية يأتي على رأسها استكمال منظومة التطوير التي تقوم عليها الدار أفقيًّا ورأسيًّا، وذلك من خلال زيادة كفاءة إداراتها واستحداث إدارات جديدة تلبِّي حاجات الناس الشرعية للحصول على المزيد من الخدمات الإفتائية والشرعية والمجتمعية التي تواكب العصر، وتُسهم في إيصال الرسالة الإفتائية الصحيحة لجميع المسلمين في الشرق والغرب مثلما فعلت العام الماضي عندما استحدثت إدارات "الإرشاد الزواجي" و"نبض الشارع" والمحاكم" ووحدة "حوار" وغيرها من الإدارات استجابةً للواقع المتغير وتحدياته.

مفتي الجمهورية في حوار لـ صدى البلد

كذلك من خطتنا كذلك التوسع رأسيًّا من خلال إنشاء فروع جديدة للدار لنشر خدماتها في مختلف محافظات مصر، حيث تعتزم الدار افتتاح أفرع جديدة جاري العمل على تنفيذها في عدد من المحافظات، وغير ذلك من الأنشطة والخدمات.

- وماذا عن جهود دار الإفتاء في الحفاظ على استقرار الفتوى؟

دار الإفتاء تنتهج المنهج العلميَّ الوسطيَّ السَّمْحَ المعبِّر عن جَوهر الإسلام، ومن هذا المنطلق تنبَّهت دارُ الإفتاء -منذ البداية- للخطر الفكري للحركات المتطرفة، وسَعَتْ سعيًا حثيثًا لمكافحة تلك الأفكار الشاذَّة والفتاوى الغريبة عن ديننا الحنيف، فكان من أهم أهداف دار الإفتاء المصرية هو محاربة أفكار المتشددين، وترسيخ منهج الوسطية في الفتوى.كما أنشأت دارُ الإفتاء (مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة). ومن عمل ذلك المرصد: متابعةُ مقولات التكفير في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية، وتقديمُ الدعم الكامل للمؤسسة الإفتائية ودليل التعامل مع تلك التيَّارات. 

ومن آخر جهود دار الإفتاء إنشاء (مركز سلام لدراسات التطرف)، وعبر هذه الإدارات والمراكز وغيرها تشتبك دار الإفتاء المصرية مع الواقع المعيش على كافة الأصعدة العلمية والفكرية لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه في هذا الصدد للإنسانية جمعاء في أنحاء العالم.

مفتي الجمهورية في حوار لـ صدى البلد- كيف تعاملتم مع دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني؟

التاريخ سيشهد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعد أول رئيس مصري مهموم بقضية تجديد الخطاب الديني، وأول من نادى بتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام في الخارج بسبب الصورة المشوهة التي صدرتها جماعة الإخوان الإرهابية، وهذا يؤكد على أن الرئيس السيسي أدرك أبعاد الدعوة بتجديد الخطاب الديني بما يحققه من أمن داخلي مجتمعي من خلال القضاء على الأفكار المنحرفة التي تبث الفتنة وتنشر التفرقة بين عناصر المجتمع من خلال المفاهيم المغلوطة التي تكشف عن تطرف المفاهيم لدى مروجي تلك الأفكار والدعاوي، وقد استجابت دار الإفتاء المصرية منذ اللحظة الأولى لذلك النداء في شقيه الداخلي والخارجي، حيث وضعت حُزمة إجراءات في الداخل والخارج لهذا الغرض.

- كيف نهضت دار الإفتاء في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؟

ومنذ أن تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية قامت دار الإفتاء المصرية بالعديد من الإنجازات فقد نجحت دار الإفتاء في تحويل قاعدة العمل بدار الإفتاء من الأفراد إلى العمل المؤسسي؛ فأصبحت مؤسسة رائدة ذات مرجعية فقهية إسلامية رائدة في صناعة الفتوى والعلوم الشرعية، يلجأ إليها الأفراد والمؤسسات محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا فضلًا عن إنشاء العديد من الخدمات والأنشطة والفروع والمراكز.

- نحن مقبلون على الانتخابات الرئاسية الجديدة، نود إرسال رسالة للمصريين عن حكم المشاركة في هذه الانتخابات

من المهم أن يكون الشعب المصري مشاركا بقوة في كافة الاستحقاقات الديموقراطية، وأن تكون لهم مشاركة إيجابية وفعالة، حيث إن المشاركة في الاستحقاقات الديموقراطية مظهر حضاري ورسالة إيجابية وحضارية للعالم.

- ما أسباب انتشار الطلاق وكيف تتعامل الدار مع هذه الظاهرة للحد منها؟

أسباب وقوع الطلاق لا يشترط توافرها جميعًا في كل الحالات، بل لكل حالة ظروفها التي تختلف بها عن غيرها. ومن أسباب حدوث المشاكل الأسرية كذلك الجهل بالحقوق الزوجية، وكذلك التدخل الخاطئ للأهل والأقارب في الحياة الزوجية لأبنائهم. 

