إبادة جماعية في غزة
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
راشد بن حميد الراشدي **
غزة تستغيث.. غزة تصرخ.. غزة تُباد.. إنها حرب صليبية كاملة لا هوادة فيها أمام مرأى العالم، والكل يشاهد الفتك بالإنسان الفلسطيني، وقد دُفنت الضمائر تحت أنقاض الركام، لا صدى لأمة عربية ولا صوت لأمة إسلامية ولا ضمير للعالم أجمع!
سكوت وأقنعة مزيفة كاذبة، وعُزل يبادون، دون سبب، سوى أنهم استبسلوا لرد حقوقهم وأرضهم، وكان جزاؤهم مئات آلاف من القنابل الغادرة من مجرم حرب لا يرى أمامه إلّا طغيانه وجبروته، مُتناسيًا أن قدرة الله فوقه وأن نصر الله قريب.
ماذا فعل الأبرياء والاطفال والنساء والعجزة لكي يبادوا بطرق وحشية؟ ومن سوغ للمجرمين ذلك إلّا حلفاءهم وبدعم تام من أم الشياطين الولايات المتحدة الأمريكية، راعية الإرهاب العالمي، والتي تصول اليوم وتجول من أجل حماية الظالم.
أين العرب وأين أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأين العالم من هذا المجرم المتغطرس نتنياهو بآلته الحربية المُدججة بأحدث المعدات والتقنيات والقنابل؟
نتمنى اليوم على الأقل وقف هذا المتغطرس عند حده، نتمنى صرخة من العالم أجمع: قف فقد أفنيتَ أمةً.. قف فقد تماديتَ في طغيانك.. قف فقد فجرت أيها الفاجر الملعون.
اليوم.. يجب على جميع الشعوب أن تقول كلمة الفصل لهذه الفئة الضالة الظالمة وتوقفها عند حدها، وتحاكم طغاتهم كمجرمي حرب، لم يرَ التاريخ لهم مثيلَا.. قاتلهم الله.
اليوم.. يجب على الأمة العربية أن تتحد وتنسى خلافاتها ومصالحها مع مثل هؤلاء الذين يُعلنون العداء جهارًا نهارًا ونحن نُساندهم بالخضوع لمآربهم القذرة كقذارتهم، ولن يغفر الله لنا إنْ سكتنا ولم نقل كلمة الحق التي يجب أن يبلُغ صداها العالم بأسره، وإن سكتنا فالدائرة علينا ولن نجد غدًا من يسمعنا، فقد تعامينا عن بني جلدتنا لصالح مجرمين قتلة الأطفال، لا يُعرف لهم أصل ولا موطن، سوى التيه في الأرض.
يا ضمائر الأحرار والعروبة والإسلام.. أما آن لكم أن تنتفض ضمائركم وتصحوا من سباتكم، بعد هذا العار- وأي عار- قتلٌ وحشي لم يَسمع به أحد، وفساد في الأرض وحرق للحرث والنسل.
يا ضمائر العالم الميتة، لن ينفعكم هذا السبات؛ فطبول الحرب تُقرع اليوم، علينا لا على فلسطين فحسب، فاستعدوا لما لا طاقة لكم به!
قفوا صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص؛ فاليوم يومكم، والغد غدكم، ولن ينجو أحد، إلّا بكلمة التقوى والثبات على الحق؛ ففي اتحادكم قوة وشكيمة وبأس على الكافرين، والله غالب على أمره، ولن يصلح هذا الدهر إلّا ما أصلح أوله، ولا مجال اليوم للخونة والعملاء بين العرب، وستظل راياتنا مرفوعة، فلا مجال للبكاء والعويل، وإنما المجال للنصر والتمكين.
إن غزة تُباد.. فهل من مُنتصر لها؟
غزة تُباد.. فهل من ضمير حر يُغيثهم ويزمجر في وجه العِدا؟
بلى؛ ففي أُمّة مُحمَّد الخير كله، وإنَّ غدًا لناظره قريب.
