رئيس وزراء كندا: الغارة الإسرائيلية على مستشفى في غزة أمر غير مقبول
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
وصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو اليوم الثلاثاء الغارة التي شنتها إسرائيل على مستشفى في غزة وتسببت في مجزرة راح ضحيتها المئات، بأنها أمر "مروع وغير مقبول على الإطلاق".
شاهد عيان يروي تفاصيل قصف مستشفى المعمداني في غزة (فيديو) إقرأ المزيد شاهد عيان يروي تفاصيل قصف مستشفى المعمداني في غزة (فيديو)وقال ترودو للصحفيين إنه "من غير المقبول قصف مستشفى".
هذا ودان رئيس الوزراء الكندي في وقت سابق ما وصفه بـ"تمجيد العنف" في المسيرات الداعمة لفلسطين في جميع أنحاء كندا، معتبرا أنها دعم لحركة "حماس"، وأعرب عن دعمه الثابت لإسرائيل.
وخلال مشاركته في مسيرة تضامن مع إسرائيل في أوتاوا حيث التقى بالجالية اليهودية، قال إن "تمجيد الموت والعنف والإرهاب ليس له مكان في أي مكان، بما في ذلك هنا على وجه الخصوص في كندا".
وأضاف: "إرهابيو حماس ليسوا مقاومة، وليسوا مقاتلين من أجل الحرية، إنهم إرهابيون. ولا ينبغي لأحد في كندا أن يدعمهم، ناهيك عن الاحتفال بهم"، مجددا دعم كندا لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها "وفقا للقانون الدولي"، قائلا: "نحن نقف معكم الليلة وغدا وكل يوم".
كما صرح رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو بأن حكومة بلاده جاهزة لتقديم كل المساعدات اللازمة لإسرائيل في ضوء تصعيد الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
وجاء في بيان صدر عن ترودو: "إلى أصدقائنا الإسرائيليين: الكنديون معكم. إن حكومة كندا جاهزة لدعمكم، ودعمنا للشعب الإسرائيلي لا يتزعزع".
ودان ترودو عملية "طوفان الأقصى"، داعيا لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، واعدا بالعمل مع شركاء كندا الدوليين من أجل إحلال السلام في المنطقة.
يذكر أن مساء اليوم الثلاثاء قصفت طائرات الجيش الإسرائيلي مستشفى "المعمداني" في وسط مدينة غزة، مخلفة 500 قتيل على الأقل وعشرات الجرحى في مجزرة جديدة.
ويتعرض قطاع غزة لقصف إسرائيلي بري وبحري وجوي منذ إطلاق حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر.
وقوبلت "طوفان الأقصى" بعملية "السيوف الحديدية" الإسرائيلية، حيث يشن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
وبلغت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي نحو 3000 قتيل وأكثر من 12 ألف جريح في القطاع، و61 قتيلا وأكثر من 1500 جريح في الضفة الغربية.
أما على الجانب الإسرائيلي، فقد قتل ما يزيد عن 1400 شخص بينهم 291 ضابطا وجنديا، فيما أسرت "حماس" أكثر من 200 إسرائيليا.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: طوفان الأقصى الاستيطان الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة تويتر طوفان الأقصى غوغل Google فيسبوك facebook قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مستشفى كمال عدوان شاهد على جريمة الإبادة الإسرائيلية
في مستشفى "كمال عدوان" بشمال قطاع غزة المنكوب، يئنّ المرضى والجرحى بلا أدوية ولا تدخلات طبية، حيث تنعدم الإمكانات جراء حصار إسرائيلي مطبق وحرب إبادة متواصلة بالشمال منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويواجه المرضى والمصابون في المستشفى أوجاعهم بعيدا عن أنظار العالم، ودون تلقّيهم الحد الأدنى من العلاج، فقد أصبح أقصى آمالهم الحصول على أدوية مسكنة تخفف من وطأة آلامهم.
يقول أحد المرضى في الثلاثين من عمره، طلب عدم ذكر اسمه، إن ظروف إصابته صعبة للغاية، إذ يحتاج إلى تركيب أسياخ بلاتين في القدم إلا أنها غير متوفرة في شمال القطاع.
ويضيف بصوت متعب "أوصلوني إلى المستشفى عقب الإصابة بعربة يجرّها حمار، ولا يوجد هنا إسعافات أو خدمات صحية. لا يوجد شيء كما لا يوجد أطباء في المستشفى من أجل المتابعة الصحية أو تقديم الخدمات".
وعبر الشاب الفلسطيني عن حسرته على عدم وجود أدوية مسكنة تخفف من حدة آلامه التي تؤرّق ليله، قائلا إن "المحلول الغذائي هو أكثر ما يمكن أن يتلقاه المريض أو المصاب مهما اختلفت طبيعة جراحه، وفق ما أفاد به فلسطينيون داخل المستشفى".
