صحيفة البلاد:
2024-11-22@05:33:17 GMT

إسرائيل وصورتها القاتمة!

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

إسرائيل وصورتها القاتمة!

  عبدالناصر بن علي الكرت ‏الأحداث الأخيرة في غزة كشفت للعالم أجمع عن حقائق مؤسفة وصور قاتمة ليس عن إسرائيل لوحدها في عدوانياتها وتعاملها باستهداف المدنيين الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء بغاراتها وصواريخها وطائراتها وقنابلها ومتفجراتها التي هدمت المنازل والأبراج على رؤوس سكانها وأطبقت المشافي والمدارس وأسقطت دور العبادة ولم تسلم من قذائفهم وقصفهم المتواصل حتى الحيوانات! فلا هي تنظر لحقوق الإنسان فما بالكم بالحيوان.

 ولا شك أن تصرفها يعكس مدى الحقد الكبير على الإنسان الفلسطيني الذي ترى بأنه لا يستحق الحياة مع سعيها لإبادته بانت أمام المجتمع الدولي -اليوم وقبل اليوم- من خلال سياسة التطهير والتجويع والقتل بقطع الماء والغذاء والدواء. ولعل إمعانها في محاولة إجلاء سكان غزة يعطي الدلالة الواضحة لمدى العنجهية التي تلازمهم دائما بذرائع واهية في ظل الصمت العالمي على جرائمهم الكبرى. فإذا كانت المقاومة مشروعة للشعوب المحتلة فإن القتل الذي تمارسه إسرائيل مرفوض في القانون الدولي لكن إسرائيل كعادتها لا تأبه بحق المدنيين اطلاقا. لأنها تعلم تماماً عدم مشروعيتها ولعل آخرها زعمها بقطع رؤوس الأطفال وحرقهم من قبل مقاتلي حماس لتبرير ما يقومون به من عنف في حق المدنيين ولاستعطاف الحكومات الغربية التي تعلم جيداً  بأنها تقف في صفهم  دعماً ومساندة.  هذه الحقائق القاتمة عن إسرائيل ورئيسها “نتنياهو” قد طالت بعض دول الغرب التي تسابقت في التضامن معها وتبرير أفعالها وفي مقدمتها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها “بايدن” الذي تحمس وتحدث قبل أن يتحقق من صحة  المعلومات  وكان يجدر به كزعيم أكبر دولة في العالم أن يعرف الواقع أولاً و وألّا ينحاز وأن يبتعد عن المحاباة لأن ذلك يعطي فكرة غير جيدة عن الإدارة الأمريكية التي يعتقد المجتمع الدولي أنها غير جديرة بقيادة العالم مع هذا الصلف والانحياز بإرسال حاملة الطائرات لمواجهة أفراد قليلين من كتائب القسام  التي لا تُقبل ولا تُبرر بعض أفعالهم، رغم أنهم ينظرون إليها بأنها أعمال مقاومة لإجبار إسرائيل للاعتراف بحقهم المهدر. ومع ذلك فإن القيادة الفلسطينية لم تؤيد ما قامت به تلك الفصائل. وبصرف النظر عن كل ذلك فإن الحقيقة بانت وأن الادعاء الإسرائيلي بقطع رؤوس الأطفال باطل. وما صرحت به “إيوني بيلارا” القائم بأعمال وزير الحقوق الاجتماعية بأسبانيا بتجريم رئيس إسرائيل لمحاولته الإبادة الجماعية لسكان غزة يمثل شاهداً على صحوة الضمير وتطالب حكومتها بتقديم “نتنياهو” إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وقد انبرى لمثل ذلك لأن العالم الحر يرفض العنف ولا يقبل الظلم. وقفة تحية للقيادة‬ السعودية الحكيمة التي تعمل دائما من أجل العرب والمسلمين والسلام العالمي ومواقفها المعلنة برفض استهداف المدنيين وإزهاق أرواح الأبرياء، وتأكيدها على ضرورة مراعاة مبادئ القانون الدولي الإنساني، وجهودها وتواصلها الإقليمي والدولي لوقف الهجوم على قطاع غزة وموقفها الثابت تجاه مناصرة القضية الفلسطينية ودعم الجهود الرامية لتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

