17 أكتوبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:  يعتبر معبر رفح بين غزة ومصر المدخل الوحيد للمساعدات من خارج إسرائيل إلى القطاع مباشرة كما أنه المخرج الوحيد الذي لا يؤدي إلى الأراضي الإسرائيلية.

وأصبح المعبر محور اهتمام في الصراع المتصاعد بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، حيث توجه مئات الآلاف من الفلسطينيين صوب جنوب غزة بعد أن طلبت منهم إسرائيل مغادرة مدينة غزة وشمال القطاع.

– أين يقع معبر رفح ومن يسيطر عليه؟

يقع المعبر في جنوب قطاع غزة، وهو شريط ضيق من الأرض يسكنه 2.3 مليون نسمة ويقع بين إسرائيل ومصر والبحر المتوسط.

وتسيطر مصر على المعبر.

– ما سبب أهمية معبر رفح في هذا الصراع؟

ردا على تسلل مقاتلي حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي أدى إلى مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي، فرضت تل أبيب “حصارا شاملا” على غزة، وقطعت الكهرباء عن القطاع ومنعت دخول جميع إمدادات الغذاء والوقود إليه.

وهذا يعني أن الطريق الوحيد المحتمل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة هو عبر رفح من شبه جزيرة سيناء المصرية. كما أن المعبر نقطة الخروج الوحيدة لسكان القطاع الساعين للفرار.

ومن المتوقع أن يُسمح لحاملي جوازات السفر الأجنبية بالخروج بموجب أي اتفاق لإعادة فتح المعبر، ولذلك توجهوا في الأيام القليلة الماضية إلى المنطقة المجاورة سعيا للخروج.

وطلبت إسرائيل أيضا من سكان غزة التحرك جنوبا بالقرب من رفح للاحتماء من القصف لكن السكان يقولون إنه لا يوجد مكان آمن في القطاع المكتظ.

– ما سبب القيود المفروضة على العبور من رفح؟

تشعر مصر بالقلق من انعدام الأمن قرب الحدود مع غزة في شمال شرق سيناء حيث واجهت تمردا لإسلاميين بلغ ذروته بعد عام 2013 لكنها أخمدته إلى حد كبير الآن.

ومنذ سيطرة حماس على غزة في عام 2007، شددت مصر القيود على تدفق الأشخاص والبضائع. وكما هو الحال عند المعابر الرئيسية مع إسرائيل، تُخفف القيود في بعض الأحيان لكنها لا تُرفع ويحتاج المسافرون إلى تصريح أمني والخضوع لعمليات تفتيش مطولة كي يمروا.

وعبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى سيناء في عام 2008 بعدما فتحت حماس ثغرات في التحصينات الحدودية مما دفع مصر إلى بناء جدار حجري وأسمنتي.

وتوسطت مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في فترات سابقة تخللتها صراعات واضطرابات، لكنها تغلق الحدود أيضا في هذه الحالات ولا تسمح إلا بدخول المساعدات وخروج الأشخاص للعلاج وتمنع أي انتقال للأشخاص على نطاق واسع.

وحتى في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل أعنف وأشرس قصف على غزة ردا على هجوم حماس، لم تُظهِر مصر حتى الآن أي إشارة إلى أنها ستغير نهجها. وقُتل نحو ثلاثة آلاف فلسطيني في القصف الإسرائيلي.

– ما هي الجهود المبذولة لفتح الحدود؟

حثت الأمم المتحدة إسرائيل على تجنب “كارثة إنسانية” في غزة، وحذرت من أن الغذاء والوقود وحتى إمدادات مياه الشرب تتناقص بشكل خطير.

وتقول المستشفيات إنها تواجه صعوبات بالغة في التعامل مع الجرحى مع نفاد الوقود من المولدات الاحتياطية.

واقتربت شاحنات تحمل مساعدات مصرية من المعبر يوم الثلاثاء لكن لم يتضح متى أو ما إذا كان من الممكن عبورها إلى غزة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على وضع خطة لتوصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة دون أن تستفيد منها حماس.

– لماذا تتردد الدول العربية في استقبال الفلسطينيين؟

تساور الدول العربية مخاوف شديدة من أن تؤدي الحرب الإسرائيلية الدائرة حاليا مع حماس في غزة إلى موجة نزوح دائم جديدة من الأراضي التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.

وحذرت مصر والأردن من إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم. ومصر الدولة العربية الوحيدة التي لها حدود مشتركة مع غزة، كما يقع الأردن على الحدود مع الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن من المهم أن يظل الشعب الفلسطيني باقيا على أرضه، في حين حذر العاهل الأردني الملك عبد الله من أي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسرا من كل الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم داخليا.

وبالنسبة للعرب والفلسطينيين، تحمل فكرة مغادرة الأراضي، التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها أو طردهم منها، أصداء “النكبة” عندما فر الكثير من الفلسطينيين أو أجبروا على ترك منازلهم في حرب عام 1948 التي صاحبت إقامة دولة إسرائيل.

