تنديد بقرار فرنسا وضع ناشطة فلسطينية قيد الإقامة الجبرية تمهيدا لطردها
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
فرضت فرنسا الإقامة الجبرية على الناشطة الفلسطينية مريم أبو دقة، عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تمهيدا لطردها من البلاد، وسط تنديد واسع بهذا الإجراء من قبل سياسيين فرنسيين وناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن السلطات الأمنية اعتقلت أبو دقة (71 عاما)، قبل أن تضعها قيد الإقامة الجبرية، تمهيدا لترحيلها من البلاد، وأوضحت أن الخطوة تأتي في سياق التوتر المرتبط بالصراع بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.
وجاء في المبررات التي ساقتها السلطات الفرنسية لطرد الناشطة الفلسطينية، التي استشهد 27 فردا من عائلتها في العدوان المستمر الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 11 يوما، أن الإجراء يأتي نظرا "للتهديد الذي تمثله (أبو دقة) للنظام العام في السياق الحالي الذي يتسم بالتوتر الشديد المرتبط بالحرب بين إسرائيل وحماس" وفق مصادر صحفية محلية.
أسف واستغراب
واستغربت أبو دقة الإجراءات التعسفية التي اتخذتها السلطات الفرنسية ضدها، وقالت -في تصريح أدلت به لوسائل إعلام فرنسية- إن السلطات صادرت حقها في التعبير وأمرتها بعدم الحديث عما يجري في بلدها. كما ألغت تأشيرتها، وألزمتها بمراجعة قسم الشرطة يوميا.
وأعربت عن أسفها العميق للخطوة الفرنسية، موضحة أنها جاءت إلى البلاد بطريقة شرعية، وأضافت "لا أملك الحق في التعبير أو الحديث عنهم (فيما يبدو أنه إشارة إلى من استشهدوا من عائلتها) والآن يقولون لي إن عليّ أن آتي إلى قسم الشرطة يوميا، وإن تأشيرتي ألغيت. يأمرونني بعدم التحدث. لماذا؟ أين الديمقراطية؟"
وكانت الناشطة الفلسطينية قَدِمت إلى فرنسا للمشاركة في مؤتمر "حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، وقد حصلت على تأشيرة لزيارة فرنسا لمدة 50 يومًا من القنصلية الفرنسية في القدس المحتلة، وذلك في شهر أغسطس/الماضي.
تعاطف واسع
وأعلن ناشطون وسياسيون فرنسيون تضامنهم مع أبو دقة، واعتبر سياسيون ونواب من حركة "فرنسا الأبية" أن اعتقال أبو دقة يمثل عارا على السلطات الفرنسية، خاصة لكونها مُسّنة، وطالبوا بإلغاء أمر الطرد والإقامة الجبرية الصادر بحقها.
وقال النائب عن "فرنسا الأبية" جيروم ليجافر، في تغريدة على حسابه بمنصة "إكس" (تويتر سابقا) "فضيحة! مريم أبو دقة، مقاومة فلسطينية من أجل حقوق المرأة، معرضة للطرد الذي قرره جيرارد دارمانان، أؤيد المناشدات المطالبة بإلغاء هذا القرار وأعبر عن تضامني مع السيدة أبو دقة والجمعيات الفلسطينية في فرنسا".
كما غرّد الناشط توفيق طاهاني في حسابه بنفس المنصة "أمر طرد فاضح من وزير الداخلية ضد شخصية فلسطينية كبيرة من غزة، مريم أبو دقة 71 عاما، فقدت 27 فردا من عائلتها أثناء القصف الإسرائيلي".
من جانبه قال النائب عن "فرنسا الأبية"، توماس بورت، إن الخطوة التي اتخذت ضد الناشطة الفلسطينية تأتي في إطار ما وصفه بالتزام فرنسا بدعمها الأعمى لحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية.
وطالب بالإفراج الفوري عن مريم أبو دقة، وقال إنه يجدد دعمه للجمعيات الفلسطينية المناضلة في فرنسا.
واتخذت فرنسا موقفا داعما للاحتلال الإسرائيلي منذ عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس ضد الاحتلال، وأسفرت عن مقتل نحو 1400 شخص، من بينهم 291 من جنود وضباط جيش الاحتلال.
وقد رد الاحتلال بشن غارات وحشية على قطاع غزة، تسببت حتى الآن في استشهاد أكثر من 3 آلاف شخص، وجرح 12 ألفا و500 شخص معظمهم من الأطفال والنساء.
وأعلنت فرنسا الجمعة الماضي حظر المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني في جميع أنحاء البلاد، وبرر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الحظر بأن المظاهرات قد تتسبب في "الإخلال بالنظام العام" في فرنسا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الخارجية الفلسطينية تطالب بحماية المرأة الفلسطينية من جرائم الاحتلال الإسرائيلي
المناطق_واس
طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بحماية المرأة الفلسطينية من جرائم القتل والإبادة الجماعية، التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها في قطاع غزة والضفة الغربية.
أخبار قد تهمك الخارجية الفلسطينية تدين عرقلة قوات الاحتلال وصول المصلين للمسجد الأقصى 7 مارس 2025 - 7:32 مساءً الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منازل جديدة شمال الضفة الغربية 5 مارس 2025 - 5:34 مساءً
وأكدت الخارجية الفلسطينية في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 مارس من كل عام، على حق النساء والفتيات الفلسطينيات في العيش بأمان وسلام، والتمتع بالحماية القانونية اللازمة من جريمة الإبادة الجماعية ومن عدوان الاحتلال الاسرائيلي غير القانوني المستمر والممنهج واسع النطاق.
وأوضحت أن النساء الفلسطينيات هن الأكثر تضررًا وتأثرًا بجرائم وسياسات الاحتلال غير القانوني، حيث استشهدت أكثر من 12300 امرأة، وذلك على مدى أكثر من 519 يومًا، كما تعرضت آلاف النساء للتشريد القسري، وفقدان أبسط حقوقهن الإنسانية، فيما تواجه 21 امرأة فلسطينية ظروف اعتقال قاسية وغير إنسانية داخل معتقلات الاحتلال.
وفي ذات السياق، وثّقت وزارة الصحة الفلسطينية في تقرير صدر عنها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة قتل الاحتلال الإسرائيلي 12316 امرأة فلسطينية، وفقدت 13901 امرأة مُعيلها خلال العدوان على قطاع غزة.
وأوضح التقرير أن 50 ألف امرأة حامل وضعن مواليدهن في ظروف غير إنسانية، بالإضافة إلى إصابة 162 ألف امرأة بالأمراض المعدية، داخل مراكز الإيواء وخيام النازحين المنتشرة في القطاع، بعد أن دمر الاحتلال معظم المنازل والبنية التحتية، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي على القطاع تسبب في إعاقة نحو 2000 امرأة وفتاة من بينها بتر الأطراف، بالإضافة إلى حالة الجوع والعطش والتهجير التي تعيشها المرأة الفلسطينية في القطاع، في ظل استمرار حلقات الحصار الإسرائيلي.