كيف تم اجهاض قرار إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان ؟

طلعت محمد الطيب

في بداية اعداد مسودة قرار حماية المدنيين في السودان ، تنصلت كل من الجزائر وموزمبيق وغيانا من مسؤوليتهم الدولية تجاه حماية المدنيين بدءا بالإنسحاب من المشاركة في صياغة " إعلان الإلتزام بحماية المدنيين " . وهو إعلان كان قد وقع عليه طرفي النزاع بجدة في ١١ مايو ٢٠٢٣م.
ثم سعت كل من الصين والجزائر وروسيا في اتجاه ادخال تعديلات فيها نوع من الاعتراف بحكومة بورتسودان وإدانة قوات الدعم السريع في الانتهاكات التي تحدث في ولايات الجزيرة ودارفور وسنار، وهو الأمر الذي استدعى أن يبادر مندوب فرنسا بالتقدم بمقترح يتضمن ضرورة ادخال ولاية الخرطوم كمجال حدث فيه انتهاكات واضحة وكبيرة ، وطبعا الاقتراح الفرنسى لم يجد قبول وترحيب من قبل الاطراف التي طالبت بالتعديلات لأن إنتهاكات ولاية الخرطوم تشمل جرائم الجيش بحق المدنيين السودانيين بشكل واضح ، كما ان وجاهة المقترحات الفرنسية تأتي من حقيقة أنه من غير المنطقي ان يدعو مشروع القرار إلي ضرورة التزام طرفي النزاع بوقف التصعيد والقتل والإنتهاكات، لأن ذلك لا يتسق مع تحميل احدهما وهو الدعم السريع في هذه الحالة، وحده مسؤولية تلك الانتهاكات.
هنا تدخلت المملكة المتحدة بإضافة كلمة ادانة " الكل ".
ويبدو ان الخلافات كانت في مجملها حول "لغة" القرار المقترح وقد ظهر ذلك جليا في المقترح الذي صاغته كل من المملكة المتحدة وسيراليون فيما يخص المتابعة في مدى إلتزام أطراف النزاع بوقف العدائيات monitoring and verification ودعت الامين العام للامم المتحدة للإطلاع بهذا الدور المهم والفعال بالتعاون مع منظمة الوحدة الإفريقية، وهنا تحفظت كل من الجزائر والصين وروسيا. ذلك التحفظ استدعي مندوب المملكة المتحدة إلي شطب منظمة الوحدة الإفريقية واستبدالها بعبارة " قيام السكرتير العام باشراك أطراف النزاع في العملية" ، وذلك في محاولة لارضاء الجميع والحصول علي موافتهم إذ يبدو أن كل من الجزائر والصين وروسيا تخشي من أن ذلك قد يؤدي إلي فتح الباب لتدخل قوات دولية.
ولكن وبرغم كل المساومات والحوارات والتفاهمات والتعديلات التي إجريت أربع مرات لدرجة إنها اضعفت من مشروع القرار ومن فعاليته في تقديري ، رغم كل ذلك، لم تتردد روسيا في إستخدام حق الفيتو من أجل إجهاضه !.

talaat1706@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • بعد قرار مذكرة اعتقال نتنياهو.. بهجت العبيدي: نطالب باستمرار الضغط الدولي على إسرائيل
  • حتى لاتتكرر كارثة إنهيار المنازل على رؤوس ساكنيه بأبين..!
  • انهيار منزل على رؤوس ساكنيه وسقوط ضحايا
  • صواريخ حزب الله أصابت مبنى في إسرائيل... شاهدوا حجم الدمار الذي لحق به (فيديو)
  • هذه هي المخططات الخفية التي تُدبّرها إسرائيل لتركيا
  • كيف تم اجهاض قرار إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان ؟
  • العراق يطالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات رادعة ضد إسرائيل
  • على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. مليشيات الحوثي تهدم منزلاً على رؤوس ساكنيه
  • مستشار حكومي:التحالف الدولي سيمنع إسرائيل من استهداف الحشد
  • اول تعليق حكومي بشأن شكوى إسرائيل ضد العراق امام مجلس الامن الدولي