مبادرة الحزام والطريق الصينية في إفريقيا.. البنية التحتية والتنمية والديون
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
مبادرة الحزام والطريق الصينية (BRI)، مشروع بتكاليف مليارية دولار تم تأسيسه منذ عقد من الزمن، وشهد مشاركة حوالي 150 دولة، وبشكل أساسي في أفريقيا.
بينما ساهمت مبادرة الحزام والطريق في تطوير الطرق والسكك الحديدية والبنية التحتية في العديد من هذه الدول، أثارت أيضًا مخاوف بشأن ارتفاع أعباء الديون.
وفيما يلي استعراض لتأثير مبادرة الحزام والطريق في كينيا وزامبيا وغيرها من الدول الإفريقية، وتسليط الضوء على الفرص والتحديات التي تثيرها المبادرة الطموحة للصين.
سكة حديد كينيا القياسية (SGR): ركن النجاح والجدل
أُشيد بسكة حديد كينيا القياسية (SGR)، التي تم افتتاحها قبل ست سنوات، كنجاح كبير، حيث ساهمت بشكل كبير في تقليل أوقات السفر بين المدن.
في السابق، كانت الرحلة من مومباسا إلى نيروبي تستغرق ما يصل إلى 10 ساعات، لكن الآن تأخذ من خمس إلى ست ساعات فقط.
يقدر الركاب على متن القطار السرعة الكبيرة وفعاليته في التنقل، وبشكل خاص المسافرون من رجال الأعمال.
على الرغم من رضا المسافرين عن الكفاءة في وسائل النقل، أبدى بعضهم عدم الارتياح من مقاعد الدرجة الاقتصادية.
ومع ذلك، أكدوا على سلامة القطار كوسيلة للنقل وأثنوا على المناظر الطبيعية الخلابة التي يوفرها، بما في ذلك لمحات من الحياة البرية.
مولت كينيا بناء خطوط السكك الحديدية التي تربط مدينة مومباسا البحرية بنيروبي ونيروبي بنيفاشا عبر الاقتراض بنحو 5 مليار دولار من الصين.
تُعد هذه السكك الحديدية جزءًا من جدول الأعمال الخارجي الطموح للرئيس الصيني شي جين بينج، الذي يهدف إلى إنشاء شبكة عالمية للبنية التحتية والتجارة والاتصالات، بهدف توصيل كينيا بالدول المجاورة، بما في ذلك أوغندا ورواندا وجنوب السودان.
يعترف الاقتصادي الكيني فيكتور كيموسوب بفوائد مشروع مبادرة الحزام والطريق، خاصة فيما يتعلق بنقل البضائع والبضائع، ومع ذلك، يسلط الضوء على المجالات المحتملة للتحسين، مثل شروط السداد ونماذج التعويض.
يشير كيموسوب إلى أن فترة السداد، التي تمتد من 20 إلى 30 عامًا، هي مشروعة وربما تتطلب إعادة النظر.
بالإضافة إلى ذلك، يشير إلى أن نموذج التعويض يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع تكاليف التنمية وتعرضها للفساد.
خلال مرحلة البناء، أعرب النقاد عن مخاوف بشأن التأثير المحتمل لسكة الحديد القياسية (SGR) على الحياة البرية، ولا سيما مع عبور السكة الحديدية من حديقة نيروبي الوطنية، مما أثار قضايا الحفاظ على البيئة.
أعلن نائب رئيس كينيا، ريجاثي جاتشاجوا، خططًا لزيارة الرئيس ويليام روتو القادمة إلى الصين، بما في ذلك طلب قرض إضافي بقيمة مليار دولار أمريكي لإكمال مشروعات بناء الطرق المتعثرة وتمديد مدد الأقساط للقروض الحالية.
الدول الإفريقية ومبادرة الحزام والطريق: التحديات والفرص
تعتبر الدول الإفريقية شركاء طبيعيين في مبادرة الحزام والطريق الصينية، وذلك بسبب نمو سكانها المتزايد والحاجة الملحة لتطوير البنية التحتية.