حيث إن هذا السبب من أشهر أسباب الطلاق في السنوات الأولى من الزواج كما هو وارد في الإحصاءات المعتمدة؛ فعلى الأهل والأقارب التدخل بشكل إيجابي فقط إذا تطلب الأمر ذلك وظهر عجز أحد الطرفين عن التصرف بحكمة.

مفتي الجمهورية في حوار لـ صدى البلد

ولا شك إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وسوء استخدامها كذلك أصبح أحد العوامل المسببة لزيادة حالات الطلاق طبقًا لما أثبتته عدة دراسات اجتماعية وإحصائية؛ حيث انكفأ كلُّ واحد من الزوجين أغلب أوقاته على جهازه وعالمه الافتراضي الخاص، واتخذه متنفسًا له في تعدد العلاقات والصداقات التي تضر كيان الأسرة، وكذلك نشر مختلف أحوال حياته وشئونه الخاصة.

وتتخذ دار الإفتاء عدةَ تدابير وقائية من أجل تحصين بناء الأسرة؛ حيث أطلقت في الأعوام الأخيرة عدة دورات وبرامج متخصصة في هذا الشأن، كبرنامج "تأهيل المقبلين على الزواج" الذي يهدف إلى توعية المقبلين على الزواج، وكذلك إنشاء وحدة متخصصة للإرشاد الأسري والزواجي حيث تحال عليها المشكلات من إدارات الفتوى المختلفة، وكذلك إدارة فض المنازعات الأسرية. 

ويتمُّ في جلسات الإرشاد الأسري بحث مسائل الطلاق، بحضور ممثل شرعي من دار الإفتاء، إلى جانب متخصصين في علم النفس والاجتماع، فضلًا عن رصد أهم المشكلات والمستجدات المتعلقة بالأسرة، خاصة الطلاق لدراستها والعمل على حلِّها بإيجاد معالجة شرعية من خلال اعتماد اختيارات فقهية تعدُّ مخارجَ شرعية لكثير من حالات الطلاق؛ مراعاةً لأحوال الناس، وتحقيقًا لمصلحة بقاء العلاقة الزوجية.

- ما موقف الدار من إلغاء الطلاق الشفوي؟ وهل هو الحل؟

بحث مسألة الطلاق الشفهي هو من الأهمية بمكان، ولكن بالنظر في الوضع القانوني القائم فإن قانون الأحوال الشخصية الموجود والتطبيق القضائي والإفتائي لا يساعد أبدًا على أن نقول بأن الطلاق إذا صدر من الزوج ولم يوثقه بأنه لا يقع، ولتغيير هذا الأمر نحتاج إلى تعديل تشريعي، حيث يقوم مجلس النواب بالتحقق من المصالح والمفاسد المترتبة عن هذا الأمر وهذا يحتاج أيضًا إلى تدخل علماء الاجتماع ومراكز الأبحاث وعلماء الشريعة للإدلاء بدلوهم في هذه الظاهرة وإيجاد حلول لها.

- هل المذهب الحنبلي متشدد كما يروج البعض؟

لقد استطاعت المذهبية الفقهية عبر العصور أن تحتوي الجميع، وأن تصبغهم بصبغتها الوسطية الرافعة للحرج عن الأمة، الآخذة بيدها نحو كل ما هو يسير وسهل بفضل مسيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي نقلت لنا عن طريق الصحابة ثم التابعين في انسياب تام وتعاون ملموس، وربما توجد آراء متشددة في أي مذهب ولعل ذلك يرجع لسياق أو ظروف سائدة معينة.

- كيف نرد على من يصفون المشايخ والعلماء بشيوخ السلطان؟

الجماعات الإرهابية والمتطرفة تسعى إلى هدم المرجعيات الدينية والمؤسسات المعتمدة، وإنشاء كيانات موازية للدولة في مختلف المجالات، حيث إنهم يصفون من يخالف منهجهم بـ علماء السلطان، وهم أول من أطلقوا هذا المصطلح على من يخالفهم بغرض سياسي وهو تشويه العلماء وعدم إنصافهم، ونحن لا نأبه لأي حملات مغرضة ولا نلتفت إلا إلى الإنسانية ونفتخر بوقوفنا في صف الوطن.