ويقول مريض آخر، لم يذكر اسمه، إنه يعيش رغم وضعه الصحي المتردّي على المحاليل الملحية فقط، مضيفا "من يقدم الخدمة هنا هم متطوعون، لكن لا يوجد كوادر طبية أو إمكانات لمساعدتنا من خلالها".
وأوضح أن الآلام تحول بينه وبين النوم في ساعات الليل "طوال ساعات الليل أصرخ من الألم لكن لا يوجد مسكنات. هنا نأخذ المحلول فقط، حتى المضادات الحيوية غير موجودة كما تغيب عن محافظة شمال قطاع غزة مقومات الحياة حتى الطعام".
حسام أبو صفية: الأوضاع تزداد سوءا يوما بعد يوم (الجزيرة) نكبة صحيةويقول مدير مستشفى "كمال عدوان" حسام أبو صفية "إن كل يوم يمر منذ بدء الإبادة في محافظة الشمال يزداد فيه الوضع سوءا؛ فالمنظومة الصحية لا تزال منكوبة، ونقدم الخدمة بحد أقل من الأدنى".
كما أكد شحّ توفر الإمكانات الطبية في محافظة الشمال عموما ومستشفى كمال عدوان، مشيرا إلى أن إسرائيل تواصل رفضها وصول الوفود الطبية ذات التخصصات الجراحية إلى محافظة الشمال.
ووفق أبو صفية، فإن إسرائيل ترفض وصول مركبات الإسعاف إلى المحافظة التي تشهد قصفا جويا ومدفعيا متواصلا يتسبب بإحداث مجازر يذهب ضحيتها عشرات الفلسطينيين في كثير من الأحيان.
وما حدث في محافظة شمال قطاع غزة، على مدار أكثر من 40 يوما، يوصف بأنه "مدمٍ"، وفق أبو صفية الذي يضيف "الأحداث الجارية هنا مؤلمة، تدمي القلوب".
ويوضح أن المستشفى "يصله نداءات استغاثة لنساء وأطفال من تحت ركام منازلهم التي يدمرها القصف الإسرائيلي، لكن دون أن يكون بمقدورهم تقديم أي نوع من العون والمساعدة. وفي اليوم التالي، تختفي أصوات الاستغاثة من تحت الركام، ونعلم أن من كان حيا استشهد، فتحولت منازلهم إلى قبور لهم".
ويأتي ذلك ـ حسب أبو صفية- في ظل عدم توفر الإمكانات لدى الطواقم المختصة في محافظة الشمال "لإزالة الأطنان الكبيرة من الركام وإنقاذ المصابين، فضلا عن عدم وجود أي مركبة إسعاف تعمل في المكان".
ويرى أبو صفية أن الوضع "مؤلم وكارثي، والمؤسف أننا وجهنا نداءات استغاثة للعالم دون مجيب.. لا يوجد مجيب فأي من مدّعي الإنسانية غير قادر على خرق الحصار المطبق على الشمال".
وشدد على ضرورة كسر الحصار عن المحافظة، وإدخال الوفود والمساعدات والمستلزمات الطبية ومركبات إسعاف ولو كانت واحدة من أجل نقل المصابين وإنقاذ حياتهم.
كما أشار إلى أن هذا النقص الحاد بالإمكانات الذي يتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إيقاعه بالمنظومة الطبية في محافظة الشمال يتسبب بشكل أو بآخر بقتل المرضى والجرحى جراء نقص العلاجات.
ورفضت إسرائيل مرارا، وفق ما أفاد به مسؤولون دوليون وأمميون، دخول أدوية ومستلزمات طبية وأغذية إلى المحافظة المنكوبة، بهدف إجبار سكانها على الهجرة القسرية تحت وطأة الجوع والتقتيل.
تحذيراتوحذر مسؤولون فلسطينيون مرارا من فقدان مرضى وجرحى جراء نقص الإمكانات الطبية في شمال القطاع، كما أطلقوا على مدار أكثر من 40 يوما من الإبادة الإسرائيلية للمحافظة نداءات استغاثة لمؤسسات ومنظمات دولية وأممية تعنى بالمجال الصحي، لكن دون جدوى.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحا بريا في شمال قطاع غزة، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
ورغم ذلك، تحاول المستشفيات الثلاثة الرئيسة في المحافظة، "كمال عدوان" و"الإندونيسي" و"العودة"، العمل بأقل الإمكانات وبطبيب واحد أو اثنين وفي ظل نفاد مخزونها من الأدوية والمستهلكات الطبية، لتقديم الحد الأدنى من الخدمة للجرحى والمرضى.