إن طلب إفريقيا من الطرق والسكك الحديدية والموانئ يتوافق مع الخبرة والموارد الصينية، وبالإضافة إلى ذلك، تقدم إفريقيا موارد أساسية مثل النحاس والكوبالت، وهي أمور حيوية لقطاع التصنيع الصيني.
قد اعتمدت بعض البلدان مثل إثيوبيا وزامبيا مشاريع بنية تحتية ضخمة بنيت من قبل الصين، ومع ذلك، واجهت زامبيا صعوبة في إدارة عبء الديون الناتجة عن هذه المشروعات وأصبحت أول دولة تتخلى عن ديونها خلال جائحة كوفيد 19.
وسعى الرئيس الزامبي حكيندي هيشيليما إلى إعادة هيكلة قروض الدولة مع الصين وشارك في مناقشات مع القيادة الصينية.
تركز الانتقادات الواردة من الغرب على ممارسات الإقراض التي تقوم بها الصين للدول التي تواجه صعوبات اقتصادية، وتشدد على ضرورة تخفيف الديون للدول التي تكافح مع ديون غير مستدامة.
وشددت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين على ضرورة التصدي لهذه المخاوف.
بينما يصور البعض الصين كمنشغلة بنشر شباك الديون بفعالية للوقوع في فخ الديون، يرى محللون أن هذا التصوير يبسط واقع أكثر تعقيدًا.
انضمت العديد من الدول إلى مبادرة الحزام والطريق خلال فترة من النمو الاقتصادي القوي، دون توقع تحديات كبيرة مستقبلًا.
وقد أثرت عوامل مثل جائحة كوفيد 19، التي أثرت بشكل مبالغ فيه على العالم النامي، وصدمات الاقتصاد العالمي، بما في ذلك حرب أوكرانيا، على الأسس الاقتصادية، بشكل خاص بالنسبة لدول إفريقيا، وهي من كبار مستوردي الغذاء والنفط.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن القروض الصينية لأفريقيا قد انخفضت إلى أدنى مستوياتها خلال عقدين.
بينما تظل مبادرة الحزام والطريق سمة مركزية في سياسة الصين الخارجية، فإن بكين قد تنقل تركيزها نحو استثمارات أصغر حجمًا مع تطور المشهد الاقتصادي الدولي.
في الختام، جلبت مبادرة الحزام والطريق فرصًا وتحديات عديدة لدول إفريقيا، مع تأثيرات متنوعة عبر البلدان المختلفة.
بينما تحمل مبادرة الحزام والطريق إمكانيات كبيرة لتطوير البنية التحتية ووسائل النقل والتجارة، فإن التعامل مع مسائل مثل شروط السداد ونماذج التعويض الواقعية أمر بالغ الأهمية.
وبينما تتكيف إفريقيا مع ديناميات العالم المتغيرة ومشهد التنمية الذي يتغير، يجب على الدول أن تجتاز رحلة التعامل مع الديون والاستثمار والنمو الاقتصادي بشكل معقد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مبادرة الحزام والطريق الصين أفريقيا مبادرة الحزام والطریق بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
10 مليارات جنيه استثمارات البنية التحتية الرقمية التكنولوحية للجامعات في 2024
أولت وزارة التعليم العالى والبحث العلمي اهتمامًا كبيرًا بملف التحول الرقمي، إذ أصبح التحول الرقمي بالجامعات ضرورة حتمية ولا بديل عنه لتنفيذ أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، فقد خطت الجامعات خطوات جادة وسريعة في هذا الملف خلال عام 2024 لتحويل الجامعات إلى جامعات الجيل الرابع في جميع المجالات التعليمية والبحثية.