اللهم إنا استودعناك أهلنا في غزة وفلسطين؛ فاحفظهم وأرحمهم واغفر لشهدائهم، واجعل النصر حليفهم، وأيقظ ضمائر المسلمين.. اللهم آمين.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إبراهيم نجم لـ "الوفد": قريبا.. قانون حاسم لمعاقبة المتجرئين على الفتوى دون تصريح (خاص)
قال الدكتور إبراهيم نجم الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم في تصريحات خاصة لـ"الوفد"، أننا أصبحنا في عصر يعترف ويقوم على التخصص، وقول الله تعالى في كتابه الكريم: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" [النحل: 43]، يُشير إلى مدى خطورة الأمر، فأهل الذكر هم أهل التخصص والعلم في كافة المجالات.
طبيب الأبدان وطبيب الأديانوأضاف نجم في تصريحاته للوفد عقب الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية التي انعقدت بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء تحت عنوان (الفتوى والأمن الفكري) أن الاعتراف بالتخصص أمرًا ضروريًا، فعلى سبيل المثال، إذا اشتكيت من صداع في الرأس، لا أذهب إلى مهندس، بل أذهب إلى طبيب متخصص ليشخّص الحالة ويصف العلاج المناسب.
وتابع نجم أن أهم ما يحتاجه الإنسان والمجتمعات والدول هو "الأمن الديني" أو "الأمن الفكري"، وكما نلجأ إلى طبيب الأبدان، يجب أن نلجأ أيضاً إلى طبيب الأديان، وهم العلماء الذين وصفهم الله تعالى بقوله: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
السبب الرئيسي لمُصاب المنطقة العربيةوأكد نجم على أنه من أهم أسباب المصائب التي تواجه المنطقة العربية والكثير من دول العالم هو تصدُّر غير المختصين للمشهد الديني، فقد أصبح البعض يفتون فيما لا يجيدون، رغم أن الإفتاء علم شرعي أصيل يتطلب من الفقيه والمفتي سنوات من الدراسة الشرعية العميقة، بالإضافة إلى دراسة الواقع، والحالة، والمكان، والزمان، حتى تكون الفتوى صحيحة وواعية.
مشكلة الانفلات الإفتائي
وعن سؤال الأمين العام على مشكلة الإنفلات الإفتاي وكيف يمكن أن تتصدى دار الإفتاء لانتشار الفتاوى العشوائية التي تعج بمواقع التواصل من غير المتخصصين والباحثين عن الترند والربح التجاري.
صرح نجم أن انتشار الفتاوى غير الصحيحة عبر القنوات المفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى قلاقل وزعزعة استقرار الدول والمجتمعات، ولعلاج هذه المشكلة، هناك طريقتان، أحدهما هى الإجراء الوقائي وهو الأفضل، والآخر هو الإجراء العلاجي.
1- الإجراء الوقائي: نشر الوعي والاعتماد على المؤسسات الرسمية في الأمور الشرعية حيث وضح نجم أن الطريق الوقائي يشتمل على نقطتين رئيسيتين وهما:نشر الوعي بأهمية اللجوء إلى المختصين في الشأن الديني.الاعتماد على المؤسسات الرسمية مثل الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، وعلماء وزارة الأوقاف في مصر، وفي دول العالم، اللجوء إلى المؤسسات الرسمية المخوّلة بالإجابة على الأمور الشرعية.2- الإجراء العلاجي: إصدار تشريعات وسن قوانين تُجرّم الإفتاء بغير تخصص أو تصريحفيما أشار نجم إلى قانون رادع سيظهر للنور قريبًا لمعاقبة كل من يتجرأ على الفتوى بغير علم ليكون علاجي شافي لفوضى الفتاوى المُهلكة لحياة الناس، وهو ما سيتم من خلال إصدار تشريعات وسن قوانين تُجرّم الإفتاء بغير تخصص أو تصريح، في مصر.
وأكد نجم أن هناك خطوات إيجابية في هذا الاتجاه، حيث يناقش مجلس النواب قانوناً ينظم الإفتاء، ويشارك في صياغة هذا القانون علماء الدين من الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، بالإضافة إلى علماء القانون.
واختتم الدكتور إبراهيم نجم الأمين العالم لدُور وهيئات الإفتاء في العالم حديثه داعيًا الله عز وجل أن يرى هذا القانون النور قريباً، حتى يردع كل من يفتون الناس بغير علم، ويسببون ارتباكاً شديداً في واقعهم، مؤكدًا على أن هذا الوقت قريب جداً بإذن الله، وسيتم التعامل بحزم مع كل من يفتون بغير علم أو تصريح، حفاظاً على استقرار المجتمع وأمنه الفكري.