مليشيا الدعم السريع شرعت في تنظيم المواصلات والأسواق وفتحت مراكز صحية ومحاكم ونيابات في عدد من مناطق العاصمة الخرطوم.

الخرطوم: التغيير

كشف شهود عيان لـ«التغيير» عن شروع مليشيا الدعم السريع في ممارسة عمل الحكومة في عدة مناطق بالعاصمة السودانية الخرطوم.

وأكدوا أنها فتحت أقسام شرطة بجنوب الخرطوم والحاج يوسف بشرق النيل، بجانب فتح نيابات ومحاكم يديرها موظفون يتبعون لها بعد توقف جميع المحاكم والنيابات بسبب الحرب، كما بدأ العمل في المحكمة الجنائية لمحاكمة المتشبه في صلاتهم بالجيش، والمجرمين الآخرين.

وينتشر عناصر الدعم السريع في مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم منذ اندلاع حربهم ضد الجيش منتصف أبريل الماضي، ويقومون بنشر ارتكازات والتحكم في حركة المواطنين، الأمر الذي دفع كثيرين لمغادرة مساكنهم.

سجن ومحاكم

وبحسب مواطنين تحدثوا لـ«التغيير»، فإن مليشيا الدعم السريع فتحت سجن سوبا، بجانب وجود معتقلات في المزرعة الصينية جنوب السلمة- البقالة والمدينة الرياضية.

وأفادوا بأن الشرطة العسكرية التابعة للمليشيا نظمت حملة واسعة على ما أسمته الظواهر السالبة حيث تم حرق أسواق دقلو وأماكن بيع الخمور في مناطق مايو والصهريج عد حسين وجوار السوق المركزي الخرطوم.

وأكدت مصادر «التغيير» أن حرق الأسواق لمنع تسرب عناصر الدعم السريع المتفلتين إلى الأسواق أثناء سير المعارك.

كما شرعت الشرطة العسكرية للمليشيا في تنظيم المواصلات والأسواق بعدد من المناطق بجنوب الخرطوم، وبحسب الشهود تم فتح مركز صحي بحي الأزهري.

وقال مواطنون إنهم استردوا حقوقهم ومنهوباتهم بعد فتح بلاغات في محاكم الدعم السريع ودفع الرسوم المقررة.

فيما وصف آخرون المحاكم والنيابات بالعشوائية التي لا تتوفر فيها أبسط مقومات العدالة ولا دفاع ولا محامين، وأشاروا إلى أن السارق والشرطي والقاضي كلهم يتبعون للدعم السريع أحياناً.

ارتكازات ورسوم

إلى ذلك، شكا مواطنون من وجود ارتكازات لمليشيا بمناطق الحاج يوسف تقوم بفرض رسوم مرور تبدأ تصاعدياً من ألف جنيه للراجلين وتتدرج حتى تصل إلى 10.000 جنيه لأصحاب السيارات والمواتر و«الركشات» و«الكاورو» بحسب المنقولات، ودفع رسوم مرور لأصحاب المواتر.

وتعتبر مناطق جنوب الخرطوم والحاج يوسف من أكثر المناطق المأهولة بالسكان حيث لم يغادر عدد كبير من المواطنين منازلهم، فيما تشهد الخدمات تذبذباً لكنها تعتبر أفضل الأحياء حاليا بالعاصمة من حيث المياه «آبار» والكهرباء، وتعمل المواصلات بشكل متقطع من وإلى السوق المركزي الخرطوم.

وتشهد مناطق جنوب الخرطوم بين الحين والآخر سقوط قذائف للطيران ودانات «عشوائية».

ودرجت مليشيا الدعم السريع منذ فترة على نشر أخبار عن تفقد عدد من قادتها للمواطنين بمناطق في الخرطوم، والإعلان عن تقديم مساعدات إنسانية وإعادة فتح مراكز صحية ومحطات مياه وصيانة إعطال، مشيرة إلى أن ذلك بتوجيه من قائدها محمد حمدان دقلو «حميدتي».

الوسومالأزهري الجيش الحاج يوسف الخرطوم السودان حرب 15 ابريل شرق النيل مليشيا الدعم السريع نيابات

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأزهري الجيش الحاج يوسف الخرطوم السودان حرب 15 ابريل شرق النيل مليشيا الدعم السريع نيابات ملیشیا الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

عمران يرصد حياة الناس في الخرطوم بحري بعد تحريرها من الدعم السريع

ونقل البرنامج آثار الحرب التي عاشتها المدينة خلال العامين الماضيين حيث كانت بقايا الرصاص والسيارات المحترقة متناثرة في الشوارع.