دعم استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية بالجامعاتوأكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الوزارة تدعم استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية، إذ استخدمت الوسائل الرقمية؛ لتحسين تقديم المحتوى التعليمي وتفاعل الطلاب معه، مشيرًا إلى الخطوات الجديدة التي اتخذتها الوزارة نحو التحول الرقمي في 2024، إذ قامت بتنفيذ خطة شاملة للتحول الرقمي في الجامعات المصرية، تحت عنوان «التحول الرقمي والرؤية المُستقبلية»، والتي تتكامل مع المبادئ الـ7 للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، وهي (التكامل، التخصصات المُتداخلة، الاتصال، المُشاركة الفعالة، الاستدامة، المرجعية الدولية، الريادة والإبداع)، وذلك من خلال 3 محاور رئيسية، (بناء وتطوير أساس رقمي مركزي، مهارات خريج المستقبل 2050، ومؤسسات تعليم عالي ذكية وفعالة).
إطلاق أول تجربة دمج للذكاء الاصطناعي التوليدي بجامعة عين شمسوكشف الوزير عن أنه جرى ضخ استثمارات بقيمة 10 مليارات جنيه في تطوير البنية التحتية الرقمية بالجامعات الحكومية، وكذلك إطلاق أول تجربة دمج للذكاء الاصطناعي التوليدي بأحد المواد الدراسية بجامعة عين شمس من خلال التعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وشركة مايكروسوفت العالمية؛ بهدف استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لدعم الطلاب بمهارات سوق العمل من خلال المُقررات الدراسية تمهيدًا لتعميمها على باقي البرامج الدراسية بالجامعات المصرية.
وقال وزير التعليم العالي في بيان سابق، إن التحول الرقمي وربط الذكاء الاصطناعي بمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي، يُعد من أولويات عمل الوزارة خلال الفترة المقبلة، وينقسم مشروع التحول الرقمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى 6 محاور رئيسية، هي: (الحرم الجامعي الذكي، إجراء الاختبارات الإلكترونية، المنصات والبوابات الإلكترونية، تطوير البنية التحتية، وتطوير النظم والتطبيقات من خلال تفعيل نظام إدارة التعليم وتطوير المحتوى التعليمي الجامعي).
اختبارات القدرات للجامعات المصرية إلكترونياوأقيمت اختبارات القدرات للجامعات المصرية في إطار منظومة الحكومة الإلكترونية، نظرًا لما تشهده من تحول رقمي في جميع المجالات والخدمات التي تقدمها الدولة بجميع أجهزتها، حيث قامت أمانة المجلس الأعلى للجامعات بالعمل على تطوير برنامج التقديم، وأصبح بإمكان طلاب الثانوية العامة التسجيل ودفع الرسوم الخاصة بالاختبارات بشكل إلكتروني عبر موقع التنسيق الإلكتروني، وشهد البرنامج تسهيلات غير مسبوقة للطلاب، حيث تتيح هذه الخدمة الجديدة للطلاب توفير الوقت والجهد، حيث يمكنهم إتمام جميع الإجراءات اللازمة من المنزل دون الحاجة إلى زيارة أي مكان، كما يضمن النظام الإلكتروني سرية وسلامة البيانات.
وأشار الدكتور شريف كشك مساعد الوزير للحوكمة الذكية، إلى أنه تم تدريب 800 عضو هيئة تدريس خلال العام على آليات دمج تكنولوجيا الحوسبة السحابية، وتحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي في المقررات الدراسية، كما جرى تدريب 70 من العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات بالجامعات المصرية على أحدث تكنولوجيات الحوسبة السحابية، إلى جانب فتح باب التقديم للدفعة الثالثة لبرنامج أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم في مبادرة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالتعاون مع أمازون ويب سيرفيسز (AWS)، إضافة إلى تدريب أكثر من 500 موظف بالمرحلة الأولى من البرنامج التدريبي الذي نفذته وزارة التعليم العالي بالتعاون مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لتدريب العاملين بالجامعات في إطار مبادرة «تعليم عالِ آمن رقميَّا».