وترفض إسرائيل التأكيد على أنها طردت الفلسطينيين، وتقول إن خمس دول عربية هاجمتها بعد إقامة دولتها.

وتعرض نحو 700 ألف فلسطيني، أي نصف السكان العرب في فلسطين التي كانت تحت الحكم البريطاني، للتشريد والتهجير، وانتقل كثيرون منهم إلى الدول العربية المجاورة حيث يقيمون هم وأحفادهم. ولا يزال كثيرون يعيشون في مخيمات اللاجئين.

ولهذا السبب، يقول الكثير من الفلسطينيين إنهم لا يريدون مغادرة غزة، التي انسحبت منها إسرائيل في عام 2005 بعد احتلال دام 38 عاما، حتى مع تصاعد هذا الصراع الأحدث.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: من الفلسطینیین معبر رفح

إقرأ أيضاً:

سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدودي

ضبطت إدارة معبر نصيب الحدودي شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة تبلغ أكثر من 7 ملايين حبة كانت مخبأة داخل إرسالية معدّة للتصدير إلى الخارج.

ويذكر أن هذه الشحنة كانت معبأة ومجهزة للتهريب قبل تحرير سوريا من النظام السابق.

وأفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" يوم الثلاثاء الماضي بأن إدارة مكافحة المخدرات ضبطت مستودعا للمخدرات "يتبع لماهر الأسد شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد" في منطقة الصبورة بريف دمشق.

تعاون استخباراتي أمريكي سوري يحبط هجوما لـ"داعش" على "مقام السيدة زينب"

شاركت الولايات المتحدة بشكل مباشر معلومات استخباراتية مع الحكومة السورية المؤقتة ما أسهم في إحباط مؤامرة لـ"داعش" لاستهداف ضريح ديني بضواحي دمشق في وقت سابق من هذا الشهر.

وأكد العديد من المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين المطلعين على الأمر أن هذه المشاركة تمت وسط تصاعد مخاوف الولايات المتحدة من إمكانية عودة تنظيم "داعش" للظهور بينما تحاول القيادة السورية الجديدة تعزيز سيطرتها.

وأشار المسؤولون إلى أن تبادل المعلومات الاستخباراتية مدفوع بمصلحة مشتركة في منع عودة "داعش" ولا يعكس ذلك قبولا كاملا بـ"هيئة تحرير الشام"، التي لا تزال مصنفة كمنظمة إرهابية.

وقال مسؤول أمريكي سابق: "إنه الشيء الصحيح والحكيم والمناسب القيام به، نظرا لوجود معلومات موثوقة ومحددة (حول تهديدات داعش)، بالإضافة إلى جهودنا لتعزيز العلاقة مع هؤلاء الأشخاص (القيادة السورية الجديدة)".

وأوضح المسؤولون أن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الهيئة تم في لقاءات مباشرة بين مسؤولي الاستخبارات الأمريكية وممثلي الهيئة، وليس عبر وسطاء، وشمل تبادلات بين الطرفين في سوريا ودولة ثالثة، وبدأ بعد أسبوعين تقريبا من تولي "هيئة تحرير الشام" السلطة في 8 ديسمبر الماضي.

يشار إلى أنه في 11 يناير الجاري، أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الحكومة السورية أحبطت مؤامرة لـ"داعش" لتفجير قنبلة في ضريح السيدة زينب، وهو موقع شيعي مقدس ووجهة حج رئيسية في ضواحي دمشق.

وتابع المسؤول السابق: "نحن نتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الروس. ومع الإيرانيين عندما تكون هناك تهديدات معينة، وفي بعض الحالات، واجب التحذير".

وأردف: "لذلك كان هذا نتاجا للجهود المبذولة لتطوير وبناء علاقة مع هيئة تحرير الشام، لكنه لم يكن استثنائيا بهذا المعنى. حتى عندما لا تكون مصالحنا متطابقة تماما، فإننا نتحمل مسؤولية، في بعض الحالات، لمشاركة المعلومات الاستخباراتية."

مقالات مشابهة

  • “رحلة باتجاه واحد”.. جلسة سرية في إسرائيل حول آلية تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر
  • العودة للشمال: أرادت إسرائيل نكبة ثانية، ففاجأتها غزة بطوفان ثان
  • ألمانيا ترسل خبراء إلى رفح لدعم مراقبة المعبر
  • مصر: معبر رفح سيفتتح خلال أيام لاستقبال الفلسطينيين للعلاج
  • مصر تتحدث عن موعد تشغيل معبر رفح بعد تفعيل المراقبة الأوروبية
  • سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدودي (صور+ فيديو)
  • سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدودي
  • اتفاق أوروبي على مراقبة معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر
  • الاتحاد الأوروبي يتطلع لاستئناف مراقبة معبر رفح
  • بعثة الاتحاد الأوروبي تتطلع لاستئناف عملها في معبر رفح