والتقى الفريق عددا من سكان المدينة وتحدث معهم عن الظروف التي عاشوها خلال الحرب وعن أوضاع بيوتهم بعد عودتهم لهم إبان تحريرها.

ومن بين السكان الذين التقاهم عمران، صلاح علي حسين الذي قال إنه غادر المدينة خلال الحرب ثم عاد إليها من جديد لكنه لم يجد شيئا مما تركه فيها.

وكان صلاح يعمل سائقا دوليا في المملكة العربية السعودية في السابق لكنه اليوم يقوم بجمع الحطب وبيعه لكي يتمكن من مواجهة أعباء الحياة، كما قال.

ورصد البرنامج بعضا من مظاهر فرح أهل المدينة بعودتهم لبيوتهم التي هجروها شهورا طويلة بسبب احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

واستقبل عمران عددا من المسنين خلال عودتهم من مدينة شندي إلى الخرطوم بحري ونقل مظاهر فرحتهم بقدرة الجيش على دحر قوات الدعم السريع من مدينتهم.

ثناء على تضحيات الجيش

وفي منطقة الكدرو، التقى عمران واحدا من السكان الذي أثنى على تضحيات رجال الجيش من أجل استعادة السيطرة على المدينة. وقال إنهم وجدوا المدينة مثل الغابة بعد عودتهم إليها، وإنهم عازمون على إعادة بنائها.

إعلان

وبدأ السكان تنظيف الشوارع من بقايا الحرب ومن الحشائش التي ظهرت فيها بسبب هجرة سكانها، وهم يواجهون ظروفا صعبة جدا ويعتمدون على التكايا في طعامهم، كما أخبروا "عمران".

ولم يكن دخول البرنامج للمدينة أمرا سهلا كما قال مقدمه سوار الذهب علي لأنه جاء بعد أيام قليلة من استعادة الجيش السيطرة عليها، وهو أمر أثنى عليه عدد من سكان الخرطوم بحري الذين كانوا يقفون وسط الدمار الذي خلّفته الحرب.

وتحدث الجيش مع 3 شقيقات قدمن مع أولادهن من مدينة أم القرى هربا من القصف، وسكن في بيت شقيقتهن التي اقتسمته معهن ويتشاركن ما يصل إليهن من طعام وشراب في ظل الظروف الصعبة الراهنة.

وقال القادمون من مدن أخرى إنهم تركوا بيوتهم عامرة بسبب الحرب ونزحوا إلى الخرطوم بحري بعد تحريرها، وإنهم يعيشون على ما تقدمه لهم التكايا أو الجيران من طعام.

ووصل عدد السكان في أحد البيوت التي دخلها عمران إلى 44 شخصا بين رجل وامرأة وطفل يعيشون جميعا على التكافل المجتمعي.

ورغم الفقر والتراجع الحاد في الإمكانيات، يبدو الناس سعداء فرحين بتحرير المدينة ويبدون استعدادا كبيرا لاستئناف حياتهم بعيدا صعوبة الظروف. وقد أكدوا ترحيبهم بكل من يأتي إليهم من مناطق أخرى.

4/3/2025

مقالات مشابهة

  • تحرير مصريين مختطفين علي يد مليشيا الدعم السريع بالتنسيق مع السودان
  • مليشيا الدعم السريع لا وجود لها في أرض الواقع والسودان الآن يواجه حرب إقليمية ودولية؟
  • قائد في الجيش السوداني: الدعم السريع يرتب لانسحاب وشيك من الخرطوم
  • مقتل طفل وإصابة آخرين في قصف للدعم السريع على أم درمان
  • 6 قتلى بقصف نفذته الدعم السريع على مخيم للنازحين في دارفور
  • مجزرة جديدة لميليشيا الدعم السريع في الفاشر بالسودان
  • المصباح أبو زيد ..”مليشيا الدعم السريع” تلفظ آخر أنفاسها
  • عمران يرصد حياة الناس في الخرطوم بحري بعد تحريرها من الدعم السريع
  • لجان مقاومة الديوم الشرقية: قتيل و إصابة عشرات المواطنين في هجوم للدعم السريع 
  • أثر تحرير محلية شرق النيل وجسر المنشية على العمليات بالخرطوم