- ما هي خطورة ظهور صفحات على مواقع التواصل لنشر الفتاوى بدون علم؟

لا شك أن تصدر غير المختصين للفتوى زعزع استقرار المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية لسنوات، ولكن بفضل الله في السنوات الأخيرة عادت ثقة الناس بالمؤسسات الدينية الرسمية، -بفضل جهود دار الإفتاء- وتم ضبط الفتوى بشكل كبير وواضح بعد ما تَمَّ استردادها من الجماعات المتشددة التي أثرت على الناس لفترة من الزمن ونفَّرت الناسَ ظلمًا وبهتانًا من المؤسسات الرسمية الدينية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتى الجمهورية الرئيس السيسي تجديد الخطاب الديني دار الإفتاء أسباب الطلاق دار الإفتاء المصریة الفترة المقبلة الخطاب الدینی الرئیس السیسی من خلال أول من

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: القوات المسلحة أهم ركيزة للاستقرار في مصر والمنطقة

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن القوات المسلحة هي أهم ركيزة للاستقرار في مصر والمنطقة في ظل الأزمات والصراعات التي تحيط بالبلاد على كافة حدودها.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم الخميس، بعدد من قادة القوات المسلحة، بمقر القيادة الاستراتيجية في العاصمة الإدارية الجديدة، في حضور الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية.

وأعرب الرئيس السيسي عن اطمئنانه تجاه الدور الحيوي الذي يلعبه الجيش في الحفاظ على استقرار مصر، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة تمثل الركيزة الأساسية للأمن والاستقرار في البلاد.

6 توجيهات من الرئيس السيسي للقوات المسلحة| فيديو وصور اجتماع الرئيس السيسي بقادة القوات المسلحة: جاهزية تامة لمواجهة أي تحديات محتملة تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي.. "مستقبل وطن" ينظم مبادرة شتاء دافئ لتقديم البطاطين لمحدودي الدخل إنفوجراف| أبرز رسائل الرئيس السيسي خلال لقائه بقادة القوات المسلحة.. صور

وأكد الرئيس  السيسي أن المنطقة تمر بظروف صعبة، وأن مصر تعد عامل استقرار مهم في ظل الأحداث الراهنة والتطورات الجارية في الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، في كافة حدود الدولة الغربية والجنوبية والشرقية والشمال الشرقي.

الرئيس السيسي: سياسة مصر الخارجية تتمتع بالاعتدال

وأضاف الرئيس السيسي أن سياسة مصر الخارجية تتمتع بالاعتدال، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة تسهم بشكل كبير في الحفاظ على الاستقرار الوطني والدولي، حيث يعتبرها العالم قوة استقرار رئيسية.

وأوضح أن القوات المسلحة لا تقتصر مهمتها على التدريب العسكري فحسب، بل تتفاعل أيضًا مع الوضع السياسي والأمني في الداخل والخارج.

ووجه الرئيس السيسي تحياته لأبنائه في القوات المسلحة، مؤكدًا أهمية الاستمرار في العمل والتدريب للحفاظ على الكفاءة والجاهزية العالية، كما أكد أن أمن مصر وسلامتها مسؤولية الجميع، وخاصة رجال الجيش الذين يمثلون خط الدفاع الأول.

وفي حوار مفتوح بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وقادة القوات المسلحة، تطرق الرئيس إلى عدد من قضايا الشأن العام والأوضاع الداخلية.

وقال أحد رجال القوات البحرية في حوار مفتوح مع الرئيس إن القوات البحرية هي أحد الدروع لمصر، ورد عليه الرئيس مؤكدا أهمية اتخاذ القرارات السليمة مها كانت جاهزية القوات للحفاظ على كل المكتسبات التي تحققت خلال 10 سنوات مضت.

ومن جانبه، أكد قائد اللواء 203، جاهزية رجال القوات المسلحة في أي وقت لتنفيذ أي مهمة، مشيرا إلى التدريبات والاستعدادات سواء الداخلية أو التدريبات مع الألوية الموجودة في القوات الجوية "تدريبات مشتركة"، للوصول إلى أحسن كفاءة.

مقالات مشابهة

  • نادى به الرئيس.. أمينة خيري: المجتمع يحتاج تطوير محتوى الخطاب الديني ومفهوم التدين
  • الرئيس السيسي: القوات المسلحة أهم ركيزة للاستقرار في مصر والمنطقة
  • الدكتور نظير عياد: التجديد في الخطاب الديني أصبح ضرورة ملحة
  • رئيس جامعة حلوان: تجديد الخطاب الديني ضرورة مجتمعية لمواجهة الأفكار المتطرفة
  • "الخطاب الديني وبناء الوعي لدى الشباب".. مفتي الجمهورية في ضيافة جامعة حلوان
  • مفتي الجمهورية: الإدراك العميق لمقاصد الدين هو السبيل الأمثل للاعتدال
  • المفتي: التطرف ليس منبعه الدين بل هو ثمرة سوء الفهم والجهل بمقاصد النصوص
  • المفتي: تجديد الخطاب الديني ليس تبديلًا للنصوص بل إعادة قراءة للواقع في ضوء الثوابت
  • مفتي الجمهورية: الإدراك العميق لمقاصد النصوص الدينية السبيل الأمثل لتحقيق الاتزان والاعتدال
  • مفتي الجمهورية يستقبل وفدَ برنامج الأغذية العالمي لبحث تعزيز التعاون المشترك